أمير تاج السر قبل إعلان الفائز بجائزة البوكر: "توترات القبطى" تنبأت بانتشار الإرهاب.. "زهور تأكلها النار" ضد استغلال العقائد ومشروعى هو الإنسان.. أفكر فى العودة لـ"336".. وكثيرا ما يكون القارئ مرشدا ل

فى الأسبوع الأخير من أبريل، وتحديدًا عشية انطلاق معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2018، سوف تتجه أنظار عشاق الرواية إلى الجائزة العالمية للرواية العربية، للإعلان عن الفائز بجائزة البوكر، فى دورتها الحادية عشرة. ومن بين الروايات التى وصلت إلى القائمة القصيرة، رواية "زهور تأكلها النار" للكاتب السودانى أمير تاج السر، والتى صدرت عن دار الساقى للنشر، فى بيروت، ولهذه الرواية قصة طريفة أعجبت القراء، وهى أنها انطلقت من سؤال القارئة "سارة" إلى "تاج السر" بعدما انتهت من قراءة روايته "توترات القبطى"، فكتب أمير تاج السر، روايته التى وصلت إلى القائمة القصيرة فى البوكر. وفى رواية "زهور تأكلها النار" يعيش القارئ مع حكاية "خميلة"، هذه الفتاة الجميلة التى ورثت الحسن من والدتها الإيطالية، والثراء من والدها، والتى ما إن عادت من مصر، إلى السودان، وتحديدًا فى مدينتها "السور" ذات المجتمع المتنوع، تتصاعد الأجواء المشحونة بسفك الدماء باسم جماعة إرهابية اتخذت من الإسلام ذريعة لها لتستبيح كل أفعالها الشنيعة.. حول رواية "زهور تأكلها النار" كان لـ"انفراد" هذا الحوار، مع الكاتب أمير تاج السر. - فى البداية.. كيف تمكنت من العودة إلى عالم "توترات القبطى" لتكتب "زهور تأكلها النار"؟ لم يكن الأمر صعبًا بصراحة، فمثلما خلقت ذلك العالم عام 2009، كان من السهل الولوج إليه والخروج منه فى أى لحظة، هناك فى "توترات القبطى"، وضعت حجر الأساس، وبنيت شيئا أعتقد كان غريبا فعلا لكنه محفزًا، لقد تنبأت بانتشار التطرف والإرهاب، واستغلال العقائد، وحدث هذا بالفعل بعد أعوام من صدور "توترات القبطى"، القصة هناك تمت روايتها بصوت "ميخائيل القبطى" أو "سعد المبروك"، كان بالطبع يروى ما يعرفه وهناك أشياء لم يكن يعرفها، وتكفلت خطيبته "خميلة" فى روايتها، فى "زهور تأكلها النار"، فقد كانت من ضمن تلك الزهور. أنا أعتقد بالتمرس أن الكاتب الذى تمرس فى الكتابة لسنوات طويلة، يستطيع فعل أشياء كثيرة بهذه الخبرة. ليس بالضرورة أن يكون كل ما يكتبه جميلاً وصائبًا ومحفزًا، لكن هو يستطيع الكتابة. - وهل لديك روايات تفكر فى العودة إلى عالمها لتأتى منها بجديد؟ عندى رواية "366" التى وصلت إلى القائمة الطويلة فى الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2015، وفازت بجائزة كتارا للرواية فى العام نفسه. لقد كانت القصة تروى بلسان من سمى نفسه المرحوم، وهو مدرس كيمياء عاشق لطيف امرأة، هى رواية سرد فيها العاشق غريب الأطوار مجريات حياته منذ تعرف إلى طيف أسماء، حتى وضع حدا لحياته، وتوجد قوة فى الرواية يمكن الدخول عبرها مرة أخرى لذلك العالم، وكتابة قصة موازية بلسان: المحبوبة أسماء، التى قد تكون سمعت بقصة عاشقها، ويمكن أن تقول أشياء كثيرة. حقيقة فكرت فى كتابة الرواية، لكن لا بد من تفكير عميق، ووقت لكتابة ذلك العالم مرة أخرى، وقد أصبحت مشغولا جدا فى السنوات الأخيرة. عموما الفكرة فى بالى لا تغيب ومن الممكن كتابتها ذات يوم. - "السور".. أو المدينة الفاضلة التى خلقتها ذات الرائحة السودانية، ما الذى أردت قوله من خلال ذلك؟ السور هو المكان الذى تجرى فيه الأحداث، وهى المدينة التى تجمع كل الأعراق والطوائف، هى ليست مدينة فاضلة على الإطلاق، بل وعاء تتجمع فيه الأشياء، الخير والشر، الاتزان وغير الاتزان، الصدق والكذب، تماما كمدن الدنيا كلها، حيث تتعايش المتناقضات فى عالم واحد، بعد ذلك يتفكك نظام المدينة بفعل الغزو، وتضيع كل الثوابت، يضيع حتى المعمار. لقد أردت أن أوجه رسالة ضد القبح، ضد قهر الإنسان، ضد استغلال العقائد السمحة فى ما هو غير سمح، وتعرف تماما ما حدث وما زال يحدث فى عالمنا العربى والإسلامى من تجاوزات عديدة، كان ضحيتها الإنسان. أنا مشروعى مرتبط بالإنسان أولا وأخيرا، الإنسان فى جميع حالاته، الإنسان الخير أجعله قدوة، وقبسا مضيئا فى النصوص، وغير الخير، أتمنى أن يعاد تأهيله، فالمسألة تبدو لى فى كثير من الأحيان نابعة من خلل نفسى، لا أعتقد أن العنف الذى نشاهده بصورة مؤسفة يمكن أن يرتكب بواسطة أسوياء. - بين ثورة "المتقى" المتخيلة و"المهدى" و"عصابات بوكو حرام" الواقعية.. ما الذى أردت قوله؟ أردت توجيه رسالة، لكن حقيقة لم تكن فى ذهنى ثورة المهدى كفكرة أو كمقاومة للاحتلال، أنا أتحدث عن الانحراف بالأفكار وتوجيهها إلى الطرق الوعرة وهذا حدث فى أماكن كثيرة، وفى جميع الأديان السماوية. - لو فازت "زهور تأكلها النار" بجائزة "البوكر".. فما الذى ترغب فى قوله إلى القارئة "سارة"؟ سأشكرها طبعا وحتى لو لم تفز الرواية بجائزة البوكر، فالقارئ فى كثير من الأ حيان يبدو مرشدا للكاتب، وكما قلت، هى أرشدتنى إلى سكة هذه الرواية، سلمتنى الخطوة الأولى وبعدها انطلقت، ومثل سارة يوجد قراء كثيرون مستنيرون يمهدون الطرق للكتابة ويدلون بأفكار نيرة، وبالقدر نفسه يوجد قراء لا هم لهم سوى التقليل من شأن الكتاب، وهناك من أشك في كونهم قراء أصلا. - كتبت الرواية فى شهرين.. كيف؟ أنا هكذا، سريع فى الكتابة حين أمسك بفكرة وخيط، أجلس أربع ساعات يومًيا وأكتب حوالى ألف كلمة، ويكون هذا فى النهار، وحين تنتهى الرواية التى أكتبها بلا تخطيط مسبق، أقوم بإعادة قراءتها مرتين قبل أن أرسلها للناشر. ربما أضيف شيئا أثناء المراجعة، لكن من النادر أن أحذف شيئا. - يرى البعض أن الروايات التى تتناول الإرهاب تنسخ الواقع ولا تقدم جديدًا حوله؟ وكيف يكتب الإرهاب إذن؟، فى رأيى لا يوجد نص ينسخ الواقع، ولكن يوجد نص يأخذ من الواقع، وينتج معطياته الخاصة من الخيال، إنها طريقة الكتابة المصنفة جيدة، حتى الآن كتبت أكثر من 15 مقالة عن رواية زهور تأكلها النار، ولم يقل أحد إن هناك واقعا صرفا بلا صنعة كتابية. - كيف تتابع المشهد الثقافى فى السودان؟ ليس كثيرًا، فأنا أذهب سنويًا لفترة محدودة لكنى ألتقى البعض وأستمع للآراء، ويمكن أن أجلس فى ندوة أتحدث عن تجربتى وأستمع لتجارب الآخرين. - وهل من أصوات إبداعية جديدة تتوقع لها مستقبلاً ما؟ مؤكد يوجد كتاب جيدون، نحن مثل أى بلد لدينا كتاب فى كل الأجيال، والآن نحن نقرأ عربيًا بعيدا عن المحلية. - إضاءة أمير تاج السر روائى سودانى، تُرجمت أعماله إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية. صدر له فى الرواية عن دار الساقى "منتجع الساحرات"، "إيبولا 76"، "اشتهاء"، "مهر الصياح"، "صائد اليرقات"، والتى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية 2011.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;