مع تزايد أعداد أعضائها من المهنيين المستحقين للمعاشات، بدأ عددا من النقابات المهنية، على رأسها "المهن التعليمية، المهن الزراعية، اتحاد نقابات المهن الطبية والذى يضم الأطباء، الصيادلة، الأسنان، البيطريين"، فى اتخاذ إجراءات تهدف إلى تنقية جداول أصحاب المعاشات، والتأكد من استمرار الصرف للعضو بنفسه، ومن الورثة المستحقين حال وفاة العضو، وذلك بهدف خفض النفقات.
104 ملايين جنيه معاشات المعلمين كل 3 أشهر
وبدأت نقابة المهن التعليمية، تلك الخطوة بطلب المستحقين للمعاشات بشكل عام، والورثة بشكل خاص، بطلب إصدار بيان للمعاشات، منذ 4 أشهر، لمطابقتها بما لدى النقابة من بيانات، والوقوف على مدى أحقية كل من يحصل على معاش، وذلك وفق ما أكده إبراهيم شاهين، وكيل النقابة، الذى أوضح بدوره أن النقابة تسدد معاشات كل 3 أشهر قيمتها 104 ملايين جنيه، لـ400 ألف عضو، و200 ألف من الورثة، موضحا أن النقابة طالبت أعضائها المستحقين للمعاشات باستخراج بيان معاشات، نظرا لأنه لن يصرف المعاش بدءا من أول يوليو المقبل، إلا لمن أحضر بيان معاشات وخاصة الورثة، فى ظل سوء حالة صندوق معاشات النقابة.
وأوضح إبراهيم شاهين، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن 80% من المستحقين تقدموا بالبيان، وتم صرف المعاشات لهم فى دفعة أبريل الماضى، مؤكدا أن النقابة لم تطالب أعضائها ببيان المعاشات منذ 4 سنوات، إلا أنه نتيجة لاكتشافها أن بعض الأعضاء المتوفيين أو خارج البلاد يقوم أشخاص آخرين بصرف معاشاتهم، أو أسر متوفى بلغ أبنائهم السن القانونى وبالتالى أصبحوا غير مستحقين، مازالوا يحصلون على المعاشات، مما دفع النقابة للتحرك لضبط عملية الصرف، خاصة مع استمرار عدم صرف النقابة لدفعة معاشات أبريل 2017.
500 مليون جنيه عجز بالزراعيين
وجاء ذلك بالتزامن مع ما أعلنه الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن النقابة تدرس عدة مقترحات من النقابات الفرعية بالمحافظات، لحل عجز 500 مليون جنيه فى صندوق المعاشات، ومتأخرات للأعضاء من أصحاب المعاشات، لمدة 37 شهرا، مشيرا إلى أن سبب المشكلة يرجع إلى تدنى متحصلات النقابة، والتى حددها القانون خاصة من شركات الأسمدة، نظرا لتوقف بعضها عن السداد منذ عام 2010، لافتا إلى أن النقابة اتخذت إجراءات قانونية ضد الشركات التى لم تسدد مستحقات النقابة ورفع دعاوى قضائية، وبدأت بعض هذه الشركات التواصل مع النقابة.
وأوضح سيد خليفه، لـ"انفراد": "كما أن تحصيل اشتراكات الأعضاء لا تتجاوز 30 %، وكذلك متحصلات نسبة الأراضى الزراعية لا تتجاوز 40 %، علاوة على الإدارة غير الرشيدة لأصول النقابة طوال السنوات الماضية، إلا أنه جارى اتخاذ إجراءات لاستثمار أصول النقابة، وزيادة موارد النقابة، وإجراء تعديلات على القانون، ليتم طرحها على الجمعية العمومية.
فى سياق مُتصل، قال المهندس محمدى البدرى، عضو مجلس نقابة الزراعيين، أن النقابة تدرس وقف صرف المعاشات للورثة من أسر المهندسين الزراعيين، بعد سن الـ65 عام، مشيرا إلى أن القرار لم يكن مفعل من قبل رغم نص اللائحة عليه، موضحا أن دفعة المعاشات الواحدة تبلغ قيمتها 18 مليون جنيه، وفى حال تطبيق ذلك القرار يمكن توفير ما يقرب من 6 ملايين جنيه، مؤكدا أنه لا يمكن صرف الـ3 سنوات المتأخرات على النقابة لأصحاب المعاشات، إلا عقب صدور تعديلات قانون النقابة، التى ستساهم فى ارتفاع متحصلات النقابة لتصل إلى حوالى 55 مليون جنيه شهريا.
تحديث البيانات دوريا بالاتحاد
من جانبه، قال الدكتور محمد بدوى، أمين صندوق نقابة أطباء الأسنان، الأمين العام المساعد لاتحاد نقابات المهن الطبية "الأطباء، الصيادلة، الأسنان، البيطريين"، أن الاتحاد عقب إجراءه لعمليات تنقية لصندوق المعاشات، أقر نظام لضمان استمرارية الصرف للأعضاء والورثة من المستحقين، وذلك من خلال حضور العضو بشكل شخصى إلى الاتحاد لتحديث بياناته، وفى حال عدم قدرته على الحضور لأسباب المرض، يتم إرسال مندوب من الاتحاد من 27 مندوبا بالمحافظات، لإجراء اللازم وللتأكد من استمراره على قيد الحياة.
وأوضح محمد بدوى، لـ"انفراد"، أنه عندما تم ميكنة صرف المعاشات للاتحاد فى 2012، أصبح واضحا عدم وجود ازدواج فى المعاشات، مضيفا: فى عام 2012 تم اكتشاف طبيب كان عضو نقابة الأطباء والصيادلة فى نفس الوقت، نظرا لحصوله على بكالوريوس أحدهما وأصبح عضوا بها، ثم درس بعد ذلك وحصل على بكالوريوس آخر وأصبح عضو بالنقابة الثانية، وبالتالى كان يحصل على معاشين، وتم وقف معاش منهما فور اكتشافنا لذلك، وأكدنا له احقيته فى استرداد الاشتراكات التى سددها".
وأكد أنه يتم صرف المعاشات على حسابات بنكية للأعضاء، والتى بمجرد حدوث حالة وفاة يتم غلق الحساب من البنك لحين إعلان الوراثة، وبالتالى لن يصرف المعاش إلا للعضو، مشيرا إلى أنه فى حالة وفاة العضو تستمر أرملته فى صرف المعاشات ما لم تتزوج، ويتم طلب كتابة إقرار بإبلاغ الاتحاد حال زوال هذا السبب، والأبناء الذكور يستمروا فى الصرف لحين بلوغ سن الـ28 عاما، أو انتهائهم من الدراسة.