20 ألف طفل بلا مأوى.. مصنع لتحويل "البراءة" لقنابل موقوتة.. علم النفس: يفتقدون المواطنة ويهددون الأمن.. مدير البرنامج القومى: أكبر 10 محافظات بها حوالى 13 ألف طفل مشرد.. وبرنامج الرئيس تعامل مع 10 آلا

خطوات جادة تتخذها الدولة لحماية الأطفال المشردين وأطفال الشوارع، بتنفيذ المشروع القومى الذى حث عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، "أطفال بلا مأوى"، والذى تمكن من استيعاب أكثر من 10 آلاف طفل بلا مأوى خلال سنة، حيث تقوم المؤسسات التابعة لبرامج حماية الأطفال بلا مأوى فى جذب الأطفال من الشارع من خلال فرق الشارع المنتشرة فى المحافظات ونقلهم إلى المؤسسات لتأهيلهم والتواصل مع ذويهم لحل مشكلاتهم وإعادتهم إلى أسرتهم أو البقاء فى المؤسسة التعليمية لاستكمال التعليم أو تعلم مهنة أو حرفة لإعادة دمجهم فى المجتمع. أكثر من 20 ألف طفل يعيشون فى مصر بلا مأوى، يعتبرون بمثابة قنابل موقوتة، ومشروع صغير لمجرم أو إرهابى، ناقم على الوطن والمواطنين، حيث يعيش أطفال الشوارع مآسى حقيقة، ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والاستغلال الجنسى، والسرقات، والتسول، مما يخلق فيهم حالة من العدوانية والعنف، علاوة على فقدانهم معنى الانتماء والوطنية، مما يجعلهم أرضا خصبة للأفكار والجماعات المتطرفة. يقول حسنى يوسف مدير البرنامج القومى لحماية أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن، أنه تم حصر الأطفال بلا مأوى على مستوى الجمهورية، وأظهرت النتائج أن هناك 20 ألف طفل بلا مأوى يتجمعون فى 2558 نقطة، وتم تحديد المحافظات الـ10 الأكثر تضرراً من الظاهرة وهى القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، المنوفية، الشرقية، السويس، بنى سويف، المنيا، أسيوط، وعدد الاطفال بلا مأوى فيها حوالى 12772 طفلا. وأضاف أن رؤية البرنامج هى توفير الحق فى حياة كريمة وآمنة لكل الأطفال والحد من ظاهرة أطفال بلا مأوى وإعادة دمجهم فى المجتمع، وأن مكونات البرنامج 5 مكونات هى الوحدات المتنقلة وفرق الشارع، وادارة الحالة، وتطوير المؤسسات، والتسويق المجتمعى، والرصد والتقييم والشراكة مع الجمعيات، ويهدف البرنامج الى تطوير 21 مؤسسة للرعاية الاجتماعية بالمحافظات العشرة الأكثر كثافة بتوفير أخصائى اجتماعى لكل 10 أطفال وأخصائى نفسى لكل 15 طفلا، مشددا على ضرورة التنسيق مع خط نجدة الطفل 1600 بالمجلس القومى للطفولة والأمومة. وأضاف مدير البرنامج القومى، أن مؤسسة الحرية بعين شمس ضمن 21 مؤسسة فى 10 محافظات ودورها انتقالى لجذب الطفل من الشارع لإعادة تأهيله وتغير سلوكياته، واتجاهاته، والتعامل مع الأسرة لحل المشكلات بينهما، بشغله بأى نشاط رياضى أو فنون أو كرة قدم مؤكدا أن مؤسسة الحرية بها حاليا 76 طفلا وتتسع لـ 200 طفل، ونأمل الاستغناء عن المؤسسات على المدى البعيد وسن الأطفال فيها من 6 سنوات حتى 18 سنة. وتقول الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم نفس وتربوى ورئيس مؤسسة الإيمان للإرشاد النفسى والتدريب