حكايات الدم والخراب بسوريا والعراق.. اعترافات أبرز قيادى بـ "داعش" تكشف دور تركيا فى تشكيل التنظيم.. الإرهابى صدام الجمل يكشف للقضاء العراقى ممارسة عناصر داعش اللواط.. ويؤكد: التقيت أبو بكر البغدادى و

تواصل السلطات العراقية ملاحقة قيادات تنظيم داعش الإرهابى ومحاكمتهم على جرائمهم التى اقترفوها فى حق أبناء الشام عبر عمليات ذبح وقتل وترهيب، وقد أصدرت المحاكم العراقية عشرات الأحكام القضائية التى تقضى بإعدام عناصر تنظيم داعش الإرهابى. وكشفت السلطات العراقية تفاصيل التحقيقات التى أجرتها مع أخطر قيادى فى تنظيم داعش الإرهابى المدعو صدام الجمل الذى من المقرر أن يمثل أمام القضاء العراقى بعد شوط طويل قضاه فى عالم الإرهاب والإجرام فى كنف أعتى تنظيم إرهابى عرفه العالم. وكشف الإرهابى العراقى عن دور بعض دول الجوار السورى وتحديدا تركيا التى تم الإعلان عن تأسيس الجيش السورى الحر على أراضيها، إضافة لكشفه عن مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق. يعد الجمل والمكنى "أبو رقية الأنصارى" واحدا من قيادات الصف الأول فى تنظيم داعش الإرهابى، ظهر فى العديد من الإصدارات المصورة للتنظيم الإرهابى وهو ينفذ القتل فى الأبرياء، قاد المدعو أبو رقية الأنصارى أولى الفصائل المسلحة فى مدينة البوكمال السورية ومن ثم انتمى لما يعرف بـ"الجيش الحر" وعين قائدا للجبهة الشرقية فى هيئة أركان الجيش الحر قبل أن ينتهى به المطاف اسما مهما فى تنظيم داعش الإرهابى بعدما شغل منصب "أمنى ولاية الفرات". وكشف صدام الجمل خلال التحقيقات التى تجريها السلطات القضائية العراقية – حصل انفراد على نسخة منها - أسرارا عديدة عن التنظيم الإرهابى وعن التخبط والانقسامات الداخلية التى شهدها وعن خلافات التنظيم مع جبهة النصرة ومصادر التمويل ومن كان يدير شؤونه، كما روى الجمل لقاءه بزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى فى سوريا وتلقيه هدية منه. يروى صدام عمر حسين الجمل والبالغ 40 عاما وهو سورى الجنسية فى معرض اعترافاته أمام محكمة التحقيق المركزية العراقية المختصة بنظر قضايا الإرهاب كيفية انتمائه لداعش وكيفية تعيينه قائدا للجبهة الشرقية فى ما يعرف بـ"الجيش الحر" وماذا كان يعمل ولماذا كانت تخشاه جميع الفصائل المسلحة فى دير الزور. ويؤكد الإرهابى صدام الجمل، أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى بعث له بهدية خاصة وهى رسالة تتضمن تسميته من قبله بأبو رقية الأنصارى فضلا عن مبلغ مالى. يقول الإرهابى صدام الجمل "كنت أسكن فى البوكمال السورية وعملت فى تهريب السجائر من العراق وسوريا حيث كنت أجنى مالا كثيرا من هذا العمل منذ العام 1998 إلى 2010 وقد تركت الدراسة فى مراحلها المتوسطة"، مؤكدا أنه "مع اندلاع التظاهرات فى المدن السورية ضد النظام السورى اشتركت بها حتى أصبحنا ملاحقين وتم اعتقالى لأكثر من مرة وبعد ذلك اتجهنا للعمل المسلح وقد أنشأت كتيبة (الله اكبر) والتى تم الإعلان عن تأسيسها فى منطقة القورية السورية مطلع العام 2011". الجيش السورى الحر ويذكر أبو رقية الأنصارى أن "كتائب كثيرة قد انشأت فى هذه الأثناء حتى تم تأسيس لواء الله اكبر فى البو كمال السورية وخضنا العديد من العمليات العسكرية ضد الجيش السورى حتى تمت السيطرة على البوكمال بالكامل". وأكد الإرهابى صدام الجمل، أنه تم إبلاغه عن طريق أحد الأشخاص بضرورة الانتقال إلى إحدى