"الفيديو حلو بس القاهرة مش كيب تاون".. بعد انتشار فيديو يحذر من الجفاف فى القاهرة مثل جنوب إفريقيا خبراء المياه يردون: عطش القاهرة مستحيل.. ويؤكدون: مصادرنا من المياه متنوعة ولم تتأثر بالتغير المناخى

لعلك شاهدت الفيديو الذى انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى، والذى انتجه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين زاروا مدينة "كيب تاون" بجنوب إفريقيا مؤخرا، ووجدوا فيها أزمة شح مائى عنيفة تضربها، تصل إلى حد وقوف أشخاص فى طوابير من أجل الحصول على زجاجة مياه، وكذلك قصر استخدام المياه فى الفنادق لمدة دقيقتين فقط، والذى يحذرون فيه من حدوث مثل تلك الأزمة فى مصر، خاصة فى ظل التقارير الصحفية التى تضع القاهرة دوما ضمن أكثر المدن المعرضة لـ "الشح المائى" لكن رغم المستوى الاحترافى لإنتاج الفيديو، ومشاهداته الكثيرة التى تخطت 600 ألف مشاهدة، والهدف النبيل منه والذى ينادى بالحفاظ على المياه وعدم التفريط فيها، إلا أن خبراء المياه والبيئة أكدوا أن هذا الفيديو لا يمت للواقع بصلة، وأن القاهرة ليست مطلقا ضمن قائمة المدن التى قد تتعرض لـ "شح مائى" فى أى وقت من الأوقات. مستشار وزير الرى السابق: مستحيل أن تعطش القاهرة ولا مشكلة لدينا فى البداية قال الدكتور ضياء القوصى مستشار وزير الرى الأسبق، وخبير التغيرات المناخية، إن مدينة القاهرة مختلفة تماما عن كيب تاون أو لندن والدول الأخرى التى يتنبأ الخبراء بحدوث شح مائى قريب فيها، لأن هذه المدن هى "مدن هطول مطرى"، أى أن مصدرها الرئيسى فى شرب المياه هو هطول الأمطار عليها وعلى بحيراتها، وهو بخلاف الحال فى مدينة القاهرة، قائلا: "مدينة القاهرة تعطش لو المياه بطلت تيجى من أثيوبيا"، وهذا أمر مستحيل لأن مصر موقفها واضح بأنها لن تتنازل عن متر مكعب واحد من حصتها فى المياه، والبالغة 55 مليار متر مكعب. وأضاف القوصى لـ "انفراد" أنه وطالما الحصة المصرية من مياه النيل تأتى من دول المنبع بانتظام كما تقضى الاتفاقيات التى وقعت عليها مصر منذ عشرات السنوات فنحن لسنا فى أى مشكلة، وحتى التغير المناخى حتى الآن غير مؤثر على سريان مياه النيل، وإذا ظلت الأوضاع على ما هى عليه الآن بشكل طبيعى فلن تتأثر القاهرة بأى شكل من الأشكال. مستشار المجلس العربى للمياه: معلومات غير صحيحة ومخلة بالحقائق .. وما حدث فى كيب تاون مستحيل الحدوث فى مصر أما الدكتور صفوت عبد الدايم مستشار المجلس العربى للمياه، ومستشار وزارة الرى السابق، فقد قال إن اعتبار أن ما يدور فى "كيب تاون" اليوم أمر وارد الحدوث فى القاهرة هو تبسيط للأمور وجهل فى التحليل، فهذا يعنى أن "النيل سيجف تماما" وسنحوله لطريق مثلا!، وهذا أمر غير وارد على الإطلاق، متهما مواقع "التواصل الاجتماعى" بنقل معلومات غير صحيحة ومخلة بالحقائق من أجل مزيد من الشهرة. فقد قال إن حدوث "شح مائى" فى القاهرة على غرار ما يحدث فى "كيب تاون" أمر غير وارد بالمرة، فكل موقع وله ظروفه المناخية فالقاهرة لديها أكثر من مصدر لمياه الشرب مثل النيل والمياه الجوفية، كما أن مصر لديها من الإمكانيات التكنولوجية ما يمكنها من إجراء تحرك سريع فى حالة ظهور حدث مثل ما يدور فى "كيب تاون" وإنشاء محطات تحلية مياه البحر بسرعة، مختتما حديثه بقوله : "هذا أمر مستحيل حدوثه فى القاهرة أو أى مدينة مصرية أخرى". مستشار وزير البيئة الأسبق: مصادرنا من المياه متنوعة ونشرب 10% فقط من حصتنا والباقى للزراعة القاهرة مختلفة تماما عن كيب تاون، بهذه الكلمات بدأ الدكتور مجدى علام مستشار وزير البيئة الأسبق حديثه لـ "انفراد" قائلا إنه رغم وجود ظاهرة تغير مناخى تعانى منها إفريقيا كلها، لكن مصر تستهلك 10% فقط من حصتها فى المياه لصالح مياه الشرب، وهو رقم ضئيل للغاية من إجمالى المياه التى تصل إلى مصر عبر نهر النيل، والتى تقدر بـ 55 مليار متر مكعب، كما أن نهر النيل يأتى من مصدريين الأول هو النيل الأزرق القادم من إثيوبيا والثانى النيل الأبيض القادم من بحيرة فيكتوريا فمن الصعب أن يتأثر المصدرين فى نفس الوقت، وحتى إن تأثروا وافتراض السيناريو الأكثر سوادا فإنه لن يصل إلى مستوى "صفر مياه" كما فى كيب تاون. وتابع علام إن كيب تاون كانت تعتمد فى مصدر شربها على بحيرة مياه مغلقة، شبيهة ببحيرة قارون مثلا مع الفارق أن مياه بحيرة قارون ليست عذبة، ونتيجة تغير المناخ جفت هذه البحيرات المغلقة، إلا أننا فى مصر مع اعتمادنا على نهر النيل فإن لدينا خزان جوفى ضخم هو الخزان النوبى فى جنوب مصر، كما أن لديك مناطق كاملة يمكن أن تعتمد على تحلية مياه البحر ، ولدينا زراعة على الأمطار حوالى 350 ألف فدان فى شمال سيناء ومثلهم فى الساحل الشمالى. وأضاف أن هذا وضع جغرافى مختلف تماما، وظروف مناخية وبيئية ودورة مائية مختلفة ولا تشبه إطلاقا "كيب تاون"، قائلا : "القاهرة ليست مثل كيب تاون"، فكل مصادر المياه الرئيسية لمصر غير مهددة بأى شكل بسبب التغيرات المناخية.