أمراء وكتاب سعوديون ينتقدون الرئيس الأمريكى بعد هجومه على المملكة.. الأمير تركى الفيصل: هل هذا نابع من استيائك لدعمنا للمصريين؟.. ورئيس تحرير الشرق الأوسط السابق: أوباما استعدى الجميع قبل رحيله

وجه عدد من الكتاب والمفكرين السعوديين والخليجيين انتقادا لاذعا للرئيس الأمريكى باراك أوباما، إثر إجرائه مقابلة مطولة مع مجلة "ذى أتلانتيك" حول نظرته للسياسة الخارجية تحت عنوان "مذهب أوباما"، حيث هاجم أوباما المملكة العربية السعودية زاعما أنها المسئولة عن تأجيج الصراع الطائفى فى المنطقة.

واستأثر الرئيس أوباما "الشرق الأوسط" بجزء كبير من هذه المقابلة، كشف فيها عن رأيه فى حال المنطقة ورغبته أن يسود سلام بارد بين المملكة وإيران، مشيرا إلى أنه على البلدين "السعودية وإيران" التعايش ومشاركة النفوذ.

وقد مثَّل حديث الرئيس أوباما عن السعودية بهذا الشكل استفزازا كبيرا لعدد من القادة العرب خاصة فى المملكة، حيث شن الأمير تركى الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، هجوما لاذعًا على الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بعد تصريحات الأخير المناهضة لبلاده، مؤكدا أن المملكة تحارب العقائد المتطرفة التى تسعى لاختطاف الدين الإسلامى، وليس لنشر الفتنة كما زعم الرئيس أوباما.

وفى مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، ذكَّر الأمير الفيصل الرئيس أوباما أن السعودية الممول الوحيد لمركز مكافحة الإرهاب فى الأمم المتحدة، مؤكدا أن السعودية تشترى السندات الحكومية الأمريكية ذات الفوائد المنخفضة التى تدعم أمريكا، وتبعث آلاف الطلبة إلى الجامعات الأمريكية وبتكلفة عالية، كما تستضيف المملكة أكثر من 30 ألف مواطن أمريكى وبأجور مرتفعة. وتساءل الفيصل عن سبب هجوم أوباما على المملكة قائًلا هل هذا نابع من استيائك من دعم المملكة للشعب المصرى؟ الذى هب ضد حكومة الإخوان المسلمين التى دعمتها أنت؟ أم هو نابع من ضربة ملكنا الراحل عبد الله رحمه الله، على الطاولة فى لقائكما الأخير، حيث قال لك: "لا خطوط حمراء منك مرة أخرى يا فخامة الرئيس"، أم أنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية، إلى حد أنك تساوى بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عاما مع أمريكا، وقيادة إيرانية مستمرة فى وصف أمريكا بالعدو الأكبر والشيطان الأكبر، والتى تسلح وتمول وتؤيد الميليشيات الطائفية فى العالمين العربى والإسلامى. وتابع نحن لسنا من يمتطى ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا، نحن شاركنا معلوماتنا التى منعت هجمات إرهابية على أمريكا، نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التى أدت إلى تكوين التحالف الذى يقاتل "داعش"، ونحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار الذين يقاتلون الإرهابى الأكبر بشار الأسد والإرهابيين الآخرين، واختتم الأمير تركى الفيصل مقاله "نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم، نحن نقود فى المقدمة ونقبل أخطاءنا ونصححها، وسنستمر فى اعتبار الشعب الأمريكى حليفنا، يا سيد أوباما هذا نحن. وفى مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، كتب مشارى الزايدى، صحفى وكاتب سعودى، مقال له فى هذا الشأن بعنوان"أوباما.. النسخة الأصلية!"، قال فيه إن الرئيس أوباما كسر كل ثوابت السياسة الأمريكية الخارجية، وكأنه يقوم بثورة بيضاء داخل البيت الأبيض، لكن فى الوقت الضائع بعد غروب شمس ولايته.

ووصف الزايدى، طلب الرئيس أوباما بأن يتقاسم السعوديون والخليجيون مع إيران المنطقة بينهم وأن يحسنو الجيرة، بتسطيح للصراع بين المشروع الإيرانى الخمينى الغازى للمنطقة، وبين الدول العربية التى تريد فقط الحفاظ على أنها من شبكات إيران، هذه الإيران المدانة فى القضاء الأمريكى مؤخرا بدعم "القاعدة" المنفذة لهجمات 11 سبتمبر.

