يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فبعد أن تدخلت السفارة الأمريكية في القاهرة للافراج عن رئيس حزب الغد وقتها أيمن نور، والذي سجن على خلفية اتهامه بتزوير توكيلات تأسيس حزبه، حيث انتقدت واشنطن حينها بحدة اعتقـال نـور ودعت مـرات عدة إلى الإفـراج عنه، حتى أن افتتاحية صحيفة واشنطن بوست كانت قد دعـت الرئيـس الأسبق حسني مبارك لاطلاق سـراح نور، ليضمن استقباله في البيت الأبيض، وفي الآونة الأخيرة سار النائب المقال توفيق عكاشة على خطى أيمن نور، حيث شوهد وهو ينتظر في مبنى القنصلية الأمريكية، على الرغم من مكونه مدرجًا على قوائم الممنوعين من السفر، على خلفية تزويره لشهادة الدكتوراة التي ادعى أنه يحمل درجتها، أي أن فكرة الحصول على تأشيرة إلى الولايات المتحدة مستبعدة من أغراض زيارته إلى هناك.
كثير من المحللين رجحوا أن يكون زيارة توفيق عكاشة إلى القنصلية الأمريكية في مصر سببها الرئيس هو سعيه إلى إقناع الإدارة الأمريكية إلى التدخل بصورة أو بأخرى في قضية تزويره لشهادة الدكتوراة، على غرار ما قام به أيمن نور إبان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مشيرين إلى أن ظهور توفيق عكاشة في القنصلية الأمريكية، يشير إلى أنه فقد جميع الأوراق التي كان يمتلكها ويمكنه اللعب بها من أجل العودة مرة أخرى إلى أي دور يستطيع أن يقوم به مرة أخرى سواء أكان سياسيًا أو إعلاميًا، مرجحين أن ينضم إلى القنوات الإخوانية في الخارج حال رفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر.
شهادة الدكتوراة التي اتهم عكاشة بتزويرها، كان موقع "انفراد" قد قد انفرد بنشر مستندات تزويرها، حيث جاء في رد المجلس الأعلى للجامعات على إدارة مكافحة جرائم التزييف والتزوير، حول هذا الشأنه بأنه تم مراجعة إدارة المعادلات بشأن الدرجة العلمية المشار إليها وأتضح أنه لم يسبق صدور أية قرارات أو توصيات بشأنها ولم يرد للإدارة أي طلب لمعادلة الدرجة المذكورة، وإنه تمت مراجعة إدارة المكتبة الرقمية بالمجلس الأعلى للجامعات، وأتضح أن الجامعة ليست ضمن الجامعات المعترف بها، ولا يوجد أي بيان يشير إليها كجامعة معترف بها.