"ومن الحب ما قتل ".. فتاة مسيحية اختفت فى ظروف غامضة، وتعددت رويات ذويها وأهالى القرية بالاقصر، مما كادت تتسبب فى فتنة طائفية جديدة بجنوب الصعيد، حيث ظهر شاب فجأة ادعى أنه زواجها، فيما اكدت أسرتها انها تتلقى العلاج فى القاهرة، وهو ما نفاه الأهالى مؤكدين انها فور اعتناقها الاسلام، تم نقلها إلى دير بعيد، لعدولها عن عقيدتها، وفى اخر المشهد يظهر الأمن أمام الدير لمحاولة فض الأزمة وإخماد النيران قبل اشتعالها.
وفى غفلة من الزمن، وبدون مقدمات ،تصاعدت وتيرة الأزمة فى نجع المهيدات بالعديسات قبلى التابعة لمدينة الطود جنوب الأقصر، نتيجة خروج الأهالى منذ أمس الأول الخميس للإحتشاد أمام منزل جرجس خليل، أحد أقباط النجع، فى محاولة للكشف عن مكان "أميرة"، الطالبة بالصف الثالث الثانوى، البالغة من العمر 18 عامًا، إحدى الفتيات المسيحيات، عقب اختفائها، إثر أنباء عن اعتناقها الدين الإسلامى.
إبراهيم محمد شاب مسلم بالقرية أفصح عن علاقته بالفتاة وأكد أنها زوجته وأن بينهما حالة عشق، فيما أكدت أسرتها أنه قام بتهديدها وتحريضها على الهرب وهدد الفتاة بقتل أهلها ، موضحين أن الأسرة أرسلتها إلى أحد افراد العائلة خارج المحافظة خوفا عليها.
البداية، كانت بإستدعاء المدرسة للطالبة أميرة جرجس خليل، الطالبة بالصف الثالث الثانوى، نتيجة تغيبها عن المدرسة منذ الترم الأول، رغم تفوقها فى الدراسة وحصولها على المركز الأول بين أقرانها، ما أدى الى قيام المدرسة بإستدعائها لتكريمها بصفتها الطالبة الأولى، إلا أن الأمر انتهى بعدم الرد على المدرسة .
وفى تلك الأثناء، توجه أحد المدرسين ويدعى "ع.ا"، الى منزل الطالبة للسؤال والإطمئنان عليها بتكليف من مدير المدرسة، وبالفعل التقى المدرس بوالد الطالبة، والذى بدوره أخبره بأن ابنتها أصيبت فى حادث سير، ما اضطرهم الى نقلها الى المستشفى العام لإجراء عدة عمليات، وكطبيعة العادات والتقاليد المصرية الأصيلة طلب المدرس من الوالد عنوان المستشفى لزيارة الطالبة المتفوقة .
"الأب" جرجس خليل، ارتبك بعض الشئ أمام المدرس عقب سؤاله عن عنوان المستشفى التى من المقرر أن تُجرى فيها العملية، فقرر أن ابنته تُعالج فى مستشفى بالقاهرة وليست فى محافظة الأقصر، ثم اتجه المٌدرس إلى حيث اتى، إلا أن الشك كان يساوره حيث أنه رأى الأب جرجس وزوجته فى المنزل .، حتى التقاه الشاب ابراهيم وأكد له عن علاقته بها فأقنعه المدرس بضرورة الوقوف بجوراها وعدم تركها.
واقعة اختفاء الطالبة انتشرت بين أهالى القرية عقب ورود أنباء عن تغيبها عن الدراسة، وسؤال الإدارة عن سبب تغيبها، فى الوقت ذاته، ظهر على السطح أحد شباب القرية، ليؤكد لهم أن الفتاة اعتنقت الإسلام منذ فترة طويلة، ما أدى الى تجمهر الأهالى لمعرفة مكان الفتاة بإعتبارها أصبحت من نفس الدين وحقاَ عليهم حمايتها حتى لو كان من أيدى أهلها، وذلك عقب انتشار خبر إخفاءها داخل أحد الأديرة لإجبارها على العودة للمسيحية من جديد، إلا أن أسرة الفتاة، أنكرت معرفة مكان ابنتهم.
الواقعة برمتها باتت تنذر بكارثة محققة، ما أدى الى تدخل كبار ممثلى العائلات بنجع المهيدات، الذين عرضوا على أسرة الفتاة، بالكشف عن مكانها، وتخييرها أمام أهالى النجع فى رغبتها باعتناق الإسلام، أو حفاظها على ديانتها المسيحية، إلا أن أسرتها لم تستجب، فتتطور الأمر الى انتقال الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، واللواء عصام الحملى، مدير الأمن، لنجع المهيدات، فى محاولة لتهدئة الأهالى، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، فأصدر مدير الأمن قراراَ بتطويق الأجهزة الأمنية النجع أمنيًا، وذلك فى إطار الحرص على عدم وقوع أى اشتباكات تؤدى بدورها الى فتنة طائفية .
وعقب صلاة الجمعة، احتشدت مجموعة أخرى من الأهالى أمام منزل جرجس خليل، لإجباره على الإعلان عن مكان ابنته، إلا أن رفض الإفصاح عن مكانها بتلك الطريقة، ما أدى الى قيام قوات الأمن إلى التدخل لفض التجمهر .
وعلى الفور تدخلت قوات الامن لفض الاشتباكات وألقت القبض على 8 شباب من مسلمى القرية، وبعدها تم نقل المصابين جراء الاشتباكات والقاء الحجارة إلى مستشفى الاقصر لتلقى العلاج.