المداحون" 21".. فرقة الرضوان "المرعشلى" السورية: نحلم بالوصول إلى العالمية من مصر.. أسسنا رابطة دولية للإنشاد الدينى تضم منشدين من جميع الجنسيات.. محمود التهامى أنشأ مدرسة للإنشاد الدينى

«حجة وتقديسة وزيارة السيدة نفيسة».. ثلاثة أحلام راودت الشاب السورى عبدالقادر المرعشلى منذ صغره، حقق الله له الأول والثانى، ومازال يحلم بالثالث حتى شاء القدر أن تندلع شرارة الثورة السورية، وتتصاعد الأحداث فيضطر وأسرته للسفر إلى مصر، وهنا تتحقق الأمنية الثالثة، بل ويظل فى مصر منذ عام 2012، وحتى الآن ليحققوا نجاحا ملموسا فى مجال الإنشاد الدينى. فى حلقة جديدة من «المدّاحون»، التقينا فرقة الرضوان للإنشاد الدينى، المعروفة بـ«المرعشلى»، والمكونة من الأب و3 أبناء وأعضاء آخرين، ليرووا لنا رحلة مجيئهم إلى مصر ونجاحهم فى الإنشاد الدينى. فى البداية يقول عبدالقادر المرعشلى، إنه أسس الفرقة فى سوريا منذ عام 1980، كان والده منشدًا وقارئًا للقرآن الكريم، وتأثر به كثيرًا، والتحق بإحدى الفرق هناك إلى أن قرر الانفصال وتأسيس فرقة خاصة به بعد استئذان شيخه الذى أطلق عليها اسم الرضوان، ويضيف: كنت أدعى لحفلات كثيرة حتى إننى يوم الجمعة ربما أحيى 3 حفلات، وقررنا خوض تجربة تسجيل شرائط كاسيت وكان أول شريط هو «شريط الحضرة رقم 1»، ثم سجلنا فى العام ذاته شريط «عيد المولد رقم 1»، وفى عام 1987 سجلنا شريط «النوبة رقم 1»، وكان هذا الشريط خطوة صعبة وجريئة، ولكن لأن والدى كان شيخا للطريقة الرفاعية والقادرية والبدوية، كنت أحفظ أداء النوبة منذ صغرى. وعن سبب مجيئه إلى مصر، قال المرعشلى،: «جئنا إلى مصر منذ عام 2012، بسبب الأحداث التى لحقت بسوريا، لكن أيضا كان لدى حلم زيارة مصر فقد كنا نقول «يارب حجة وتقديسة وزيارة السيدة نفيسة»، وأكرمنى الله بالحج وزيارة القدس وظل يراودنى حلم زيارة السيدة نفيسة وشاءت الأقدار أن آتى إلى مصر، واستضافنا فى مصر الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وكنت على علاقة به منذ عام 2003، فأنا فى الأساس أعمل فى صناعة الزى الأزهرى «الجبب والكاكولا»، وكان «جمعة»، يزور دمشق وأصنع له الزى الأزهرى وأهديه شرائط لأناشيدنا، وفى أواخر 2010 طلب منى المجىء إلى مصر لإقامة حفلات إنشاد دينى، ثم اندلعت الثورة المصرية وتأجلت الحفلات، ثم بعدها اندلعت الثورة فى سوريا، وتواصلنا مع الدكتور على جمعة وسألناه إذا كان العرض متاحًا فرد فورًا بأنه فى انتظارنا، واستضافنا فى منزله أحسن استضافة». ويقول محمد ياسين، الابن الثانى لعبدالقادر: أرسلنا الدكتور على جمعة إلى أحد مجالس الإنشاد فى مصر القديمة، وهناك كانت انطلاقتنا، وكان أول حفل ندعى له فى مطلع 2013، فى فندق البارون، ووجدنا إقبالا وتجاوبا كبيرا من المصريين، وبعدها بدأت القنوات الفضائية تستضيفنا، وأصبحنا نقيم حفلات فى مسارح وأماكن عامة مثل ساقية الصاوى وقبة الغورى ومركز الربع الثقافى ومسرح سيد درويش فى الإسكندرية، كما شاركنا فى مهرجان الإنشاد الصوفى. وحول الصعوبات التى واجهت الفرقة فى مصر، يقول محمد صفوان، الابن الأكبر: أول صعوبة أننا نعمل فى بلد الفن، فكان الأمر صعبًا جدًا، كما أن المسؤولين فى مصر يعتبروننا فرقة قادمة