مناطق الكوارث الطبيعية والحروب والمقابر تجذب عشاق "السياحة المظلمة".. دراسة ترصد خريطة مزاراتها فى مصر بين ساحات معارك قديمة ومدافن وممرات سيول.. ووكالات السفر توصى بزيادة التوعية والاهتمام ببنيتها ال

دائمًا ما تكون الشمس والمناظر الطبيعية الخلابة والاستجمام هى المرادفات الأولى التى تخطر ببالك حين تسمع كلمة "سياحة"، ومن أجل تعزيز السياحة تتباهى البلاد دائمًا بجمالها وأنها وجهة آمنة تضمن لزوارها الاستمتاع والشعور بالسعادة. هذا المفهوم الشائع عن السياحة لا ينطبق على كل أنواعها، تحديدًا على السياحة المظلمة بأنواعها المختلفة والتى انضم إليها مؤخرًا سياحة الانتحار أو سياحة الموت. ما هى السياحة المظلمة؟ عالميًا تعرف السياحة المظلمة بأنها السياحة التى تنطوى على السفر لأماكن ارتبطت تاريخيًا بالموت والمأساة، وفى السنوات الأخيرة اتسع المفهوم ليشمل السفر لمناطق من أجل الموت، فى ما يعرف باسم "سياحة الانتحار" أو "سياحة الموت"، حيث يذهب السائح لإحدى البلاد التى تقنن الانتحار أو "الموت الرحيم" وتسمح به، بهدف إنهاء حياته. وينطبق وصف "السياحة المظلمة" على زيارة مواقع الموت القديمة أو الحديثة، مثل زيارة الكولوسيوم الرومانى الذى شهد المئات من المصارعات الدموية وعمليات الإعدام. ورغم أن السياحة المظلمة موجودة وقائمة منذ العصور الوسطى، حيث كان الناس يحرصون على حضور عمليات الإعدام العامة، إلا أن أول توثيق لهذا النوع من السياحة جاء عام 1988 فى كتاب للسفر باسم "الأعياد فى الجحيم". أما الاهتمام الأكاديمى بالمصطلح بدأ عام 1996 فى اسكتلندا على يد عضوين من هيئة التدريس فى جامعة جلاسكو. وفى عام 2005 تم تأسيس معهد بحوث السياحة المظلمة فى جامعة لانكشاير البريطانية، وفى 2014 ظهرت العديد من الدراسات حول التصنيفات الفرعية للسياحة المظلمة مثل "سياحة الهولوكوست". بين الحروب والانتحار والكوارث الطبيعية.. أنواع مختلفة للسياحة المظلمة تحت تصنيف السياحة المظلمة هناك أنواع مختلفة للسياحة منها سياحة الكوارث سواء الطبيعية أو التى تسبب فيها الإنسان، كالمناطق المحيطة بالبراكين وأنقاض البلاد التى تعرضت للفيضان أو المناطق التى شهدت كارثة نووية كزيارة الموقع المحيط بانفجار محطة تشيرنوبيل النووية فى 1986. وتنقسم الآراء حول هذا النوع من السياحة، فمن يؤيدونها يرونها طريقة فعالة للتوعية بالكوارث الطبيعية أو البشرية التى وقعت فى المنطقة المنكوبة وتزيد من تعاطف السائحين مع أهلها، ومن جهة أخرى تساعد هذه المناطق اقتصاديًا. أما من يعارضونها فيرون فيها استهزاءً بالكارثة واستغلالاً للأوجاع البشرية. سياحة الحرب تأتى كإحدى أشكال السياحة المظلمة وهى الرحلات الترفيهية إلى مناطق الحرب النشطة أو السابقة من أجل مشاهدة المعالم السياحية أو الدراسة التاريخية، وتشمل سياحة الحرب زيارة المواقع التى شهدت معارك حربية تاريخية أو حديثة، ومقابر الجنود والمتاحف الحربية. سياحة الجيتو تعد زيارة المناطق العشوائية أو الفقيرة أيضًا واحدة من أنواع السياحة المظلمة، والتى بدأت من زيارة الأحياء الفقيرة فى لندن فى القرن التاسع عشر، وأصبحت فى الوقت الحالى منتشرة أكثر فى جنوب أفريقيا والهند والبرازيل وبولندا وكينيا والفلبين والمناطق الفقيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية. سياحة الانتحار تعد واحدة من أحدث أشكال السياحة المظلمة وهى السفر بقصد تلقى المساعدة على الانتحار إلى واحدة من الدول أو الولايات التى يسمح قانونها للفرد بتلقى مساعدة طبية لإنهاء حياته. وتعد أبرز وجهات سياحة الانتحار سويسرا وهولندا والمكسيك، وهى الدول التى تسمح بشكل مباشر أو غير مباشر بما يعرف بـ"القتل الرحيم". هل توجد سياحة مظلمة فى مصر؟ فى دراسة بعنوان "دور السياحة المظلمة فى تنمية الطلب على المنتج السياحى المصرى" تحدثت 3 من الباحثات المصريات بكلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية عن أهمية السياحة المظلمة فى إثراء خريطة مصر السياحية وزيادة الطلب السياحى فى البلاد. وأشارت الدراسة، التى أجرتها الباحثات عبير عطية ودلال عبدالهادى وسلمى المنهالى، ونشرها معهد البحوث السياحية اليونانى، إلى أن مصر تتمتع بوفرة من المعالم السياحية المظلمة مثل ساحات المعارك ومقابر القادة العسكريين والنصب التذكارية، بالإضافة إلى أماكن القتل والاغتيال والمقابر والأضرحة. إلا أن هذه العناصر لا يتم استخدامها بفعالية. وهدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على هذا الاتجاه الجديد فى صناعة السياحة، وقدمت العديد من التوصيات التى يمكن أن تساعد فى وضع السياحة المظلمة على الخريطة السياحية المصرية والمساهمة فى تطوير الطلب السياحى لمصر. أنواع ومناطق السياحة المظلمة فى مصر رصدت الدراسة العديد من المزارات للسياحة المظلمة بأنواعها المختلفة وتوزيعها الجغرافى فى مختلف المحافظات ففى شمال سيناء هناك أطلال ممرات المطر فى رأس سدر والتى تعد مزارًا سياحيًا مظلمًا كونه مكان شهد على كوارث طبيعية، كما يوجد بالمحافظة المناطق التى شهدت مذابح العريش ورفح والشيخ زويد التى استهدفت جنود الجيش المصرى. وفى جنوب سيناء هناك مزارات جبل البنات فى سانت كاترين وقلعة الجندى فى رأس سدر حيث ينتمى الموقع الأول إلى سياحة الرعب والأشباح والثانى إلى سياحة الحروب. وفى السويس رصدت الدراسة مزارات مسار ميتلا ومتحف 24 أكتوبر فى السويس، ومقابر شهداء حرب أكتوبر، أما الإسماعيلية فتضم متحف دى ليسبس ومتحف الشرطة والعبارة رقم 6 بالإضافة إلى النصب التذكارى. وفى الشرقية هناك متحف مجزرة بحر البقر. أما القاهرة فهى عامرة بالمزارات السياحية التى يمكن تصنيفها تحت السياحة المظلمة بدءًا من قصر البارون وباب زويلة ضمن سياحة الرعب والأشباح، مرورًا ببانوراما حرب أكتوبر وقلعة بابل ومتحف قلعة صلاح الدين ضمن سياحة الحرب، ومنصة اغتيال الرئيس أنور السادات والنصب التذكارى للجندى المجهول. كما تضم القاهرة قبور الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس السادات والزعيم سعد زغلول، ومن التاريخ الفرعونى هناك المقابر الفرعونية فى الجيزة وسقارة ودهشور. أما الأقصر وأسوان فهناك مقابر سياحية فى وادى الملوك والملكات ومقابر النبلاء وضريح الآغا خان وقبر الجندى المجهول، كما أن هناك حصون حربية كمعابد الرامسيوم وهابو. هل يمكن أن تساعد السياحة المظلمة مصر؟ وفقًا للاستبيان الذى أجرته الباحثات على نحو 400 وكالة للسفر فإن 97.5% من العينة المشاركة فى الاستبيان يرون أن السياحة المظلمة مهمة لإثراء خريطة مصر السياحية. وقدم المشاركون فى الاستبيان عدة اقتراحات لاستغلال السياحة المظلمة وتطويرها فى مصر، كان أبرزها جرد أهم المواقع السياحية المظلمة فى مصر وتطوير بنيتها التحتية ودعمها بالخدمات اللازمة لاستقبال السياح. واقترحوا أيضًا زيادة الوعى بأهمية مواقع السياحة المظلمة بين أفراد المجتمع المحلى، وتشجيع زيارة المواقع السياحية المظلمة من خلال رحلات بأسعار منخفضة، كما اقترحوا تشكيل لجنة لتنسيق الجهود بين مختلف الجهات المعنية ووزارة السياحة وهيئة السياحة المصرية لإلقاء الضوء على هذا النوع الجديد من السياحة واتخاذ خطوات حقيقية نحو الترويج الدولى لها. أنماط السياحة فى مصر ويرى محمد الصياد وكيل وزارة السياحة، عضو هيئة تنشيط السياحة السابق، أن مصر تتمتع بأنماط متنوعة وكثيرة من السياحة، وإضافة هذا النمط الجديد يمكن أن ينشط السياحة لأن له مريديه، ويمكن أن تزيد الحركة السياحية التى نفتقدها فى الفترة الحالية. ويضيف لـ"انفراد": "عندنا فعلاً الكثير من المزارات السياحية التى يمكن أن تقع تحت هذا التصنيف، ونحن فى الوقت الحالى نعانى ضمورًا فى الحركة السياحية، ويجب أن ندخل بعض التجديد على أنماط السياحة فى مصر".














الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;