اللوبى الصهيونى يختار رؤساء أمريكا.. 7رجال أعمال يهود يمولون هيلارى كلينتون ويتغاضون عن أخطاء ترامب العنصرية.. بوش الأب وبيل كلينتون دفعا ثمن تحدى إسرائيل.. وأوباما تصالح مع نتنياهو لينهى مدته فى سلام

سيطرة اللوبى الصهيونى على توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، لا يعد ضمن نظرية المؤامرة الوهمية، المترسخة فى الذهنية العربية، التى كثيرا ما تلجأ إليها الأنظمة العربية، لتبرير الفرص الضائعة لإدارة قضية الصراع العربى الإسرائيلى، فالقراءة التحليلية للواقع الأمريكى، تكشف أن اللوبى الصهيونى يلعب دورا أساسيا، فى تصعيد أو إقصاء النخبة السياسية هناك، بدءا من اختيار أعضاء الكونجرس الأمريكى، وحكام الولايات، وانتهاء برئيس الجمهورية.

وخلال المعركة الدائرة حاليا بين مرشحى الرئاسة الأمريكية، نجد أن اللوبى الصهيونى ينحاز بشكل كبير لمرشحين أساسيين، هما المرشحة هيلارى كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطى، وزوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، والمرشح دونالد ترامب، عن الحزب الجمهورى، رجل الأعمال واسع النفوذ، الذى لم تنجح تصريحاته العنصرية حول اللاجئين والإسلام، فى النيل من شعبيته.

ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية، فإن اللوبى الصهيونى يدعم كلا المرشحين، مع ترجيح كفة «كلينتون»، عن طريق تمويل الحملة الانتخابية، وإتاحة الفرص لعرض برنامجهما خلال وسائل الإعلام الموالية للوبى، فضلا عن إعطاء وعود لمن تثقل كفته فى النهاية، بالكتلة التصويتية لليهود الأمريكيين، والتى قد لا تتعدى الـ%3 من إجمالى عدد سكان الولايات المتحدة، إلا أن ارتفاع نسبة التصويت بداخل تلك الكتلة، (يتعدى أحيانا الـ%90)، يجعل منها كتلة لا يجب الاستهانة بها.

جهود صهيونية ويعود ظهور قوة تأثير اللوبى الصهيونى فى أمريكا، إلى الحربين العالميتين، اللتين صاحبتا هجرة جماعية لليهود «الاشكناز»، وإن زاد تأثير تلك الكتلة، خلال الخمسينيات من القرن الماضى، بسبب خفوت نجم بريطانيا من جانب، وظهور قوة الولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر.

ويتكون اللوبى الصهيونى فى أمريكا من 34 منظمة، أشهرها على الإطلاق لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «الأيباك»، التى لا يمكن أن يصل مرشح رئاسى إلى البيت الأبيض، إلا بعد إقامته علاقات وثيقة مع تلك اللجنة، وإظهار تأييده لإسرائيل.

وفى مقالة «لتانيا سرينا»، نشرت بموقع «جلوبال ريسرش» عام 2012، ذكرت فيها أنها خلال التسعينيات من القرن الماضى، كان لها صديقة دراسة، من القيادات الشابة فى «الأيباك»، وقد شرحت لها كيف تقوم «الأيباك» باحتواء أعضاء الكونجرس، والمسؤولين الأمريكيين، حيث تراقب كل السباقات الانتخابية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتقوم بوضع تقارير حول كل مرشح، ومدى ولائه لإسرائيل.

وبمجرد فوز عضو الكونجرس، تذهب إليه لجنة من «الأيباك»، تهنئه بفوزه، خلال اجتماع يستغرق أقل من 20 دقيقة، وتخبره بأن أى شىء يريد معرفته عن الشرق الأوسط، يمكنه الرجوع إليهم، لتصبح بذلك المصدر الأهم للمعلومات حول قضايا الصراع العربى الإسرائيلى.

