الأسعد زروق رئيس الاتحاد العربى للتأمين: نعيش فى دول غير مؤمنة والثورات العربية رفعت الوعى بالقطاع.. 3% فقط حجم التأمين العربى بالسوق العالمى.. ويكشف: خطة جديدة لإعادة هيكلة الاتحاد العربى ليلعب دوره

رغم الأهمية الكبرى لشركات وأسواق التأمين على المستوى العالمى، ولكن لا تحظى أسواق التأمين بنفس الأهمية والدور الريادى فى الدول العربية، ولكن التغيرات العالمية سواء على المستوى الاقتصادى أو التكنولوجى أو حتى التغيرات المناخية وثورات الربيع العربى، قد غيرت الكثير من المفاهيم على كافة المستويات بداية من المواطن نفسه وحتى الحكومات وشركات التأمين، ورفعت الوعى بهذا القطاع. ويعد الاتحاد العام العربى للتأمين هو المظلة العربية التى تمثل تجمع أسواق التأمين العربية، والتى تم اختيار رئيس جديد لها فى الدورة التى تستمر حتى عام 2020، وهو الأسعد زروق ممثل السوق التونسية، والذى يرى ضرورة إعادة هيكلة الاتحاد العربى بصورة كاملة لتواكب الأسواق العالمية. حول أهم خطوات إعادة الهيكلة وما يطمح زروق أن تصل إليه أسواق التأمين العربية خلال دورته التى تستمر عامين من الآن كان لنا هذا الحوار على هامش أول زيارة له إلى القاهرة. هذه أول زيارة لك إلى القاهرة فى الدورة الجديدة. ما أسباب الزيارة وخطتك فى المرحلة القادمة؟ تم انتخابى رئيسا للاتحاد فى شهر يونيو الماضى، وجئت إلى القاهرة باعتبارها مقر الاتحاد العربى للتأمين بهدف التعرف على العاملين وعلى الاتحاد المصرى، والتحضير للعمل خلال الفترة المقبلة. أسعى جاهدا لبناء استراتيجية للمستقبل ترتكز على إعادة هيكلة الاتحاد العربى للتأمين، حيث تم تشكيل لجنة استراتيجية اترأسها أنا وبها ممثلين من العديد من أسواق التأمين العربية لإعادة هيكلة الاتحاد خلال العامين المقبلين لتفعيل دوره على مستوى العمل العربى المشترك فى مجال التأمين، لأن التحديات كبيرة وأوضاع أسواق التأمين العربية تغيرت كثيرا، والمنافسة أصبحت أكبر، لذا لابد من تطوير الاتحاد ليلعب الدور الأكبر فى الاقتصاديات العربية. ما هى رؤيتك لإعادة الهيكلة؟ الاتحاد قام بدور خلال المرحلة الماضية ولكنها أقل بكثير من الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة، ونسعى من الهيكلة لأن يكون على مستوى الاتحادات العالمية المماثلة، لأن نشاط التأمين عالمى ولا يمكن البقاء بنفس التركيبة والهيكلة الحالية، فلابد من دم جديد وتدعيم الاتحاد بموارد بشرية ومالية فى مجال الأسواق العربية وتبادل المعلومات. أسواق التأمين العربية مختلفة تماما، هناك أسواق متطورة جدا وأسواق كلاسيكية جدا، ومن الضرورى دراسة التجارب الناجحة والتجارب الفاشلة للاستفادة منها، ففى تونس على سبيل المثال اخترنا دراسة النقلة الرقمية وتأثيرها على صناعة التأمين فى الوطن العربى، واستعنا بخبراء عالميين لدراسة التطور الرهيب فى استعمال التكنولوجيا والذكاء الاسطناعى، وهذا كله يغير مناخ العمل بشكل كامل، ويؤكد على ضرورة مواكبة هذه التغيرات، لذا لابد من إعادة هيكلة الاتحاد لاستيعابها، ومن الممكن أن نجد قريبا إحصائيات وبيانات تأمينية كبيرة تخدم الأسواق العربية عبر تكنولوجيا البيانات الضخمة (Big Data)، وسيتم تأهيل العنصر البشرى من خلال دورات تدريبية حديثة وليست كلاسيكية. ما حجم سوق التأمين العربى من السوق العالمى؟ ضئيل جدا لا يمكن أن يتجاوز 3% فقط، مع الأخذ فى الاعتبار وجود أسواق كبيرة مثل مصر والإمارات وسوق الخليج، لأن نسبة اندماج التأمين فى الناتج المحلى الإجمالى فى الدول العربية لا يتجاوز 2%، فى حيث يصل المتوسط العالمى 7% وتزيد النسبة فى الدول المتقدمة لتصل إلى 9%، وهو ما يعنى أننا نعيش فى بلدان غير مؤمنة. كل الكوارث التى تحدث فى العالم العربى سواء كوارث طبيعية من جفاف وأزمة مياه وتغيرات المناخ والتلوث كلها مجالات تأمين. فهل الشركات سواء الكبرى أو الصغرى أو متناهية الصغر مؤمنة فعلا؟ أشك فى ذلك. قطاع التأمين يلعب دورا كبيرا فى التمويل الاقتصادى بالدول المتقدمة لأنه يضخ حجم أموال رهيب فى ادخار واستثمارات طويلة المدى تصل إلى 30 – 40 عاما، بعكس دورة التمويل البنكية، وتعظيم دور التأمين يحد من الديون الاقتصادية للدول ويجعلها أكثر استقرارا. غياب قطاع التأمين المتطور أدى إلى عدم وجود بورصات متطورة، وهيمنة القطاع البنكى فى التمويل بالتداين للشركات وهو ما يعنى تداين للأسر أيضا وتداين للاقتصاد ككل، كل ذلك أدى إلى ارتهان مستقبل الاقتصاديات العربية بالديون، وتغيير هذا الواقع يتحقق من المقلة النوعية لقطاع التأمين. إذا كان لقطاع التأمين دور حيوى للغاية فى بناء اقتصاديات الدول. لماذا لا يلعب دوره الحقيقى حتى الآن فى الأسواق العربية؟ المسئولية مشتركة، ولكن المسئولية الأكبر على قطاع التأمين نفسه، لكن ما يحدث أن الوضع فى أسواق التأمين العربية مريح، ونتائج أعمال الشركات جيدة، لكن من الممكن تحقيق الأكثر ولكن القطاع لا يطور نفسه ويقتصر على المحاولات الفردية التى لا تحقق النتائج المرجوة، لأن الأمر يحتاج لمحاولات مجمعة على مستوى الاتحادات الإقليمية والعربية، وهو ما يطرح السؤال عن الجهود البحثية التى قام بها الاتحاد العربىة فى دراسة الموضوعات التأمينية فكم دراسة قام بها الاتحاد عن التأمينات والمعاشات وعن الكوراث الطبيعية؟ لا يوجد وهنا تظهر الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة الاتحاد ليلعب دوره الصحيح. العالم العربى مر بأحداث جسيمة فى فترة الربيع العربى. ما حجم الخسائر التى تحملتها شركات التأمين العربية نتيجة هذه الأحداث؟ لأن التأمين غير متطور فى البلدان العربية كانت الخسائر مقبولة ونحن لدينا سياسة إعادة تأمين على المستوى العالمى توزع المخاطر على الشركات العالمية، ففى تونس على سبيل المثال تحملت شركات التأمين التونسية 300 مليون دينار تونسى أى ما يعادل حوالى 120 مليون دولار فقط حجم الخسائر، وهى قليلة جدا لأن الاقتصاد غير مؤمن، والشركات غير مؤمنة من الثورات والأخطار والكوارث. لكن رب ضارة نافعة، فقد رفعت الثورات العربية وعى المواطنين والدول بالتأمين، وهو ما يظهر فى نسبة تطور قطاع التأمين فى الدول العربية التى فاقت نسبة النمو الاقتصادى، فمثلا فى تونس قطاع التأمين ينمو بأكثر من 10% سنويا لأن الناس أصبحت اكثر وعيا بالتأمين وأصبحت تؤمن منازلها وبيوتها، والمؤسسات أيضا أصبحت تؤمن ضد مخاطر الثورات، وهى مخاطر لم تكن رائجة من قبل. الصعوبات الاقتصادية للدول العربية أيضا، أدت إلى زيادة الوعى الحكومى لتطوير قطاع التأمين لتنمية نسب الادخار والاستثمار لأنها نسب تعيسة جدا فى الدول العربية. هل تؤمن الدول العربية على أصولها وممتلكاتها؟ المنطق السائد هو ضرورة أن تتعامل الدولة كمؤسسة اقتصادية بمنطق الربح والخسارة، ولابد من تأمين المنقولات والممتلكات ولكن هذا خارج ثقافتنا العربية. فهل منزل المسئول أو ممتلكاته مؤمن؟ إلى أى مدى أثرت تغيرات المناخ على استراتيجيات عمل شركات التأمين؟ الكوارث الطبيعية والتقلبات والأعاصير تكلف على شركات التأمين وإعادة التأمين فى العالم مليارات الدولارات، لأن الدول تضع نظم للتأمين ضد الكوارث الطبيعية، ففى الجزائر مثلا حصل زلازل مدمرة فوضعت نظام تأمين ضد الزلازل تتصرف فيه شركة إعادة التأمين الجزائرية دوليا، وكل دولة حسب ثقافتها وإمكانياتها. المغرب مثلا وضعت نظام تأمين ضد الجفاف لأن الدولة لا يمكنها تعويض الفلاحين فوضعت نظام تأمينى حسب إمكانياتها وإمكانيات الفلاحين، وهذا الموضوع ضمن اهتمام الاتحاد للإطلاع على تجارب البلدان العربية والعالمية للاستفادة بها فى هذا المجال. ما تقييمك لسوق التأمين فى مصر؟ السوق المصرى من أقدم أوكبر أسواق التأمين العربية وله دور ريادى، لذا تم اختيار مصر كمقر دائم للاتحاد، وسنستعين بتجارب مصرية فى العديد من المجالات للاستفادة بها فى مجال تطوير أسواق التأمين العربية. ما دور شركات التأمين العربية فى مشروعات إعادة الإعمار بدول مثل العرق وليبيا؟ طالما وجدث الاستثمارات فهذا يعنى ضرورة وجود قطاع التأمين لأن كل نشاط يؤمن، كلما زاد الاستثمار كلما زادت سرعة نمو قطاع التأمين ولابد أن يلعب دوره كقاطرة للادخار ويلعب دوره فى جزء من الاستثمار بهذه المشروعات لأن نشاط استثمار شركات التأمين طويلة المدى.




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;