نائب رئيس الهندسة بالشركة الروسية المنفذة لمشروع مصر النووى لـ"انفراد": محطة الضبعة منفذة وفق أحدث أنظمة السلامة العالمية ..وتوفر مصدر نظيف ورخيص للطاقة لمدة 60 سنة..و تدريب 2000 عامل على التشغيل الآم

-نحن رواد الطاقة النووية بتاريخ 70 سنة و لدينا 36 مشروعا فى 12 دولة حول العالم.. وكل دولار يُستثمر فى محطات الطاقة الروسية يجلب دولارين للشركات المحلية -بدأنا العمل المشترك قبل 58 سنة.. والضبعة أحد أكبر المشروعات النووية فى العالم..نزود مصر بحاويات وقاية عالية من الإشعاع رحلة بدأتها مصر قبل 58 سنة، بمساعدة الجانب الروسى «الاتحاد السوفيتى»، لكنها تأخرت فيها عقودا بسبب رؤية الحكومات السابقة، حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وأعاد إحياء الحلم، ووضع قدمه على الخطوة الأولى فى الرحلة الطويلة. بعد عقود طويلة من توقف حلم المشروع النووى والاستفادة من التقنيات العلمية والفنية الحديثة لتوليد الطاقة، وتعظيم إمكانات مصر ومواردها، ودفع خطط ومشروعات التنمية الشاملة والمستدامة، قررت مصر بجرأة وتحدّ وإصرار، أن تعود إلى الطريق الذى أغلقه السابقون دون مبرر، وتطلق مشروعا قوميا ضخما لإنشاء مجمع محطات طاقة نووية، يضع مصر بقوة فى عصر العلم والتقنية المتطورة. «العمل فى مصر شرف كبير لنا، ومصدر فخر أن تختارنا مصر شريكا فى تنفيذ برنامجها النووى».. بتلك العبارة تحدث جريجورى سوسنين، نائب رئيس قسم الهندسة بمؤسسة «روس أتوم» الروسية العملاقة، رائدة التكنولوجيا النووية فى العالم والشريك المسؤول عن إنشاء محطة الضبعة بقدرة 4800 ميجا وات، معبرا عن ابتهاجه للوجود والعمل فى مصر، واستكمال خطط طموح ومشتركة بدأت فى العام 1961، ومستعرضا كثيرا من التفاصيل عن محطة الضبعة وآثارها الإيجابية اقتصاديا وتنمويا، ومعاملات الأمان المتطورة فيها.. وإلى نص الحوار... فى البداية حدثنا عن تاريخ مؤسسة «روس أتوم»؟ - نحن مؤسسة حكومية لدينا تاريخ يتجاوز 70 سنة، لذا نُعد من الرواد فى مجال الطاقة النووية حول العالم، وتحتل «روس أتوم» بالمرتبة الأولى عالميا فى عدد مشروعات بناء محطات الطاقة النووية، فلدينا 36 مشروع بناء وحدة طاقة فى 12 دولة، و6 وحدات فى روسيا وحدها حاليا، فى مراحل تنفيذ مختلفة. ما الذى يميز «روس أتوم» الروسية عن الدول الأخرى؟ - خبرتنا البعيدة فى مجال الطاقة النووية وإنشاء المحطات، داخل روسيا وخارجها، وعدد مشروعاتنا طوال السنوات الماضية، وكفاءة هذه المشروعات، والريادة فى تنفيذ محطات بالخارج، كلها تُرجح كفة «روس أتوم» فى قطاع الطاقة النووية، إلى جانب عروضنا المتكاملة التى لا نظير لها فى الأسواق العالمية. فى رأيك ما أهمية ودور الطاقة النووية لأية دولة؟ - تحتل الطاقة النووية مكانا مهما ضمن خريطة الطاقة وتوازناتها فى أنحاء العالم، هناك 454 مفاعلا نوويا توفر %11 من إجمالى الكهرباء عالميا. ووفق توقعات الرابطة النووية العالمية ستزيد النسبة بحلول 2030 إلى %30، بواقع 510 جيجاوات، ستقفز فى 2035 إلى 552 جيجاوات، وهو أكثر كثيرا مما كان يُفترض قبل عدة سنوات، وفى الوقت الحالى هناك 57 وحدة طاقة نووية قيد الإنشاء فى عشرات الدول حول العالم. ويمكن اعتبار عمليات التطوير المكثف للطاقة النووية وسيلة مهمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحرارى، أنها أكبر مصدر كهرباء منخفض الكربون فى الدول المتقدمة، والثانى عالميا بعد محطات الطاقة الكهرومائية، كما أنها حافز اجتماعى واقتصادى قوى لخطط التنمية، وتلعب دورا مهما فى تحسين نوعية الحياة، ووفق حساباتنا فى «روس أتوم» فإن كل دولار يُستثمر فى بناء محطات طاقة نووية باستخدام التكنولوجيا الروسية سيجلب دولارين إيرادات للشركات المحلية. ما الفوائد الاجتماعية والاقتصادية التى ستحققها مصر من محطة الضبعة؟ - مزايا بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر عديدة جدا، فمن الوجهة الاقتصادية تُعد مصدرا موثوقا به للكهرباء النظيفة والرخيصة لمدة 60 عاما على الأقل، ومن وجهة نظر التكلفة فإن الوقود النووى المستخدم فى تشغيل المحطات أرخص ولا يخضع لتقلبات السوق العالمية مقارنة بمصادر الطاقة الهيدروكربونية، إذ إن عنصر الوقود فى تكلفة الكهرباء لمحطات الطاقة النووية بين 4 و%5 فقط من التكلفة، مقابل من 60 إلى %70 فى الهيدروكربونات، ومن المتوقع أن تسهم الطاقة الكهربائية المنتجة من الضبعة فى تطوير المنطقة كمزار سياحى جديد، وبشكل عام يصعب حصر الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التى ستعود على مصر، فالمحطة ستوفر دفعة ضخمة لجهود التنمية الصناعية، خاصة مع مشاركة الشركات المصرية فى عملية البناء، ونسبة توطين للتكنولوجيا والوظائف %20 فى المفاعل الأول، وهى نسبة مرتفعة جدا، ستزيد مع كل مفاعل جديد ومع نمو الخبرة لدى الشركات المحلية المشاركة فى تنفيذ المشروع. كم يبلغ عدد العاملين المصريين فى محطة الضبعة؟ - تخطط «روس أتوم» لتدريب 2000 عامل على التشغيل والصيانة، ومن المقرر بدء تدريب موظفى التشغيل فى نهاية 2019 وبداية 2020، وموظفى الصيانة بحلول 2024، وسنعمل على إعداد كل الأفراد والكفاءات اللازمة لضمان التشغيل الناجح والآمن لكل وحدات الطاقة الأربعة فى محطة الضبعة، وإلى جانب هذا البعد التقنى يجب مراعاة عدد العمال والموظفين المشاركين فى بناء المحطة الذين يصل عددهم فى ذروة أعمال البناء بالموقع إلى 10 آلاف متخصص. ما دافع روسيا لدعم مصر فى أن تصبح منتجا رئيسيا للطاقة النووية؟ - لم نختر العمل فى مصر، وإنما اختارتنا الحكومة المصرية، وهذا شرف كبير لنا، ومصدر فخر أن نكون شريكا لمصر فى تنفيذ برنامجها النووى، خاصة أن البلدين يربطهما تاريخ طويل وناجح من العلاقات المشتركة والممتدة منذ 75 سنة، والأهم أن الأجندة النووية رافقت العلاقات الروسية المصرية منذ البداية تقريبًا، إذ تم بناء أول مفاعل أبحاث فى مصر بالعام 1961 باستخدام التكنولوجيا الروسية فى مركز الأبحاث النووى بمنطقة إنشاص، وكان هذا المفاعل البحثى الصغير بقدرة 2 ميجاوات بداية الطريق الطويل فى إتقان وتطوير التكنولوجيا النووية. كما أن عددا من المتخصصين النوويين المصريين فى ذلك الوقت تعلموا فى المدارس العلمية والبحثية السوفيتية، وبذلك فإن تنفيذ مشروع الضبعة تطور منطقى وطبيعى للأساس الذى أرسته العلاقات المشتركة، وستكون الصفحة الجديدة قصة نجاح جديدة من شانها ربط روسيا ومصر لمدة قرن كامل على الأقل، خاصة أن محطة الضبعة واحدة من أكبر المشروعات فى تاريخ الصناعة النووية العالمية، ونثق تماما فى أنها ستكون مصدر منفعة متبادلة. ما تعليقك على التخوفات من بناء المحطة النووية؟ - لا تخوف من بناء المحطة، لكننا نعمل بالتعاون مع الجانب المصرى على زيادة القبول العام لدى السكان للمشروع، وفى «روس أتوم» لدينا خبرة كبيرة فى التعامل مع القبول الشعبى، ونطبق أفضل الممارسات العالمية، ونستعد لتقديم كل الدعم الممكن فى جهود الجانب المصرى لزيادة القبول العام للطاقة النووية، وإطلاع الجمهور على فوائدها، من خلال تنظيم جولات صحفية وعقد ندوات تعليمية للجمهور وبناء مراكز معلومات عن الطاقة الذرية، والعمل مع وسائل الإعلام المحلية والوطنية باستخدام أدوات مبتكرة، مثل تطوير التطبيقات للهواتف المحمولة، ونقل أخبار محطات الطاقة النووية، وإنتاج الكتب المتخصصة للكبار والأطفال. ما معايير السلامة التى تراعيها «روس أتوم» عند بناء المحطة المصرية؟ - تلتزم «روس أتوم» فى بناء محطات الطاقة النووية بدقة معايير السلامة للوكالة الدولية للطاقة النووية، فروسيا الدولة الوحيدة فى العالم التى توفر برنامجا طويل الأجل «مدته 10 سنوات» لإجراء عمليات تدقيق السلامة الدولية لمحطات الطاقة النووية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن المقرر أن يُنفذ مشروع محطة الضبعة على أساس مفاعلات VVER 1200 من الجيل 3+، وهى محطات مجهزة بأحدث أنظمة السلامة العالمية فى الوقت الحالى، وتفى بكل متطلبات اللوائح الوطنية والتوصيات الدولية للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ما هو برنامج «روس أتوم» للتخلص من النفايات المشعة؟ - أولا وقبل كل شىء، يجب الإشارة إلى أن الوقود النووى المستنفد لا يعتبر من النفايات النووية، وعلى النقيض تماما من النفايات المشعة، يُستخدم الوقود النووى كمادة ثمينة للحصول على الطاقة النووية، ويجب تخزينه المستهلك منه بعد التفريغ من المفاعل لعدة سنوات فى أحواض إلى جوار المفاعل فى المحطة، بعد ذلك يُوضع فى حاويات خاصة مزدوجة الغرض ومُحكمة الإغلاق، وستبنى «روس أتوم» مرفق تخزين خاصا، وتزود مصر بهذه الحاويات التى تتميز بخصائص وقاية عالية من الإشعاع النووى، وخصائص عالية لإزالة الحرارة من الوقود المستنفد، والقدرة على تحمل التأثيرات الديناميكية الخارجية الخطيرة، وكلها تضمن حالة آمنة داخل الوقود المستنفد، وبذلك تكون سلامة البيئة المحيطة مضمونة تماما، وأيضا سلامة موظفى المحطة، وعلمية التخزين، فالمستودع الذى نعتزم إنشاؤه لا يعتبر منشأة تخزين للنفايات النووية، وإنما منشأة بنية تحتية حديثة، لهذا أُطمئن الجميع بأنه لا خطر بأية نسبة من المحطة، والأمر آمن تماما ولا يختلف عن محطات توليد الكهرباء التقليدية.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;