مصر تحتفى بأيقونة النضال النسائى.. الجزائرية جميلة بوحيرد تصل القاهرة وسلسلة احتفالات بانتظارها.. تكريم رمز مواجهة الاستعمار فى مهرجان أسوان لأفلام المرأة.. حكم عليها الفرنسيون بالإعدام.. والغضب العرب

حلت المناضلة الجزائرية المعروفة جميلة بو حيرد، ضيفا على مصر، مساء اليوم السبت، فى زيارة تستغرق بضعة أيام، وتحفل بالعديد من الفعاليات، أبرزها تكريمها من المجلس القومى للمرأة غدا، الأحد، وأيضا تكريمها فى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة فى دورته الثانية، كونها أيقونة ورمز للنضال ضد الاستعمار، وأعطت للعالم مثالا فى أن المرأة دورها فى الكفاح لا يقل عن الرجل بل يكمله. وأعطى وزير الطيران المدنى توجيهاته بتقديم كافة التسهيلات اللازمة للمناضلة الجزائرية والترحيب بها وسرعة إنهاء إجراءات سفرها، كما استقبلها بالورود مدير مكتب مصر للطيران بالجزائر ومدير المحطة، وكذلك موظفو المحطة والعلاقات العامة بمطار القاهرة الدولى. كما أهدت لها مصر للطيران "تورتة" تحمل صورتها وعلم الجزائر، وقام الركب الطائر للرحلة بعمل تنويه للمسافرين على متن الرحلة بوجود المناضلة الجزائرية بينهم والترحيب بها. النشأة: ولدت جميلة بوحيرد عام 1935 فى حى القصبة بالجزائر العاصمة)، وتعتبر مجاهدة جزائرية تعد الأولى عربياً، إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسى فى منتصف القرن الماضى. كانت جميلة البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها، فقد أنجبت والدتها 7 ذكور، ومع ذلك درست وواصلت تعليمها إلى أن التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل حيث كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكى وكانت بارعة فى ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسى وهى فى العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل فى طريق الاستعمار الفرنسى. دورها فى الثورة الجزائرية: تمثل دور "بوحيرد، النضالى فى كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل فى جبهة التحرير الجزائرية، ومندوب القيادة فى المدينة «ياسف السعدى»، وقد أعلن عن طريق المنشورات الفرنسية فى المدينة عن مكافأة تقدر بمبلغ مائة ألف فرنك ثمنا لرأسه. وذات يوم عندما كانت جميلة متوجهة لـ«ياسف السعدى» برسالة جديدة، شعرت بأن أحدًا يراقبها، فحاولت الهروب، غير أن جنود الاحتلال طاردوها وأطلقوا عليها الرصاصات التى استقرت إحداها فى كتفها الأيسر، لكنها حاولت الاستمرار فى الهرب وفشلت. أفاقت جميلة فى المستشفى العسكرى، حيث كانت محاولة الاستجواب الأولى لإجبارها على الإفصاح عن مكان «ياسف السعدى»، لكنها تمسكت بموقفها، فأدخلها جنود الاحتلال فى نوبة تعذيب استمرت سبعة عشر يومًا متواصلة، تعرضت خلالها إلى مختلف أنواع العذاب، وصلت إلى حد أن أوصل جنود الاحتلال التيار الكهربائى بجسدها، فلا يستطيع جسدها النحيل تحمل العذاب، فأصيبت بنزيف استمر خمسة عشر يوماً، لكن جميلة ابنة الثانية والعشرين كانت أقوى من كل محاولات معذبيها. محاكمة جميلة بوحيرد: أمام المحكمة، قالت "بوحيرد": "أيها السادة، إننى أعلم أنكم ستحكمون على بالإعدام، لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشرفون لرؤية الدماء، ومع ذلك فأنا بريئة، ولقد استندتم فى محاولتكم إدانتى إلى أقوال فتاة مريضة رفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم، وإلى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقى إلى اليوم، والحقيقة إننى أحب بلدى وأريد له الحرية، ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطنى، أنكم ستحكمون على بالإعدام لهذا السبب وحده بعد أن عذبتمونى، ولهذا السبب قتلتم أخواتى بن مهيرى وبومنجل وأضور، ولكنكم إذا تقتلونا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية، ولا تنسوا أنكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر، ولا تنسوا أنكم لن تنجحوا أبداً فى منع الجزائر من الحصول على استقلالها". كانت هذه كلمات جميلة بو حيرد فى المحكمة، عندما انطلقت فجأة فى الضحك بقوة وعصبية بعد علمها بحكم بالإعدام، ما آثار دهشه القاضى فصرخ قائلاً: «لا تضحكى فى موقف الجد»، وقد خرجت صرخة جميلة من قاعة المحكمة إلى أرجاء العالم، فقد ثار العالم من أجلها، ولم تكن الدول العربية وحدها هى التى شاركت فى إبعاد هذا المصير المؤلم عن جميلة، فقد انهالت على «داج همرشولد»، السكرتير العام للأمم المتحدة فى ذلك الوقت، البطاقات من كل أنحاء العالم تقول: «أنقذ جميلة». وكان من نتائج الضغط الكبير الذى مارسه الرأى العام العالمى تأييداً للبطلة جميلة بوحيرد، أثر حاسم فى إجبار الفرنسيين على تأجيل تنفيذ الحكم بإعدامها، ونقلت إلى سجن ريمس فى عام 1958. وقد تعمدوا إخفاء موعد أعدمها عن الإعلام، وتواطأت معهم وكالات الأبناء الاستعمارية، لكن إرادة الله كانت الأقوى فوق إرادة الاستعمار، ولم يتم إعدام جميلة بوحيرد، كما حكمت المحكمة، وقد تم تأجل تنفيذ الحكم. بعدها تم تعديل الحكم بالإعدام إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسى. وتولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائرى بعد الاستقلال، لكنها اضطرت للنضال فى سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة، وقبل مرور عامين قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وتركت الساحة السياسية.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;