يقول «مارك ويبر» فى مقالة له نشرت بموقع «هستوريكل رفيو»، إنه رغم معارضة 6 من بين كل 10 أمريكيين، للمعونات السنوية التى تقدمها أمريكا لإسرائيل، والتى تصل إلى 3 بلايين دولار سنويا، فإن أحدا لا يستطيع وقفها، أو تقليلها، بسبب النفوذ الهائل للوبى الصهيونى، الذى يمثل أفراده صفوة المجتمع، فى عدد من المجالات.

وتصل نسبة اليهود الأمريكيين إلى %25 من الصحفيين والناشرين، و%17 من قادة منظمات المجتمع المدنى ذات النفوذ، و%20 من أساتذة الجامعات، و%40 من شركات المحاماة فى نيويورك وواشنطن، و%59 من الكتاب والمخرجين والمنتجين، إضافة إلى سيطرتهم على أهم وسائل الإعلام الأمريكى، كصحيفة النيويورك تايمز.

وبحسب دكتور «خلدون عدره»، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة دمشق، فإن تكنيك اللوبى الصهيونى فى توجيه السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط فى الولايات المتحدة الأمريكية، يعتمد على عدة نقاط، أهمها نظام الحكم نفسه، فضلا عن أن اليهود الأمريكيين يشكلون نسبة الـ%34 من قمة الهرم الاجتماعى هناك، وبالتالى فهم يتمتعون بنفوذ واسع بسبب سيطرتهم على سوق المال والأعمال.

«هيلارى» و«ترامب» ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية الأسبوع الماضى، أن كلا من الديمقراطية «هيلارى كلينتون» والجمهورى «دونالد ترامب»، قد حققا فوزا خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية فى ثلاث ولايات من أصل خمس، فيما انسحب سيناتور فلوريدا، «ماركو روبيو»، من السباق.

وقد أعلن المرشح الجمهورى «دونالد ترامب»، ولاءه لدولة الاحتلال الصهيونى، حيث أكد فى حوار سابق له، أنه فى حالة فوزه فى الانتخابات الأمريكية الحالية، فإنه سيتخذ قرارا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، للتأكيد على أن المدينة هى عاصمة إسرائيل.

ذلك إضافة إلى تدعيم رجل الأعمال الأمريكى اليهودى «شيلدون أدلسون» الشهير لـ«ترامب»، حيث أتاح له عمل دعاية عبر صحيفة «إسرائيل اليوم»، إحدى أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، ومع كل ما سبق، نجد أن «كلينتون» ما زالت الأقرب إلى اللوبى الصهيونى، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية.

فمنذ اتخاذ «هيلارى كلينتون»، قرارا باقتحام عالم السياسة، بعد إجبار زوجها الرئيس السابق على الاستقالة، بسبب فضيحته الجنسية الشهيرة، بدأت «كلينتون» فى التودد إلى اللوبى الصهيونى، للحصول على دعمه المعنوى والمادى، خلال خوضها لانتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، وقد صاحب ذلك تصريحات لها، تؤكد نيتها تكريس جهودها داخل الكونجرس لتوحيد مدينة القدس لتصبح عاصمة لإسرائيل.

جريدة «نيو اوبزرفر» نشرت، مؤخرا، مقالا بعنوان «هيلارى كلينتون.. مرشحة اللوبى الصهيونى»، جاء فيه الكشف عن معلومات تؤكد أن الممولين السبعة لحملة كلينتون الانتخابية، جميعهم من رجال الأعمال اليهود، المنتمين للوبى الصهيونى، من بينهم رجل الأعمال الشهير» جورج سوروس»، الذى تبرع وحده لحملة «كلينتون» بما يزيد على 7 ملايين دولار.

وهناك أيضا رجل الأعمال «حاييم سابان»، الذى وفقا لمجلة «فوربس»، يحتل المرتبة الـ98 فى قائمة أثرياء أمريكا، كما يوصف بكونه صهيونيا متعصبا، وقام بتمويل حملة «كلينتون» بما يقرب من 5 ملايين دولار، إضافة إلى المنح التى تبرعت بها زوجته بشكل منفرد، وذلك بعد خطاب بعثت به «هيلارى» إلى «سابان»، فى يوليو الماضى، تطالبه فيه بنصائح لإدارة حملتها الانتخابية، وتعده بالتصدى لكل أشكال الحملات المضادة لإسرائيل فى المجتمع الأمريكى.

