وزير التعليم يروى لـ"انفراد" أسرارا عن حياته.. طارق شوقى: عمرى ما خدت كحكة وجبت 87% بالثانوية.. وفى أمريكا واجهت صدمة طالب حافظ ومجتمع فاهم.. أول شغلانة فى حياتى بشركة أسانسيرات بـ"50 جنيه" فى الشهر

- زواجى كان صالونات.. اتاخدت على غفلة.. وقلت طالما دا رأى أمى تبقى أكيد بتفهم أحسن منى».. وكنت أقول دائماً: «لما أكبر هتجوز سورية» -أسقطت حبراً على قميصى وعاقبنى والدى وذهبت به للمدرسة عاماً كاملاً.. كتبت اسمى فى ورقة الامتحان بخط ردىء فقال لى أبى: «احترم اسم أهلك» - أعرف الجيل الحالى كويس ومتابع الأغانى الجديدة و«المهرجانات» -دخلت الحضانة فى ألمانيا.. الابتدائية من الزمالك.. الإعدادية والثانوية من سوريا.. وتخرجت فى هندسة القاهرة وأكملت تعليمى فى أمريكا -أدعو الشباب لهاشتاج #عملت_إيه_مفيد_النهاردة فى ضوء قصة مؤثرة مع مدرس بالخارج -أبحث عن الناظرة دولت ومدرساتى فوزية وفايزة وعدلات: «لو حد عايش منهم أو من أُسرهم ياريت أشوفه».. وحسام بدراوى زميل مدرسة -الدكتور مجاهد نائبى كان أستاذى بالجامعة و«لما أشوفه أقف احتراماً» يرتبط اسم الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، فى أذهان الرأى العام بمشروعه عن تطوير منظومة التعليم بالأرقام والدراسات، لكن هناك جانبا آخر قد يكون الأهم فى تفسير الكثير من الجدل بين المتناظرين حول أفكاره الآن، أقصد هنا الجانب الذى شكَّل حياة الدكتور طارق شوقى، ذلك الطفل الذى انتقل من ألمانيا إلى مصر ومنها إلى سوريا ثم إلى أمريكا قبل أن يعود إلى مصر وزيراً، تلك الرحلة التى شهدت العديد من الأحداث والتجارب، بلا شك كان لها الأثر الأكبر فى تكوين شخصيته. من المنزل الذى شهد طفولة طارق شوقى، عدنا معه إلى الوراء، حيث ذكريات الحضانة فى ألمانيا، والمدرسة الابتدائية فى الزمالك، والثانوية فى حلب، وتفاصيل حياته فى مرحلة المراهقة بجامعة القاهرة قبل أن يغادر إلى أمريكا، مواقف وقصص وحكايات مثيرة يرويها وزير التربية والتعليم لـ«انفراد» لأول مرة، عن الوالد والوالدة والجد، عن الحب والزواج، عن الأيام الصعبة فى حياته، وعن أشياء أخرى كثيرة. وإلى نص الحوار: دعنا نبدأ من الطفولة.. ما هى الصورة التى تحضر إلى ذهنك حينما تسترجع تلك الفترة؟ - أشياء كثيرة كلها جميلة، نلعب فى الشارع بالعجلة، أتذكر زيارة المتاحف مع جدى، الألعاب التى اشتراها أبى لنا، كانت تحتوى على فكرة، كنا نلعب ميكانو وقطار بنجمعه ونشغله على التربيزة بشكل فنى، الألعاب دى نمت قدراتنا، مكنش فيه زمان ألعاب كتير، لكننا كنا سعداء. هل لعبت «كورة شراب» فى تلك الفترة؟ - طبعاً، أى حد مصرى لازم يلعب كورة شراب. حدثنى عن علاقتك بوالدك؟ - علاقة عميقة أثرت فيا تأثير كبير جداً، والدى كان قدوة بالنسبة لنا فى كل شىء، أداؤه وشخصيته وإتقانه للعمل وصبره الشديد، كنا بنتفرج عليه، علمنا عن طريق أدائه التربوى إن قبل ما تحصل على أى شىء لابد أن تستحقه، لابد أن تتعب، مكنش مدلعنا، كان عادل وما بيرجعش فى كلمته، أتذكر حينما طلبت منه عجلة، قالى حاضر لما تطلع الأول هجبهالك، قلت له كل شهر فيه شهادة، قال لى لأ لما تطلع الأول آخر السنة، قلت له بابا آخر السنة دا بعيد أوى، قال لى آه تمام، الحديث خلص ولا يمكن طرح هذه القضية مرة أخرى، واضطريت أنتظر وقررت أطلع الأول علشان أحصل على العجلة، خلق لى هدف، وأنا مكنتش بطلع الأول كنت بطلع من التلاتة الأوائل، لكنى اجتهدت وطلعت الأول علشان العجلة. هل تتذكر أول «علقة سخنة» من والدك فى الطفولة؟ - إحنا ما اتضربناش أبداً. ولا حتى «قرصة ودن» من الوالدة؟ - لأ خالص، مكنش فيه أى عنف من أى نوع، كنا نحترم الأب والأم جداً من أدائهم، مكنش محتاج يعمل حاجة فيها عنف، يكفى إنه يرفع عينه ويبصلنا، مكنش بيضطر حتى يقول ألفاظ خادشة، عمرنا ما سمعنا ألفاظ فى البيت حتى لو مستاء من حد، كانت هناك لغة تانية خالص، الاحترام والهيبة مش بالزعيق، لكنه بالأداء الراقى، شوف أفلام زمان، العلاقات كانت شكلها مختلف والنظرات وطريقة الكلام كلها مختلفة، النظرة كانت تكفى، الناس كان إحساسها مرهفا. هذا ما كان يحدث فى البيت، لكن لم يكن هناك «ضرب» فى المدرسة أيضاً؟ - كان فيه شوية، بس أنا ما اتضربتش الحمد لله، كنت بشوف اللى بيضربوا قبلى بيعملوا إيه، فما بعملوش. وماذا عن علاقتك بالوالدة؟ - والدتى علمتنى المهارات الحياتية كلها، الصح والغلط، علمتنى إن لازم نصلى فى المواعيد وناكل فى المواعيد طول الوقت، وما تنامش إلا لما بنرجع. ماذا تتذكر من مواقف الشقاوة فى الطفولة؟ - موقف الشقاوة الوحيد، إن صديقى ياسر قال لى إحنا هنلعب بالأقلام، فجينا على تربيزة المكتب وقسمناها نصفين، وقالى كل واحد يرسم جيش بالأقلام الحبر فى النصف بتاعه، كأننا دولتين ونعلن حرب، وكل واحد يملى القلم بتاعه حبر، ويرش منه حبر على أفراد الجيش المرسومة كأنها قنابل، المفروض أنا أصيب الأفراد بتاعته وهو يصيب الأفراد بتاعتى، النتيجة كانت إن القميص كله كان حبر ولبس المدرسة كله باظ، ولما رجعت البيت أبويا بص على المنظر، فخلانى أروح بالقميص دا طول السنة، وقالى ما دام إنت اللى بوظت القميص خلى شكلك كده قدام الناس وزمايلك لآخر السنة. هل صحيح قال لك والدك ذات مرة «احترم اسم أهلك»؟ - أتذكر الموقف الآن، عندما أعطيته ورقة امتحان، ما عجبوش خطى، تجاهل الدرجة والمادة، حاولت أقوله مش مهم الخط أوى المهم الدرجة الكبيرة اللى جبتها، قال لى إنت موقَّع هنا، وطالما موقع هنا يبقى تحترم الاسم دا، دا اسمك واسم والدك واسم جدك. انتقالا من الطفولة إلى المدرسة الابتدائية، ماذا تتذكر من تلك الفترة؟ - أول علاقتى بالمدارس كانت فى ألمانيا، فترة الحضانة، أول لغة تكلمتها هى اللغة الألمانية، حتى سن ثلاث سنوات ونصف، وجينا مصر بالمركب، ويُقال إنى نسيت الألمانى على المركب، لإن كان فيه أطفال بيتكلموا عربى، فبقيت ألعب معاهم ولقطت العربى، وبعدين دخلت مدرسة الزمالك القومية، وهى مدرسة حكومية، موجودة حتى الآن ومتفرعة من شارع حسن صبرى، كان عندنا ناظرة اسمها أبلة دولت ست مهمة جداً، وفاكر المُدرسة لإنها كانت بتستلمنا من أولى ابتدائى وحتى سنة رابعة، وكان هناك أبلة فايزة وهى شخصية مهمة جداً، كانت الأم التانية بالنسبة لى، أبلة فوزية كمان بعد كده، وكان عندنا مدرسة تربية رياضية اسمها أبلة عدلات. ذكرت المدرسات اللائى أثرن فى شخصيتك على الجانب الإيجابى.. وماذا عن الذين تتذكرهن فى الجانب السلبى؟ - أتذكر فى المرحلة الإعدادية، كان هناك مدرس إنجليزى فى أولى إعدادى، ودا كان أول مدرس أشوفه معاه عصاية رجل كرسى، وكان اللى يغلط يضربه على صوابعه بشكل مرعب، علشان كده أنا بتكلم إنجليزى كويس جداً. لو طلبت منك توجيه رسالة الآن للأساتذة فوزية وفايزة وعدلات والناظرة دولت، ماذا تقول؟ - أقولهم، لو أنا شكرتكم مش كفاية، بناء إنسان أو التأثير فى شخص ثوابه كبير جداً، أنا بفتكركم دايماً وأنا فى المسؤولية، كان ليكم فضل كبير مع البيت فى التأثير فيا، لو فيه وسيلة أقدر أشوفكم أو أشوف حد من أسركم أو عائلاتكم هكون سعيد جداً، إنتوا أثرتوا فى أجيال. هل كان يرافقك أصدقاء فى تلك الفترة من مشاهير المجتمع الآن؟ - دكتور حسام بدراوى كان معايا فى المدرسة القومية، وهانى زغلول فى أمريكا الآن، وآخرون فى مناصب كبيرة. سؤال «نفسك تطلع إيه» من الأسئلة التقليدية فى الطفولة، هل تتذكر إجابتك عليه؟ - مش أى طفل بيبقى عارف هو عاوز يطلع إيه، أول حاجة بتيجى على باله بتبقى من البيئة المحيطة، لازم لو باباه ظابط هيبقى مغرم بالشكل دا، بيقلد باباه، بابا كان ماسك طول الوقت أدوات هندسية، فكنت عاوز أطلع مهندس زيه، ودى قضية مش سهلة، حكاية إدراك إنت عاوز إيه، وحاجة من الحاجات اللى مزعلانى على الأجيال دى إنها مزقوقة فى سكة مش صح، ما بذلتش جهد تعرف هى عاوزه إيه قبل ما تدخل معركة طويلة يطلعوا منها مش عارفين هم عاوزين إيه، والمجتمع المحيط كله عمال يزقهم فى اتجاه معين، إنت لو شاطر تدخل كليات القمة بعد ما اخترعنا مصطلح كليات القمة، طب إفرض أنا عاوز أبقى مغنى، أو أبقى رسام أو أى حاجة تانية، علشان كده بنفكر دلوقتى فى الوزارة نعمل حاجة فى سن الإعدادية تمثل نوعا من البحث عن رغبات الطلاب، لإنه حرام الواحد يقضى عمره يعمل حاجة هو مش حاببها، خسارة. ما هى أسوأ درجة حصل عليها طارق شوقى؟ - عمرى ما أخدت كحكة أو سقطت أبداً. مرحلة أخرى مهمة من حياتك، مرحلة الثانوية العامة، أو بالأحرى فترة المراهقة، هل كانت فترة هادئة أم صاخبة؟ - أنا طبيعتى هادية، عندى حب استطلاع فى إطار مجموعة من الضوابط، أنا أخدت الإعدادية من سوريا وبعدين الثانوية من هناك أيضاً، وكنت بتعرف فى الثانوية على ناس تانية، تغير أصدقائى بعد رحيلى من القاهرة إلى حلب، شفت تجربة جديدة بلهجة مختلفة عن لهجتى، فضاعت فترة المراهقة فى مدرسة عسكرية، كنا بنحلق شعرنا وبنضرب نار. احكِ لى كواليس أول قصة حب فى فترة المراهقة؟ - مكنتش مركز فى الموضوع دا، كنت مشغول بالمزيكا. هل تريد إن تقول «إنك عمرك ما عاكست بنت»؟ - فاكر إن أقصى حاجة قلتها إنى قلت لمامتى بنت الجيران دى جميلة جداً، قالت لى آه تمام، فقولت لها لما أكبر هتجوز واحدة سورية. بمناسبة الزواج، هل أفهم من كلامك عن قصص الحب أن زواجك كان «صالونات»؟ - إلى حد كبير كان صالونات، يكمل ضاحكاً: «إتاخدت على غفلة»، تخرجت من كلية الهندسة فى عمر 21 سنة، وكنت قد تعينت معيداً فى جامعة القاهرة وخلصت الجيش، وجالى منحة فى أمريكا فى جامعة كبيرة، والدتى خافت إنى أروح أتجوز حد من أمريكا، فعملت خطة وجابت بنت واحدة صحبتها وقالت لى إيه رأيك، فأنا قلت ما دام ماما قالت كده يبقى أكيد بتفهم أحسن منى، وتم الزواج. أعتقد أن قصة الحب الحقيقية فى حياتك هى علاقتك بابنتك نورا.. هل هذا صحيح؟ - عمر ابنى الأكبر، وهو ولد جميل جداً، مكنتش متصور إنى هعرف أتعامل مع بنت لإن معنديش إخوات بنات، ومعنديش خبرة فى التعامل معاهم، وكنت بسأل هلعب معاها إزاى، وقعدت شهرين مش عارف أتعامل مع نورا لما اتولدت، لغاية ما حصل موقف وهى عندها 4 شهور، ضحكتلى ضحكة آسرة، اشترتنى من وقتها، ومن ساعتها وهى ضلِّى، بتلازمنى فى كل مكان، لحد ما بقت عروسة أتمنى لها حياة جميلة. قبل أن أنتقل من فترة المراهقة، دعنا نتطرق لمظاهر الشقاوة بتلك الفترة.. احكِ لى عن أول سيجارة فى حياتك؟ - أنا كنت معجب بفكرة البايب، كنت بشوف زوج عمتى ماسك العِدة والبايب والتوباكو كانت حاجة مثيرة وفيها فكرة شيك بالنسبة لى، والدى كان شايف التدخين غير مُباح لكن البايب أوك، وأصحابى فى الجامعة كانوا بيجيبوا سجاير مور، كنت بحب أمسكها رغم إنى مكنتش بدخن، وبدَّعى إن دى الحاجة الوحشة الوحيدة اللى بعملها، دى أقصى شقاوة عندى فى تلك المرحلة. يبدو أن فترة الثانوية كانت خالية من مشاهد الشقاوة كما عاشها معظم المراهقين، لكن لدى فضول أعرف الدرجة التى حصلت عليها فى الثانوية العامة؟ - جبت الأول على حلب والتانى على سوريا بمجموع %87، وده كان كافى إنى أدخل الكلية اللى أنا عاوزها. دخولك جامعة القاهرة نقلة أخرى فى حياتك، حدثنى عن تفاصيل تلك الفترة والأساتذة الذين أثروا فى حياتك وتتذكرهم إلى الآن؟ - معظم العائلة من أبناء هندسة القاهرة، ووالدى كان أستاذا فيها، أتذكر عباقرة درسوا لى، الدكتور حسن فهمى والدكتور صلاح بيومى والأستاذ عبد السلام عليش، والدكتور حسن فهمى رجل مميز جداً، والد فريدة فهمى، وكان أستاذاً بالخبرة لم يحصل على دكتوراه، والدى كان يحترمه جداً، وكان بيعملنا امتحانات غير تقليدية فى هذا الزمن، مرة عمل امتحان جه فى 50 صفحة وقال اختاروا سؤالين وحلوهم، وطلعنا كلنا متلخبطين، طلع علينا وقال هسقطكم كلكم لإنكم أغبياء، أنا سألتكم فى آخر سؤالين، اسمك إيه واسم والدك إيه، لو كان حد جاوب عليهم كان طلع الأول، كان بيغير طريقة أفكارنا، وبالمناسبة الدكتور محمد مجاهد نائب الوزير للتعليم الفنى كان أستاذى فى الجامعة، لو عدى قدامى لازم أقوم أقف احتراماً ليه. هل تنبأ لك أحد أفراد الأسرة ذات يوم أن تصبح وزيراً؟ - والدى كان دايماً يقول لى إن شاء الله تكبر وتبقى رئيس جامعة، لإنه راجل أكاديمى، ورؤساء الجامعات كانوا من القمم، المدرسة دى فى التربية فيها قمة واعتزاز بالنفس، الإنسان المصرى فى الستينات والسبعينات كان أهدى جداً، وكان فيه احترام متبادل، وفيه حدود فى اللغة والتصرفات، مصر اللى فى ذهنى مصر البديعة. وماذا عن مصر الواقع؟ - معرفش بقى إيه اللى حصل، ممكن حد يقولك فرق أجيال، لأ أنا عارف الجيل الحالى كويس جداً، ومتابع الأغانى الجديدة، وبعرف يعنى إيه مهرجانات وبسمع حمو بيكا، جيلى كنا أسعد بأشياء أقل، وملفت بالنسبة لى إن الجيل الحالى أقل سعادة. ما هى الأسباب فى تقديرك؟ - علشان الجيل دا مستعجل، مش بيتعب علشان يحصل على الحاجات، الحاجات بتجيله بسهولة، بيقارن نفسه بحاجات تانية ليها واقع وظروف مختلفة لإنه منفتح على العالم بسهولة، متخيل إن الحاجات بالدراع، مش مدى للوقت أى قيمة ومش عاوز يبذل مجهود ومعندوش صبر، لكن فى الحقيقة فيه حاجات لازم تيجى بالوقت والجهد. بمناسبة الوقت والجهد، هل تتذكر أول «شغلانة» خارج مجال دراستك؟ - لما اتخرجت من جامعة القاهرة، اتعينت معيد وبعدها رحت الجيش، درِّست فى الفنية العسكرية لمدة عام، لكن قررت أشتغل علشان أجيب فلوس، مش معقول هاخد فلوس من بابا، اشتغلت فى شركة أسانسيرات 6 شهور، كان مرتبى 50 جنيه فى الشهر. سفرك إلى أمريكا محطة مهمة فى رحلة تكوين شخصيتك، احكِ لى عن أول يوم فى جامعة فى أمريكا؟ - كنت متحمس جداً، لكن اتصدمت صدمة لا أنساها، حسيت إنى أضعف واحد فى المكان، لا فاهم اللى بيقوله الأستاذ ولا فاهم اللى بيقولوه الطلبة، مش من حيث اللغة، لكن من حيث المحتوى، لدرجة إنى تخيلت إنى جيت مكان غلط، هنا كانت الفجوة بين اللى هم بيقولوه واللى أنا اتعلمته، النهاردة عندنا جدل كبير حولين إزاى بنغير اللى اتعلمناه لحد الإعدادية فى مرحلة الثانوية العامة، أنا عاوز أقول للناس إنى استنيت لآخر الجامعة واتغيرت تغيير كاسح، وعاوز أقول إن الشباب قادر على ذلك وخاصة لما يبقى فى سن 15 سنة، لأنى عملته فى سن أكبر من كده، وكرامتى اتبعزقت، رحت وأنا جايب امتياز فى كل المواد على مدار خمس سنوات، وكانت هناك فجوة فى المستوى اللى هم شغالين عليه وبين مستوايا، كان أعلى كتير من اللى أنا وصلت له، كان لازم أملا الفراغ دا، وأول واجب