سفير تشاد يدعوة لـ"وحدة أفريقية" برعاية مصرية.. عبد الله الخاطرى: مصر شقيقة كبرى وقادرة على حل أزمات القارة.. أوروبا مدينة بالاعتذار لشعوبنا.. وأعدنا علاقاتنا مع إسرائيل إعمالاً لمبدأ "صفر عداوة"

بعد تبادل الزيارات الرسمية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى و الرئيس التشادى إدريس ديبى، وجه رئيس جمهورية تشاد إلى ممثل دولته بالقاهرة، رسالة شديدة الأهمية للتأكيد على أن مصرهى شريك تشاد فى التنمية والتقدم ومكافحة الإرهاب ولن يسمح بنسمة هواء تعكر صفو العلاقات بين البلدين، لتعكس بذلك تلك الخطوة ما يجمع الشعبيين من مودة ومحبة يعود تاريخها إلى عقود مضت. وعن تلك العلاقات، وعن تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى ودور ذلك فى مساهمة القاهرة فى حل أزمات القارة السمراء ومشكلاتها، كان "انفراد" على موعد مع سفير تشاد لدى القاهرة الأمين الدودو عبد الله الخاطرى، والذى كشف تفاصيل رسالة رئيسه لدعم التعاون فى كل المجالات مع مصر وأسباب رفع الولايات المتحدة الأمريكية دولة تشاد من قائمة الدول المحظور دخولها، و أسباب إعادة العلاقات مرة أخرى مع إسرائيل بعد انقطاع دام 50 عامًا. وأكد عبد الله الخاطرى، إن الاتحاد الافريقى فى دورته لهذا العام، يواجه عدد من الملفات المهمة، على رأسها ملف الهجرة غير الشرعية للأفارقة فى دول أوروبا، مشيرًا إلى أن هذا الوضع خلقه الأوروبيون والناتو حين تم غزو ليبيا ، ولم يكن أحد فى هذا المعسكر يدرك أن نتائج ذلك هو هجرة الأفارقة بعيدًا عن الحروب والنزاعات والأسلحة والفقر، مطالبًا مفوضية الاتحاد الافريقى أن تطلب من الأوروبيين تقديم اعتذار عن تخريب ليبيا وعن العمل الذى قام به الناتو ونجم عنه هذه الهجرات التى خلفت آلاف الغرقى فى البحر وكذلك تقديم تعويض عما قامت به وتسببت فيه. وأضاف سفير تشاد: "على الاتحاد الافريقى طلب من الناتو والدول الأوروبية، عدم التدخل فى السياسيات الداخلية للدول الإفريقية، وألا يتم التعامل مع الحركات الانقلابية أيضًا، وأن تعود مشاكل أفريقيا لأفريقيا، ويكفى ما حدث فى ليبيا التى كانت عاصمة الاتحاد الافريقى". وعن أسباب تأخر افريقيا رغم مواردها الطبيعية وثرواتها اللا محدودة، قال السفير التشادى: "مع نهاية القرن الثامن عشر وصل إلينا الغزو الأوروبى، وأراد إلصاق خصوصياته وهويته الغربية لأفريقيا، رغم رفض من البيئة المحلية للتجاوب والتعاطى مع الثقافة الدخيلة المستوردة من الغرب، وعلى الرغم من تفوق الاستعمار فى ذلك عسكريًا، وسيطرته على الإدارات والقوى التشريعية والقوانين ولكنه لم يتمكن من طمس الهوية ، لأن الشعوب الأفريقية فى غالبيتها مازالت محتفظة بقيمها لأنها الأجدر والأصلح. وأكمل الدودو، أن هذا الصراع استمر أكثر من 100 سنة، وجعلنا نافرون من الحضارة الغربية التى لم نتقبلها، بينما حضارتنا المحلية تجاوزها الزمن، وبالتالى أصبحت الإدارة فى وادى والشارع فى وادى آخر و ظل النص القانونى حبيس الأدارج ولا علاقة للشعوب به، وتراجعت أفريقيا. وأضاف السفير أن البعد الآخر فى تأخر أفريقيا، يكمن فى تقسيمها إلى 52 قطر، ومازالت التقسيمات مستمرة، وكل قطر يفتقر إلى اشقاءه فى المأكل والمشرب والتواصل البينى، ولكن الوضع هو التزام كل دولة بحدودها لا علاقة لها بالدولة الجوار . وأكد السفير الأمين الدودو، إن تكامل أفريقيا سويًا سيحقق النهوض ببغيتها وبالتعليم والصحة والاستقرار الأمنى و الاكتفاء الذاتى وخلافه، مشيرًا إلى أن إفريقيا قارة واحدة ولن يكون لها مستقبل إلا أن يعمل الجميع مع بعضها البعض، فجميع الأقطار الإفريقية تنطلق مع بعضها من الوحدة الجغرافية، الغير محدودة بفواصل طبيعية، وحتى الانهار الموجودة وسيلة للتواصل والدمج أكثر منها للفصل والتباعد. وأوضح الدودو قدرة الأفارقة على التعلم وصياغة القوانين التى تتناسب مع بيئاتهم المحلية، وعدم الاعتماد على القوانين المستوردة التى تعبر عن حضارة دول بعادات وتقاليد لا يعرفوها ولا يقتنعون بها، مشيرًا إلى أن الارادة السياسية للدولة الافريقية إذا أرادت ستنجح فى ذلك. وقال سفير تشاد بالقاهرة، إن معظم الدول الكبرى تتصارع حاليًا لاقتحام السوق الافريقية والاستثمار فيها، وذلك يعود إلى ان افريقيا عمرانيًا حتى الآن مازالت غير مبنية، وعلميًا مازال بها نقص فى الكثير من الأدوات الطبية والعقول التى تستخدم هذه الآلات، رغم وجود الكثير من المرضى و الأمراض التاريخية، و الأميين وأنصاف المتعلمين، ووجود مواطنين مازالوا يعيشون فى اكواخ، وعدم وجود طرق بينية ، كل ذلك يؤدى إلى جلب الاستثمار وجذب المستثمرين فى افريقيا. وأكد سفير تشاد،عدم وجود دولة عبارة عن جمعية خيرية تنفق أموالها فى افريقيا من أجل مرضات الله ولكن كل شئ يحدث لمصلحة إما لمكسب سياسى أو الحصول على مردود مالي، مشيرًا إلى أن افريقيا سوق استهلاكية لكل شئ ممكن أن تقدمه الدول والمستثمرين من الشركات العابرة للقارات. كما طالب سفير دولة تشاد بتحقيق التكامل بين الدول الافريقية فى القارة، من أجل محاربة الجهل والفقر و الإرهاب، وحل النزاعات الأهلية وإعادة إعمار الدول التى وقعت بها مشكلات ، موضحًا إن الاتحاد الافريقى يضع أولوية لهذه الملفات ، وعلى رأسهم الإرهاب الذى إذا تم دحره بالتعاون المشترك سيتم القضاء عليه تمامًا. وأكد الدودو، على التعاون المشترك بين مصر وتشاد وخاصة فى مكافحة الإرهاب، فى الفترة من 2014 حتى الآن ووجود سلسلة من التطورات الإيجابية فى جميع المجالات، الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية،ـ وكذلك فيما يتعلق بالمواقف من قضايا إقليمية ودولية. وأِشار الدودو، إلى أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى ممثلا لمصر، رئاسة الاتحاد الإفريقى، حدث عظيم، باعتبار مصر الشقيقة الكبرى لدول إفريقيا وتحاول مد أذرعها لمساعدة أشقائها، وتستحق المزيد، مشيرًا إلى أن فترة تولى مصر رئاسة الاتحاد ليست بطويلة، ولكنها كافية لتفعيل الملفات الأكثر أهمية للقارة أجمع، متمنيا أن تكون فترة رئاسة مصر للاتحاد بقدر حجمها فى القارة الإفريقية. وأوضح الأمين الدودو، أن قوة الأفارقة ومكانتهم وعزتهم، تتعزز بحفاظهم على الاتحاد الإفريقى، والوقوف خلف رئيس كل دورة، وأن يكون دورهم تكاملى له، من أجل إنجاح الملفات وأن لا يكون لهم دور آخر يؤدى إلى ركود تنفيذ القرارات وعدم تفعيلها. وعن استقرار الوضع الأمنى فى تشاد، صرح الأمين الدودو الخاطرى، أن الوضع آمن تمامًا ومستقر فى تشاد بفضل الرئيس إدريس ديبى، الذى لم يصل إلى منصبه بانتخابات أو ورقة اقتراع، وإنما من خلال السلاح،ـ ومحاولة السيطرة على الأوضاع السيئة التى كانت قبل ذلك، ونجح فى 143 معركة خاضها ضد الإرهاب، و من أجل الحرية الديمقراطية، مشيرًا إلى أسر عدد من الإرهابيين أثناء محاولة تسللهم من ليبيا و تنفيذ عمليات إرهابية، بعد أن أصبحت ليبيا بؤرًا إرهابية. وتعليقًا على وضع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، دولة تشاد ضمن الدول الستة المحظور دخول مواطنيها أمريكا، قال السفير الأمين الدودو، إن التقرير كان خاطئ، وتنقصه الدقة المطلوبة وبعد مراجعته ثبت تعاون تشاد الكبير فى مكافحة الإرهاب ، ورفع معاييرها الأمنية، قائلًا: لاتوجد على تشاد أى محاذير لا إقليمية ولا دولية. وعن عودة العلاقات مرة أخرى مع إسرائيل، بعد انقطاع دام 50 عامًا قال السفير التشادى، إن دولته فى عهد الرئيس إدريس ديبى تسعى إلى "صفر" عداوة مع أى دولة، من أجل المصلحة العامة مع كافة دول العالم، لأن الكرة الأرضية أصبحت قرية صغيرة جدًا وأصبح التعاون أمر لابد منه. وأوضح سفير تشاد أن رئيس دولته أنشأ صندوق لتعويض ضحايا الرئيس السابق حسين حبرى، فى سنواته العجاف التى قتل فيها أكثر من 40 ألف مواطن تشادى بأسوأ طرق القتل كان من بينها إلقاءهم فى مياه مغلية، وكان لابد من إنشاء هذا الصندوق فى إطار جبر الضرر، مطالبا بمساهمة المجتمع الدولى به لاعتبارها من الجرائم التى تمت ضد الانسانية. ولفت سفير تشاد إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر وتشاد فى الوقت الحالى ضعيف جدًا، رغم تواجد 2500 تشادى يملكون عقارات وفيلات بقلب القاهرة، مطالبًا بالاستثمار فى الزراعة و اللحوم فى تشاد التى وصل عدد رؤوس الإبل فيها إلى 8 مليون رأس، خلافًا للأغنام والأبقار، مع وجود 5 مليون هكتار من الأراضى الصالحة للزراعة والغير مستغلة. كما يتسم الموقفان المصرى والتشادى بالتوافق بصدد العديد من القضايا الإقليمية وخاصة القضية الليبية حيث يتفقان على وحدة الأراضى الليبية وصون مقدراتها، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية وفى مقدمتها البرلمان الليبى والجيش الوطني، ومساندة بعثة تنفيذ مبادرة دول جوار ليبيا، وكذلك جهود المبعوث الأممي.




























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;