على العايد سفير الأردن لدى مصر فى ندوة «انفراد»: لم أستطع التمييز بين موقف السيسى والملك عبدالله من القضية الفلسطينية لتشابه الرؤى.. ولم تعرض علينا حتى الآن أى مبادرة أمريكية جديدة لتسوية قضية فلسطين

نقلا عن العدد الورقى أدار الندوة - محمود جاد - أعدها للنشر- إيمان حنا- ريم عبدالحميد رباب فتحى- إنجى مجدى- آمال رسلان- محمود محيى- إسراء أحمد فؤاد-هاشم الفخرانى- محمد محسن أبوالنور- هانى محمد - ياسمين سمرة- سمر سمير- تصوير- كريم عبد الكريم - لن نقبل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها..عدد السوريين فى الأردن حوالى 20% من عدد السكان.. ونأمل فى التوصل لحل سياسى فى سوريا - لا توجد حكومة ترغب فى اتخاذ قرارات «غير شعبية».. لكن المصلحة تفرض علينا الإصلاح الاقتصادى بقراراته الصعبة..العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا ترقى إلى حجم العلاقة الاستراتيجية بينهما.. وحجم التبادل التجارى يبلغ 500 مليون دولار بحكمة لا يقودها طيش، وإدراك لا يشوبه انفصال عن الواقع العربى والإقليمى، تطرق السفير على العايد، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مصر إلى العديد من الملفات العربية والدولية المطروحة على الساحة وفى القلب منها القضية الفلسطينية التى باتت محاطة بالكثير من الشائعات والقليل من الحقائق، متطرقاً فى ندوة بمقر «انفراد» إلى ما أطلقه الإعلام الغربى والأمريكى على وجه التحديد، تحت اسم «صفقة القرن»، والملفين السورى والعراقى، وقبل ذلك كله ملف العلاقات بين القاهرة وعمان، ومسار الإصلاح الاقتصادى الذى يقدم عليه الأردن واتخذته مصر قبل عام ونصف العام، مؤكدا أن العالم العربى تنقصه المكاشفة، وأن المسؤول العربى، أى مسؤول، مطالب بأن يواجه مواطنيه بحقائق ما تواجهه بلاده من تحديات اقتصادية وغيرها دون تجميل، وأن يصارح شعبه مهما كانت الصعاب، وألا يترك الساحة لإعلام تقوده مصالح إقليمية، وأطراف تحملها أهواء لا تعرف الصالح العام. «العايد» الذى شغل فى وقت سابق منصب وزير الإعلام، تطرق فى ندوة «انفراد» إلى ملف الإعلام، وكيف يمكن أن يلعب دورا مهما فى سد الفجوة بين الشباب ومؤسسات الدولة فى العالم العربى، مشيرا إلى أن 70% من المجتمعات العربية من الشباب، وأن التواصل الحقيقى بين الطرفين يحقق الثقة المرجوة بين الشعب ومؤسساته الحكومية وشبه الحكومية. وفيما تتواصل ردود الفعل العالمية على نتائج جولة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للمنطقة، كان «العايد» على موعد لكشف الكثير من الحقائق بشأن «صفقة القرن» المزعومة، مجددا التأكيد على موقف بلاده المتسق مع موقف الدولة المصرية، نافيا اطلاع بلاده على مشروع للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية برعاية أمريكية حتى كتابة هذه السطور. وقال: «نحن فى الأردن لم نطلع على أى صفقة من هذا القبيل، وهذا الملف، وأزمة القدس كشفت لنا الكثير من الأمور لأن موقفنا صادق ومتسق مع ضمير المواطن العربى»، مشددا على أن الحديث عن أى صفقة أو غيرها لا يتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية غير مقبول، وهو ما تحدث عنه جلالة الملك عبدالله الثانى للإدارة الأمريكية الأسبوع الماضى وللرئيس الأمريكى ترامب. وأكد السفير الأردنى، أن الأشقاء فى مصر لهم نفس الموقف الأردنى، حيث إن هناك علاقة قوية تربط بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى، مشيرا إلى أنه حضر اجتماعا للزعيمين تناول القضية الفلسطينية ولم يستطع التمييز بين الطرفين المصرى والأردنى خلال هذا اللقاء، لأنهما يعيان مصالح الأمة العربية، وتفكيرهما لصالح الأمة العربية، بالإضافة إلى تشابه وتطابق الأفكار والرؤى والمواقف فيما يخص الأمن القومى العربى والقضايا العربية الراهنة. وأكد السفير الأردنى، أنه من خلال الجهود التى قامت بها المملكة الأردنية فيما يخص مواجهة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للاحتلال، تم نقل الملف الفلسطينى من ملف أردنى فلسطينى إلى ملف أردنى عربى إلى ملف إسلامى إلى ملف دولى، وهذا هو