والاستشارة، إن أطفال الشوارع قنابل موقوتة وطاقات ضائعة ويعتبرون مشروع إرهابين أو مجرمين نظرا لما يعانوه من تربية الشارع ومشاكل هائلة مثل اﻻنحراف الجنسى واﻻتجاه الى الجريمة واﻻدمان والسرقة وعدم الانتماء مما يجعل الطفل عدوانى ناقم على البلد ويفقد المواطنة ويجعله أداة لزعزعه اﻻستقرار الأمنى وزيادة معدﻻت الجريمة والتسول والعنف وتهديد اﻻستقرار اﻻمنى واﻻجتماعى للمجتمع. وعن علاج الظاهرة أكدت إيمان على أهمية التعامل مع الظاهرة من خلال دمج الأطفال فى برامج محو الأمية وزيادة أماكن الإيواء، ومؤسسات الرعاية مشددة على دور وسائل اﻻعلام فى إبراز الظاهرة وتأهيلهم مهنيا، وعلاج مشكلة عمالة اﻻطفال وتوفير حقوق الطفل الصحية والنفسية والمادية. حازم الملاح المسئول الإعلامى عن مشروع أطفال بلا مأوى، يقول إن وزارة التضامن بالتعاون مع صندوق تحيا مصر تبنت استراتيجية لتنفيذ برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مشروع أطفال بلا مأوى ، من خلال تمويل 164 مليون جنيه، منهم 114 مليون جنيه من الصندوق، و50 مليون جنيه من صندوق دعم وإعانة الجمعيات التابع للتضامن، ويهدف البرنامج إلى تطوير 21 مؤسسة للرعاية الاجتماعية بالمحافظات العشرة الاكثر كثافة بالجمهورية، حيث تم اختيار 6 مؤسسات لتطوير البينة التحتية والتجهيزات بها ورفع السعة الاستيعابية بها، وهى دور التربية بالجيزة، ومجمع الدفاع الاجتماعى بالاسكندرية، مؤسسة فتيات العجوزة، ودار التربية للبنين بالمنيا، ودار التربية للبنين بالشرقية، مؤسسة الحرية بعين شمس، والتى تهدف إلى استعياب 2000 طفل بعد التطوير. وأضاف الملاح : أن هناك 17 اتوبيس تجوب بفرق الشوارع فى المحافظات وكل فريق مكون من 5 أفراد اخصائى اجتماعى ونفسى ومسعف واخصائى نشاط والسائق، وبينهم حوالى 89 أخصائى اجتماعى ومسعفين وأخصائين نفسين، والقاهرة الكبرى تضم 7 أتوبيسات وحدها منها 4 فى القاهرة و 2 فى الجيزة وواحد فى القليوبية، للبحث فى الشوارع وأسفل الكبارى والمحطات عن الاطفال المشردين لانتشالهم وتقديم الوجبات والأنشطة الترفيهية لهم ضمن الية التعامل فى المرحلة المؤقتة، مؤكدا على ضرورة التواصل مع الخط الساخن فى حال وجود أطفال بلا مأوى ورقمه 16439. ويستكمل الملاح أن البرامج تمكن من التعامل مع أكثر من 10 آلاف و500 طفل فى غضون حوالى سنة تقريبا منهم 645 حالة تم دمجهم فى المجتمع وإعادتهم إلى أسرهم مرة أخرى بعد تأهليهم والتواصل مع أسرهم وتأهيل الأسرة لإعادة احتضان الطفل بعد معرفة المشكلات والعمل على حلها. ويقول الملاح إن مؤسسة الحرية بعين شمس ضمن المؤسسات التعليمية التى يذهب فيها الأطفال يوميا إلى المدرسة ليعودوا بها وهى من 6 سنوات حتى 18 سنة، والذى لا يستطيع استكمال تعليمه يتم نقله إلى مؤسسة مهنية أو حرفية لتعلم حرفة مثل النجارة أو الحدادة، ويتم إدارة الحالة من خلال المتخصصين حتى دمجه وإعادته الى الاسرة ويكون هناك تواصل مع أسرته لمعرفة المشكلات وحلها. يقول "حازم" 17 سنة أحد الأطفال: أنا متواجد فى مؤسسة الحرية بعين