الشعوب بتبان من زبالتها.. زبالين مصر يكشفون: مفيش جعانين طول ما القمامة فيها سمك ولحمة وفاكهة.. ارتفاع الأسعار لم يغير الاستهلاك.. العيش أكتر حاجة يرميها المصريون بالصناديق.. بنعرف الفاسد وبتاع الستات

اعتاد الفلاحون فى مصر قديما على إلقاء "ريش الطيور" أمام الدار ليعرف الجيران أن فى طعامهم "زفر"، كما تعرف المسنات فى المناطق الشعبية الطريقة الأكثر "خبثا" لمعرفة أسرار جيرانهم، من خلال تفتيش قمامتهم، لتعرف ماذا يأكلون؟، وهل لديهم براحا من المال أم يمرون بضائقة مادية؟، وهل كان لديهم ضيوفا أم لا؟، وكم عدد هؤلاء الضيوف؟، وهل هم أغراب أم ضيوف عاديون؟. وإذا كانت كل هذه الأمور تكشفها نظرة الشخص العادى لقمامة جاره، فما بالك بما يمكن أن تكشفه نظرة جامعى القمامة فى مصر، وهم من تمر من تحت أيديهم قمامة المصريين، يعرفون محتوياته، يختارون مناطق عملهم، يدركون حجم تغير محتويات تلك القمامة بمرور السنوات، وبتغير الأوضاع الاقتصادية، وبتتابع المناسبات الدينية والأعياد. شحاتة المقدس: الناس مستهترة وبتبخل على أى حاجة إلا "بطنها" من جانبه، قال شحاتة المقدس نقيب الزبالين وأحد أشهر جامعى القمامة فى مصر، إن محتويات القمامة فى مصر لم تشهد أى تغير من حيث الكم والكيف خلال الفترة الأخيرة، وأن تغيرات الأسعار والتضخم والتغيرات الاقتصادية لم ير لها أى مردود على قمامة المصريين سواء فى المناطق الغنية أو الفقيرة، مشيرًا إلى أن حجم الزبالة فى رمضان يرتفع بنسبة 30% على الرغم من أنه شهر صيام وترشيد فى الاستهلاك. وأشار نقيب الزبالين، إلى أن هناك شواهد كثيرة لها دلالات سلبية من خلال القمامة التى يجمعها رجاله من الشوراع، أولها هو استمرار وجود كميات كبيرة من الخبز ما يدل على أن هناك إهدار كبير له، حيث يشترى كثيرون أكثر من احتياجاتهم، موضحًا أن المناطق الشعبية يجد بقمامتها الخبز المدعم، والمناطق الأكثر غنا يجد فى قمامتها الخبز "الآلى" و"الفينو" وغيره من أنواع الخبز الأغلى. وأضاف المقدس، أن ما يصله من كميات القمامة بعد فرزها يشير إلى أن المواطنين لم يتأثروا بارتفاعات الأسعار خاصة فيما يتعلق بالأكل والشرب، حيث يوجد بالقمامة نفس كميات الطعام المهدرة التى كانوا يجدونها قبل التعويم وقبل ارتفاع الأسعار، والأغرب هو وجود قطع لحمة وأسماك ملقاة فى قمامة المناطق الشعبية والمتوسطة، أما فيما يخص قمامة المناطق الأغنى فى مستواها المادى، لافتًا إلى أنها تتميز بزيادة فى كميات السلع الترفيهية، مثل الشوكولاتة والأيس كريم، والحلويات. أحد زبالى المناطق الشعبية: بنعرف شقق الفاسدين من قمامتهم أما ياسر رضا، أحد العاملين بجمع القمامة بعدة مناطق شعبية بالقاهرة، فيقول إن شهادته عن قمامة المصريين بها كثير من الأسرار والتفاصيل التى تدهشه أحيانا، ويحكى قائلا: "أنا بعرف شقة الموظف الفاسد من زبالته، لأنى عادة ببقى عارف سكان الشقق اللى بتردد عليها وعارف شغلانتهم، وببقى عارف نوعية الزبالة وبقدر أحدد منها مستوى دخل صاحبها، فلما بشوف فى زبالة موظف عادى حاجات مينفعش أشوفها غير عند أصحاب الفلل والشقق الفاخرة بتشكك فى صحابها على طول، وفى سلوكه المادى". واستطرد عامل جمع القمامة حديثه قائلًا: "أكيد أنا مش ماشى أشك فى الناس، لكن يعنى إيه ألاقى كل يومين ديك رومى وصناديق فاكهة مرمى نصها من شقة موظف غلبان وأنا عارفه وعارف مستواه كويس، أكيد فى حاجة مش مظبوطة". وعن تغير نوعية القمامة خلال الفترات الماضية بعد ارتفاع الأسعار، قال رضا، إن الأمر لم يتغير كثيرا، ولازال نفس السلوكيات كما هى، متابعا: "الناس بتحب الأكل وبيحبوا يبينوا أنهم مش محرومين، وبيتهيألهم إنهم لو جابوا أكل على أدهم يبقوا كده فقرا ومش لاقيين، وعشان كده بيرموا نص أكلهم فى الزبالة". زبال بمنطقة راقية: اللى بشوفه فى الزبالة بيخلينى كل شوية أحزن على حالى وفى سياق متصل، كشف سعد أحد العاملين بجمع القمامة بمنطقة راقية بالجيزة، عن أنه يرى فى القمامة التى يجمعها "عجائب"، موضحا أنه لم يلمس أى تغيير فى تكوين القمامة ومحتواها خلال العامين الماضيين، وأنه يشعر أن القمامة حجمها زادت مقارنة بما قبل زيادات الأسعار، لكنه لايعرف ما إذا كان ذلك مرتبط بتغير منظومة جمع القمامة أم بزيادة الاستهلاك. وأشار سعد، فى حديثه لـ"انفراد"، أن القمامة التى يجمعها تحتوى على كميات كبيرة من الطعام مابين عيش وبقايا فواكه، وأحيانا قطع فواكه كاملة، وقطع لحم وفراخ وأسماك كاملة، مضيفا: "لولا الخوف من التلوث كنت خدتهم للبيت كلتهم، لكن للأسف الناس بدل ما تدى المتبقى للمحتاج بترميه فى الزبالة". وأوضح عامل القمامة، أن من أهم أسرار القمامة التى يعرفها أحيانا هى شقق الممارسات غير الأخلاقية، خاصة إذا كانت القمامة المأخوذة من شقة أعزب أو أشخاص ليسوا ضمن عائلة أو أسرة واحدة، حيث تتضم محتويات القمامة أشياء مختلفة مثل زجاجات الخمور وأدوات وأشياء طبية خاصة، مشددًا على أنه لايستطيع أن يجزم بذلك وليس هذا دوره أن يحكم على الناس بمجرد ظنون لكن أحيانا كثيرة تتأكد تلك الظنون بضبط تلك المخالفات.










الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;