من ذاكرة تاريخ إيران "جزار الثورة".. رئيس أول محكمة كشف بمذكراته إعدام 500.. "خلخالى" أعدم 4 من مسئولى الشاه ليلا فوق سطح مدرسة بينهم رئيس السافاك.. حاول اغتيال بهلوى واقترح تسمية الخليج بالاسلامي.. و

"كنت حاكما للشرع وقمت بمحاكمة وإعدام 500 من المجرمين وعملاء نظام الشاه كما أعدمت المئات من مسببي احداث كردستان ومناطق كنبد وخوزستان وإعدام عدد من مهربي المخدرات وإنني أمام هذا العدد الكبير من المعدومين اقف غير آسف ولا نادم وضميري مرتاح".. هكذا كتب رئيس أول محكمة ثورية فى إيران محمد صادق صادقى جيويى، الشهير بآية الله الشيخ صادق خلخالي والملقب بـ"جزار الثورة"، فى مذكراته "أيام العزلة"، حيث أثارت اعداماته التى نفذها منذ الأيام الأولى لإنتصار الثورة عام 1979 والسنوات التالية لها الجدل وعجت بها كتب التاريخ، ورغم مرور أكثر من 40 عاما إلا أنها ماتزال محفورة فى أذهان الكثيرين داخل وخارج إيران. ولد خلخالى، بقرية جيو باقليم أذربيجان ودرس بالحوزة الدينية بقم، وانخرط فى العمل السياسى عبر الانضمام لحركة فدائيي الاسلام وقد أصبح عام 1979 زعيما لهذه المجموعة، وكان أحد المقربين لآية الله الخمينى قائد الثورة الاسلامية، وبعد عودته من المنفى إلى طهران فى العام نفسه، عينه كأول قاضي شرعي فى محكمة الثورة، ويقول فى مذكراته عن أولى الإعدامات التى نفذها بعد يومين فقط من انتصار الثورة: "العبد الفقير بعد أن توليت المنصب عملت على مطلب الخمينى بمحاكمة مجرمين الدرجة الأولى، وكان أول من تمت محاكمتهم ونالوا العقاب، 4 من فلول النظام الملكى، وهم نعمة الله نصيرى رئيس جهاز الإستخبارات والأمن القومى للشاه "السافاك"، منوشهر خسروداد قائد القوات الجوية، رضا ناجي القائد العسكري بأصفهان، ومهدى رحيمى قائد الشرطة فى طهران، وتم اعدامهم ليلا فى 1979، فوق سطح مدرسة" وأحدث إعدام أمير عباس هويدا الذى تولى رئاسة الحكومة فى عهد بهلوى ضجة كبيرة، حيث اعدم سريعا بعد جلستين محاكمة استمرت 45 دقيقة، رغم محاولات رئيس الحكومة المؤقتة مهدى بازرجان، وقال خلخالى فى مذكراته جاء اعدام هويدا بأمر مباشر من الخمينى، رغم مساعى بازرجان لإجراء محاكمة والتواصل مع محاميين للدفاع عنه، وتمت محاكمته فى سجن "قصر"، ويقول فى مذكراته توسل هويدا بتأخير عملية الاعدام شهرين، لكن خلخالى رفض، وعرض عليه رشوة قدرها مليار دولار، وفى النهاية قال هويدا له أبلغ أمى السلام وقل لها تأتى لرؤيتى، وقال خلخالى بحثنا عنها لتأتى لكن لم ننجح". وعن عدم السماح للمدانين بتوكيل محامي دفاع يقول "لا يوجد في احكام الشريعة ان نسمح للمدانين ان يوكلوا محامين ان الذين نحاكمهم ليسوا بُكم ويمكنهم ان يردوا على اسئلتنا نحن نسأل هؤلاء هل قتلت مثلا فلانا فيرد بقوله نعم ونسأله كيف قتلته فيقول مثلا اطلقت عليه النار من الخلف هذا الشخص لا يحتاج الى محامي وخبير يدافع عنه". أحد الإعدامات الأخرى لخلخالى كانت لـ 7 أشخاص رميا بالرصاص بتهمة "اللواط" وأطلق هذا الإتهام لأول مرة فى تاريخ إيران وبحكم محكمة الثورة، وكتبت صحيفة "اطلاعات" الإيرانية آنذاك فى مانشيتها الأول اعدام 7 رميا بالرصاص، وأطلق خلخالى على العديد من مسئولى النظام الملكى البهلوى والشاه محمد رضا بهلوى نفسه حكم "الافساد فى الأرض"، وحكم عليهم بالاعدام غيابيا، وتقول تقارير أنه حاول اغتيال هذه الرموز التى فرت إلى الخارج، ومن بينهم اغتيال شهريار شفيق نجل أشرف بهلوى ابنة الشاه فى باريس وكان أحد ضباط القوات البحرية، واغتيال ضابط الجيش غلام على اويسي فى باريس، وتشير تقارير إلى أن محاولة اغتيال شابور بختيار آخر رئيس وزراء فى عهد الشاه كانت وفقا للأحكام الصادرة من قبله، وأعلن أنه حاول اغتيال الشاه أثناء تواجده فى المكسيك على يد مجموعة من فدائيي الإسلام. وبلغت كراهية خلخالى لأسرة بهلوى إلى حد أنه بعد سقوط النظام الملكى وهروب الشاه للخارج، ذهب لنبش قبر رضا خان مؤسس الأسرة البهلوية ووالد محمد رضا شاه مع مجموعة من المتشددين، ويقول فى كتابه "لأن البناء كان حديثا وقويا استغرق هدمه وقتاً طويلا وصل إلى 20 يوماً، واضطروا إلى استخدام الديناميت لتفجير الضريح تدريجياً ولم يعثروا على رفاة رضا شاه".وبعد أن قدم استقالته من محكمة الثورة، اقترح خلخالى خلال سفر له استغرق 6 أيام للإمارات، اطلاق اسم "الخليج الاسلامى" على الخليج العربى. ورغم قوة شخصيته ووفاءه للثورة ومبادئ الخمينى، إلا أنه واجه تحديا من قبل رجال الدين الذين حاولوا أن يضعوه فى عزلة فى الثمانينات على حد تعبيره فى کتاب مذكراته، ويقول "لقد وضعوا عقبات في طريق ترشحي لعضوية البرلمان وطرحوا اسباب واهية منها انني غير تقي ولا التزم بالدين الاسلامي ولذلك لست اهلا لكي اكون عضوا في البرلمان" واعتبر خلخالي ان خروجه من السلطة لم يكن بسبب الاعلان عن رفض اهليته بل يعتبر ذلك "بسبب الأحكام الثورية التي أصدرتها دون القبول بالوساطات والتوصيات والضغوط" وهو ما دفعه لاحقا الى قرار الاعتزال، وتوفى فى نوفمبر 2013، بعد إصابته بمرض الزهايمر.












الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;