من سوريا، ويفرضون علينا ضرائب مثل الفرق الموسيقية، رغم أننا فرقة إنشاد دينى، كما أننا مقيمون هنا فى مصر. يتدخل محمد ياسين ليؤكد قائلاً: «رغم كل ذلك فقد نجحنا لتمسكنا بالفن الإنشادى الأصيل فى مصر وسوريا، وهو ما يسمى بالتواشيح أى المنشد وبطانته، فقد تخلى عنه المنشدون المصريون ولكننا ظللنا محتفظين به وهو ما جذب الجمهور لنا، إضافة إلى استخدامنا زيا موحدا للفرقة، كما أننا نقدم ألوانا عديدة للإنشاد مثل الشامى والحلبى والمصرى والتركى والخليجى والمغربى». وعن عدد أفراد الفرقة يقول ياسين: «نحن 3 إخوة ووالدنا وهناك 4 آخرون، ومنذ بداية العام الجارى بدأنا فى تكبير الفرقة وأطلقنا عليها رابطة الرضوان الدولية للإنشاد الدينى، وضممنا إليها منشدين مصريين وإندونسيين وماليزيين وإفريقيين وهنودا وتنزانيين، لتضم الفرقة حوالى 18 شخصًا». فيما يتعلق باستخدام ألحان الأغانى المصرية فى الإنشاد، يقول محمد عيد الابن الأصغر: «نستعين بالألحان الشهيرة، لكن ليس بإسراف، وذلك لجذب الجمهور إلينا ثم نسمعه ألحاننا، ونتصور أن هذا مباح». من المواقف التى لا تنساها الفرقة ويرويها المرعشلى الأب، أنهم كانوا ينشدون أمام مسجد الإمام الحسين، فسمعهم أحد المنشدين المصريين وقال لهم إن هذه القصيدة خاصة بى، فرد عليه قائلاً: «إننا ننشد قصائد المصريين منذ القدم فما المشكلة؟ وكادت تحدث مشادة لولا تدخل الحبيب على الجفرى، وأصبحنا أصدقاء فيما بعد». وحول طموح الفرقة مستقبلاً، يؤكد أنهم يسعون للوصول للعالمية، من خلال الإنشاد الدينى، ويوجه المرعشلى رسالة لأبنائه وجميع المنشدين الشباب قائلاً: «كى ينجح المنشد يجب أن يكون إنشاده لله وليس للظهور، وأن يكون إنشاده غذاءً للروح وليس للطرب فقط، مؤكدًا أنه إذا لم تتوافر الموهبة لدى المنشد فلن يكون منشدًا مهما درس أو تدرب على الإنشاد». ويشير محمد ياسين، فى هذا الشأن، إلى أن هناك جهودا يقوم بها المنشد محمود ياسين التهامى للنهوض بالإنشاد الدينى فى مصر والوطن العربى من خلال نقابة الإنشاد الدينى والمبتهلين، قائلا: «محمود التهامى أنشأ مدرسة للإنشاد الدينى فى النقابة تخرج جيلا جديدا من شباب المنشدين، رغم الصعوبات التى تواجه النقابة وأتصور أن الإنشاد الدينى فى ازدهار وتقدم». ويوضح عبدالقادر المرعشلى، صفات المنشد فى عدة نقاط قائلاً: «يجب أن يكون متواضعا لله، لأن صوته ليس ملكه وإنما سخره الله سبحانه وتعالى له لكى يبتهل ويتضرع إليه ويمدح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما يجب أن يكون المنشد مخلصًا أى يمدح بقلبه وليس بصوته فقط فما يخرج من القلب يصل للقلب، ولا يجب أن يكون هدفه هو أن يقال عنه صوته حسن أو جميل، ولكن ليجعل هدفه إرضاء الله ورسوله، وأخيرًا على المنشد الدينى أن يتقن الأمور الفنية المتعلقة بالإنشاد كأن يكون مثقفًا ودارسًا للمقامات الموسيقية وغيرها من الأمور الفنية. فيما يؤكد محمد صفوان، أن الإنشاد الدينى ضد التطرف والإرهاب، لأن الأول محسوب على التصوف والتصوف يدعو للسلم والتسامح وفهم الدين الإسلامى الصحيح، أما التطرف والإرهاب فيدعو إلى التشدد والفهم الخاطئ للدين الإسلامى.






الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;