حرب الجواسيس توحد أوروبا فى وجه "القيصر".. الغرب يرفع شعار "الطرد" فى وجه الدبلوماسيين الروس فى أول موقف جماعى منذ الحرب العالمية الثانية.. وتايمز: الترحيل يحاصر شبكة موسكو الاستخباراتية ويكشف أخطاء ا

اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بتسليط الضوء على تداعيات الحرب الدبلوماسية بين الغرب متمثل فى أمريكا والدول الأوروبية وبين موسكو على خلفية أزمة الجاسوس الروسى سيرجى سكريبال، واعتبرت صحيفة "الجارديان" فى تحليل لها إن طرد عشرات الدبلوماسيين الروس من عدد من العواصم الغربية على رأسها واشنطن وبرلين وباريس وأوتوا، يعكس المدى الذي وصل إليه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حربه الهجينة ومدى غضب زعماء العالم ووكالات الاستخبارات التابعة لهم من نهجه المتبع. وأضافت الصحيفة أن الكثير من الحكومات كانت قد فقدت صبرها حيال حرب بوتين الرمادية لأسباب داخلية خاصة بها، حتى قبل محاولة تسميم العميل الروسى وابنته فى سالزبورى بالمملكة المتحدة، موضحة أنه رغم أن موقف تلك العواصم يعد تضامنا مع بريطانيا، إلا أنه فى الوقت نفسه رد فعل جماعى فى محاولة لوقف بوتين. وأضافت الصحيفة فى تحليل لباتريك وينتور أن بعض تلك الدول التى أخذت قرارا بطرد دبلوماسيين روس ربما لم يتعرض مواطنوها للتسمم، ولكن تم التدخل فى انتخاباتهم مثلما حدث مع الولايات المتحدة، كما تعرضت شبكاتهم الإلكترونية بينما تم استخدام حق النقض على قرارات الأمم المتحدة التى أيدوها لإدانة استخدام الأسلحة الكيماوية فى سوريا. وأوضح وينتور أنه تم اختراق الحملة الانتخابية لإيمانويل ماكرون فى فرنسا، بينما فى عام 2015، قرصن المتسللون محطة تليفزيون فرنسية كاملة، وهى TV5Monde. أما فى الولايات المتحدة، فبذل جيش من الحسابات الألية الروسية قصارى جهدهم لتعطيل الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وفى ألمانيا، تم اختراق وزارة الخارجية من قبل المتسللين الروس فى الشهر الماضى، مما أجبر أنظمة الكمبيوتر على الإغلاق. أما فى بولندا، تقول وزارة الدفاع إنها استهدفت وغيرها من المؤسسات بمعدل هجوم إلكترونى واحد محتمل فى الأسبوع على مدار الأشهر الستة الماضية. فى ليتوانيا، وجدت الحكومة برامج تجسس روسية على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها. منذ عام 2007، عانت استونيا من موجة من الهجمات الإلكترونية التى دامت ثلاثة أسابيع. وفى جميع الأوقات والمناسبات، أنكرت روسيا مسئوليتها. واعتبر الكاتب أنه في هذا السياق ، ربما تكون سلسلة الأحداث التي لا تزال غامضة في سالزبوري والتى تمثل أول استخدام للأسلحة الكيميائية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، هي اللحظة التي قرر فيها الغرب مجتمعا أن التهديدات الروسية المعتادة يجب أن تنتهى. وأشاد بموقف الخارجية البريطانية التى أدرك دبلوماسيوها أن بوتين وضعهم فى اختبار لمعرفة ما إذا كانت المملكة المتحدة لا تزال لديها سلطة في الأمم المتحدة ، وحلف شمال الأطلسي ، وفي واشنطن ، وحتى فى الاتحاد الأوروبى رغم اجراءات الخروج. ضربة لفخر ضابط سابق في الـ KGB ومن جانبها، قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية تعليقا على الأزمة