كشف حساب نيكى هيلى.. 4 انتصارات وهزيمة واحدة.. أكبر إنجازاتها حماية منصب أمريكا فى الأمم المتحدة والقدس تكتب هزيمتها الأولى.. والإعلام اعتبرها اسم بلا دبلوماسية فى البداية وعند الاستقالة تحولت لسياسية

استقالة مفاجئة من نيكى هيلى مندوبة أمريكا فى الأمم المتحدة تم الإعلان عنها مساء الثلاثاء لكنها على عكس الاستقالات المتوالية فى إدارة ترامب جاءت فى مؤتمر صحفى والتقاط صور مع الرئيس الأمريكى فى مشهد يبدو وكأنه ترقية لمنصب أعلى وليس استقالة. ماذا فعلت نيكى هيلى لتغادر المنصب بهذه الحفاوة؟.. الإجابة ربما تكون فى كشف حساب السفيرة الأمريكية التى ستغادر منصبها نهاية العام. يمكن تلخيص كشف حساب نيكى هيلى فى 4 انتصارات وهزيمة واحدة فقط.. الانتصارات كانت: ضم الصين وروسيا لفريق العقوبات على كوريا الشمالية فى 2016 و 2017 كانت التجارب النووية من جانب كوريا الشمالية متكررة لدرجة التسبب فى هزات أرضية فى الشطر الجنوبى، مع ذلك كادت تصبح أمرا مسلما به لولا العقوبات الأمريكية والأممية، مع ذلك بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" و"الجارديان" فإن بيونج يانج التى تخضع من قبلها لعقوبات أممية مشددة كانت مستمرة فى التجارب رغم العقوبات والسبب فى ذلك كانت روسيا والصين تحديدا التى تعد الشريك التجارى الأقرب لبيونج يانج وبدونها تنقطع أكبر صلة للدولة المعزولة بالعالم. ولسنوات ظلت واشنطن تجد صعوبة فى إقناع بكين بالالتزام بعقوبات مشددة تضغط على كوريا الشمالية لكن تغير الحال فى أغسطس 2017 عندما صوت مجلس الأمن بالإجماع لفرض العقوبات على كوريا الشمالية، وكانت العقوبات تستهدف قطاع الطاقة وصادرات كوريا الشمالية من الفحم والتى تتجه فى غالبيتها للصين التى مع ذلك وافقت على العقوبات. الحفاظ على السياسة الأمريكية التقليدية تجاه روسيا رغم لهجة الرئيس الأمريكى ترامب الودودة تجاه روسيا إلا أن الموقف الأمريكى الرسمى كان دوما صارما سواء بالعقوبات أو بالتصريحات الرسمية من المسئولين الأمريكيين وعلى رأسهم نيكى هيلى التى شنت هجمات متوالية على روسيا فى الأمم المتحدة فى ملف سوريا وإيران وحقوق الإنسان. وبحسب موقع Vox كانت هيلى بمثابة دبلوماسية أمريكية من الحزب الجمهورى التقليدى وليس حزب ترامب الذى نراه الأن، وكانت مواقفها تتمثل فى الضغط على روسيا لتمرير سياسة واشنطن فقط.. وعلى عكس ترامب كانت هيلى تعتمد دوما على ملف حقوق الإنسان فى هجومها على روسيا. الضغط على إيران والانسحاب من الاتفاق النووى على غرار مواقفها من روسيا، كانت مواقف نيكى هيلى تجاه إيران شديدة وربما أكثر صرامة، حيث نددت علنا أكثر من مرة بتدخلات إيران وسلوكها العدوانى فى المنطقة، ودافعت عن الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى وإعادة العقوبات على طهران. كذلك ظل ملف حقوق الإنسان نقطة هجوم مفضلة لهيلى بشكل جعل حتى الشركاء الأوروبيين لأمريكا لا يدافعون عن إيران والالتزام فقط بالدفاع عن استمرار الاتفاق النووى، رغم أن هذه الدول الأوروبية كانت ارتبطت بعقود تجارية عدة مع طهران. الانسحاب من الاتفاق النووى والتنديد بمواقف إيران فى الشرق الأوسط كان له أثر إيجابى