الدول المجاورة لسوريا – يقصد تركيا - للقاء بإحدى الشخصيات وبالفعل انتقلت عن طريق التهريب إلى هذه الدولة وبقيت لمدة يومين حتى حضرت اجتماعا ضمن 600 قائد كتيبة ولواء وتم انذاك الإعلان عن تشكيل هيئة أركان الجيش الحر بحسب ما يفيد الأنصارى. ويقول الإرهابى "تم تعيينى قائدا للجبهة الشرقية وعضوا فى هيئة أركان الجيش الحر وقد كنت قبل ذلك قائدا لتشكيل أحفاد الرسول وهو تشكيل مسلح يضم العديد من الكتائب والألوية". خلافات النصرة وداعش وعن ظهور تنظيم جبهة النصرة فى المناطق التى كانت تحت سيطرته، يذكر أبو رقية أن "أول ظهور لجبهة النصرة قبل انشقاقها عن تنظيم داعش كان فى مناطق معينة من الحسكة ودير الزور وكان يقودهم شخص يدعى أبو ماريا الهرارى ومعه عدد من القيادات وكان أبو محمد الجولانى أمير الشام لجبهة النصرة آنذاك". زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولانى ويشير الإرهابى صدام الجمل، إلى أن جبهة النصرة بدأت تنشط بالخفاء فى البوكمال التى كانت تحت سيطرته ونفوذه، مؤكدا أن جميع التشكيلات أو المجموعات المسلحة كانت تخشاه فى تلك المناطق لما يتمتع به – صدام الجمل - من نفوذ وكثرة فى الاتباع حتى انشأوا محكمة شرعية وقام بإغلاقها فى وقت لاحق، على حد قوله. ويوضح الإرهابى صدام الجمل أبرز الخلافات التى أدت إلى انشقاق جبهة النصرة عن داعش حيث يقول "أن السبب الرئيسى هو بروز الجولانى اذ أصبح اسما كبيرا وعلم بأن هناك مخططا لتصفيته من قبل تنظيم داعش وصارت شعبيته كبيرة وأن القوة والسلاح كانت بيده فى ذلك الوقت ولم يكن للخليفة أبو بكر البغدادى ثقل كونه كان فى العراق وقد بعث بقياداته من العراق إلى الشام". وأكد الإرهابى صدام الجمل أن من بين أولئك القادة "أبو على الأنبارى وعبد الناصر أبو أسامة العراقى وحجى بكر والبيلاوى جاؤوا لإقناع الجولانى بالتوجه للعراق واللقاء بالخليفة لكنه رفض وكان الانشقاق سريا فى بداية الأمر حتى تحول إلى علنى". استهدافه من جبهة النصرة ويؤكد الإرهابى صدام الجمل، أنه بعد أن أصبحت جبهة النصرة نشطة وأخذت بالسيطرة على عدة مناطق عملوا على استهدافه كونه صاحب النفوذ ويمتلك السلاح ويتبعنه أشخاص كثيرون حتى أن تنظيم داعش كان يستهدفه. وأضاف الإرهابى صدام الجمل أن "جبهة النصرة قامت باستهدافى لأكثر من مرة ومن خلال الانتحاريين وتمكنوا من قتل اثنين من أشقائى وخطف أحدهم وتم تفجير منزلى وقمت بإخلاء عائلتى إلى خارج البوكمال حتى أعلنت الحرب على النصرة". انضمامه لداعش وعن قصة انتمائه لتنظيم داعش الإرهابى يروى الجمل تفاصيل انضمامه للتنظيم الأخطر، مؤكدا أنه طلب من أحد أقاربه أن يجمعه بقيادات داعش الذى كان على تواصل معهم وبالفعل التقيت عامر رفدان الذى يشغل منصب والى ولاية، مضيفا بأنه "أعلن البيعة لأبى بكر البغدادى أمام الوالى وأصبحت واحدا من عناصر التنظيم". وأكد الإرهابى صدام الجمل فى اعترافاته، أن جبهة النصرة قامت بشن هجوم واسع على تنظيم داعش وبمشاركة عدد من الفصائل المسلحة وتمكنوا من قتل الكثير من عناصر التنظيم والسيطرة على أراضيه حتى أخذ بالانحسار فى مناطق عدة وتم قتل عدد من المهاجرين الذين كان التنظيم يقوى بهم. السيطرة على الموصل والأنبار وعن كيفية دخول تنظيم داعش الإرهابى للعراق وإعلان سيطرته على الموصل والأنبار وكيف ساهم ذلك باستعادة قواه يقول إن "داعش جهز عناصره واستعد لشن هجوم على الموصل وعند دخولهم والسيطرة