ميناء عدن يتجاوز المحنة ويستعيد قوته" الحلقة14"..زاهر الصياد مدير العمليات:نشاط الحاويات يمثل 70% من نشاط الميناء.. ويستقبل السفن التجارية والإغاثية من مختلف بلدان العالم

-زاهر الصياد مدير العمليات:نشاط الحاويات يمثل 70% من نشاط الميناء.. ويستقبل السفن التجارية والإغاثية من مختلف بلدان العالم -أشرف قردش المدير التجارى: الأوضاع السياسية أثرت بالسلب على حركة العمل بالميناء.. وتكدس الحاويات بسبب مشكلات النقل البرى -أحمد الفقيه: تعريفة المواصلات ارتفعت بشكل كبير ووصلت فى بعض الأحيان إلى 250 ريالاً -عمرو ربيع: المصافى فى عدن والمكلا وشبوة مغلقة منذ الحرب.. وهناك تضارب فى أسعار البنزين المدعوم -عائشة المحمدى: «كلنا بقينا بندور على الحطب من ساعة ما جه الحوثيين.. والحطب بقى ليه سوق» ألقت حرب الحوثى بظلالها على الحياة فى اليمن، وتأثر المجال الاقتصادى الذى يعتمد فى جزء كبير منه على ميناء عدن. الميناء يعد من أشهر معالم اليمن، وأحد أهم أركانها الاقتصادية، يمتد على مساحة شاسعة، فهو أكبر ميناء طبيعى فى العالم، وتحيط به سلسلة جبال شمسان وجبل المزلقم التى تعد الحاضن الطبيعى للميناء، مما يضيف له ميزة تنافسية كحائط صد للرياح الموسمية والأمواج، مما يجعله يعمل فى أى وقت من السنة دون توقف. على رصيف الحاويات شاهدنا العمل يجرى على قدم وساق، لتفريغ حمولة حاويات من سفينة سنغافورية «فيدر» بطول 200 متر، وعلى مسافة منها سفينة أخرى «إيلابيلا» تابعة للخطوط الألمانية، وكانت من أكثر الخطوط نشاطا قبل الحرب، حسبما أوضح لنا المسؤولون عن الميناء. يتبع ميناء عدن موانئ المعلا والزيت أيضا، حيث تستمد المدينة أهميتها من ميناء عدن الذى يعد ركنا مهما للاقتصاد اليمنى، ويعد ثانى أكبر ميناء طبيعى فى العالم. مر ميناء عدن، الذى يرجع تاريخ إنشائه إلى 1999، بفترات عصيبة، إثر هجوم الحوثيين فى مارس2015 ولكن يحاول النهوض، وقد بدأ يخطو خطواته الأولى، حيث شهد تطورات حثيثة فى ظل ظروف صعبة ومعقدة مرت بها البلاد، وهذا ما أكده لنا العاملون أثناء جولتنا. منذ دخولنا من البوابات الرئيسية أدهشتنا كميات السيارات الناقلة للبضائع، التى أفرغت حمولتها من السفن لتبدأ رحلة النقل البرى، عشرات السيارات وتجار وبضائع على الأرصفة وأخرى على شاحنة ضخمة تنتظر تفريغ حمولتها.. نشاط لا يشعرك أنه ميناء لايزال يخطو أولى خطواته الأولى لاستعادة قوته بعد أحداث عدن، التى أثرت على حركة التجارة العالمية به لكنه أبى الخضوع ونهض من جديد. أوضح زاهر الصياد، مدير العمليات بالميناء، أن الميناء يتكون من رصيف حاويات بطول 700 متر، ويستوعب 3 سفن ومحطة تخزين وتفريغ ومرسى الدحروجة المخصص للبضائع السائلة، لكن نشاط الحاويات يمثل %70 من نشاط الميناء ككل، أما ميناء المعلا، فهو خاص بالبضائع السائبة مثل القمح، وميناء الزيت تابع لعدن أيضا، لكن تشرف عليه هيئة مصافى عدن، وهناك أيضا مساحات تصل إلى 31 وحدة تخزين، وهو يعمل على مدار الـ24 ويستقبل السفن التجارية والإغاثية، التى تأتى من مختلف البلدان العربية والأجنبية، والأوضاع الأمنية أكثر استقرارا، مما ساعد الميناء على أن يستعيد نشاطه، رغم أننا مررنا بظروف غاية فى الصعوبة، سواء فى فترة الحرب أو ما بعدها مباشرة، والآن جارى تطوير