الأسطورة تقول دائمًا إن جدعنة النساء تتلخص فى كونهم يعملن داخل المنزل وخارجه، ويتحملن الكثير من الأعباء الحياتية، والتى تفوق فى الغالب أعباء الرجل، ولكن حقيقة الأمر تقول غير ذلك، فهناك عشرات القصص عن "ستات بيوت" لا يعملن ولكن هنّ أساس كل شىء فى المنزل ودونهم لا تستقيم الحياة، ووجود الأزواج كمصدر للدخل لا يعنى بالضرورة أن دورهن قاصر فقط على المنزل، وهو ما توضحه القصص التالية:
فى نهاية شهر المرأة، جمعنا مجموعة من القصص التى توضح دور "ستات بيوت" الهام فى الحياة الزوجية، وقدرات خاصة على إدارة المنزل بحرفية شديدة.
أم أحمد: أنا مش بشتغل آه بس جوزى ميعرفش يخطى خطوة من غير رأيى
تحكى أم أحمد عن تجربتها كـ"ست بيت" قائلة "أنا كنت بشتغل زمان بس بعد الخلفة قررت أتفرغ لتربية أولادى، ولكن دورى فى الحياة كزوجة وأم موقفش عن إنى ست بيت بمسح وأنضف بس، لأ أنا من غيرى جوزى ميقدرش ياخد أى قرار فى الحياة سواء يخص أولادنا أو الحياة كلها، أنا المسئولة عن كل حاجة من أول الأكل والشرب لحد جواز العيال، لو فى جمعية أنا اللى بدخلها، أزمة أنا اللى بحلها، ابن تعبان أنا اللى أودى وأجيب، كل حاجة أنا اللى بعملها، جوزى يجيب الفلوس وأنا اللى أدبر كل الحياة من الألف للياء، أنا ست البيت ومسئولة عنه بالكامل، وجوزى دايماً يقولى "من غيرك أموت ومعرفش أتحرك خطوة".
أما ندى الشريف أم لثلاثة أطفال تحكى عن تجربتها "تخرجت فى كلية الآداب وكنت أرغب فى العمل، ولكن الحظ لم يحالفنى، فقررت أن أبقى فى المنزل لمراعاة أولادى والاهتمام بهم، وعلى الرغم من كونى امرأة غير عاملة، إلا أننى قررت منذ اللحظة الأولى ألا يقتصر دورى على مهام اليوم العادى، بل بحثت عن الكثير من الأفكار لتطبيقها، من أهمها إننى قررت أن أعلم ابنى الصغير ذو الثلاث سنوات حرفة يدوية وهى النجارة عن طريق كورسات على الإنترنت، خصوصاً أنه لديه مهارات كثيرة، كنت مهتمة أن أطورها وأهتم بها حتى يصبح شخصا منتجا ومفيدا، كما أقوم بالكثير من المهام الأخرى على مستوى إدارة المنزل، فأنا المسئولة بشكل كامل عن إدارة المنزل ولعب دور الأم والأب كذلك، خصوصاً أن زوجى يعمل فى أحد البلاد العربية، لذا أشارك أطفالى أوقاتهم كأم وأب فى الوقت ذاته.
نجوى السيد، أم لأربعة بنات تحكى عن تجربتها كـ"ست بيت" قائلة "أنا لم أعمل خارج المنزل منذ أن تزوجت، وإنجابى لأربع فتيات حتم علىّ أكثر الاكتفاء بدورى فى المنزل، وعلى الرغم من ذلك إلا أن وكما يقول كل من حولى أن دورى فى المنزل والمهام التى أقوم بها ليل نهار فاق دور الزوج، خصوصاً إن قدرتى على تدبير الحياة ومساعدته فى إدارة الأمور المادية والحياتية بشكل حكيم صنع من وجودى فى حياته شيئا مهما، كما يؤكد هو نفسه، كما أننى نجحت فى تعليم البنات وتزويجهن براتب صغير لا يتجاوز 2000 جنيه شهرياً، وهو الأمر الذى جعله يرانى امرأة خارقة".