أزمة مسلسل خالد النبوى تفتح التساؤلات حول "المنطقة المحرمة" في الدراما المصرية.. السوق يأكل نفسه بنفسه والعملية تخطت السمك لبن تمر هندى.. شركات الإنتاج تعمل بلا رقيب.. والنجوم والفنيون يحتاجون للحماية

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، ويبدأ ما يسمى بالصراع الرمضانى أو المنافسة الدرامية الأقوى والماراثون الدرامى الرمضانى، إلى آخر تلك التسميات، الموسم الدرامى الرمضانى الذى لا يعرف ضوابط، ولا آلية حقيقة، يضعنا أمام مجموعة من التساؤلات التى يجب أن نتوقف عندها لأنه فعليًا ما يحدث فى العالم، وما يدور عندنا فى تلك الصناعة يؤكد أننا منعزلون، وما زلنا نتعامل بطرق تقليدية بآلية جار عليها الزمن، ولن أتحدث هنا عن الرقابة التى أضيفت إلى الرقابة الموجودة فعليًا، ولن أتحدث عما وضعه مجلس الإعلام من أكواد أخلاقية، لهذا الموضوع حديث آخر. ولكن السؤال الأكثر ضرورة وحتمية، ماذا عن السوق الدرامى الذى يأكل نفسه بنفسه، ولن أطلق عليها صناعة لأنها فى حقيقة الأمر لا تعرف أية قوانين منظمة.. لذلك أصبح من الطبيعى جدًا أن نسمع جمل من نوعية "ارتباك فى مسلسلات رمضان، خناقات داخل مواقع التصوير لاختلاف وجهات النظر بين مخرج العمل أو مخرج آخر يتولى الوحدة الثانية من العمل، مسلسلات تصور على الهواء، حلقات تكتب فى اللحظات الأخيرة، مشاهد يتم إلغاؤها لأنه لا يوجد وقت كافٍ لتصويرها، مسلسل يخرج من السباق الرمضانى فى آخر لحظة".. تلك الجمل التى ذكرت بعضا منها تؤكد أننا تخطينا حتى مرحلة " السمك.. لبن.. تمر هندى". والمفارقة أن صناع الدراما الحقيقيين يبدو أنهم استسلموا، لتلك الحالة من العشوائية بعيدًا عن التفكير فى مستقبل تلك المهنة التى هى فى نهاية الأمر تمثل الدخل الرئيسى لهم وأكل عيشهم. وبالطبع أعتذر لصناع عمل "منطقة محرمة" لأننى استخدمت اسم المسلسل عنوانًا للمقال، ولكن الحقيقة أن ما حدث فى هذه التجربة، هو خير تأكيد على كل ما سبق وذكرت، وتعالوا معى واحدة بواحدة نراجع ما حدث، نجم كبير خرج محققًا نجاحات تحسب له على مدار السنوات الماضية، شركة إنتاج وليدة تملك ملامح شخصية ومعالجة نالت إعجاب ذلك النجم، بمعنى أنها شخصية مختلفة تمثل له تحديًا جديدًا، بهذا المنطق النجم يرحب ويبدأ العمل بحماس شديد، ومعه فريق عمل مكون من كاتب، ومخرج ومدير تصوير، وديكور ببساطة ما لا يقل عن 150 عاملا وفنيا، خلف الكاميرات، ينتظرون موسم التحضير لدراما رمضان بفارغ الصبر، لأنه بالنسبة لهم هو موسم أكل العيش الثابت والحقيقي، النجم يستعد لدوره يذاكر شخصيته وجميع فريق العمل من نجوم مشاركين فى حالة انتظار وقد يكون بعضهم حظه جيد، واتفق على عمل أو عملين يشارك بهما أيضًا، ولكن ماذا عن باقى فريق العمل، تدور الكاميرا يومًا يومين، أسبوع، وبالتوازى هناك مؤلف يملأ الدنيا صخبًا وضجيجا، على سبيل المثال أنه انتهى من كتابة 25 حلقة ليس ذلك فقط بل إنه شخصيا ويا للعجب يقوم بتسويق المسلسل، وحاول تضليل الجمهور والقراء بأن المسلسل يتم تصويره فى حين أنه توقف بعد أسبوعين فقط، والمدهش أن البعض من صناع العمل أكدوا وصول الممثلة الجزائرية أمل بشوشة إحدى بطلات المسلسل وصلت مصر وبدأت بالفعل التصوير فى حين أنها لم تصور. ولم يتوقف خياله عند هذا الحد بل خرج علينا بتصريح مدهش أن منطقة محرمة ستصدر على شكل رواية أدبية؟ وكان من الطبيعى والمنطقى أن يسأله الصحفى الزميل هل هى رواية فى الأساس وستحولها إلى سيناريو، أم أنك ستحول السيناريو إلى نص أدبي؟ أو ببساطة وبالعامية "هو أيه الموضوع "، والعجيب أن المؤلف لم يكتب سوى 9 حلقات بحسب شهادة أغلب العاملين فى المسلسل. خالد النبوى والمدهش أن هناك آلة إعلامية تروج لكل ما يقوله دون سؤال أو تدقيق أو محاولة حتى للتأكد من حقيقة التصريحات التى كان يطلقها فى وجوهنا عمال على بطال، كل هذه الضجة الإعلامية وفريق عمل المسلسل بأكمله يجلس فى المنزل، لا يعرفون شيئًا عن عدد الحلقات الـ25 وهل احتفظ بها المؤلف لنفسه، أو اختلط عليه الأمر وأرسلها لفريق عمل مسلسل آخر مثلا؟ وفى نفس التوقيت يخرج علينا المنتج الفنى للعمل بمنشور على "فيس بوك" موقع من رابطة المخرجين يؤكدون عدم صدق تصريحات المؤلف، ومقاطعتهم الكاملة لتلك الشركة حيث جاء فيه: "قررت إدارة رابطة الإنتاج الفنى فى مصر وقف التعامل المؤقت مع شركة فريم ميكر. لصاحبها ومديرها السيد اسماعيل شعلان والسيد إبراهيم عكاشة بالعمل المباشر أو غير المباشر أو بالرأى أو المشورة أو سبل المساعدة. وذلك لتجنيها على أحد أعضاء الرابطة. وهو الزميل المنتج الفنى عمرو حنفى وتعديهم على حقوقه المادية والأدبية. لذا نوقف التعامل مؤقتا مع الشركة. حتى يتم تسوية الأمر والوصول إلى حل مرضٍ للجميع. ونرجو الالتزام بهذا القرار حتى لا يتعرض من يخالفه للعقوبة طبقا لميثاق شرف الرابطة". وكان من الطبيعى أن ألجأ إلى الطرف الآخر أقصد الشركة للتأكد من صحة هذا الكلام، وما يؤكده نجوم العمل بمن فيهم المخرج محمد بكير الذى تحدث إلى أحد البرامج التليفزيونية مؤكدًا توقف التصوير وخروج العمل من السباق الرمضانى، والغريب والمؤسف أن صاحب الشركة إبراهيم شعلان وبمجرد أن بدأت سؤالى أجابنى: مش فاضى مش فاضى كلمى إبراهيم عكاشة ويقصد شريكه أو المسئول عن إدارة العمل فى الشركة والأكثر غرابة أن السيد المنتج طالبنى بسكرين شوت لكل ما يتعلق بتصريحات بعض العاملين فى المسلسل عن توقف تصويره وخروجه من السباق الرمضانى وطبعًا أصر أنهم مكملين وكل حاجة هتبقى تمام وإنهم بيخلصوا مفاوضات مع القنوات، لذلك كان ردى وببساطة دورى كصحفية أن أسأل لأتأكد من المعلومة وليس إرسال سكرين شوت لحضرتك". أعتذر على الإطالة بكل تأكيد ولكن كان لابد من سرد كل هذه التفاصيل، لنطرح العديد من التساؤلات حول تلك الصناعة ومن يعمل فيها، ومن يضمن للعاملين فيها حقوقهم، وأين نقابة الممثلين والسينمائيين من كل ما يحدث، وماذا عن مئات الأسر التى تكسب لقمة عيشها وبمعنى أدق هذا الموسم الذى ينتظرونه ليعيشوا منه ثلاثة أو أربعة شهور على الأقل فى العام وماذا عن نجم العمل والذي يقدم عملاً من العام للعام؟ وبالطبع لديه حياة ومتطلبات وضرائب يدفعها مثل الجميع. محمد بكير بالتأكيد مسلسل "منطقة محرمة" ليس هو الأول ولن يكون الأخير، فهناك العديد من الشركات التى تعمل بلا ضابط أو رقابة والنقابات الفنية نائمة، واتحاد النقابات لا يعنيه الأمر أو ينتظر ما سوف تقوم به النقابة والتى أحيانًا ما يتعامل المسئولون عنها بمنطق الجلسات العرفية، نحضر الطرفين ونحاول أن نهدئ النفوس ويعود الأمر إلى أسوأ ما كان عليه، وأقول هذا وأنا أعلم تمامًا أن هناك نجوم وفنيين لم يحصلوا على مستحقاتهم المادية عن أعمال درامية قدموها منذ موسمين.. وأكثر.














الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;