جريمة قتل مأساوية بكل ما تحويه الكلمة من معانٍ.. على يد عامل مات قلبه وتجمدت مشاعره بالكامل بعدما قام بذبح فتاة وشقيقها باستخدام خنجر ذى نصلين بدافع السرقة، بل إن تفكيره فاق تفكير الشياطين حيث إن الشيطان لو وضع أمامه فى مناظرة لتفوق عليه ورفع له قبعة الإجادة وقال له خذنى من فضلك لأكون تلميذا لديك أتعلم منك كيف أخطط وأدبر وأوسوس للبشر لكى يعرفون كيف يرتكبون مثل جريمتك النكراء.
استدرج والدة المجنى عليهما التى هى شقيقة زوجته بوازع الدين، قال لها إن شيخ المسجد هو من أفتى وقال ذلك ويجب أن تذهبى وتصالحى شقيقتك بمنزلها، لعب دور حمامة السلام وهو يخفى بين جنبات قلبه مؤامرة دبر لها بالليل وذهب وذبحهما بدم بارد ولم تدمع عينه ولم يخشع قلبه ولو للحظة.
هذه القصة أحداثها شهدتها قرية الشيخ مكرم التابعة لمركز سوهاج وسط المحافظة، والتى بات أهل القرية كلهم فى حزن شديد وغير مستوعبين حتى تلك اللحظة وقوع مثل هذا الحادث فى قريتهم الهادئة.
فى البداية وبعدما تشابكت كل خيوط الجريمة واتجهت كلها نحو متهم واحد هو "راضى" البالغ من العمر 34 عاما، وتربطه علاقة بأسرة المجنى عليهما كونه زوج خالتهما، تم ضبطه وبموجهته اعترف تفصيليا بارتكابه تلك الجريمة، وقال أمام رجال المباحث: "كنت أمر بضائقة مالية شديدة وأحتاج إلى أموال بأى شكل رفض الجميع أن يقرضنى خاصة وأننى أقترض ولا أقوم بالسداد، فكرت أن أحصل على الأموال بطريقة أخرى ففكرت فى الأشخاص الذين يملكون الأموال فوجدت شقيقة زوجتى والتى يعمل زوجها بإحدى الدول العربية منذ زمن، ويملكون ذهبا وأموالا كثيرة، وعقدت النية والعزم والدخول للمنزل للحصول على ما أريد ولكن هناك عقبتان فى تنفيذ واقعة السرقة، الأولى أن أطفالها الستة طوال اليوم بالمنزل، ثانيا كيف استدرج والدتهم من المنزل.
وأكمل، لكن سرعان ما فكرت وتوصلت للحل، ذهبت أليها بالمنزل وقلت لها إننى تحدث مع شيخ الجامع وقال لى أن رأى الدين فى الخصام الذى بينك وبين زوجتى أن تذهبى إليها وإن لم تفعلى ذلك سوف يحاسبك الله حسابا عسيرا ومن عفى وأصلح كما قال الشيخ فأجره على الله، ومن منطلق الدين اقتنعت وأخذتها ومعها 2 من أبنائها الستة وتركتها بالمنزل وقلت لها أنت وأختك مع بعض وأنا خارج.
وذهبت إلى المنزل ووجدت الباب الرئيسى مفتوحا وأحد الأطفال يلعب بالخارج وآخرين على مسافة بعيدة بالشارع أحدهم يلعب والآخر يشترى طلبات من محل البقالة، وجدت أختهم الكبرى "أسماء" فقلت لها أحضرى لى كوبا من الماء، فدخلت المطبخ وهو منزوى فى آخر المنزل فدخلت ورائها وقمت بذبحها من الرقبة باستخدام الخنجر ذى النصلين داخل المطبخ حتى فارقت الحياة ولم أجد معها أى مصوغات ذهبية إلا قرطها الذهبى فأخذته؛ فتشت كل المنزل لم أعثر على شىء أخذه فقمت بخلع ملابسى داخل المنزل وقمت بالاتصال بزوجتى بمنزلى وقلت لها ابعتى لى جلباب على الصيدلية لأنى عملت حادثة فى الطريق وأصبت وأثناء خروجى شاهدت أحمد شقيقها الصغير فسألته تعرفنى فقال لى أنت جوز خالتى عفاف فما كان منى إلا أننى سحبته للداخل وذبحته حتى فصلت رأسه عن كتفيه هو الآخر وخرجت من المنزل وذهبت للصيدلية، وقمت بالتغيير على الجرح بإصبعى وغيرت جلبابى وعدت إلى للمنزل وكأن شىء لم يحدث مطلقا، ونمت ولم أكن أتوقع أن يتم القبض على من قبل رجال المباحث خاصة أنه لم يرانى أحد.
ترجع الواقعة عقبتمكن ضباط وحدة مباحث مركز شرطة سوهاج برئاسة المقدم على الصغير رئيس مباحث من كشف غموض العثور على جثتى طالبة تبلغ من العمر 17 سنة، وشقيقها التلميذ البالغ من العمر 6 سنوات، مذبوحين من الرقبة داخل منزلهما بناحية قرية الشيخ مكرم دائرة المركز، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج خالتهما بقصد السرقة لمروره بضائقة مالية مستخدما خنجر ذى حدين فى ذبحهما.
كان اللواء هشام الشافعى مدير أمن سوهاج قد تلقى بلاغا من العميد وائل جمال مأمور مركز شرطة سوهاج يفيد بعثور ربة منزل على نجليها جثتين هامدتين عقب عودتها من زيارة شقيقتها ولم تتهم أحدا بارتكاب الواقعة، وأنها تعيش معهما بمفردها نظرا لسفر والدهما للعمل بالخارج..
وعلى الفور انتقل إلى مكان الواقعة مساعد المدير للأمن والعميد عبدالحميد أبوموسى مدير إدارة البحث الجنائى والعميد طارق يحيى مباحث المديرية والعميد محمد حامد رئيس فرع الأمن العام ومأمور وضباط المركز.
وبالفحص تبين من التحريات التى قادها المقدم على الصغير رئيس مباحث مركز شرطة سوهاج وجود جثتى أسماء م م م 17 سنة طالبة، وشقيقها أحمد م م م 6 سنوات تلميذ، داخل منزلهما بذات الناحية مسجاتان كل منهما داخل غرفة، وبمناظرتهما تبين وجود "جرح ذبحى برقبة كلاً منهما" وتبين عدم وجود آثار عنف بأبواب ونوافذ المنزل.
أخطرت النيابة العامة وقررت نقل الجثتين لمشرحة مستشفى سوهاج العام وبسؤال والدتهما نجلاء. ع 35 سنة ربة منزل وتقيم بذات الناحية قررت بأنها عقب عودتها من منزل شقيقتها بذات الناحية اكتشفت الواقعة وأضافت بأن والدهما يعمل بدولة السعودية، ونظرا لما تشكله الواقعة من مردود سلبى على الأمن العام قرر مدير أمن سوهاج سرعة الدفع بتشكيل فريق بحث بالتنسيق وفرع الأمن العام لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبها.