بعد حرب التصريحات.. الولايات المتحدة تعلن استعدادها لقمة "أمريكية ـ إيرانية".. ترامب يحاول تكرار نهج كوريا الشمالية لاتفاق جديد مع طهران بوساطة محتملة من روما.. وغياب المرونة أكبر تحد أمام نظام "الملا

رغم حالة الشد والجذب التى دامت لأيام بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والقيادات الإيرانية، سواء خلال التصريحات العدائية أو التغريدات الاستفزازية المتبادلة، يبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لتكرار المشهد الكورى الشمالى من جديد، والذى انتهى رغم التصريحات النارية التى كادت أن تنبئ بحرب نووية قد تأكل الأخضر واليابس، بقمة تاريخية بين الرئيس ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون فى سنغافورة يونيو الماضى، لتبدأ صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين اللذين عاشا خصومة استمرت لعقود طويلة من الزمن. ففى خلال مؤتمر صحفى مشترك بين الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى بالبيت الأبيض، أعرب ترامب عن استعداده لعقد لقاء مع نظيره الإيرانى حسن روحانى، موضحا أنه سيلتقى الإيرانيين إذا كانوا يرغبون فى عقد لقاء مشدد على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات، ولاسيما فى الحالات التى يلوح فيها خطر الحرب. حديث الرئيس الأمريكى عن إمكانية اللقاء مع روحانى تمثل فى واقع الأمر امتدادا للدبلوماسية التى تبناها منذ بداية حقبته فى التعامل مع خصوم بلاده، حيث اعتمد على منصته الإليكترونية بموقع تويتر، ليشن انتقادات لاذعة لهم، إلا أن تلك الانتقادات ربما تخفى ترتيبات أخرى تهدف إلى إنهاء القضايا الخلافية، ليروج لها الرئيس الأمريكى بعد ذلك باعتبارها انتصارات دبلوماسية كبيرة فشل فى تحقيقها كافة أسلافه، وهو الأمر الذى ربما يحتاج إليه ترامب فى المرحلة الراهنة خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس. توقيت المبادرة.. إيطاليا حليف أمريكا الجديد لقيادة المفاوضات ولعل توقيت إعلان المبادرة الأمريكية، والتى جاءت خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالى إلى البيت الأبيض، يحمل فى طياته ميلاد زعيم جديد فى أوروبا يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه فى المرحلة المقبلة خاصة وأن الموقف الإيطالى يبدو متطابقا مع الموقف الأوروبى تجاه الاتفاقية النووية الإيرانية، حيث كانت إيطاليا أحد الدول التى أعلنت بوضوح رفضها للانسحاب الأمريكى من الصفقة فى مايو الماضى، رغم تحفظاتها على الأنشطة الإيرانية، وعلى رأسها تجاربها الصاروخية، وكذلك أنشطتها المشبوهة التى من شأنها إثارة الفوضى منطقة الشرق الأوسط. يبدو أن جهودا دبلوماسية جديدة ربما تقودها إيطاليا، فى المرحلة المقبلة للتوافق مع الجانب الإيرانى، من أجل التوصل لاتفاق جديد بين القوى الدولية وطهران، بحيث يشمل أطراف أخرى من مناطق مختلفة من العالم، كما ستتضمن بنوده قيودا أوسع على الجانب الإيرانى تشمل تجاربها الصاروخية، ودعمها للميليشيات فى منطقة الشرق الأوسط وما تمثله من تهديد صريح لجيرانها العرب. ورقة التوت.. إيران تراهن على الاتفاق لاحتواء غضب الداخل إيران، من جانبها، ربما لم تجد طريقا آخر سوى الرضوخ مع استمرار فرض العقوبات الأمريكية على الشركات العاملة فى طهران، والتى اضطرت عدد كبير من المؤسسات الأوروبية، خاصة العاملة فى مجال النفط، للانسحاب من السوق الإيرانية، وهو الأمر الذى يمثل صفعة قوية للاقتصاد الإيرانى المترنح، والذى كان قد بدأ فى الانتعاش فى أعقاب الاتفاق الذى تم إبرامه فى يوليو 2015، خاصة وأنها تتزامن مع تنامى الغضب فى الداخل الإيرانى جراء الأوضاع الاقتصادية الراهنة، والتى تسببت فى العديد من الاحتجاجات التى شهدتها العديد من المدن الإيرانية خلال الأشهر الماضية. ولعل الانهيار الكبير الذى شهدته قيمة العملة الإيرانية، دليلا دامغا على التداعيات القاسية التى ستتركها العقوبات التى أعلنتها الإدارة الأمريكية، وستدخل حيز النفاذ أغسطس القادم، وهو الأمر الذى يمثل تهديدا صارخا للنظام الحاكم فى طهران المرحلة الراهنة. بقاء الاتفاق النووى الإيرانى، هو بمثابة ورقة التوت التى تراهن عليها طهران لاسترضاء الداخل المتأجج بالغضب، وهو ما يفسر الموقف الذى تبنته الحكومة الإيرانية منذ الانسحاب الأمريكى من الصفقة المثيرة للجدل، والذى قام على التزام إيران بالاتفاقية طالما التزمت بها الأطراف الأخرى، وخاصة الجانب الأوروبى فى محاولة واضحة لتقويض التحالف الأمريكى الأوروبى، فى ظل الخلاف بين الجانبين حول خطوة الانسحاب التى اتخذها الرئيس ترامب. الهجوم الحوثى.. هل تملك طهران مرونة بيونج يانج؟ الرئيس ترامب ربما يحاول اتباع نفس الاستراتيجية التى سبق وأن تبناها تجاه كوريا الشمالية مع الجانب الإيرانى، من خلال ممارسة أقصى درجات الضغط على الخصم، من خلال تصريحات وتغريدات عدائية، لإجباره على تقديم تنازلات فى المفاوضات التى تدور خلف الكواليس حول القضايا الصراعية، وهى الاستراتيجية التى أفضت فى النهاية إلى انعقاد قمته التاريخية مع كيم جونج أون فى سنغافورة فى 12 يونيو الماضى، والتى أشاد بها الرئيس الأمريكى معتبرا أنها انتصار دبلوماسى كبير. إلا أن النهج الكورى الشمالى فى التعامل مع ترامب قبل القمة ساهم بصورة كبيرة فى انعقادها ونجاحها، على الرغم مما يثور حاليا حول المماطلة من جانب بيونج يانج، حيث اعتمد كيم جونج أون بصورة كبيرة على استرضاء خصومه من دول الجوار، وعلى رأسهم كوريا الجنوبية، وهو ما بدا من خلال القمة التى عقدها زعيم كوريا الشمالية مع نظيره الكورى الجنوبى مون جيه إن، والذى ساهم بدور ملموس فى انعقاد القمة الأمريكية الكورية الشمالية بعد ذلك.










الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;