خالد أبو بكر يكتب: السياحة بين صناعها وبين المسؤولين عنها.. لا توجد إرادة حقيقية لدى الدولة لدعم هذه الصناعة غير شوية شعارات وكام كلمة فى المطار لزوم الموقف

نقلا عن العدد اليومى السياحة فى مصر هى واحدة من أهم مصادر الدخل القومى وتوفر عوائد العملة الأجنبية التى مكنتها من المشاركة بشكل كبير فى الناتج المحلى المصرى، ويوفر هذا القطاع أكبر عدد من فرص العمل الكبيرة فى المجتمع المصرى، ويشغل إلى جانبه، عددا كبيرا من القطاعات الخدمية، ومصر من أبرز الدول السياحية بالعالم بتميزها بوفرة المزارات السياحية سواء الثقافية أو الشاطئية أو العلاجية أو الدينية أو حتى سياحة المؤتمرات ومصر بها ثلث آثار العالم وهى بالنسبة لكثير من الشعوب مقصد للزيارة، نظرا لانبهارهم بالحضارة الفرعونية القديمة، غير أن مصر تمتاز بطقس شبه مستقر على مدى العام. الكلمتين اللى فاتوا دول احنا حافظنهم من أيام ما كنا فى ساته أول، لكن ندخل فى الجد: الأمن هو أول العوامل فى الترويج والتسويق للنشاط السياحى فى أى دولة، فبقدر ما تتمتع به الدولة من استقرار أمنى يتحدد نصيبها من زائريها من السائحين، ومصر للأسف كانت عرضة لعدة حوادث إرهابية أشهرها حادث الأقصر عام 1997، حادث شرم الشيخ عام 2005، حادث دهب عام 2006، والتى كانت حوادث كارثية على قطاع السياحة خلال تلك الفترة، إلى جانب عدد من حوادث الطيران التى شهدتها الأراضى المصرية، وكان لها تأثير جد سلبى على السياحة، إلا أن هذا القطاع عاد خلال عام 2010 ليحقق أعلى عائدات سياحية سنوية زادت عن العشرة مليارات دولار (أكثر من نصف احتياطى البنك المركزى حاليا من النقد الأجنبي) واليومين دول موضوع الطائرة الروسية ومقتل الباحث الإيطالى جابونا ورا عشر سنين.

وموضوع الأمن ده قضية تشترك فيها كل أجهزة الدولة وليس القطاع السياحى وحده، وللأسف أصبحت العمليات الإرهابية، متوقعة فى أى مكان فى العالم، تبقى غلطان لو إن سيادتك اعتقدت إنك آمن لأنك فى برج التجارة العالمى فى نيويورك اللى فى أمريكا اللى فيها أكبر أجهزة امن ومخابرات فى العالم، لأن فى طيارتين حطموا برجى التجارة فى أكبر عمل إرهابى فى تاريخ أمريكا، ولو حضرتك قاعد بتاكل فوندو شكولا فى لادوريه اللى فى باريس ممكن فى الشارع اللى جنبك يموت العشرات أو لو فكرت تدخل مسرح أو تحضر ماتش كورة فى فرنسا، ممكن تخرج جثة، وده شىء مؤسف، لكن هو أمر واقع، وعليه لا يتطلب الأمر أن تثبت أن مصر دولة مستقرة خالية من الإرهاب ولا توجد عمليات إرهابية، الحقيقة أن الأمريكان والفرنسيين والإنجليز لا يستطيعون أن يقولوا ذلك على بلادهم أو يضمنوا لأى زائر عدم تعرضه لمثل هذه العمليات.

أمال أيه المشكلة؟ أولا: المشكلة إنك متخترعش، ماطلعش قواعد من عندك الناس فى العالم كله بتأمن مطارتها بشركات متخصصة ليس بالضرورة أن تكون محلية ومش معناها أبدا انتقاص من السيادة أو الكلام الكبير اللى لا بيودى ولا يجيب أبدا، كل الدنيا عامله كده.. شركات متخصصة فى تأمين المطارات، ماتعرفش الواسطة اللى شغالين فيها ما بيفطروش وهما بيكشفوا على الشنط بتاعتك وانت مسافر، تعلموا علم أمن المطارات وده شىء موجود فى فرنسا وكثير من الدول، إذا تخصص ميزانية محترمة لتأمين المطارات والتعاقد مع شركات متخصصة والإعلان عن ذلك فى كل منتجاتنا السياحية.