عليها استعاد التنظيم قواه وسيطر على الأنبار بعدها وأخذ بالتوسع والانتشار فى سوريا أيضا". وأشار إلى أن تنظيم داعش الإرهابى كان يقوى بكتيبة الشيشانيين والتى كان يقودها أبو عمر الشيشانى حيث خاضت العديد من المعارك الشرسة فى العراق وسوريا. ويؤكد الجمل أن "العراق بالنسبة لتنظيم داعش كان يشكل أهمية كبيرة أكثر من سوريا كونه يعد مركزا لثقله فضلا عن تواجد أغلب القيادات فيه بالإضافة إلى انتقال البغدادى إلى الموصل"، مضيفا "التقيت بالخليفة أبو بكر البغدادى فى إحدى المرات فى سوريا وكان داخل سيارة ترافقها عدد من السيارات ذات الدفع الرباعى ذات الزجاج المضلل". ويضيف الإرهابى، أن "القيادات كانت تحاول إبعادى عن الخليفة خشية من أن أشغل مناصب مهمة كونه كان مهتما بى ويسأل ويستفسر عنى لأكثر من مرة" ، مؤكدا أن التنظيم قام بشن هجوم واسع على جبهة النصرة وقام بالقضاء على أغلب عناصره فى سوريا. ويكشف الجمل أنه "بعد سيطرة التنظيم على أراض واسعة فى العراق وسوريا قسمت إلى ولايات منها ولاية نينوى وتضم ولايتى الجزيرة ودجلة وولاية الفرات وولاية دير الزور وولاية الرقة وولاية الخير وغيرها من الولايات وعين والى للشام وآخر للعراق فضلا عن تشكيل لجنتين تدعى اللجنة المفوضة واحدة فى العراق ومقرها الموصل وأخرى فى سوريا". إدارة شؤون داعش وأكد صدام الجمل، أن هذه اللجنة تتكون من أربعة أعضاء ويتولاهم أمير، كل عضو منهم يشغل منصب نائب أبو بكر البغدادى وتتولى هذه اللجان إدارة شئون تنظيم داعش وكل القرارات التى تتعلق بالحرب والأمور المالية والإصدارات وغيرها من الأمور وكانوا يتغيرون بين فترة وأخرى". تعيينه فى ولاية الفرات يقول الإرهابى صدام الجمل "تم إرسالى إلى ولاية الفرات فى العراق من قبل والى الشام كى أشرف على عملهم وقد عينت بمنصب أمنى للولاية، وحصلت بينى وبين والى الفرات أبو أنس السامرائى عدة خلافات كونى كنت أكتب تقارير عنهم وأبعثها إلى اللجنة المفوضة وهذه التقارير كانت تتعلق بممارسة أبو أنس للواط مع جنود فى ولايته فضلا عن السرقة والاعتقالات العشوائية". هدية من البغدادى ويضيف الإرهابى الجمل "أبو بكر البغدادى بعث لى بهدية خاصة وهى رسالة تتضمن تسميتى من قبله بأبو رقية الأنصارى فضلا عن مبلغ مالى". وظهر الإرهابى صدام الجمل فى العديد من الإصدارات المصورة للتنظيم الإرهابى حيث ظهر فى إحداها وهو يعلن مبايعته للتنظيم الإرهابى وظهر فى آخر وهو يتوعد الفصائل المسلحة التى لم تنضم للتنظيم فضلا عن ظهوره فى إصدار ومعه عدد من الجثث والرؤوس المقطوعة. مصادر تمويل التنظيم ويكشف الإرهابى صدام الجمل عن مصادر تمويل تنظيم داعش حيث أفاد بأن هناك "مصادر خارجية أى أموال تأتى من عدة دول ومصادر داخلية مثل بيع النفط لتجار ومهربين وجباية الضرائب وخصوصا من المزارعين وأصحاب الأموال والتجار فضلا عن المتاجرة بالزئبق والآثار التى تم تهريبها". انقسامات وتخبط وأكد الإرهابى صدام الجمل أن تنظيم داعش يتخبط بسبب تلقيه ضربات موجعة وفقدانه السيطرة على جميع مناطقه باستثناء مناطق صغيرة فى سوريا وهى الهجين وأبو الحسن والشعفة والسوسة، وأن أغلب من تبقى من عناصر التنظيم متواجدة هناك، مضيفا "عناصر التنظيم فقدت الإرادة على القتال وهم يعيشون حالة من التخبط والانقسامات والصراعات الداخلية لذلك فقد هرب الكثير منهم".
















الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;