محطة عدن للحاويات التابعة للميناء ودعمها بمعدات جديدة، وعدد السفن والحاويات فى ازدياد، حيث يتم الاعتماد على ميناء عدن بشكل كامل فى تعذية السوق اليمنية، وأكثر وارداتنا مواد غذائية. وعن الحركة التجارية داخل الميناء أوضح أشرف قردش، المدير التجارى فى ميناء عدن، أن هناك 15 ألف حاوية فى ميناء الحاويات التابع لعدن، والطاقة الاستيعابية 20 ألف حاوية يوميا، ويحتوى الميناء على 31 بلوك أى وحدة تخزين الحاويات المثلجة، وتستوعب 300 حاوية مثلجة، وأكد أن الأوضاع السياسية أثرت على حركة العمل داخل الميناء، فعلى سبيل المثال محطة عدن للحاويات طاقتها الاستيعابية تصل إلى مليون حاوية فى العام، لكن الموجود حاليا من %40 إلى %50 فقط من هذه الطاقة، وقبل الحرب كان الميناء يستقبل سفنا يصل طولها إلى 350 مترا طولا تسمى «الموذر شيبس» كانت تربط الميناء رأسا بسنغافورة وشرق آسيا، أما ما نستقبله الآن فهى «فيدرز» طولها حوالى 200 متر تأتى من سنغافورة إلى جدة ثم عدن، وتعتبر الصين أكبر مورد لنا و%65 من وارداتنا من هناك ومازالت الصين هى أكبر شريك تجارى معنا. وعن أهم العوامل التى تؤثر على المتعاملين مع المحطة قال: إنها تنحصر فى تكدس الحاويات لعدة أيام فى الميناء بسبب مشكلات فى النقل البرى نتيجة ظروف سيطرة الحوثيين على أجزاء من اليمن، وأيضا التوزيع الديموغرافى يؤثر، حيث إن نسبة كبيرة من سكان اليمن فى الشمال، و%85 من التجارة فى الشمال يسيطر عليه الحوثيون، بالإضافة لارتفاع قيمة رسوم التأمين، كل هذا خلق لنا منافسا آخر بريا مثل منفذ الوديعة والشحن ومنافذ أخرى تربط اليمن بالمملكة العربية السعودية وأيضا تربط اليمن بسلطة عمان. وعن الآليات المتبعة لاستلام شحنات الإغاثة قال قردش: ميناء عدن المنفذ الرئيسى لاستقبال أى شحنات إغاثية مقبلة لليمن، وهذه الأيام تم استقبال عدد كبير من السفن التابعة لمنظمة الغذاء العالمى، ونقدم تسهيلات كبيرة لتخليص الشحنات وسرعة الإرساء على الميناء، وخصصنا لهم مكانا معينا لسرعة إنزال وتفريغ الشحنات وإخراجها إلى منطقة الجمرك ومن ثم للسوق والمواطن اليمنى. - محمد علوى أمزربه رئيس هيئة الموانئ لـ«انفراد»:قرار تحرير سوق المشتقات النفطية يزيد نشاط الميناء.. طورنا محطة الحاويات.. والميناء وقناة السويس مكملان لبعضهما البعض.. واستقرار مضيق باب المندب واليمن ككل مهم لمصر.. والأوضاع تحسنت مقارنة بالأعوام السابقة لكن الميناء يحتاج إلى تمويلات ضخمة.. ونتوقع تجاوز عدد الحاويات معدلاته قبل 2011 -لا توجد أى حالات اعتداء أو سرقة للحاويات حتى فترة الحرب.. واتخذنا إجراءات تأمينية عالية للتعرف على تحديات العمل بالميناء بعد الحرب، ومستقبل الميناء وأهم البلدان التى مازالت تستخدمه، وكثير من التفاصيل المتعلقة بالميناء، التقينا مع محمد علوى أمزربه، رئيس هيئة موانئ عدن، الذى تطرق للعديد من التفاصيل..وإلى نص الحوار: أطلعنا على الأوضاع الحالية لموانئ اليمن بشكل عام؟ - اليمن به 3 موانئ رئيسية هى عدن والمكلا والحديدة الذى مازال تحت سيطرة الحوثيين، والمكلا عانى كثيرا من المشكلات بسبب الحرب، ومن أهمها انخفاض ثلثى الناتج المحلى «حسب تقديرات وزارة التخطيط»، فأصبحت اليمن الدولة الـ10 على مستوى العالم فى التضخم، وانخفاض القوى الشرائية، وارتفاع نسب التأمين على البواخر تراوحت بين 1200 و 1500 دولار للباخرة، وهذا يمثل ضعفى القيمة التى تفرضها موانئ الدول المجاورة، وهذا قلل الميزات التنافسية لميناء عدن، لأن اليمن تصنف كبلد عالى المخاطر، وبالتالى ارتفعت قيمة التأمين. ولا توجد رحلات مباشرة من موانئ التصدير إلى ميناء عدن، لا بد من ميناء وسيط، كانت سابقا صلالة وجيبوتى وجدة، أما الآن معظمها فى جدة، والآن %45 من وارداتنا تأتى من جنوب شرق آسيا، ويتم تفريغها فى ميناء دبى أو جدة، وهذا يشكل عبئا على تكلفة تشغيل الموانئ قياسا بموانئ الدول المجاورة، التى تشهد تمويلات ضخمة لتطويرها، مثلما قامت به مصر من إنشاء قناة السويس الجديدة، وهذا مشروع مهم، ويدر عائدات ضخمة، ويضفى ميزة تنافسية على القناة بشكل عام، وأنشأت هيئة محور تنمية قناة السويس، ووقعوا اتفاقية مع هيئة موانئ دبى لإنشاء منطقة صناعية لوجيستية فى العين السخنة، ميناء عدن وقناة السويس حلقتان مكملتان لبعضهما، وأيضا تم إنشاء ميناء الشيخ خليفة فى أبوظبى، ويعتبر مهما لأنه إلكترونى، وميناء دبى الذى يعد أكبر ميناء صناعى فى المنطقة إلى جانب تطوير ميناء بربرة فى الصومال. ما هى أهمية ميناء عدن؟ - «عدن» الميناء الرئيسى والأكبر باليمن، وقدرته الاستيعابية ضخمة فميناء الزيت 10 ملايين طن والمعلا 3 ملايين طن. وشهدت موانئ «عدن» و«المعلا» و«الزيت» تطورا فى الخدمات المقدمة فى عام 1800م خاصة خدمة التزود بالوقود والفحم والمياه للسفن البخارية، اتسعت الخدمات أكثر بعد فتح قناة السويس عام 1869م ليصبح ميناء عدن عام 1950م واحداً من أكثر الموانئ ازدحاما لتموين السفن بالوقود، ومركزاً للتسوق والتجارة فى العالم. الاقتصاد البحرى وصناعة النقل البحرى هى شريان التجارة العالمية و%80 من البضائع تنقل عبر البحر لانخفاض التكلفة، وميناء عدن يتميز بموقعه فى خليج عدن على الساحل الجنوبى لليمن على بعد، ويبعد بنحو 95 ميلا بحريا، شرقى باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ويبعد عن الخط الملاحى الدولى 4 أميال فقط، يغطى الميناء مساحة 8 أميال بحرية من الشرق إلى الغرب، و5 أميال بحرية من الشمال إلى الجنوب، ويتكون من 3 قطاعات، محطة الحاويات، وأرصفة المعلا، وميناء الزيت. إن %10 من حركة النقل البحرى تمر عبر المياه الإقليمية وباب المندب إلى جانب الكثير من البضائع، التى تُنقل وتمر أمام مرأى السواحل اليمنية، خاصة ميناء عدن، وتنقل أكثر من 60 ألف سفينة سنوياً من كل أنواع البضائع التى تمر بمقربة من الميناء، هناك 57 باخرة يوميا، وميناء عدن أقرب الموانئ إلى خط الملاحة الدولية، حيث يبعد بحوالى 4 أميال تقريبا. أطلعنا أيضا على حركة النقل والتجارة به بعد مرور عدن بفترة الحرب؟ - الأوضاع اختلفت كثيرا، فعلى سبيل المثال حجم الحاويات فى 2014 بلغ 650 ألف حاوية، وفى 2015 حيث كانت الحرب مشتعلة بلغت 178 ألف حاوية، وفى 2016 بلغت 270 ألفا، وعاودت التحسن فى 2017 بعدد 330 ألف حاوية، وبذلك تجاوزنا نشاط ما قبل الحرب، أما عن وقود التشغيل فتبلغ تكلفته 40 مليون ريال يمنى وهذا عالى جدا، لكن رغم التحديات نحن نعمل بقدر استطاعتنا على تحسينه وتطويره بحسب الإمكانات المتاحة، ومقارنة بالأعوام السابقة فقد تحسنت الأوضاع كثيرا. ففى آخر 