"مهنة لا تعرف برد الشتاء".. عمال مغاسل السيارات يحكون آلامهم مع قسوة البرد.. حسن فتحى: أعمل بالمهنة منذ 14 عاما ورغم صعوبتها معرفش اشتغل غيرها.. و"جمال": فيها كل الأمراض وأبرزها خشونة العظام والغضروف

مهنة على الرغم من صعوبتها بفصل الشتاء إلا أنها تزدهر فى هذا الفصل تحديدا، فعادة ما يبتعد المواطنون عن ملامسة المياه فى الصباح الباكر لفصل الشتاء، فما بالك بمن تكون تلك مهنته التى يبدأ بها صباحه حتى يختتم يومه، فلم يمنع البرد القارس أصحاب المهن الشاقة من البحث عن أرزاقهم ليوفروا لقمة العيش الكريم لعائلاتهم، والابتعاد من مد اليد. "لقمة العيش مرة.. وهى شغلانة بتجيب كل الأمراض لكن مش هقعد فى البيت وأمد ايدى علشان أصرف على بيتي".. هكذا عبر العاملون بمغاسل السيارات المنتشرة بمحافظة القليوبية بل والمحافظات كلها عن معاناتهم اليومية مع تلك المهنة وخاصة فى فصل الشتاء، فعلى الرغم من صعوبة العمل فى تلك المهنة فى هذا الفصل إلا أنها تزدهر فيه، وتحقق دخلا أفضل، بسبب الأجواء التى تتسبب فى سقوط الأمطار. فى البداية قال حسن فتحى عيسى من أبناء مدينة كفر شكر بالقليوبية، أنه يعمل بمهنة غسيل السيارات بأحد محطات تموين البترول منذ 14 عاما، مشيرا إلى أن المهنة تضم الكثير من المتاعب وتجلب العديد من الأمراض إلا أنه لا يجد بديلا عنها، موضحا أن يومه يبدأ فى الثامنة صباحا ويستمر حسب الإقبال على المغسلة، والتى قد يمتد العمل فيها لـ 12 ساعة. وتابع، أنه يتحصل على راتب شهرى رمزى، موضحا "كل العمال فى محطات تموين الوقود يعملون براتب شهرى رمزى، ويعتمدون على الدخان الذين يتحصلون عليه من الزبائن، وأنا فى الشغلانة دى من 14 عام، معرفش أشتغل حاجة غيرها على الرغم من أنها بتجلب كل أنواع الأمراض منها خشونة العظام والغضروف والفقرات وغيرها". وأوضح، أن العمل خلال فصل الشتاء يتزايد بالمغسلة، إلا أنه عند الانتهاء من العمل مساء اليوم "بنكون اتجمدنا من البرد"، موضحا "فى نهاية اليوم الواحد مننا بيحس أنه مخشب، وبنروح البيت من التعب ننام نصحى تانى يوم نبدأ المشوار من الأول ودى سنة الحياة"، مشيرا إلى أن كل العاملين معه بالمحطة لديهم تأمين صحى واجتماعي. ومن ناحيته أكد جمال م، أحد العاملين بمغسلة للسيارات ببنها، أن يعمل بالمهنة منذ 16 عاما، بدأ فيها خلال دراسته بالصف الخامس الإبتدائى، موضحا "بدأت الشغلانة من وأنا فى الصف الخامس الابتدائى، ووقتها كنت بمسح السيارات فى المحطة لمساعدة والدى فى مصروفات البيت، إلى أن انتقلت لغسيل السيارات بالمحطة، ولو الواحد شغال فى المهنة دى من صغره يعرف أن عمره مش طويل". وتابع، أن هذه المهنة جلبت له العديد من المتاعب آخرها إجراء عملية بالفقرات وتركيب مسامير طبية، موضحا "بسبب الغسيل فى الشتاء عملت عملية بالفقرات وفضلت نايم فى البيت 90 يوما بأمر الدكتور، ولما قمت رجعت شغلى على طول، لأنه أوفر من الشغل فى الشركات والمصانع الخاصة". وأوضح: "أنا بسبب كثرة العمل فى الشتاء فيه ساعات مش بحس بأطراف يدى وقدمى، بروح البيت بتغطى بـ 3 بطاطين ومفيش فايدة، لكن أكل العيش عاوز كده، واللى مصبرنا عليها انها قريبة من البيت، وافضل من العمل بمصانع العاشر من رمضان أو أكتوبر وغيرها من المناطق الصناعية، فهى موفرة إلى درجة كبيرة فى مصروفات التنقل والمواصلات". وفى السياق ذاته، قال محمود سلام، عامل بمغسلة بمحطة تموين وقود ببنها، "أصعب حاجة وانت بتغسل سيارة نقل ثقيل، لأن لازم ننزل تحت السيارة، ولك أن تتخيل كم المعاناة من سقوط كافة الرواسب بأشكالها فوق جسدك، وما تسببه من أمراض، إلى جانب الصعوبة فى التمسك بمسدس المياه فى هذا الجو، لكن على النقيض السيارات الملاكي". وأضاف، "كل المهن فيها التعب ولازم نشتغل لأن وقت الراحة انتهى ولازم كل واحد يوفر احتياجات بيته ويأمن مستقبل أولاده، ودى سنة الحياة، لأنى مش عاوز أولادى يشوفوا اللى أنا شوفته، ولذلك دايما بتابع معاهم كل اللى أخدوه خلال يومهم الدراسى، على الرغم من التعب اللى أنا بكون فيه".












الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;