المتفاقمة بين موسكو والغرب، إن تأثير طرد أعداد كبيرة من الدبلوماسيين الروس سيعيق تحركات روسيا لجمع المعلومات الاستخباراتية في معظم أوروبا والغرب. ومع ذلك رأت الصحيفة أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيستغل الوضع بقوة وبلا هوادة لتعزيز التأكيدات القومية بأن الغرب معادي لروسيا ومصمم على إذلال شعبه. واعتبرت الصحيفة فى تحليلها أن عملية أكبر طرد للدبلوماسيين الروس من أي بلد كانت في عام 1971 ، عندما طردت حكومة رئيس الوزراء البريطانى، إدوارد هيث 90 شخصا من سفارة الاتحاد السوفيتي في لندن التي كان يبلغ قوامها 550 شخصاً ، وأوقفت 15 آخرين كانوا عائدين إلى بريطانيا. ووجهت هذه الخطوة ضربة للاستخبارات الروسية (KGB) في بريطانيا. ولكن كان رد فعل روسيا حينها محدودا إذ طردت 18 دبلوماسى بريطانى فقط. ولكن كان رد الفعل أقوى عام 1985 عندما تم طرد 25 دبلوماسى من لندن، فردت موسكو بطرد عدد مماثل. وأوضحت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات تقول إن عمليات الطرد ستشل شبكة موسكو من الجواسيس، لأنه بمجرد الكشف عن الأسماء ، فإن الدول الأخرى ستردد في قبولها كدبلوماسيين. ورغم أن عمليات الطرد هذه روتينية تقريباً في تعاملات روسيا مع الغرب ، لكنها ستُظهر لموسكو أن محاولات الاغتيال في الخارج سيكون لها تكلفة باهظة. واعتبرت أن هذه الخطوات ستحرم روسيا من قنصلية مفيدة في أمريكا ؛ كما ستقضي على آمال بوتين في أن يتمكن من التلاعب بدولة غربية وقلبها على دولة أخرى، فضلا عن أنها تمثل ضربة لفخر ضابط سابق في الـ KGB (الرئيس الروسى). وختمت الصحيفة تحليلها بالقول إن الروس هم الخاسر الأكبر الخاسرون، متوقعة أن يتم تقييد السفر إلى الغرب وتشديد اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول. كما سيفكر المستثمرون مرتين قبل التفكير فى موسكو. أستراليا تدرس مقاطعة بطولة كأس العالم فى موسكو بعد أزمة الجاسوس الروسى وامتدت آثار الأزمة إلى أستراليا ونيوزيلندا اللتين انضمتا إلى الدول الاوروبية وأمريكا وكندا فى طرد الروس، وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن فريق كرة القدم الأسترالى ربما يضطر لعدم المشاركة فى بطولة كأس العالم 2018 فى روسيا وذلك بعد تحذير وزيرة الخارجية جولى بيشوب من أن أستراليا تدرس مقاطعة كاملة للحدث الرياضى. وأضافت الصحيفة أن الحكومة الأسترالية أعلنت طرد دبلوماسيين روس رد على استخدام غاز الأعصاب فى بريطانيا، فى الوقت الذى حذرت فيه بيشوب من سحب فريق كرة القدم الأسترالى من بطولة كأس العالم، وبحث اجراءات أخرى ضد موسكو. وقالت بيشوب "هناك مجموعة من الاختيارات التى يمكن أن نأخذها، وكأس العالم إحداها". نيوزيلندا أما رئيسة وزراء نيوزيلندا ، جاسيندا أرديرن ، ووزير الشئون الخارجية ، وينستون بيترز ، فأكدا أنهما كانا سيطردان أى جواسيس روس من البلاد حال وجد أحدهم. وأدانت حكومة نيوزيلندا الهجوم وأعلنت دعمها للعمل الدولي ، لكنها تقول إنه لا يوجد "عملاء مخابرات روس" من هذا القبيل في البلاد. تم استدعاء السفير الروسي لدى نيوزيلندا إلى اجتماع "لإعادة التأكيد على قلقنا الشديد" بشأن هجوم سالزبوري.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;