وفى صحيفة "الوطن أون لاين" السعودية، كتب طلال آل الشيخ، كاتب سعودى، مقالا له فى هذا الشأن أيضا تحت عنوان "ليته سكت" قال فيه إن التحركات العسكرية التى قامت بها المملكة العربية السعودية فى المنطقة سببت انزعاجا كبيرا لأوباما، كونها تزامنت مع الانفتاح الكبير فى العلاقات مع كل القوى الدولية المؤثرة فى المنطقة.

وأوضح آل الشيخ أن الرئيس الأميركى باراك أوباما زعم أن السعودية ودول الخليج هى المسئولة عن التطرف الإسلامى فى السنوات الأخيرة "السنوات الأخيرة تشمل تلك التى تزامنت مع فترة توليه زمام الأمور فى الدولة العظمى والأولى فى العالم وحتى رحيله". وتابع "ويبقى السؤال الطبيعى والمنطقى أين غاب أوباما من ذلك التطرف الذى زعم أن دول الخليج والمملكة صدرته، باعتبار أميركا شرطى العالم الذى يتوجب عليه تحمل كل التبعات الأمنية، بما فيها محاربة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، إذا ما اعتبرنا الحديث ذا قيمة موضوعية تحوى مجموعة من التساؤلات يفترض أن نجيب عنها.

وأكد آل الشيخ أن حديث أوباما بهذا الشكل عن المملكة العربية السعودية ينبع من الفشل الذريع، الذى رافق فترة توليه مقاليد الحكم، ومحاولته التملص من المسئولية حيال العديد من الملفات، على رأسها الملف الإيرانى الذى صدر كل الحروب فى المنطقة بدعم أميركى لا يحتاج إلى جدال.

فى نفس السياق، خصصت صحيفة "الرياض" السعودية افتتاحيتها اليوم عن هذا الموضوع تحت عنوان "أوباما يستبق التاريخ"، حيث أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما الذى يتحدث عن ضرورة أن تتعايش المملكة وإيران وأن يتشاركا النفوذ، يأتى على عكس الحقيقة التى تخبرنا أن مشروع إيران ليس مشروعاً سياسياً قائماً على التنافس بل عدائى قائم على الإقصاء والإلغاء، فلو كان تنافسياً لسادت المنطقة حالة ازدهار ونماء، وأمام ذلك لا مناص من دفع هذا المشروع وردِّه من حيث أتى.

وأضافت الصحيفة لا عجب أن يدافع الرئيس الأميركى عن سياساته فى نهاية ولايته المثيرة للجدل، فمستوى الانتقاد لتلك السياسات لم يبلغ ذروته حتى الآن، وقد يتطلب ذلك عقداً من الزمن، ولا يمكن الحكم عليها بالنجاح أو الفشل على الأقل لدى المؤمنين بالنهج الأوباموى أو بمبدأ أوباما كما أسمته «ذى أتلانتك»، فعدم التدخل فى سوريا وكذلك الاتفاق النووى لا يمكن الجزم بحجم مآلاتهما على الشرق الأوسط خلال عام أو عامين، لكن الثابت اليوم أن ما جرّته السياسات الأميركية بتخليها عن سياسة الحماية، دفعت الرئيس نفسه لاتخاذ خطوات استرجاعية متأخرة مثل إرسال قوات منتقاة إلى سورية والعودة إلى العراق، وكلها كشفت عن تخبط وسوء قراءة للواقع الحقيقى لحجم التركة التى وجدها أوباما جراء سياسات بوش الابن، وقد يضع ذلك النهج فترة الرئاسة الحالى محل نقد تاريخى قاسٍ كما قلنا.

من جهة أخرى، قال الكاتب الصحفى طارق الحميد، رئيس تحرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط، مقالا له قال فيه إن مقابلة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع مجلة "ذى أتلانتيك" أظهرت أننا أمام رئيس يعيش فى فقاعة، ومثقف روائى حالم، ومحبط، استعجل وهاجم الجميع قبل رحيله، وها هى إدارته الآن تحاول التبرير للحد من أضرار آرائه غير الدبلوماسية، ناهيك عن كونها غير سياسية.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;