بالصور..كارثة صحية وبيئية بقرية ذو الفقار بالفيوم.. أطفال القرية أصيبوا بالالتهاب الرئوى والأمراض الفيروسية بسبب مستنقعات الصرف الصحى.. والأهالى يصرخون: "بيوتنا وقعت وأولادنا تعبوا ومحدش بيسأل فينا"

روائح كريهة تنبعث من كل الاتجاهات وأطفال وجوههم شاحبة وملامحهم لا تظهر من آثار لدغات الحشرات التى تنتشر حول مستنقعات وبرك الصرف الصحى المتواجدة أمام منازل قرية ذو الفقار بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم والتى تبتعد اكثر من 45 كيلو متر عن مدينة الفيوم.

أهالى القرية الذين تظهر عليهم ملامح الحزن والغضب وتختلط أصواتهم بنبرة اليأس والسخط على المسؤلين الذين تركوهم لسنوات وسط هذا الحال، أكدوا أنهم يعيشون هذه المأساة منذ سنوات، حيث أن القرية لم تصلها حتى الآن خدمة الصرف الصحى رغم وجود محطة معالجة للصرف الصحى بالقرية تخدم القرى القريبة منها معلقين، "الصرف ميعديش على عطشان ".

وأشار الأهالى إلى أن طبيعة القرية بأن أرضها جبلية تجعل مياه الصرف تخرج من الخزانات التى حفرها الأهالى أمام المنازل إلى سطح الأرض، ما تسبب فى انهيار عدد من منازل القرية ووجود تصدعات بمنازل أخرى، وانتشار مستنقعات وبرك الصرف فى شوارع القرية، ما تسبب فى انتشار الأوبئة والأمراض بين الأطفال، حيث أن عدد كبير من أطفال القرية وفقاً لحديث الأهالى مصابون بالالتهاب الرئوى والأمراض الجلدية.

ويقول رمضان رشاد محمد أحد أهالى القرية، أن مياه الصرف الصحى المنتشرة بشوارع القرية تسببت فى انتشار الأوبئة والأمراض بين الأطفال، موضحاً أن ابنته مصابة بالالتهاب الرئوى مثل كثير من أطفال القرية، حيث أن الباعوض والحشرات تتجمع على المياه ثم تلدغ الأطفال، ما يتسبب فى نقل الأمراض لهم بالإضافة إلى أن الاطفال يجهلون مخاطر هذه المياه ويلعبون فيها.

وأضافت صفية حامد منصور إحدى سيدات القرية أن جدار منزلها سقط بسبب دخول مياه الصرف الصحى عليهم داخل المنزل، وهو ما عانت بسببه الأمرين لإعادة بناء الجدار، كما أنها أثناء سيرها فى أحد شوارع القرية سقطت فى إحدى مستنقعات الصرف الصحى وأصيبت بكسر فى ساقها واضطرت لإجراء عملية.

وأشارت إلى أن دور الوحدة المحلية بالقرية يقتصر على جمع القمامة من العزب والقرى المجاورة وإلقائها فى هذه المستنقعات لردمها، ما يتسبب فى مشاكل صحية عديدة، وعلقت السيدة قائلة "احنا عايزين نشوف المسؤلين ييجوا هنا ويشوفوا المصيبة، مش هما يعيشوا بهوات واحنا نعيش بهائم، اولادنا عيانين بالفشل الكلوى، وعايشين وسط الديدان والناموس ومياه الصرف".

وأكد أحمد شعبان مسعود أحد أهالى القرية، أن مياه الصرف الصحى تغرق منزله مما جعله يعيد تركيب "بلاط" للأرضية أكثر من مرة دون فائدة، لأن مياه الصرف تخترق "البلاط"، وتتسبب فى تلف أثاث المنزل، مضيفاً "لقد وعدنا المسؤلون أكثر من مرة بوصول الصرف الصحى للقرية دون جدوى".

أما عن منزل المواطن عاشور عباس الذى تملأه المياه وتتساقط أجزاءه فقد أكد الأهالى أنه اضطر أن يهجر منزله واصطحب اسرته وهرب للعيش بالقاهرة بعيداً عن هذه المأساة.

وتقول عليا مهدى إحدى سيدات القرية "احنا مش عارفين نعيش وعيالنا تعبوا وعيانين ومياه الحمامات تخرج علينا بالبيوت ومحدش بيسال فينا احنا محتاجين حد يرحمنا " وتشير صباح عبد الحميد إلى أنها تركت منزلها بعد أن أغرقته مياه الصرف الصحى عدة مرات، ما أدى إلى تصدع جدرانه، مضيفة أنهم لن يستطيعوا تحمل هذا الوضع، خاصة أن سيارة الوحدة المحلية تشفط المياه مقابل 20 جنيه للنقلة الواحدة، وأهالى القرية من عمال اليومية ولا يستطيعون تحمل هذه المصروفات.

وتؤكد سعاد محمد التى تجلس قعيدة فى منزلها وتستخدم كرسى متحرك أنها أصيبت إثر انهيار جزئى من منزلها الذى تعرض للتصدعات بسبب مياه الصرف الصحى وأنها فقدت صحتها بسبب هذه الإصابة ولا تستطيع الحركة وأجرت عدة عمليات دون فائدة، مضيفة أن زوجها أصيب بتورمات مفاجئة فى قدميه بسبب لدغات الباعوض المنتشر بمياه الصرف الصحى ولا يستطيعون توقيع الكشف الطبى عليه لضيق الحال.

وقالت نعمة محمد على "حرام اللى بيحصل فينا، شوفوا لنا حل، الناموس كلنا، وولادنا مرضوا بسبب الصرف الصحى، المياه فى كل بيت، والرجالة بيشتغلوا على رزقهم طول اليوم، ولما يرجعوا ميقدروش يرتاحوا من الناموس ومياه الصرف، والطيور ماتت بعدما اصيبت بالأمراض وأطفال القرية كلهم مرضى، شوفولنا حل.. ارحمونا".

ومن جانبه، قال محسن محمد أحد أهالى القرية، أن القرية تقع بين محطة رفع الصرف الصحى بالقرية المجاورة وتبعد عن القرية 200 متر، ومحطة المعالجة الموجودة بقرية ذو الفقار نفسها أى أن القرية تقع بين محطتى الرفع والمعالجة ولم يصلها الصرف الصحى حتى الآن، ومحطة المعالجة الموجود بالقرية تم إنشائها على أرض جبلية وترتفع عن مستوى منازل القرية، مما يجعل مياه الصرف الصحى تتسرب إلى المنازل بالإضافة إلى مياه الصرف بخزانات المنازل التى حفرها الأهالى أمام منازلهم، وهو ما يتسبب فى الأزمة، والحل فى وصول الصرف الصحى للقرية، مؤكداً أنه ناشد المسؤلين هو وأهالى القرية عشرات المرات، وبعدما أخبروهم أن القرية ستدخلها خدمة الصرف الصحى قريباً تم إبلاغهم مرة أخرى بعدم إدراجها فى الخطة.

واختتم محسن حديثه قائلاً "نستغيث بالمستشار وائل مكرم محافظ الفيوم أن يرفع عنا ظلم وإهمال المسؤلين السابقين، ويتم توصيل خدمة الصرف الصحى للقرية".






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;