لماذا غابت برامج الأطفال عن الشاشة فى رمضان؟ متخصصون فى الإعلام: ارتفاع التكلفة وقلة العائد سبب عزوف جهات الإنتاج عن شرائها.. ويطرحون الحلول: ماسبيرو أمل الإنقاذ.. ويمكن الاستفادة من تجارب الغرب فى تو

بالنسبة لأطفال الثمانينيات والتسعينيات كان التليفزيون فى شهر رمضان يمثل وجبة شهية من المحتوى المتنوع المقدم خصيصًا لأجلهم، والذى حرص صناعه على أن يقدم لهم الضحك مع التسلية والمتعة والمعلومات العامة من خلال الفوازير والكارتون، بالإضافة إلى المعلومات الدينية من خلال قصص الأنبياء وقصص الحيوان فى القرآن جنبًا إلى جنب مع رسائل تربوية هامة تقدم لهم من خلال شخصيات يحبونها كـ"عمو فؤاد" و"بوجى وطمطم". وحرص التليفزيون فى ذلك الوقت على بث هذه البرامج فى مواعيد مناسبة بعد عودتهم من المدارس وفى الوقت الذى تجتمع فيه الأسرة وقت الإفطار، أما الدراما والأعمال الفنية الأخرى فأيضًا تراعى وجود الأطفال بين المشاهدين وحقيقة أن التليفزيون يدخل كل بيت. إلا أن هذا المشهد أخذ فى التراجع شيئًا فشيئا وبعد أن كانت شاشات التليفزيون تحمل أكثر من برنامج وعمل للأطفال بين الكارتون والفوازير ومسلسلات العرائس، اقتصر الأمر فى العقد الأول من الألفية الجديدة على مسلسل كارتون أو اثنين حتى وصلنا فى 2018 إلى أن خريطة برامج أشهر القنوات الفضائية خالية تمامًا من برامج الأطفال، وبينما يعرض التليفزيون المصرى الرسمى مسلسلى كارتون للأطفال هما"بكار 2018" و"نور وبوابة التاريخ"كان البرنامج الوحيد الذى وضع فى خريطة الفضائيات الخاصة هو "القبطان عزوز" الذى أذيع للمرة الأولى فى رمضان 2009 والجزء الأخير منه فى 2011، بينما حملت الكثير من الأعمال الدرامية إشارة "+12 و +16 سنة" تاركين الأطفال حائرين، وكذلك ذويهم. البعض يحاول أن يعالج المشكلة بما فى وسعه، ويقدم لأطفاله ما استمتع به فى طفولته من برامج كانت بالنسبة له مبهرة تشبه صندوق الدنيا، ويحاول استعادة ذكرياته مع طفله عبر إعادة مشاهدة حلقات برامج التسعينيات والثمانينيات عبر "يوتيوب" ولكنها تظل وجبة قديمة أكل عليها الدهر وشرب لأنها مقدمة لجيل غير الجيل وتتحدث عن الماضى. البعض الآخر يلجأ لقنوات الكارتون العربية ليترك أطفاله أمام أغنياتها وقصصها، بينما يشعر فى قلبه بغصة أن هذا المحتوى ليس موجها لطفله ولا يعبر فى الكثير من الأحيان عن ثقافتنا ولا مجتمعنا. هذا المأزق يدفعنا للتساؤل: "لماذا خلت خريطة الفضائيات الرمضانية من برامج الأطفال؟"، نقلنا هذا التساؤل إلى عدد من المتخصصين فى الإعلام وثقافة الأطفال والعاملين فى برامج الأطفال أيضًا. يرجع الدكتور محمود حسن إسماعيل أستاذ ورئيس قسم الإعلام وثقافة الأطفال بجامعة عين شمس غياب برامج الأطفال هذا العام إلى عدة أسباب على رأسها عدم الوعى بأهمية هذه البرامج وما يمكن أن تقوم به من دور فى تربية وتنشئة الأطفال، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة وغير المتكافئة التى تدخل فيها هذه البرامج مع وسائل الاتصال الحديثة خاصة اليوتيوب وفيسبوك، ويضيف: "لعل عزوف الأطفال عن متابعة هذه البرامج واهتمامهم بالإنترنت هو ما أعطى مبررا للقائمين على الفضائيات بعدم إنتاج برامج للأطفال". حتى القنوات المتخصصة للأطفال لم تعد تحظى بنسب مشاهدة عالية اللهم الا بعض المواد الكارتونية الاجنبية، ويتزايد الامر خلال شهر رمضان حيث يندر او ينعدم وجود برامج للاطفال ضمن خريطة البرامج الرمضانية. لازدحام الخريطة بالدراما الرمضانية. ولعدم وجود انتاج جيد للاطفال يمكن ان يموله رعاه، فضلاً عن أن صناعة مادة إعلامية للأطفال عملية مكلفة خاصة إذا تعلق الأمر بالرسوم المتحركة. ويرى "إسماعيل" أن برامج الأطفال رغم أهميتها من البرامج المهملة فى قنوات التلفزيون المصرى والقنوات الخاصة، ويكمن الحل فى اهتمام تلفزيون الدولة بتخصيص مساحة لبرامج الأطفال خاصة خلال الشهر الكريم تكون شيقة وجذابة للطفل ومن الممكن أن يكون لها طابع دينى غير مباشر وتأخذ شكل المسابقات. تتفق معه الدكتورة نجية العنانى الحاصلة على الدكتوراة فى الإعلام وثقافة الأطفال، وتعمل أيضًا معدة ومراسلة فى التلفزيون المصرى، وتقول إن 90% من أسباب غياب برامج الأطفال بشكل عام وليس فى رمضان فقط، هى أن ميزانية الإنتاج تكون مرتفعة جدًا وفى الوقت نفسه لا أحد يهتم بإنتاج برنامج للأطفال إلا إذا كان يعلم أن العائد منه سيكون مثل التكلفة أو أكبر مثل برامج اكتشاف مواهب الأطفال. تضيف: "برامج الأطفال نادرًا ما نجد من ينفق عليها ويضع لها ميزانية كبيرة لتخرج بشكل محترم، أعتقد أنه فى آخر 5 سنوات لم أشاهد برنامجًا حقيقيًا للأطفال بإعداد ومادة محترمين لعدم اهتمام المنتجين ولا الرعاة بها، وخارج مصر برامج الأطفال يكون الرعاة الإعلاميين لها شركات العصائر والسناكس والألعاب ومنتجات الأطفال وكذلك محلات ملابس الأطفال ولكن فى مصر لا يوجد هذا المفهوم. ومن واقع عملها فى عدد من برامج الأطفال ترى علا الخطيب، المنتجة الفنية أنه بالإضافة لغياب الإنتاج تكمن صعوبة برامج الأطفال فى حاجتها لمن يفهم سيكولوجية الطفل، وتقول: "الطفل زمان كان بيتضحك عليه بأى كلام لكن دلوقتى الأطفال معاها أحدث موبايل وطريقتها وتفكيرها مش طفولى أبدًا". وتوضح شيماء ممدوح خضير، رئيس تحرير برنامج عيشها صح بالتليفزيون المصرى، والتى عملت لـ6 سنوات فى برامج الأطفال بين العرائس والدوبلاج والسيت كوم سبب ارتفاع تكلفة برامج الأطفال وتقول: "الكارتون والجرافيك والعرائس والماريونيت كل هذه العناصر تحتاج وقتًا طويلاً ومجهودًا كبيرًا وتكلفة عالية، فضلاً عن الديكور المخصص والكاميرات". وترى الحل لإنعاش برامج الأطفال فى إنتاج الدولة برنامج كبير يليق بالأطفال ويتم بثه "أونلاين" بالتزامن مع بثه عبر التلفزيون ليواكب العصر ويحقق الانتشار المطلوب.










الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;