عملته تعبت فيه جداً، اجتهدت جداً والدكتور لما صحح لى الواجب ما إدانيش نمرة خالص، هو كتب على كل الإجابات «ليه»، رحت له قلت له أنا مش فاهم، قال لى اقنعنى إنت ليه كاتب كده، وأنا بصراحة كنت حافظ مش مقتنع بالإجابة، فكان هناك اصطدام بين حد حافظ وبين مجتمع بيفكر بشكل تانى، فمن هنا فهمت إنى لازم أقنع نفسى الأول بالإجابات. هل تتذكر مواقف أخرى من مرحلة دراستك فى الخارج؟ - نعم، الأستاذ بتاعى فى الدكتوراه سابنى 4 سنين باخد كورسات وبعمل رسالة الدكتوراه وبشتغل، ولما إدت له رسالة الدكتوراة كانت نسخة واحدة، ومستنى يقول لى أى كلمة حلوة، إدهالى قال لى أنا راجعتها خدها بقى اشتغل عليها، فتحتها لقيته عامل بقلم أحمر على كل الصفحات حرف الإكس، بوظها وشطب عليها كلها، كان قلبى هيقف، هروح لأبويا أقوله إيه، فشلت مثلاً، الفشل دا مش وارد فى القاموس عندنا، فرحت سألته وكان اسمه رودنى كلفتون، قالى مش عاجبنى اللغة، العلماء ما يتكلموش بالثقة اللى بتتكلم بيها دى، وإدانى درس فى الأخلاق، قالى صياغة جملك بطريقة لا تقبل الشك مش صحيحة، لإن العلم مفيهوش كده. هل تربطك علاقات صداقة مع أساتذة الجامعة بالخارج؟ - المشرف بتاعى كان قدوة أساسية بعد الجد والأب فى الناحية العلمية، حتى إنى رحت اشتريت قلم زى بتاعه تقلداً بيه، هذا الرجل بعد سنتين عزمنى فى بيته ودا شرف عظيم، وخدنى فى العربية، بقوله حضرتك بتسوق المشوار دا كل يوم، 50 كيلو، قال لى طبعاً دا مشوار مهم جداً لإنى بسأل نفسى كل يوم هو أنا عملت إيه مفيد لغيرى، أو مفيد عموماً، قلت له ياه كل يوم، قالى آه الواحد بيصحى وربنا مخليه يتنفس ويقوم ويقف ويلبس ويروح ويرجع، لازم يكون عمل إضافة، فأنا بحاسب نفسى كل يوم، أنا فكرت وقتها إن فى بلدنا بيقولوا إن الله يحب النفس اللوامة، والناس دى هى اللى بتطبق الكلام دا، أنا بدعو الشباب فى ضوء هذه القصة إننا نعمل هاشتاج بعنوان أنا عملت إيه مفيد النهاردة. فى نهاية الحوار، هل تتذكر آخر نصيحة قالها لك والدك قبل وفاته؟ أتذكر مشهد الرحيل الآن، نصح أخى الأصغر عمرو، قال له خد بالك من أخوك الكبير، وكان صوته واطى جداً والحركة بقت صعبة، وكنا عاوزين نعرف هل هو موجوع ولا لأ، فسألناه بابا إنت مكتئب ليه، قال أنا زعلان علشان حاسس إن الحياة خلصت وأنا ما عملتش حاجة مفيدة، أنا بصيت لعمرو أخويا وقلت له يا نهار أبيض، الراجل دا نشر حوالى «160 بحث علمى» وألف حوالى «32 كتاب منشور» ودرس فى الشرق والغرب، دا كسر الدنيا وعملت حاجات للتاريخ، خدناه وسندناه وورناله شهاداته وكتبه ودواليب الإنجازات، وقلناله بابا دى إنجازاتك، ابتسم وقال آه بس كان نفسى أعمل حاجات أكتر، ونصحنى وقتها وقالى لا يبقى لابن آدم إلا عمله فإذا عملت عملاً اتقنه.




































الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;