9 أشهر من العام الماضى 2017م بلغت ألف طن فى عام حركة ميناء المعلا ـ أحد أجزاء ميناء عدن ـ 2 مليون و200 ألف طن مترى مقارنة بـ800 ألف طن عام 2016، وفى محطة الحاويات التابعة لميناء عدن أيضا فى آخر 9 أشهر من عام 2017 بلغ عدد الحاويات 245 ألف حاوية، مقارنة بـ200 ألف فقط فى 2016. ولقد استوردنا معدات مناولة الحاويات الممتلئة «الريش استيكر» وهى الأحدث على مستوى الموانئ اليمنية، كما استوردنا 12 قاطرة جديدة ونعمل على صيانة القاطرات البحرية، وتم التوقيع على اتفاقية خاصة ببناء رافعات جسرية كبيرة، وتم شراء مولدات جديدة بقدرة 3 ونصف ميجاوات لتعزيز الطاقة الكهربائية فى الميناء. ونتوقع خلال الفترة المقبلة أن يتخطى عدد الحاويات 320ألف حاوية، وهذا الرقم لم يتحقق منذ الأعوام التى سبقت 2011، ونسعى لتزويد المحطة بمعدات مناولة الحاويات للتسريع من وتيرة المناولة وتحسين الأداء. ألا تزال هناك معوقات تواجه الميناء؟ - الميناء يواجه تحديات بالطبع، لكننا نبذل كثيرا من الجهود لتجاوز الصعوبات، فرغم قرب مسافة الميناء والموقع المهم من خط الملاحة الدولية، فإن الحرب ألقت بظلالها مما أثر على الاستقرار، وأدى إلى ارتفاع التأمين فى الميناء مقارنة بموانئ الدول المجاورة، وارتفاع التعرفة الجمركية المعمول بها، ونأمل فى تنفيذ توجيهات الرئيس بتخفيض الرسوم الجمركية، كما أن ارتفاع أجور الشحن على البواخر أدى إلى انتقال التجار إلى موانئ الدول المجاورة، بجانب العمل على استئجار سفن صغيرة «فيدر» من قبل المستوردين لنقل البضائع، وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة التكلفة فى النقل، لأن استئجار السفن الكبيرة يقلل من التكلفة، فكلما زاد حجم السفينة وحجم البضائع المحملة، قلت التكلفة فى النقل، كنا نعانى من عدم توفر الرحلات المباشرة من أماكن التصنيع إلى ميناء عدن، وهذا منذ ما قبل الحرب، إضافة إلى أن القدرة الشرائية عند المواطن قلت، وبذلك قل الاستيراد، أيضا نعانى من نظام التحويلات المالية فى ظل نظام مصرفى مراقب، لشراء معدات فى الميناء وقطع غيار كالقاطرات والقطع البحرية، فشراء القطع والمعدات متوقف منذ سنوات لكثير من المعدات. والميناء يحتاج أيضا شركات متخصصة، ويتطلب تمويلات ضخمة للنهوض به، والدولة فى الوقت الحاضر ليست قادرة على القيام بكل ذلك بسبب ما تعانيه من ظروف حرب وعدم استقرار، فالحرب جمدت كثيرا من الاستثمارات وجمدت حركة الموانئ، كما أن المستثمرين يفضلون الدول المستقرة، فاتجهوا للدول المجاورة للاستثمار، فالنقل البحرى يتطلب الأمن والاستقرار، أما اليمن مازال يعانى بسبب ظروف الحرب والعمليات الإرهابية. مشكلتنا الأكبر الآن فى الميناء الزيت المتخصص فى تداول المشتقات النفطية، فإنتاج الغاز والبترول فى اليمن أصبح متوقفا، وكان يتداول به 12 مليون طن سنويا من المشتقات البترولية قبل الحرب، وصل المعدل الآن إلى 2 مليون طن سنويا، هناك خدمات كثيرة أصبحت متوقفة مثل تموين السفن بالوقود بمعدل 300 باخرة سنويا قبل الحرب، الآن متوقفة تماما، وكذلك تزويد السفن بالمياه، كانت تصل المعدلات إلى 250 ألف باخرة سنويا تمون بالمياه وأيضا توقفت، لأن المنطقة مازالت مضطربة، كما أن تصاريح دخول البواخر كانت تحتاج إجراءات طويلة ووقتا كبيرا، لكن قوات تحالف دعم الشرعية تساهم الآن فى تذليل هذه العقبة والتسريع بالإجراءات. كيف أثر قرار تحرير سوق مشتقات النفط على حركة الميناء؟ - قرار الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى بتحرير سوق استيراد وتسويق المشتقات النفطية، جاء بأثر إيجابى على نشاط الميناء، وتسهيل مرور هذه المشتقات، التى شكلت فى فترات مختلفة أكثر من %60 من حجم الواردات المتداولة فى ميناء عـدن. واقتران هذا القرار بتعليق الرسوم الجمركية هو الآخر يساعد بشكل كبير على تعزيز بيئة النشاط التجارى، ونتمنى من القطاع الخاص أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذا القرار المحفز والمشجع لمزيد من التوريدات. حدثنا عن حجم الحاويات المتعلقة بالإغاثة التى يستقبلها الميناء؟ - معظم الإغاثات لليمن تستقبل عبرنا، فوصلتنا مؤخرا 40 حاوية أرز من الحكومة الصينية، وسفن برنامج الغذاء العالمى تأتى بمساعدات لتشغيل مطاحن الغلال والحبوب، والتعامل معها يتم عبر الوكيل الملاحى ويكون هو المسؤول عن تلك الشاحنات. هل تعرضت الحاويات لعمليات سطو أو سرقة خاصة أثناء حرب عدن؟ - لا توجد أى حالات اعتداء أو سرقة للحاويات حتى فى فترة الحرب، واتخذت إجراءات تأمينية عالية وحراسات مشددة، ودعمتنا فى هذا المقاومة الشعبية، رغم أنه فى 2015 كانت إدارة الميناء بين الحكومة الشرعية والقوات الانقلابية. وهل تأثرت الموانئ بثورات الربيع العربى من 2011 وما تلاها؟ - بالتأكيد المنطقة العربية كلها تأثرت بما فيها حركة الموانئ، ففى 2011 شهدت عدة محافظات فى اليمن فوضى، وسقطت أبين فى يد القاعدة، وزمام عدن شهد فوضى كبيرة أيضا، وانخفض عدد الحاويات إلى 80 ألف حاوية ومن 2012 إلى 2014 لم تتجاوز عدد الحاويات 290 ألف حاوية سنويا، لكن قبل 2011 كانت الأمور مستقرة من 2007 إلى 2010 وكان عدد الحاويات من 500 إلى 550 ألف حاوية فى المتوسط. هل هناك موانئ جديدة ستنشأ باليمن خلال الفترة المقبلة؟ - ميناء بروم فى حضرموت يدعم من السعودية بقرض تبلغ قيمته تقريبا 100 مليون دولار، وهو تحت الإنشاء وضرورى، لأن الميناء الحالى صغير «المكلا» وحضرموت محافظة كبيرة. ما العلاقة بين ميناء عدن وقناة السويس؟ - ميناء عدن وقناة السويس مكملان لبعضهما، وهما بوابتان شمالية وجنوبية على البحر الأحمر، فاستقرار مضيق باب المندب واليمن ككل مهم بالنسبة للعمل فى قناة السويس والعكس صحيح، وحجم التجارة بين آسيا وأوروبا 700 مليار تمر عبر الخط الملاحى الدولى من باب المندب.. قناة السويس وميناء عدن هما الأقرب للخط الملاحى الدولى. - محطات البنزين خاوية.. والمواطنون يصرخون بسبب نقص أسطوانات الغاز ..أزمة البنزين تخنق اليمنيين وتشل حركة المواصلات فى جولة «انفراد» فى شوارع المحافظات اليمنية المختلفة لاحظنا أن محطات البنزين أصبحت أماكن مهجورة.. تسكنها الحشرات والغربان بمعدات وعدادات قديمة يكسوها الصدأ وكراسى مكسورة. اقتربنا من إحداها، فقال لنا أحد المواطنين، منذ بدء حرب الحوثة ما بقاش فيه «بترول» هكذا يطلق اليمنيون على البنزين، ويستكمل المواطن: الناس بتفضل الأيام تدور وممكن ما تلاقيش أنت وحظك اللى بيبعوه تجار السوق السودا على الطريق أو فى الأماكن المتطرفة ولو لقيته أسعاره بتوصل من 6000 إلى 8000 ريال عن 