شمس منذ حوالى 4 سنوات من عام 2014 تقريبا، حيث تم ضمى من دار الجمعية الشرعية بالمطرية، تواجدت فى الشارع منذ نعومة أظافرى، لأنى لا أعرف أهلى ، وتم نقلى من الشارع إلى الدار بالمطرية، وبعدها تم نقلى إلى هنا ، وهناك فرق كبير جدا، حيث أن المكان هنا هادئ ولا يوجد به مشكلات أو أى مشاحنات ، وأدرس فى الثانوى التجارى فى السنة الأخيرة بمدراس حدائق الزيتون وأتوجه يوميا إلى المدرسة ثم أعود وأذاكر دروسى، وأتوجه إلى الدروس يوميا بعد انتهاء اليوم الدراسى، وأمارس لعب كرة القدم ثم أنام، ولا أفكر فى الهروب أبدا لأن كل ما أحتاجه متوفر فى المؤسسة، وسوف أتعلم أى مهنة فى مؤسسة حرفية للعمل بها فور انتهاء دراستى. وقال الطفل "يزل"، 13 سنة، أنا متواجد فى المؤسسة منذ حوالى 4 سنوات، أبويا وأمى ماتوا، وأنا صغير من سنين، واتنقلت إلى المؤسسة وأعيش مع زملائى هنا، وأنا باحب المؤسسة وكل يوم بصحى أرتب سريرى، وأروح مدرستى يوميا فى عين شمس، وأنا فى سنة 6 ابتدائى، وبرجع من المدرسة الساعة 1.30 ظهراً، بتغدى، وأذاكر حتى الساعة 6 مساء، وبعدها بلعب أو بنزل حمام السباحة أو برسم، وعمرى ما فكرت فى الهروب عشان الشارع مش كويس وبيجيب مشاكل كتير. الطفل سيد، 12 سنة، يقول: "أنا موجود فى المؤسسة منذ حوالى 8 شهور، بعدما هربت من مؤسسة فى الجيزة، لأنهم كانوا بيضربونى هناك وبيعذبونى، وهربت منها أكتر من مرة وفى أخر مرة هربت وقعدت فى الشارع 3 شهور، وكنت شغال فى قهوة، وبأنام فيها بعد أما أخلص شغل، والعيال فى الشارع وحشين جدا وبيتخانقوا كتير مع بعض، وأنا مبروحش المدرسة يوميا، بروح الامتحانات بس فى آخر السنة فى مدرستى بالجيزة، وباقعد هنا أتفرج على التلفزيون وبنظف المكان". ويضيف سيد: أنا هربت كتير من أبويا وأمى عشان هما الاتنين منفصلين، وكل لما ـأروح عند والدى بيضربنى ويطردنى، لأنى معرفتش أعيش مع مرات أبويا، وبصراحة ما بكرش فى الهروب من المؤسسة نهائى بسبب المعاملة والتعليم والأصدقاء ووسائل الترفية. ويقول محمود عبد السلام، مدير مؤسسة الحرية، أعمل فى المجال منذ أكثر من 23 سنة، فى عدة دور تربية، وقدمت إلى المؤسسة الحرية منذ بداية تطبيق المشروع القومى، فى أبريل 2017، مؤكدا أن المؤسسة قديمة جدا منذ عام 1919 ونجحنا فى جذب أكثر من 102 حالة خلال السنة، 60 تم تسليهم إلى اسرهم بعد تاهليهم وتاهيل الاسرة، و10 حالات مستقرين، و32 حالة عدم استقرار فى الشارع، والمؤسسة حاليا بها 76 طفلا وهى تتسع لأكثر من 200 طفل بعد تطويرها. ويضيف مدير المؤسسة أن المؤسسة بها رئيس الرعاية و4 أخصائيين اجتماعين وأخصائى نفسى واحد، ويعملون مع الأطفال لحل مشكلاتهم، خاصة أن نشأتهم غير طبيعية، ويقومون من خلال الأنشطة أو التعليم بمحاولة علاجهم، مؤكدا أن موارد المؤسسة من خلال إعانة دورية من محافظة القاهرة وإعانات من وزارة التضامن وتبرعات عينية من رجال الاعمال الإضافة إلى تأجير ملعب كرة القدم كمورد خاص لتغطية المصاريف.






















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;