على علاقة الولايات المتحدة بحلفاء واشنطن التقليديين فى الشرق الأوسط والذين توترت العلاقة معهم فى عهد أوباما. هذا لا يعنى أن الضغط سينتهى برحيل هيلى بل إن الترجيحات تشير إلى أن من سيأتى مكانها سيكون بنفس الصرامة على إيران لأن هذا موقف الإدارة الأمريكية كلها وليس مجرد أطرافا داخلها. الحفاظ على علاقة ترامب وأمريكا بالأمم المتحدة ربما يعد هذا النصر الأكبر لنيكى هيلى فى منصبها، فبينما الرئيس الأمريكى ترامب يتبع سياسة الانسحاب من المؤسسات والاتفاقيات الدولية مثل اليونيسكو وسحب دعم واشنطن لمنظمة الأونروا وحتى الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان الدولى، كانت المخاوف تدور حول المواقف الأمريكية المتوالية والتى فى نظر البعض تدمر علاقة أمريكا بالمجتمع الدولى لدرجة أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أعلن عدم اهتمامه بمواقف أمريكا قائلا "لا نأسف على انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان الدولى" لكن هيلى كانت الركيزة التى ربطت أمريكا بالأمم المتحدة رغم سياسة ترامب الانعزالية المعروفة بـ"أمريكا أولا". حتى إن الصحف الأمريكية علقت على همزة الوصل هذه باعتبارها أكبر انجازات هيلى التى وضحت وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى عندما ضحك قادة العالم وقت خطاب ترامب، الذى قال إنه لم يكن يتوقع رد الفعل هذا، بينما أنقذت هيلى الموقف قائلة إن قادة العالم كانوا معجبين بترامب وكانوا يضحكون معه وليس عليه. بهذا كانت تعمل على حفظ التوازن بين واشنطن والأمم المتحدة رغم مواقفها التى وصفتها رويترز من قبل بالعداونية الصارمة. القدس..الهزيمة الوحيدة تبقى القدس والقضية الفلسطينية علامة الهزيمة الوحيدة لنيكى هيلى فبينما سارت على نهج ترامب فى تهديد الدول الرافضة لنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل من تل أبيب للقدس، كانت هيلى تتبع نفس السلوك الذى تتبعه مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية بالتهديد بالعقوبات عبر منع المساعدات الأمريكية، لكن هذه المرة كانت الهزيمة بعدم اهتمام المجتمع الدولى بالتهديدات الأمريكية. وجاءت نتيجة التصويت الأممى برفض ساحق للقرار الأمريكى بغالبية 128 دولة مقابل 35 دولة امتنعت عن التصويت و 9 دول فقط هى من أيدت قرار ترامب، الدول التسعة كانت "توجو - هندوراس - إسرائيل - الولايات المتحدة - جواتيمالا - جزر المارشال - ميكرونيزيا - ناورو - بالاو".. أى فى الحقيقة كان الدول المؤيدة 7 فقد مع أمريكا وإسرائيل صاحبتا المشكلة من البداية. فى النهاية يمكن القول إن نيكى هيلى كانت دبلوماسية ناجحة سواء اتفقنا معها أم لا، هى كانت تنفذ سياسة بلدها ونفذتها كما أرادت حكومة بلدها ويكفى أن وكالة "رويترز" كانت تصفها فى نوفمبر 2016 بأنها "مجرد وجه للتنوع فى إدارة ترامب بلا دبلوماسية حقيقية" فى إشارة لأصولها الهندية ولكونها امرأة، والأن تخرج هيلى من المنصب واللهجة الإعلامية تصفها بأنها دبلوماسية مخضرمة وأيا كان البديل القادم سيجد صعوبة فى فعل ما فعلته هى.












الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;