20 لترا. ذهبنا لتلك الأماكن حتى نشاهد كيف يتم البيع والشراء، بحثنا كثيرا مع صديق يحتاج إلى «تموين» سيارته، ويكتنفه الخوف لأنه إذا لم يجد بنزينا سيضطر لأخذ إجازة من العمل. وأكد لنا علاء محمد أن هذه حال كل الناس منذ 3 سنوات، وأوضح أن كل أسرة أصبحت تقلل من تحركاتها توفيرا للبترول لأنه حتى تجار السوق السوداء ليس لهم أماكن محددة، ويتم العثور عليهم صدفة فى أماكن متفرقة. أخيرا بعد ساعات من البحث وجدنا شخصا يضع عددا من جراكن البنزين فى شنطة سيارته والمكان مزدحم، بشق الأنفس وصلنا للرجل وجدناه يأخذ الجركن ومعه خرطوم ويملأ كل سيارة حسب المطلوب. الطرقات تكاد تخلو من السيارات، والمواصلات قليلة، والشوارع هادئة لكنه هدوء يخفى تحته أزمة ملتهبة. يقول لنا عمرو ربيع، المصافى فى عدن والمكلا وشبوة مغلقة منذ الحرب والأزمة مشتدة والتجار يحتكرون البترول، فبعد حرب الحوثيين تولت شركة يمنية عملية تسويق البنزين الذى تستورده الحكومة عبر التجار وشركة النفط دخلت فى منافسة مع التجار، وأصبح هناك تضارب فى الأسعار، البنزين المدعوم من الحكومة سعره 3700 ريال، وسعره العادى 6500 ريال، حاليا شركة النفط مضربة أمام المصفاة، لأنها تحولت إلى خزانات للتجار، يخزنون البنزين ثم يبيعونه للمواطنين بأسعار مضاعفة، وتصل فى المناطق غير المحررة إلى 8000 ريال، السوق استهلاكى بشكل كبير والحكومة تدعم على قدر إمكانها، لكنها لا يمكن تغطى السوق. يقول أحمد الفقيه من عدن، إن تعريفة المواصلات ارتفعت بشكل كبير «حتى مش بنقدر أوقات نقضى حاجاتنا الضرورية، فالتعريفة مثلا وصلت 250 ريالاً، بنقعد فى البيت بالأيام علشان مش معنا تمن المواصلات، كمان نعرف ناس عالقة فى أماكن اشتباك مع الحوثيين مش قادرين ينزحوا حتى الآن، علشان مش معاهم تمن المواصلات التى تسفرهم لهنا». سيد هايل مواطن لديه إعاقة فى ساقه، وهو من أهالى تعز، لا يمكنه الذهاب إلى مركز الأطراف الصناعية فى مأرب، لأنه لا يملك تمن المواصلات من تعز إلى مأرب. أزمة الوقود لا تقتصر على بنزين السيارات، لكن الأزمة الأكبر فى وقود المنازل فمعظم الأسر أصبحت لا تتحمل شراء «دبة» الغاز «الأسطوانة»، فتقول مؤمنة محمد من صنعاء، فى البيت ما عدناش قادرين نشترى الغاز، لإنه لازم تقف فى طابور كبير بالساعات علشان تملاها وتدفع 400 ريال كرت و250 رسوم حراسة للدبة فى الطابور و3000 قيمة الغاز، ولجأنا لإشعال البلاستيك والمواد الخشبية فى المواقد عوضا عن الغاز، ممكن العيال تبقى عاوزة تاكل أكلهم عيش حاف وما أقدرش أطبخ علشان الوقود». تضيف عائشة المحمدى من تعز، «كلنا بقينا بندور على الحطب من ساعة ما جه الحوثيين، شغالين نجمع البلاستيكات والحطب بقى له سوق وبيبيعوه مش ببلاش، واللى يقدر يدفع دبة الغاز مش موجودة لازم تنتظر الأيام وأحيانا أسابيع». - «أوس العود» وزير البترول اليمنى لـ«انفراد»: الحوثيون يتاجرون بالنفط ومشتقاته فى السوق السوداء..