مفارقات عديدة شهدها لقاء افتتاح الدورى بين الأهلى والإسماعيلى، الذى لم يتوقع أكثر المتشائمين الحمر أن يظهر الأهلى بهذا الشكل "الطيب".. والمقصود بـ"الطيب" بدون أنياب.
حقيقة البداية، ومع فريق تقيل بحجم الدراويش تعد تجربة قوية.. لكن؟! الكثير من الأخطاء "التجريبية" كان يمكن تلافيها، فيما لو لم يكن الفرنسى كارتيرون معتمداً كليا على ما وصله من مساعده بـ"المصرى" محمد يوسف. التشكيل.. فرض ناصر ماهر، الذى كان مبعداً عن الـ11 لاعبا الأساسيين كنوع من العقاب "القديم" لأنه غضب حين لم يتم قيده أفريقياً، فربما أكد يوسف أو "جو" لـ كارتيرون، أنهم فى الأهلى اعتادوا على رفض الغضب، ومواجهته.
إنما تفرق كثيراً بين الأجيال، تلك المواجهة. الاحتراف الكامل، يعنى مواجهة الغضب بـ خصم مالى ولو كبير، أما الإبعاد الذى يعنى ابتعاد النجم عن حساسية المباريات، لا مكان له فى عالم المحترفين، إنما فيما يبدو أن "جو" قال للخواجة: فى الأهلى "اركن" الغضبان شوية، فاضطر كارتيرون لاعتماد "السيستم" الأحمر.
لكن الخواجة، حين اضطر لأن يدفع بـ الموهوب- جداً - ناصر ماهر حين خرج الأساسى الحاوى وليد سليمان من التشكيل عصر المباراة للإصابة. الغياب مقابل العقاب، نال أيضا من صلاح محسن، الذى أعلم أن "جو" القائم بأعمال مدير الكرة قد .. وأغنيها .. أكد لـ الخواجة الفرنسى أن المبلغ المدفوع فى صلاح محسن 42 مليون جنيه ربما يجعل صلاح محسن يلعب متكبراً، لكنها ليست حقيقة مؤكدة، وهى أيضا من عادات الماضى، فالآن يجب الدفع بكل نجم قادم حتى تكون دفعة الثقة وفكرة احتياج الفريق له، دافعا قويا للإجادة والظهور.
كما تشاهد الجميع.. شاء القدر الكروى أن تكون الإجادة من نصيب من فرضهم هذا القدر الكروى! هناك أيضا غياب أحمد حمدى لاعب الوسط، الذى يعرف الجميع أنه لاعب مؤثر جداً، فلماذا يغيب، مع الأخذ فى الاعتبار أن "الركنة".. تنال من النجوم الذين يعرفون قيمة فنياتهم. لعل هذا المنطق ينطبق تماما على المالى ساليف كوليبالى نجم الدفاع، الذى لعب أساسياً، منذ توقيعه للأهلى، رغم ابتعاده لشهور عن الملاعب، فهذه هى الطريقة المثلى للاستفادة من النجوم القادمين من خارج الفريق فى كل العالم.
فى كل الاحوال.. فقد نقطتين فى افتتاح المسابقة ومع فريق من العيار الثقيل مثل الدراويش، لا يعنى أن الأحمر يعانى، لكن فى ذات الوقت الأهلى يحتاج لمراجعة سريعة.. فلا يوجد مهاجم صريح وواضح مع أزارو، والبدائل تم التعامل معها بـ "التأديب" الهاوى، لكن فى نفس الوقت..كان يمكن للأهلى أن يستفيد من اللعب مبكراً، خاصة مباراتى تاون شيب البتسوانى، فهل يعود كارتيرون سريعاً ويعطى الفرص الحقيقية بعيداً عن الطريقة القديمة لتوقيع العقوبات. أيضا هل تنظر لجنة الكرة، طوال الفترة المقبلة ولحين فترة الانتقال الشتوية فى يناير على أقصى تقدير فى شان التعاقد مع لاعب مهاجم "سوبر".
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى.. هل سيدفع كارتيرون والذين معه باللاعبين، أو باقى اللاعبين الجدد.. وتحديدا الجزار ومتولى وأحمد حمدى، بالإضافة للاعب الداهية صلاح محسن. إنها مراجعات كثيرة، يحتاجها جهاز الكرة بالأهلى، مع كامل الاعتراف بحقه فى رؤية فنية كاملة.