أما الممول الثالث لحملة «كلينتون» فهو عائلة «بريتزكير»، وهى واحدة من أغنى العائلات على مستوى العالم، والتى قامت بمنح حملة «كلينتون» بما يقرب من الـ4 ملايين دولار، ودعمت بدورها حملة الرئيس «أوباما».

اختيار الرئيس وبالرجوع إلى الرؤساء السابقين، نجد أن اللوبى الصهيونى لعب دورا كبيرا فى صعود وهبوط هؤلاء، فضلا عن توجيه سياستهم تجاه الشرق الأوسط، فنجد أن ريتشارد نيكسون، الذى تولى حكم أمريكا عام 1969، قد أسهم فى تعزيز نفوذ اللوبى الصهيونى، عن طريق تعيين «هنرى كيسنجر» الألمانى اليهودى الأصل، فى منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومى.

وقد جلب «كيسنجر» أثناء عمله فى البيت الأبيض كمستشار للأمن القومى ووزيرا للخارجية، امتيازات مهمة لصالح دولة إسرائيل المحتلة، كفصل القوات على الجبهة العربية الإسرائيلية عام 1974.

كما أسهم اللوبى اليهودى فى وصول الرئيس «جيمى كارتر» إلى الحكم عام 1976، إضافة إلى تأييد النقابات العمالية، والأقليات، وقد اشتهر «كارتر» بكونه عراب «كامب ديفيد»، لنجاحه فى الوساطة بين مصر وإسرائيل، والوصول إلى تسوية سلمية عام 1979، وتوقيع أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية.

وينسب للرئيس «كارتر» قوله فى خطاب له أمام الكنيست عام 1979، أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هى علاقة دينية فى الأساس، «علاقة لا تزال فريدة، ولا يمكن تقويضها؛ لأنها متأصلة فى وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكى».

وبعد ذلك بسنوات، تعرض «كارتر» لحملة شرسة من قبل اللوبى الصهيونى، بعد إصداره كتاب « فلسطين السلام وليس الفصل العنصرى»، والذى سعى من خلاله إلى إطلاق نقاش فعلى داخل الولايات المتحدة، حول الوضع فى الأراضى لفلسطينية المحتلة، واتهم كارتر فى كتابه الكونجرس بموالاة إسرائيل، تحت ضغط اللوبى الصهيونى، الأمر الذى أدى إلى حدوث استقالات جماعية للأكاديميين من معهد كارتر للدراسات.

ويعد الرئيس الأمريكى «رونالد ريجان»، واحدا من أكبر رؤسا أمريكا سنا، إذ بلغ الـ60 من عمره، عند دخوله البيت الأبيض عام 1981، وخلال حملته الانتخابية، زار «ريجان» المنظمة اليهودية الأمريكية «الأيباك»، حيث خطب قائلا: «إن إسرائيل ليست أمة، بل هى رمز، ففى دفاعنا عن حق إسرائيل، إنما ندافع عن ذات القيم التى بنيت على أساسها أمتنا».

ووصل رئيس أمريكا الوسيم «بيل كلينتون» إلى البيت الأبيض عام 1993، كواحد من أصغر الرؤساء فى التاريخ الأمريكى، وقد أجبر على التنحى عام 1998، بسبب فضيحة جنسية، بطلتها المتدربة اليهودية بالبيت الأبيض «مونيكا لوينسكى»، التى قيل إن الدور الذى لعبته للإيقاع بكلينتون، جاء بإيعاز من اللوبى الصهيونى، بسبب الوعود التى أعطاها كلينتون لياسر عرفات، زعيم السلطة الفلسطينية الراحل، بالضغط على إسرائيل وإقناعها بضرورة تنفيذ مراحل الانسحاب حسب اتفاق أوسلو.

لكن دور كلينتون السياسى لم ينته عند هذا الحد، إذا استمر فى تدعيم زوجته هيلارى كلينتون، خاصة خلال حملتها الانتخابية عام 2008، وقد نسب للأخيرة تصريحات انفعالية، تربط ما حدث لزوجها بمؤامرة سياسية، لكنها سرعان ما كفت عن الحديث فى ذلك الأمر، طمعا فى كسب تأييد اللوبى الصهيونى.