نعمل على إغلاق ميناء الحديدة للمشتقات النفطية بالتعاون مع الأمم المتحدة والتحالف العربى.. وتوريد كل المشتقات النفطية عبر مصافى عدن.. ووضعنا استراتيجية جديدة لحل أزمات الوقود وانفراجة خلال 3 أشهر -الشركات عزفت عن الاستثمار فى ظل الظروف غير المستقرة حملنا أزمات الوقود وحاولنا نقل معاناة اليمنيين إلى وزير النفط والمعادن أوس العود، ليطعلنا على الأسباب الحقيقية وراء أزمات الوقود وخطط الحكومة الشرعية لمواجهة جشع التجار فى المناطق المحررة وجشع الحوثيين فى المناطق غير المحررة. أكد لنا الوزير أن هناك عدة محافظات بها حقول نفطية منها مأرب الجوف وحضرموت وشبوة، وحتى الآن المكتشف %25 من حقول النفط فى اليمن التى تعتبر من أغنى دول العالم بالنفط، فهناك حقول بحرية لم تكتشف والحرب الحوثية عطلت الاستكشاف والإنتاج، وقبل الحرب كان هناك 30 شركة تعمل فى الاستكشاف و11 شركة منتجة، منها شركات دولية شهيرة و3 شركات وطنية، والسبب الرئيسى فى الأزمة أن الدولة لم تستعد حجم الإنتاج السابق فى كل الحقول النفطية، كما كشف عن خطة الحكومة لحل أزمة البترول وإلى نص الحوار.. فى البداية نود أن نعرف المحافظات الغنية بحقول النفط فى اليمن؟ - هناك عدة محافظات بها حقول نفطية منها مأرب الجوف وحضرموت وشبوة، وحتى الآن المكتشف %25 من حقول النفط فى اليمن التى تعتبر من أغنى دول العالم بالنفط، فهناك حقول بحرية لم تكتشف والحرب الجوثية عطلت الاستكشاف والإنتاج، وقبل الحرب كان يوجد 30 شركة تعمل فى الاستكشاف و11 شركة منتجة، ومنها شركات كثيرة دولية شهيرة و3 شركات وطنية. ما الأسباب وراء الأزمة الطاحنة فى الوقود سواء السيارات أو المنازل؟ - بالفعل هناك أزمة كبيرة منذ الانقلاب الحوثى والسبب الرئيسى فى الأزمة أن الدولة لم تستعد حجم الإنتاج السابق فى كل الحقول النفطية ومصفاة عدن الرئيسية كانت قدرتها 120 ألف برميل يوميا، توقفت عن الإنتاج سبب الحرب والثانية فى مأرب بقدرة 10 آلاف برميل يوميا وبعد الانقلاب الحوثى توقفت كامل أعمال الشركات النفطية، بعد تمدد الحوثى إلى المناطق النفطية أعلنت الشركات تجميد أعمالها حتى إشعار آخر للأوضاع الامنية غير المستقرة، ووجدنا صعوبة بالغة فى توفير المشتقات النفطية، ولجأنا لتحرير سعر المشتقات النفطية للقضاء على السوق السوداء، والاستيراد من الخارج لتغطية حاجة السوق المحلى وفتحنا المجال للشركات الخاصة والمتخصصة ووضعنا آلية لضبط السوق السوداء ومنع التلاعب بين السعر المحلى المدعوم من الحكومة وهو 3700 ريال لدبة البنزين «20 لترا»، والسعر العالمى 5200 أو 5300 ريال للدبة، لكن للأسف خلقت سوقا سوداء، وبالتالى يباع بأكثر من 6500 أو 7000 للدبة داخل اليمن، لذلك قرر رئيس الجمهورية مؤخرا إيقاف الدعم وتحرير سعر المشتقات البترولية للقضاء على السوق السوداء. عندما نزلنا إلى لأسواق لم نرَ محطات بنزين تعمل.. لماذا؟ - الشركات عزفت عن الاستثمار فى اليمن فى ظل الظروف غير المستقرة كنا بنشترى النفط بالسعر المدعوم ونعطيه للمحطات ثم التجار تجمعه وتخزنه والمواطن لم يستفد، ولذلك صدر مؤخرا القرار الجمهورى بتحرير سعر المشتقات البترولية، وأعتقد أن هذا حل جزئى للأزمة. لكن الأزمة ليست وليدة الحرب فقط فلها جذور قديمة؟ - نعم كانت موجودة لكن تضاعفت بعد الحرب، ففى أحداث الربيع العربى فى 2011 ضرب أنبوب النفط فى شبوة الذى يضخ لمصافى عدن وأغلق 750 يوما بعد الربيع العربى، وانخفض الإنتاج إلى 1110 آلاف برميل يوميا، وانخفض أكثر مع وجود أعمال تخريبية من أطراف خارجة على القانون فى مأرب لأنبوب التصدير، كجزء من تخريب الاقتصاد، وكان سعر الدبة 9 آلاف ريال فى صنعاء، لكن قبل 2011 كانت مستقرة الأمور والإنتاج وصل 170 ألف برميل يوميا، وكان العمل فى 12 حقلا نفطيا منتجا، ومصفاة عدن ومأرب، و13 شركة إنتاجية. فى فترة 2015 حتى 2017 شهدت أسواق النفط تغييرا كبيرا فى أسعار النفط الخام وصل 37 دولار للبرميل، فى ظل تكلفة إنتاج عالية للبرميل فى ليمن فى حدود 274 دولارا، فلم تجد تلك الشركات جدوى من الاستثمار فى اليمن، فهناك شركات نرويجية انسحبت قبل انتهاء تعاقد التشغيل لأن تكلفة الإنتاج عالية، فانخفض عدد الشركات المنتجة 4 شركات والمستكشفة 12 تقريبا ونعتمد الان على الاستيراد ما حجم الاستيراد شهريا؟ - نعتمد على استيراد حوالى 35 ألف طن ديزل و35 ألف طن بنزين يغطى عدن ولحج وأبين والضالع، أما باقى المحافظات فلدينا منفذون للاستيراد الأول مصافى عدن وميناء حضرموت، حيث توجد خزانات فى شركة النفط فى حضرموت يستورد كميات تغطى احتياجات محافظة حضرموت وأيضا نستورد من القطاع الخاص المحلى وفقا العطاءات المقدمة. لم تذكر تعز وصنعاء.. من أين يتم تغطية احتياجاتها؟ - بالنسبة لتعز أحيانا تغطى من عدن ومأرب تغظى الجوف والبيضاء، أما صنعاء فالتجار يشترون كميات ويوردوها عبر ميناء الحديدة، وهى كميات كبيرة وصلت فى 2017 إلى مليونى طن، ويتاجرون به فى السوق السوداء ووصل السعر إلى 9000 ريال للدبة من البترول. هل هناك حلول قريبة للأزمة؟ - الأمور ستفرج قريبا فنحن نعمل الآن على محاولة إعادة الإنتاج من حقول شبوة ومأرب وإعادة تشغيل مصفاة عدن حتى نخفف فاتورة الاستيراد الباهظة لتلك المشتقات، لأن احتياج السوق اليمنى شهريا من تلك المشتقات يصل إلى 230 ألف طن، وتطبيق القرار الجمهورى بتحرير سعر المشتقات النفطية سيحل كثيرا من الأمات لكن هناك كميات متبقية فى السوق لابد من سحبها أولا حتى لا تحدث مضاربة، أيضا وضعنا شروطا للشركات الراغبة فى العكل بهذا المجال أن تسجل نفسها لدى شركة النفط الوطنية للحصول على التصاريح اللازمة بعد أن تقدم كل الضمانات اللازمة للالتزام بالمعايير والمواصفات الموضوعوة، وأهمها الإمكانيات المادية والالتزام بالمواصفات الفنية المطلوبة فى المواد البترولية والالتزام بمواعيد التوريد، ونحن نعلن رسميا عبر مصافى عدن عن مناقصات يدخل فيها القطاع الخاص والشركات العالمية، وهناك لجنة مشكلة للمناقصات هى التى تقرر السعر الأفضل والعرض الأقوى وأتوقع سيكون هناك إقبال من الشركات. هل هذه الاستراتيجية ستشمل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وهى الأكثر تضررا؟ - لا، الحوثيون سيستمرون فى المتاجرة بالمشتقات النفطية، لأنه لم يعد لديهم أى مصدر للدخل، الحل فى تلك المناطق أن يغلق ميناء الحديدة للمشتقات النفطية بالتعاون مع الأمم المتحدة والتحالف العربى، وأن يتم توريد كل المشتقات النفطية عبر مصافى عدن وهى لديها سعة تخزينية كبيرة، ونحن فى طور دراسة هذه الاستراتيجية. هل هناك تواصل بينكم وبين الجانب الحوثى؟ - لا، لا يوجد التواصل فقط عبر الأمم المتحدة. فى الحلقة التالية.. إغاثات الشعب اليمنى بين نهب الحوثيين وصمت المنظمات الدولية.. وقوافل إغاثة اليونيسيف هربت من صنعاء لبيعها فى السوق السوداء






















الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;