"طوبى" للمنحازين للفقراء.. ماذا لو انتصرنا للعمل الخيرى وأكملنا جملة مدير عام الأورمان "لا يوجد فقير فى مصر" بعبارة "إلا وتم مساعدته"..هل يمكن أن يعلم رواد السوشيال ميديا عن المحتاجين أكثر مما يعرفه م

عبر إشكاليات متعددة، طرأت على الواقع الاجتماعى المصرى، برز دور الجمعيات الخيرية كبديل عملى لمتغيرات الظرف الاجتماعى فى مصر خلال السبع سنوات الأخيرة من عمر الوطن، بحيث استعاضت الدولة عن غياب الحس الاجتماعى، بزيادة قدرة العمل الخيرى، خاصة أن ذلك المجال كان موطنا لجماعات أخرى تسلطت به على عقول المواطنين، وكان لزاما على الدولة القيام بدورها. ومع تطور حجم التحديات زادت أنشطة الجمعيات الخيرية، ومع مشروعات مساعدة الفقراء ظهرت مشروعات أخرى تهتم بالعشوائيات وسداد ديون الغارمين والغارمات، وظل المشهد مستمرا هكذا فى صورته النمطية، بحيث تلجأ الدولة للتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية للقيام بأنشطة اجتماعية فى عدد كبير من القرى والمدن. وفى ظل الفراغ الكبير الذى حاولت الجمعيات الخيرية ملؤه، كان لجمعية الأورمان دور مميز فى ذلك، دعمها قدرتها التنظيمية وثقة قطاع من المواطنين بها، وكذلك كان على رأس الجمعية اللواء ممدوح شعبان. فماذا لو انتصرنا للعمل الخيرى و أكملنا جملة مدير عام الأورمان " لا يوجد فقير فى مصر" بعبارة " إلا وتم مساعدته" .. والسؤال هل يمكن أن يعلم رواد السوشيال ميديا عن الفقراء أكثر مما يعرفه ممدوح شعبان. تعرفت على اللواء ممدوح شعبان فى منتدى شباب العالم، والذى عقد فى نوفمبر الماضى بمدينة شرم الشيخ، كان الرجل اكتشافا حقيقيا، فالرجل ابن الجيش المصرى، صادق الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وقتها سمعت العبارة منه والتى أثارت ضجة كبيرة قبل عدة أيام، قالها نصا "مصر مافيهاش فقراء"، فهمت القصد حينها ولكنى آثرت أن أسمع منه تفسيرا، فقال مصر بها عدة جمعيات كبرى تعمل على مشاريع متنوعة من زواج أيتام وإسكان وعلاج وغيرها، تلك الجمعيات تضاعف دخلها من تبرعات المصريين خلال الفترة الماضية، جعلتهم يبتكرون حلولا لكى يساعدوا المصريين خاصة الشباب، إلا أن تلك الحماسة من جانبهم ليست بالضرورة ما يقابلها من حماس الشباب، فكانت هناك فرص كبيرة تهدر بسبب بطئ البعض وتكاسله، كذلك كانت الجمعيات تقوم بإجراء أبحاث اجتماعية لإعطاء المساعدات، ورغم تقدم من لايستحق إلا أن الجمعية طوال تاريخها لم ترفض حالة تستحق المساعدة فى مصر بأكملها، إذًا فمصر بها جمعيات تسد احتياجات من يتقدم من المواطنين ولذلك فالفقراء محصورين ويتم التعامل معهم، ويبقى المنطقى ماذا لو أكملنا عبارة اللواء ممدوح شعبان " لا يوجد فقير فى مصر" بعبارة " إلا وتم مساعدته". الرجل الذى تحدث وقتها فى الصواريخ والمدفعية وأبطال الجيش، كان يذكر كل شئ بالأرقام، يعلم تماما ماذا يحدث، فذكر موقفا بالحضانات التى تطلبها المستشفيات والمستوصفات فى المدن والقرى، قال :" أتعرف أننا نمد تلك الأماكن بالحضانات ولكن لانجد ممرضات يعملن عليها"، وهكذا وصف المرض بأكمله لدينا الإمكانيات ولايوجد المؤهلون أو الأعداد التى تعمل عليها. ظللت متواصلا مع اللواء ممدوح شعبان، متابعا جيدا لأنشطة المؤسسة وما تفعله، ولاحظت بعض الأصدقاء يتقدمون بحالات للمؤسسة أو بطلبات خاصة ببعض القرى، فكان الطلب يأخذ تسلسله الطبيعى، حتى يتم الموافقة عليه أو رفضه فى حالة مخالفته الشروط. حينما سمعت عباراته الأخيرة فى مؤتمر الشباب، لم أستغربه فالرجل يعلم تماما مغزى مايقوله، حتى لو فسره البعض خطأ، ويعلم تماما عدد الفقراء والمستحقين فى مصر بأرقام تقريبية، وكذلك كافة الاحتياجات وغيرها والمعوقات التى تواجه العمل الخيرى، لذلك فهو صادق فيما يقوله حتى لو تم تفسيره بشكل خاطئ. فجمعية الأورمان التى تهتم بالمنازل التى لايوجد بها أسقف، وفيها وعد الرئيس بالانتهاء منها قبل 2018، بالإضافة لدورها فى إعادة إعمار وتأهيل عدد 17 ألف منزل من عام 2000 بتكلفة 220 مليون جنيه، كما قامت الجمعية بتوصيل 15 ألف وصلة مياه من عام 2000، و تسليم رأس ماشية عشار 5 أشهر فأكثر وفى حالة جيدة وصالحة للتربية وتكلفتها 30 ألف جنيه، وتم تسليم عدد 55 ألف رأس ماشية من عام 2000 بتكلفة 550 مليون جنيه، كما تم تسليم عدد 4500 كشك من عام 2000 بتكلفة 44 مليون جنيه، بالإضافة لسداد ديون الغارمين والتى وصل عددهم إلى 3058 حالة.








الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;