بوش الأب فى حين يشاع أن وصول «كلينتون» نفسه إلى الحكم جاء بسبب مؤامرة ضد الرئيس «جورج بوش» الأب، من قبل اللوبى الصيهونى، حين رفض «بوش» خلال فترة ولايته، التصديق على مطالب الحكومة الإسرائيلية من وزارة الخزانة الأمريكية، بمنح المزيد من القروض لبناء المستوطنات، الأمر الذى أدى إلى إسقاطه فى السباق الرئاسى أمام كلينتون، رغم تقدمه فى استطلاعات الرأى الأولية، فى بداية العملية الانتخابية وقتها.

وفى العام 2001، تولى «جورج بوش» الابن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لفترتين متتاليتين، وقد شهدت سنوات ولايته عددا من الأحداث الكبرى، بدءا من تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر، وإعلان الحرب على الإرهاب، مرورا بغزو أفغانستان والعراق، وانتهاء بفضيحة التعذيب فى سجن أبو غريب وجوانتانامو.

ولقد شهدت فترة حكم بوش الابن، نفوذا غير مسبوقة للوبى الصهيونى، وعداء غير مسبوق تجاه دول الشرق الأوسط، وزيادة فى موجة «الإسلاموفوبيا»، التى هددت وجود المسلمين والعرب داخل الأراضى الأمريكية، وذلك فضلا عن استخدام مصطلح الحرب الصليبية، الذى جاء على لسان بوش الابن.

وقيل إن «بوش الابن»، جاء ليتمم خطط والده الرئيس السابق «جورج بوش»، والتى هدفت إلى إضعاف الشرق الأوسط، وأكبر مثال على ذلك، هو قيام الابن بغزو العراق والقضاء على حكم صدام حسين، بعد أن شرع الأب نفسه، فى القضاء على دولة العراق قبل ذلك بسنوات، خلال حرب الخليج الثانية.

يقول الكاتب أحمد سليمان، فى مقالة له بمجلة السياسة الدولية، إن إدارة جورج بوش الابن قد تركت العنان لإسرائيل فى بناء المستوطنات الفلسطينية، وذلك بسبب قوة تأثير اللوبى الصهيونى وقتها، كما شهدت العلاقات الأمريكية التركية تقاربا، بسبب تقارب تركيا وإسرائيل.

وقريبا ستنتهى الفترة الرئاسية للرئيس «باراك أوباما»، أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض، ورغم ما يشاع حوله، من كونه غير مفضل من قبل اللوبى الصهيونى، فإنه بذل التضحيات المعتادة، لإثبات تأييده لإسرائيل، مخالفا آمال شعوب الشرق الأوسط، بانتهاج سياسة خارجية أكثر اعتدالا.

ويقال إن «أوباما» فى صيف عام 2009، التقى قادة المنظمات اليهودية الأمريكية، وعند إثارة الحديث حول اعتقاده بضرورة وقف التوسع فى بناء المستوطنات تحدث «مالكوم هوينلين»، نائب المدير التنفيذى لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية، قائلا: «إن الخلاف العلنى بين إسرائيل والولايات المتحدة لا يفيد أحدًا». فى الإطار ذاته ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الإدارة الأمريكية بقيادة أوباما دخلت فى صدام مع الحكومة الإسرائيلية، بعد أن طالبتها بعدد من التنازلات الفورية، مثل تحرير عدد من الأسرى الفلسطينيين، والموافقة على مناقشة القضايا المركزية، والتحقيق فى إعلان وزارة الداخلية الإسرائيلية بناء وحدات سكنية جديدة فى القدس الشرقية، ولكن فى النهاية، وبعد ضغط كبير من اللوبى الصهيونى داخل أمريكا، قرر «أوباما» التودد إلى حكومة «نتنياهو»، وإنهاء فترته الرئاسية دون التطرق إلى النقاط السابقة مرة أخرى.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;