ثانيا: الترويج للسياحة لازم يتغير، لازم نخاطب كل مجتمع بفكرة لازم نتعاقد مع شركات فرنسية فى باريس وانجليزية فى لندن وأمريكية فى نيويورك، مش الحكومة المصرية اللى هاتروج للسياحة عن طريق السادة الوزراء ورؤساء الهيئات، لا ده علم وشغل ناس عندها خبرة فى هذه المجالات، لكن كل فى تخصصه وفى مجتمعه، إذا تخصص ميزانية من الدولة، ومن القطاع الخاص للتعاقد مع شركات للترويج داخل كبرى الدول التى يشكل مواطنوها رقما فى السياحة إلى مصر.

ثالثا: إصلاح البيت من الداخل، ليس من المنطقى أن أجد فنادق وقرى سياحية، الدخول إليها والإقامة فيها كوابيس نهارية، ليس من العدل أن سائح راكب طيارة ودافع فلوس ييجى مصر عشان يتحرش ببنت عامل فى فندق وتترك الحادثة دى ذكرى سودا له ولعائلته، مش ممكن عشان ازور الهرم اللى احنا بنتباها بيه قدام الدنيا كلها، مش لازم يعنى يتنصب عليا ومش هاركب جمل ياسيدى، أنا حر ومش هاتصور مع الحصان ومش هاشرب حاجة ساقعة بالعافية ومش هادفع بقشيش لكل واحد يقوللى صباح الخير، وده يخلينا نفكر إن شرطة السياحة يبقى العمل فيها لضباط من تخرجهم إلى نهاية خدمتهم، وكذلك نفكر فى إقامة دورات تدريبية لكل الأفراد الذين يعملون بقطاع الأمن السياحى، سواء من الداخلية أو من الأمن الخاص فى الفنادق أو الأماكن السياحية الخاصة. ولأن الحال صعب اليومين دول على بتوع السياحة كان لازم رئيس الدولة يجتمع بيهم ما كانش يكفى الكلمتين اللى اتقالوا فى شرم شيخ فى «زيارة للمطار»، ولن تطفأ أنوار شرم الشيخ، والحقيقة أن الفنادق كلها قفلت مش بس أنوارها اطفت، بس لما الكلمتين دول اتقالوا وبعدها كام تحيا مصر، قلنا خلاص حاجات كتير هاتتغير، لكن كل الحكاية كام وزير قعدوا مع مستثمرين شرم الشيخ واستجابوا لجزء من طلباتهم. لا مش كده .. أنا أدعو رئيس الدولة للاجتماع بالقطاع السياحى كله شركات وفنادق ومؤسسات عاوزين نساعد بجد اجتماع الرئيس هايفرق احنا بلد ما بتمشيش غير كده عاوزين خطة رئاسية وليس خطة حكومية عاوزين استراتيجية رئاسية تحت إشراف الرئيس شخصيا، إذا كنت أنت تاعب نفسك عشان تلم كام مليار جنيه، ما بالك بقطاع ممكن يجيبلك خمسة عشر مليار دولار، بقول دولار، طب بلاش خليه جابلك نصهم أو ربعهم كل سنة انت طايل! يعنى 5 مليارات دولار عائد وحشين مابقولكش اوصل للمعدل بتاع 2010 بقولك ربعهم، لكن لازم شغل، لازم دولة مش وزير لوحده ولا 2 محافظين ولا هيئة ولا مكاتب سياحية انت فى أزمه والناس دى تشتغل فى الأوقات العادية، لكن لازم تكون يد الرئاسة الآن فى هذا الوقت ومع هذه الأزمة مع قطاع السياحة.

وأقسم بالله رأيت بنفسى رجال أعمال فى هذا القطاع على أتم استعداد ان يضحوا بالكثير من أموالهم من أجل بلدهم ولا يريدون جزاء ولا شكورا ، بل بالعكس أعمالهم لصالح الدولة تتم بشكل لا يعلم عنه أحد ويمولون العديد من المؤتمرات ويساعدون فى تنظيمها ويساهمون فى إضافة لمسة حضارية بمنشآتهم الفندقية الضخمة التى قرروا أن يفتتحوها فى هذه الأيام فى مصر وبشكل إبداعى فى مجال الفنادق، فى الوقت الذى تعرض عليهم كثير من الدول الاستثمار فيها، إلا أنهم صمموا على ألا يخرجوا بأموالهم من مصر.

إذا من أين البداية؟ البداية من الرئيس، يدعو لحوار لمدة يومين فى شرم الشيخ يجلس طوال اليومين مع صناع هذا القطاع، مش عيب ولا حرام، وبالورقة والقلم والحسابات جلسة ممكن تكون سبب لعائدات تدخل البلد أكتر من عشر سفريات رئاسية.

ياريس النور اتطفى فعلا ودورك إنك انت اللى ترجعه، ولو الدور ده لسه ماجاش وقته يبقى فيه غلط فى الحسابات، وكمان غلط فى التصريحات، اللى بتتقال فى المطارات، ساعة الأزمات.

ولك منى التحيات والسلامات.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;