الفقيه الدستورى شوقى السيد :كمال الشاذلى وصفوت الشريف احتجزانى فى مجلس الشورى حتى لا أترشح لرئاسته.. استقلت من القضاء للتفرغ للعمل العام وعمرى كان 38 عاما.. والتقيت مصطفى أمين لأشكو له تجاوزات الانتخا

-أقيم مجلس العائلة مرة أسبوعياً وأعطى بدل حضور 200 جنيه للفرد استقال من القضاء للتفرغ للعمل العام والسياسة، ونجح فيها، بالرغم من العقبات التى واجهته، فقد خاض العديد من المعارك السياسية، ولمع اسمه فى عالم السياسة، وبعدها فى العمل محاميا وفقيها دستوريا، الدكتور شوقى السيد روى لـ«انفراد»، ذكرياته الجامعية، وحياته الأسرية، وذكريات مواقفه السياسية، وإلى نص الحوار: احكِ لنا عن مرحلة الجامعة؟ وتاريخ تخرجك وزواجك. - أنا من مواليد محافظة الدقهلية، ووالدى كان يعمل بالأزهر الشريف، ودخلت مدارس حكومية فى جميع المراحل، وكنت بالمرحلة الابتدائية وقت قيام ثورة 52، مقيما بالأرياف وقتها، وأنا خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1959، وبعد تخرجى من الجامعة قدمت فى النيابة العامة، وقبلت فيها، وبعدها انتقلت للعمل فى مجلس الدولة حتى تقدمت باستقالتى من العمل بالقضاء للعمل العام. تزوجت من العائلة، فزوجتى اختارها والدى من البلدة، وتمت الزيجة فى عام 62، استاجرت شقة هنا فى القاهرة، وكان ثمنها 7 جنيهات، وكنت وقتها أعمل قاضيا بمجلس الدولة، أنجبت ابنتين هما جيهان ولديها بنتان وولد، وهى تعمل فى العمل التطوعى بالجمعيات الاجتماعية، وشيرين حاصلة على بكالوريوس علوم، وهى ربة منزل متفرغة لتربية أولادها ولديها ابن وابنة. هل عملت بمهن أخرى قبل العمل فى المحاماة؟ - عملت فى النيابة العامة والسلك القضائى، ولم أعمل بمهن أخرى قبل عملى فيهما، فحصلت على منحة لفرنسا عام 1966، وعملت بالتدريس فى عدة جامعات منها بالجزائر، ودرست بالسودان جامعة الخرطوم، وعدة جامعات مصرية، منها المنصورة والزقازيق، وتقدمت باستقالتى من القضاء لخوض انتخابات مجلس النواب عن دائرة الأزبكية. ما المهنة التى كنت تفضل ممارستها لو لم تكن محاميًا؟ - لم أفضل أى مهنة أخرى، فقد كنت فى مرحلة الثانوية عينى على كلية الحقوق، لدرجة أننى كنت فى مرحلة الثانوية العامة أكتب على كتبى المدرسية وكيل نيابة السنبلاوين، فقد كان طموحى العمل فى النيابة العامة والقضاء، وظللت سنة كاملة فى دبلوم لأنه كان يتطلب ذلك بعد تعديل القانون، وحصلت على الدبلومة وعملت بالنيابة، كما أننى حصلت على دبلومة ثانية، وعملت بمجلس الدولة. كيف دخلت المجال السياسى؟ - لم أوفق فى الحصول على كرسى البرلمان فى المرة الأولى التى ترشحت فيها، وكنت وقتها أمام المرشح حسن كامل، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وزكريا عزمى كان وقتها مدير مكتبه، فقد كانت هناك تجاوزات وقتها، وكانت المرة الأولى لى فى العمل السياسى، وتجربة لم أخسر فيها، ولكنى تعلمت منها الكثير، وبالمناسبة تقدمت بأوراق ترشحى فور استقالتى من مجلس الدولة، وكان ذلك آخر يوم فى تقديم الأوراق، ومن الطرائف أننى لم أستطيع التواصل مع الأصدقاء لنصحى، فقد كان الوقت تأخر، إلا أن حسن كامل كان شخصا ودودا، فقد كانت تصلنى رسائل بأن الظروف صعبة، حيث كان لا يسمح وقتها لأحد بخوض الانتخابات إلا إذا كان من العائلة الحاكمة، وبعد خسارتى فكرت فى العودة للقضاء، لأن بعض الأصدقاء نصحونى. هل ترشحت مرة أخرى؟ - فى عام 1990 قررت الترشح مرة أخرى، وأعددت العدة ونزلت أمام رجل الحزب الوطنى، عبدالأحد جمال الدين، بدائرة الظاهر والأزبكية، وتعلمت كثيرا فى هذه المرة، ولكن كان عبدالأحد حسن الخلق مع الجميع، وكان يرسل لى التحيات، ولكن حصلت تجاوزات كثيرة للغاية منها قطع اليفط والدعاية، وتسويد اللجان، وكانت هناك وقائع تزوير كثيرة استطعت أن أوثق الكثير منها، وتقدمت بدعوى فحصلت على حكم قضائى ببطلان عضوية عبدالأحد، وقالت محكمة النقض إننى ناجح، والمجلس لم يُنفذ، وكتبت كتابا اسمه مذبحة القبة، كما حصلت على تعويض لم أصرفه. هل هناك مواقف حدثت وقت وجودك بمجلس الشورى؟ - نعم، فقد طلب منى أن أخوض انتخابات مجلس النواب عام 1995 على قائمة الحزب الوطنى ورفضت ذلك، فقد كنت وقتها أخوض الانتخابات السابقة مستقلاً، ولكن دخلت مجلس الشورى بقرار تعيين بعد نصيحة من الأصدقاء منهم النقيب أحمد الخواجة، وبعدها قررت خوض انتخابات رئاسة المجلس، إلا أن هناك موقفا طريفا، فقد حجزنى كمال الشاذلى وصفوت الشريف بإحدى الغرف حتى انتهاء الانتخابات، وبعدها قابلنى صوفى أبوطالب ليسألنى عن تغيبى عن الجلسة، وموقف آخر هو استغراب كمال الشاذلى من وجودى مستقلا بالرغم من قرار تعيينى، قائلا: «ازاى كاتبينه مستقل وإحنا عيناه»، وكان هناك توتر بالمجلس وقتها، كما كان هناك حظر على تولى المنصب لمن هم دون الحزب الوطنى، إلا أننى أصررت على أن أكون مستقلاً طوال فترة وجودى بالمجلس، وبعدها كنت رئيسا للجنة حقوق الإنسان. هل تفضل العمل بالقضاء أم بالتدريس؟ - للتدريس متعة غالية، ولكن العمل فى القضاء له مذاق خاص، وتحمل مسؤولية كبيرة، فى التدريس تظل عينك على كل ما شاهدته من الكبار، وتريد أن تكون قدوة مثلهم، وللمحاماة مذاق آخر مختلف وأصعب من العمل بالقضاء، فالمحامى يُبدع ويخلق مكونات القضاء فى حين أن القضاء دوره الفصل فيها. ما المهنة التى تحبها غير مهنة المحاماة؟ - الصحافة، فقد عملت مستشارا بالمجلس الأعلى للصحافة، وبالمناسبة فأنا عضو بجمعية السيناريو والحوار بنقابة السينمائيين، وصادقت بعض المشاهير والكتاب فى مجال السينما، وفكرة كتابة المقالات كانت بداخلى منذ فترة كبيرة. هل تخصص أوقاتا معينة للجلوس مع أفراد العائلة بصفة مستمرة؟ - نعم فأنا أجريت تجربة رائعة سميتها مجلس العائلة، وهى عبارة عن مجلس يقوم برئاسته الشخصية الأكبر سنا، كما يكون هناك تناوب فى الجلسات مثل تداول السلطة تماما، وأنا من يرأس ذلك المجلس، وهدفه هو الاجتماع أسبوعيا لمناقشة أمور العائلة، والأحداث الجارية، حيث إننا نناقش كل شىء، ونبدأ بأخبار الأسبوع والأخبار المهمة والخفيفة ومناقشة القضايا المهمة، ويكون ذلك بحضور الجميع بناتى وأزواجهن وأولادهم، وأهم بند هو ترك الهواتف المحمولة أثناء الجلسة التى تكون من ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويكون يوم الخميس هو موعد عقد المجلس فى الساعة السابعة مساء، كما أن هناك بندا آخر وهو بدل حضور، ويكون 200 جنيه لكل فرد، حتى أننى كتبت يافطة على منزلى: «بيت العائلة». من أين جاءت فكرة مجلس العائلة؟ - جاءت تلك الفكرة لما أراه يحدث بالحياة، فالحياة لما جرى فيها من خطايا وتفكك أسرى يجب أن تتم معالجته، وكل الأفراد منشغلون ولهم حياتهم الخاصة، والكل غارق فى دئراته وهو ما يحدث انفصاما فى الشخصية، فهناك تخبط للمسؤولية وإحباط لدى كثيرين، والأسرة هى الأساس، والترابط الأسرى جميل للغاية، ويخلق روحا رائعة لدى الجميع، فنحن نرى الكوارث التى تحدثها مواقع التواصل الاجتماعى، الأطفال فرحون جدا بذلك المجلس، ونشعر برضا كامل عن تلك الفكرة، وأتمنى تطبيقها داخل كل بيت. فى أى المجالات تفضل القراءة بعيدًا عن القانون؟ - أحب القراءة كثيرا، وأقرأ فى كل المجالات، وكذلك قراءة الجرائد يوميا الحديث منها والقديم، لكى أستطيع أن أرى ما يحدث وأكون على تواصل، وأتابع الأحداث. هل رفضت قضايا بسبب انشغالك بارتباطات أسرية؟ - ليس كثيرا، وإذا كان هناك شىء مهم أعتذر عن عدم الحضور إلى العمل أو أؤجل القضايا الموجودة بالمحكمة، ولكنى رفضت قضايا رجل الأعمال أحمد عز بالرغم من إلحاحه وإلحاح بعض المقربين منه، وهم كانوا يعرفون أننى لا أقبل الترافع فى قضاياهم. هل ترافعت فى قضايا من دون أجر؟ - نعم، ترافعت وقبلت قضايا كثيرة من دون أجر، وأشعر بالفخر عندما أترافع فى تلك القضايا، لأنها تمثل مبدأ مهما فى حياتى، مثل زيادة مصروفات الجامعة الأمريكية للطلاب، وكسبنا القضية وقتها، ورفضت تقاضى أى أتعاب. ما هى ألعابك المفضلة أو هوايتك؟ - أحب سماع الموسيقى الكلاسيكية، وكذلك أمارس رياضة المشى منذ فترة طويلة، وجيلنا لم تكن لديه الرفاهية أو إمكانيات للرفاهية، ولكن حفيدى يلعب كرة القدم، وشغوف جدا بنادى ليفربول، وهو لاعب كرة قدم جيد، وبالمناسبة أحفادى يحبون محمد صلاح كثيرا، فأنا أتابع محمد صلاح لأنه ظاهرة. هل ناقشت أمر «محمد صلاح» بمجلس العائلة؟ - نعم، فهو لاعب مصرى رائع، لديه كفاح وتواضع، وما حدث له لم يغيره، لأنه أحدث طفرات كثيرة، وكان من الممكن أن يشعر بالإحباط بعدما حدث ما حدث فى نادى تشيلسى، ولكنه شخص طموح ولديه حلم، وبالفعل استطاع تحقيقه.


















الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;