مصطفى شعبان يواصل إبداعه فى مسلسل "أيوب".. يقدم الشخصية بتركيبة شعبية شديدة الذكاء بشكل رائع.. تفوق على كل من قدموا "الكونت دى مونت كريستو".. ويخرج من محبسه فى منتصف رمضان لينتقم من كل من غدروا به وظل

نجح النجم مصطفى شعبان فى تقديم شخصية "أيوب" التى يتفاعل يوميا معه مشاهدو المسلسل، وينتظرون انتقامه من كل الذين ظلموه بعد خروجه من السجن، وللحق فقد استطاع النجم المحبوب أن يشبع لدى المشاهدين ذلك النهم إلى الثأر من أوضاع وأقدار مكبّلة وظالمة يعيشها بعضهم، فرأى كل مشاهد فى نفسه "أيوب". مصطفى شعبان يقدم الشخصية مبرزا الدافع النفسى لها بأداء بسيط جدا، ليثبت عاما بعد آخر أنه ممثل من العيار الثقيل، يستطيع تطويع أى شخصية يقدمها ليجعها فى ذاكرة المشاهد، وقد اختار شعبان الشكل الخارجى المتناسب جدا مع الشخصية، وأبدع فى الشكل الداخلى معتمدا على إحساسه بكل كلمة ينطقها، وبأداء متغير ومتلون حسب كل موقف، فهو ممثل تسيطر عليه الشخصية أكثر من سيطرته هو على الشخصية نفسها، ولذلك نجح نجاحا كبيرا. مصطفى شعبان ممثل لديه قدر كبير من القبول والكاريزما، وهو خريج مدرسة البساطة والطبيعية، ويمتلك ذكاء النجوم الكبار فى التشخيص السهل الممتنع، كزكى رستم ونور الشريف وأحمد زكى، لكنه له طابعه الخاص فى التمثيل وأسلوبه المميز. التيمة التى يقدمها مصطفى شعبان وصاغها له الكاتب محمد سيد بشير هى تيمة عالمية ـ المظلوم الذى يسجن ثم يخرج لينتقم ـ معروفة بـ"الكونت دى مونت كريستو"، مأخوذة عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب العالمى ألكسندر دوما وقدمها كبار النجوم فى السينما العالمية والمصرية، وما زالت منهلا أساسيا لكل كتب الدراما قديما وحديثا، فقدمها أنور وجدى وفريد شوقى ونور الشريف، وفى السينما العالمية قدمت أيضا فى الكثير من الأعمال نذكر منها مثلا فيلم (الخلاص من شاوشانك) (The Shawshank Redemption) ولكن للحق مصطفى شعبان فى "أيوب" يقدمها بطعم مختلف وبتركيبة شعبية شديدة الذكاء، جعل كل مشاهد يرى نفسه فى شخصية "أيوب" بما يتعرض له من ظلم وقهر، وأصبح الجميع ينتظر خطة أيوب المحكمة للانتقام من الذين غدروا به وظلموه.