الذكاء، وحصلنا على رد فعل دولى وكانت لأول مرة أن نرى المجتمع الدولى يقف بجانب القضية الفلسطينية العادلة، حيث وقف أمام الولايات المتحدة وإسرائيل. وشدد العايد على أنه «لا نعرف عن «صفقة القرن» إلا فقط ما ينشر فى وسائل الإعلام»، وتساءل: «هل تعتقدون أن الفلسطينى يقبل بـ«سيناء» بديلا عن فلسطين؟» وأشار إلى أن هناك أفكارا تطرح هذه الأيام واصفا إياها بـ«الأفكار الغريبة»، «كى ننسى التركيز على القضية الأساسية، من خلال التأكيد على مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية». وجدد السفير الأردنى تأكيده على أن القدس أرض محتلة، وحسب القوانين الدولية يجب أن تخضع لما يسمى بالوضع القانونى القائم، قائلا: «نحن فى أدبياتنا السياسة بالأردن نركز على الوضع القانونى التاريخى القائم، لأنه بموجب المواثيق والقوانين الدولية، القدس الشرقية وبما فيها المسجد الأقصى والحرم القدسى الشريف هى أرض محتلة، ويجب على المحتل أن يحترم قواعد القانون الدولى والمواثيق الدولية». وحول الدور الأردنى قال السفير: «الوصاية الهاشمية قديمة وتاريخية، وعندما تم توقيع اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، كان بها بند ينص على احترام الدور الهاشمى فى الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، ولذلك فهى لم تُوجِد حقا، بل أقرت بوجود حق»، وشدد على أن بلاده تمتلك حقا تاريخيا ومسؤولية تاريخية فى هذا الشأن. وأكد العايد على أن الأردن قاد جهدا عربيا بمساندة من الأشقاء خصوصا مصر والفلسطينيين، مضيفا: «قمنا بالتواصل مع كل عواصم صنع القرار فى العالم للتصدى للاعتراف الأمريكى بالقدس، لنبين هذا الموضوع، والحمد لله كان هناك رد فعل إيجابى من المجتمع الدولى، وحتى مشروع قرار مجلس الأمن الذى قدمته مصر فى مجلس الأمن كانت المعارضة الوحيدة فيه هى الولايات المتحدة، ولأول مرة فى الصراع العربى الإسرائيلى يكون هناك دعم لموضوع عربى أو لقضية عربية، ونقلنا الملف من ملف فلسطينى أردنى عربى إسلامى إلى ملف دولى ليتحمل المجتمع الدولى مسؤولياته، خاصة أن الشعب الفلسطينى هو الشعب الوحيد الذى ليس له دولة». ومن الشأن الفلسطينى إلى ملف اللاجئين السوريين، استعرض «العايد» موقف بلاده من الأزمة السورية، مشددا على تمسك الأردن بالحل السياسى لتجنيب المدنيين ويلات الصراعات الممتدة قبل ما يزيد على 7 سنوات، وفتح الباب أمام عودة السوريين إلى بلدهم وبناء وطنهم من جديد. وقال السفير الأردنى، خلال الندوة، إن بلاده منذ 2012 وحتى الآن تحتضن قرابة مليون و400 ألف سورى ما يشكل ضغوطا كبيرة على اقتصاد الأردن الذى لا يمتلك الكثير من الموارد، داعيا المجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته، حيث لا تتكفل الأسرة الدولية إلا بـ30% فقط من التكاليف، و70 % تقتطع من الموازنة العامة للدولة. وقال العايد: «يهمنا أن يكون هناك وقف إطلاق نار فى سوريا بكاملها، حتى يستطيعوا العودة إلى وطنهم مرة أخرى، فمنذ قيام الدولة الأردنية وهى ملجأ لأبناء العرب، ومع وجودنا على الحدود السورية، ووجود الجماعات الإرهابية فى سوريا، فأنت لا تستطيع إلا أن تنظر إلى الجانب الأمنى وكيف تحمى وطنك، وانك لا تستطيع التمييز فى بعض الحالات ببن الإرهابى واللاجئ. وأكد السفير العايد، أن المملكة تحافظ على الجانب الأمنى خلال تعاملها مع أزمة اللاجئين السوريين، حتى لا تتسلل عناصر إرهابية إلى الأراضى الأردنية، مشددا على أنه على المجتمع الدولى أن يتحمل ما يحدث للاجئين باعتبار أن الموضوع هو ملف دولى، قائلا: «نريد أفعالا وليس أقوالا من جانب المجتمع الدولى، وأن يصل إلى الحل السياسى فى سوريا ثم عودة اللاجئين إلى سوريا». وأكد السفير الأردنى، أن عمان تقدم كل المساعدات للسوريين الذين يبلغ عددهم فى الأردن حوالى 20%، أى ما يمثل قرابة خمس المجتمع الأردنى، أملا فى التوصل لحل سياسى فى سوريا ليتمكنوا من العودة مرة أخرى إلى سوريا. وانتقل «العايد» إلى ملف العلاقات المصرية الأردنية، مشيدا بما هو قائم من تعاون بين البلدين فى ملفات بمقدمتها الحرب ضد الإرهاب، وقال إن حماية الشباب والاستثمار