حالة من "التخوف" أصابت المشاركون فى الجناح المصرى ببورصة ITB برلين، من دخول صناعة السياحة لـ"النفق المظلم" بعد انخفاض حجم الطلب على زيارة المقصد السياحى المصرى بنسبة تتعدى 60%، وقيام عدد من شركات الطيران بتوجيه طائراتها إلى مقاصد أخرى مثل أسبانيا واليونان، وإعلان شركة "توماس كوك" البريطانية بمد إلغاء رحلاتها لمصر لنهاية أكتوبر القادم قبل افتتاح بورصة برلين، مما يعكس عدم استعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر إلا فى شتاء 2017، هذا ما أكده المستثمرون السياحيون عقب عقد اجتماعاتهم مع شركائهم من منظمو الرحلات بالخارج.
وقالت "نورا على" العضو المنتدب لمجموعة شركات ماسترز ترافيل للسياحة، عضو مجلس إدارة غرفة شركة السياحة، فى تصريحات خاصة لـ " انفراد" أن الاجتماعات التى عقدتها خلال فترة مشاركتها ببوصة ITB برلين، أكدت على عدم وجود حجوزات سياحية لمدينة شرم الشيخ حتى شتاء 2017، موضحة أن هناك تحول فى طبيعة الحجوزات وأصبح التخطيط لها من قبل السائح على المدى القصير.
وأضافت، أن تغيير سلوك السائح يرجع للأحداث التى تشهدها مصر من حين لآخر، فأصبح السائح متخوف من التخطيط لرحلته على الوقت الطويل، لافته إلى أن الشركات لا تمتلك الرؤية لتحديد حجم الحجوزات على المدى الطويل، مشيرة إلى أن عدد الحجوزات بلغ لديها لـ 657 سائحا فقط لزيارة الغردقة ومرسى علم الشهر المقبل ولا تعلم حجم الحجوزات الشهور المقبلة.
وأكدت عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، أن هشام زعزوع وزير السياحة ليس فى يده حل للازمة السياحية الراهنة، قائلة: أن الأزمة سياسية وليست سياحية، فلا يوجد طلب على مصر، مشيرة إلى أن لدينا مشكلة فى إدارة الأزمات، وأقرب مثال على ذلك كيف تعاملت مصر مع حادث "بيلا فيستا" وتضارب التصريحات حول طبيعة الحادث، وكيف تعاملت حكومة "دبى" فى واقعة حريق بأحد فنادقها خلال احتفالات رأس السنة الماضية، كانت جهة واحدة مسئولة عن إصدار المعلومات الخاصة بالحادث، فلم يحدث بلبلة فى وسائل الإعلام.
وكشفت "نورا على" أن الأحداث الإرهابية التى تشهدها المنطقة، جعلت السائح يعزف عن زيارة المثلث المكون من 3 دول وهم "مصر – تونس – تركيا"، مطالبة بتحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج وتكثيف الحملة الدعائية.
واقترحت، تصميم حملات ترويجية لإعادة الطلب على مصر، وضرورة الاستعانة بمتخصصين من الدولة المستهدف مواطنيها، مطالبة بعدم إشراك ممثلى شركة الدعاية الدولية JWT، وهيئة تنشيط السياحة فيها، وضرورة التشاور مع أهل القطاع السياحى لأخذ آرائهم، وتغيير الأسلوب النمطى للجناح المصرى فى أى معرض دولى، وخلق قنوات اتصال بالإعلام السياحى الدولى قائم على المصارحة والشفافية.
ومن جانبه أكد رجل الأعمال حامد الشيتى، رئيس مجموعة شركات ترافكو السياحية، أن الحكومة المصرية لم تتخذ الإجراءات الكافية منذ حادث الطائرة الروسية المنكوبة فى سيناء فى نهاية اكتوبر الماضى، وكان من المفترض أن تكون الخطوات إيجابية وأسرع من ذلك، ولا نتظر 5 شهور لنتحرك، وكان يجب التعاقد مع شركة للإدارة المطارات وليس شركة " كنترول ريسكس" لمراجعة الإجراءات الأمنية.
أما عن توقعاته لحجوزات الموسم الصيفى، فقال "الشيتى" آمل أن يتم إقناع الحكومات بالخارج بأن المطارات مؤمنة تماما، ووقتها ستعود السياحة سريعا، لأن "اليونان – أسبانيا" كاملة العدد، وتركيا وتونس لديهم أزمات أيضا، لافتا إلى أن مصر فرصتها السياحية جيدة جدا.
وانتقد رجل الأعمال حامد الشيتى، خطة شركة الدعاية JWT، فى ضعف ترويج مصر فى السوق الألمانى، وتخصيص نسبة 69 % من الإعلانات فى العاصمة الألمانية برلين، قائلا: إن نسب الحركة السياحية الوافدة من برلين ضعيف ولا تستحق أن يخصص لها النسبة الأكبر من الحملة هنا.
وطالب بزيادة الأموال المخصصة للدعاية لمصر فى السوق الألمانى، لافتا إلى أن شركة الخطوط الطيران التركية تخصص مبلغ 65 مليون دولار لحملاتها الدعائية، ومصر تخصص 23 مليون دولار فقط لكل الأسواق المصدرة للسياحة.
ومن جانبه قال مختار الخطيب مدير شركة "MTS " للسياحة، إن هناك انخفاضغ فى حجم الحجوزات السياحية المستقبلية لمصر يبلغ 80 % خلال موسم الصيف المقبل، مشيرا إلى عدم وضوح الرؤية خلال الفترة المقبلة، وأن الشركة تعمل يوم بيوم، لافتا إلى أن حادث فندق " بيلا فيستا" بالغردقة كان له تأثير سلبيا على الفنادق بالبحر الأحمر أكثر بكثير من تأثير حادث الطائرة الروسية، حيث بلغت نسب الانخفاض من السوق الألمانى 47 % بالنسبة للسياحة الوافدة عبر شركته.
وطالب الخطيب، بتكثيف الحملات الترويجية لمصر بالخارج، والاهتمام " بالسوشيال ميديا" لتحسين الصورة الذهنية لمصر خارجية، وإعادة ثقة السائحين بالمقصد السياحى المصرى، معلنا عن استئناف شركة "هوتيل بلان" السويسرية رحلاتها لمرسى علم بداية من مايو المقبل، موضحا أن الشركة قامت بإلغاء رحلاتها لشرم الشيخ لنهاية الصيف المقبل.