هنا ورش صناعة "التحف الفرعونية": الصين مش بس وقفت حالنا دى شوهت التاريخ.. الهرم الأكبر طفاية وتوت عنخ أمون شيشة بلدى.. هذا ما فعله الصينيون بالتحف.. وصناع التحف "بينقرضوا".. والأصلى لا يجد مكاناً

صفوف من الطوب الأحمر، وأجزاء مكشوفة من الحديد المسلح تشكل جدران غرفة البدروم بإحدى العمارات فى واحدة من ضواحى بشتيل بإمبابة، تدخل لها من خلال طرقة صغيرة جدًا يفصلها عن مدخل العمارة حوالى متر، تنبعث من هذه الغرفة روائح لحجر البازلت، ومواد «الصنفرة» التى تستخدم فى صناعة التحف الفرعونية، لتجد نفسك وسط عالم آخر من سوق الصنعة لرجال خلقوا من التحف الأصلية نماذج يصعب تفريقها عما صنعه الفراعنة بأيديهم.. هى الورش الباقية من صناعة «التحف الفرعونية» التى علمت عليها الصين، كما علمت على التراث، كما تحدث الأسطى «سيد»، واحد من صناع هذه التحف، قائلاً: «الصين بهدلت التاريخ».

يعكس كلامه عن تراث مصر وحضارتها تاريخًا طويلًا حفظه «سيد» وغيره من أرباب هذه الصنعة عن ظهر قلب، كما يعكس ثقافة ووعيًا كبيرًا يختلف مع مظهر الورش البسيط، ويكمل عم «سيد» ما فعلته الصين بالتاريخ: «الصين عملوا الهرم بتاعنا طفاية، وتوت عنخ أمون بقى شيشة، عيب يتعمل فى تراثنا كده». واستنكر الأسطى «أشرف» الذى يعمل فى هذه المهنة منذ 10 سنوات ما تفعله الصين بتاريخ مصر، وأضاف: «بيهينونا وبرضه بنجيب منهم، الأجانب أحسن مننا عشان بيشتروا الشغل اليدوى بتاعنا، الأجانب يحبوا التحف الفرعونية، وبتوع الخليج بيحبوا تحف الحيوانات والسيوف»، وأضاف: «الأول صاحب البازار كان بيتحايل علينا عشان نخلصله طلبية مكناش ملاحقين، دلوقتى بقينا إحنا اللى بنتحايل عليه عشان يشترى».

لم تتوقف مشاكله ومشاكل غيره على «وقف الحال» الذى تسببت فيه البضاعة الصينى فحسب، بل تتلخص المشكلة الأكبر فى «تشويه التاريخ»، على حد قوله، وقال: «إحنا فاهمين بلدنا وتاريخ بلدنا، ليه نقبل إن العالم يتريق علينا».

وقال الأسطى «سيد» صاحب ورشة مجاورة: «بشتغل فى المهنة دى من 10 سنين، والحكومة واقفة ضدنا وبستورد الصينى، رغم إنه بيهين تاريخنا»، وأشار إلى أن صناعة التحف الفرعونية تأخذ 4 مراحل: «الصب، والبرد، والصنفرة، والفنيش، وبنعملهم بإيدينا، لكن الصينى شغال بمكن»، وأضاف: «بنستخدم البازلت والبوليسترل، بنجيب برميل البازالت الخام بـ 4500 جنيه، وحوايجه يبقى كله بيقف علينا بـ7000، والحكومة مش بتدعمنا، بنستلف ويادوب بنكسب فى الحتة 5 جنيه».

ورشة الأسطى «سيد» واحدة من القلة المتبقية من ورش تصنيع التحف الفرعونية التى نشأت فى منطقة إمبابة، لكنها تصارع على البقاء الآن بعد أن انقرضت الصنعة وغزا الصينى الأسواق، ولم يعد الأصلى يجد له مكانًا بين السلع.


























































الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;