فيه تعد العامل الأهم للقضاء على الإرهاب، حيث يتم استقطاب الشباب العربى من قبل تنظيم داعش عن طريق الإغراء بالأموال فى وقت تعانى فيه غالبية الدول من معدلات بطالة عالية، لذا على الجميع تنمية آلية الحوار مع الشباب للقضاء على هذا الوباء. وأوضح سفير عمان لدى القاهرة، أن التنسيق الأمنى بين مصر والأردن، عميق وفعال من شدة التشابه بينهم فى كل الأفكار، فنفس الاعتقاد المصرى فى محاربة الإرهاب هو نفس الاعتقاد الاردنى، وهناك الجانب الفكرى مثل الذى يقوم به الأزهر، والجانب الآخر هو التنمية الاقتصادية، لمحاربة الفقر والبطالة، لأنها من العوامل التى تساعدعلى التطرف. وأكد العايد، أن الإرهاب اليوم موجود فى كل دول العالم، وليس فى الدول العربية فقط، ودائما نقف مع مصر بكل ما أوتينا من قوة، لأن مصر دائما لديها الريادة والسيادة، ودائما نحن حريصون على أن تكون مصر فى المقدمة. وعن الإصلاح الاقتصادى فى الأردن، أكد السفير الأردنى أن الظروف متشابهة بين مصر وبلاده، حيث تم فى مصر اتخاذ حزمة من الإجراءات الخاصة بالإصلاح الاقتصادى التى وصفها بالجريئة، ومنها تحرير سعر الصرف، ورفع الدعم، إلى جانب الإصلاح الضريبى، وفى شهر مايو الماضى، اتخذ الأردن عدة إجراءات تخص فرض الضرائب وعقوبات التهرب الضريبى دون المساس بمحدودى الدخل، كما تم الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى مثل مصر تماما، وهذا القرض يعنى أن الاقتصاد قادر على التعافى وإحداث نمو اقتصادى يمكنه من سداد القرض، مضيفا أنه لا توجد حكومة فى العالم ترغب فى اتخاذ قرارات غير شعبية، لكن المسؤولية والمصلحة العامة للشعب تستلزم اتخاذ مثل هذه القرارات الاقتصادية. وحول السياحة الأردنية لمصر، قال السفير العايد: يجب على مصر والأردن أن تشعر المواطن الأردنى والمصرى بثمار العلاقة الاستراتيجية الكبيرة المهمة التى تربط بين مصر والأردن، ورأى أن «هذا يتم من خلال التعاون الاقتصادى، ومنها الموضوع السياحى». وكشف أن بلاده أبقت على السياحة بعد الأحداث التى حدثت بمصر فى السنوات الماضية، قائلا: «أبقى الأردن على الكثير، وشجع الأردنيين كى يقفوا إلى جانب مصر من خلال السياحة ويزوروا هذا البلد لغياب السياحة الأجنبية». وأعرب السفير عن أسفه لكون العلاقات الأردنية الاقتصادية بين مصر والأردن لا ترقى إلى حجم العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وأشار إلى أن حجم التبادل التجارى يبلغ 500 مليون دولار تقريبا، منها 90 مليونا للأردن والباقى لمصر»، مشددا على السعى لإيجاد مشاريع كبرى بين البلدين فيما يتعلق بالطاقة وبخط النفط من العراق مرورا بالأردن لمصر، مضيفا: «يجب أن يكون هناك تعاون مشترك كى نجعل المواطن المصرى والأردنى يشعر بقيمة هذه العلاقة على جميع المستويات الاقتصادية». وقال: «يجب أن نفكر خارج الصندوق، ونسعى كسفارة وبعثة أردنية بالقاهرة أن نطور العلاقة بين الأردن ومصر فى الجوانب الاقتصادية، لافتا إلى أن الجانب السياسى بلغ درجة كبيرة من مستوى العلاقات بين البلدين، وشدد على تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين وإقامة المشاريع المشتركة ورفع الصادرات بين البلدين وجذب الاستثمارات لكلا البلدين، وهى الأمور التى ستتم مناقشتها فى اللجنة المشتركة العليا بين القاهرة وعمان التى ستعقد قريبا فى القاهرة، مضيفا أن هناك تنسيقا كبيرا بين مصر والأردن فى قطاع السياحة والقطاعات الأخرى. وأكد أن قطاع السياحة يخلق العديد من الفرص أمام أصحاب الأعمال الصغيرة مثل الباعة والسائقين وغيرهم من المستفيدين من نمو قطاع السياحة، لذا يجب التركيز على هذا الجانب بين القاهرة وعمان. وعن إمكانية استيراد الغاز من مصر، ولاسيما عقب اكتشاف حقل «ظهر»، أكد السفير الأردنى أن أكبر قطاع اقتصادى يشهد تعاونا مثمرا بين القاهرة وعمان هو قطاع الطاقة، بل يمكن القول إن التعاون فى هذا الصدد أكبر من قطاع السياحة، ويتم الحديث بشكل مستمر بين وزير البترول والطاقة المصرى ونظيره الأردنى حول موضوعات الطاقة.




















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;