بالصور.. طفل العاشرة يتحدى الإعاقة والموت بالإسماعيلية ويستعد لبطولات "تنس طاولة".. الأم: الطب أكد عدم وجود علاج لعظام كريم الزجاجية وأنه لن يعيش.. لكنه أصبح أجمل ما فى حياتى.. وأمنيته لقاء أبو تريكة

ما الذى تريد أن تفعله أيضا يا كريم؟ وما الذى تريد تحقيقه يابن العاشرة بعد أن تغلبت على الإعاقة والموت؟ وما غاية المثال الذى يمكن أن نفهمه من خلالك؟ ولدت بإعاقة حركية فى القدمين والذراعين كانت كفيلة بأن تسجن نشاطك وإنسانيتك، لكنك صممت على التحدى، وعشت أفضل من الأصحاء، و دخلت المدرسة لتتعلم، بل ومارست هواياتك، وها هم المدربون يعدونك لخوض البطولات فى تنس الطاولة، لتثبت أن الإعاقة لا تسجن الروح والإرادة.

أكد الأطباء عند ميلادك أن عظامك زجاجية، وأن حالتك المرضية نادرة ليس لها علاج، وأنك لن تعيش طويلا، لكنك صممت على تجاوزها، وها أنت تتجاوز العاشرة من عمرك، لتكون مثالا للقدرة والقوة، يتأمله كل اليائسين.

فما الذى تريد تحقيقه بعد ذلك؟ ولأن خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فها هى والدة كريم تضرب لنا هى الأخرى الأمثلة، وتقول ولاء صالح والدة "كريم" لـ"انفراد": "منذ ولادة كريم اكتشفنا أن لديه إعاقة حركية فى القدمين والذراعين، وعظمه أيضا زجاجى سهل الكسر، و إلى وقتنا هذا لم يعرف أحد من الأطباء ماهي سبب إعاقته، ولم يجدوا أى مسمى علمى لهذه الحالة، وقالوا لنا إن كريم لن يعيش فترة طويلة، بسبب أن حالته نادرة، ولكن قدرة ربنا على كل شىء، وأراد الله أن يعيش ويكون أجمل حاجة فى حياتى".

وتابعت الأم: "ابنى فى الصف الخامس الابتدائى فى مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض، ولدى كريم شقيقتان "كريمان، وريم" وهما تحبان "كريم"، و تلعبان معه ولا يشعرانه بأى نقص أو إعاقة، ويقومان باختيار الألعاب التى تناسب كريم حتى لا يشعر بالحرج، وحنانهما عليه يشعرانه وكأنه لديه ثلاث أمهات".

كريم بطل رياضى رغم إعاقته، حيث اختار لعبة "تنس طاولة"، ليحقق فيها أمنيته، حيث يلعبها فى نادى العزيمة بالإسماعيلية، وسبب حبه لها أنها لعبة مناسبة لإعاقته، ويقوم بالتمرين 3 أيام فى الأسبوع، ومدربه يؤكد أنه سيصبح بطلا خلال فترة قصيرة، وكشفت والدته أن أمنية "كريم" هى مقابلة اللاعب محمد أبو تريكة، الذى يعتبره مثلا أعلى له، كما أكدت أنه يتمنى أن يصبح طبيبا، ويتخصص فى علاج أمراض عظام الأطفال.

و استطردت الأم: "كريم يقضى يومه بشكل طبيعى مثل كل الأطفال، كما أنني جعلته يعتاد على الاعتماد على نفسه، ويذهب إلى المدرسة مع أصدقائه الذين يحبونه ويستمتعون باللعب معه، ويعود من المدرسة يستذكر دروسه، كما أنه ملتزم بأداء الصلاة".

وتواصل الأم: "أنا أم لطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، ولكنى لم أر أحن و لا أجمل من كريم فى هذه الدنيا، وأعتز به، فهو نعمة من الله، وفخورة بأنى والدته، وسأظل أحمله وأقوم بتحريكه بالكرسى حتى آخر يوم من عمرى، وأمنيتى فى الحياة أن أطوف به حول الكعبة، وأقوم بالدعاء لكى يقوينى ربنا ويكرمه فى حياته اللى اختارها ليه".

واعترفت "ولاء" بأنها تعانى بعض الشىء، ولكن هذا العناء يختفى بمجرد رؤيتها لكريم مبتسما فرحا، ممتلئا بالحب والقدرة والنشاط، موضحة أن كريم لم يشعر مطلقا بأى اختلاف، بل بالعكس فهو يرى نفسه مميزا عن كل من حوله، كما أنه من الأشخاص الذين يدخلون القلب بسهولة، والدليل على ذلك أن لديه عدد كبير من الأصدقاء، وأيضا لديه صفحة على الفيس بوك، يتواصل من خلالها مع زملائه.

وأنهت حديثها بالقول: يجب على الآباء والأمهات أن يتحلوا بكثير من الصبر، و أن يحتضنوا الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتشجيع مواهبهم، والوقوف بجانبهم فى جميع النواحى النفسية والاجتماعية، لكى يسيروا على أول الطريق، لأن نجاحهم يبدأ أولا من الأسرة والمنزل. وبعد حديث الأم نود أن نتساءل: هل عندما تفتحت عينا كريم على الإعاقة تعلم التغلب عليها و نمت إرادته فى مصارعة إعاقته، فقويت واشتدت، لتتغلب على الموت ذاته؟ أم أن كريم وأسرته اتفقوا ضمنيا على قهر كل صعب، والتقت إرادتهم على ذلك فاستطاعوا قهر الموت بإرادة جماعية؟ لا يسعنا إلا أن نقول، إن نجاح كريم من المؤكد أنه احتاج مجهودا وصبرا وإرادة أكثر من أى إنسان سليم، إلا أنه فعلها ومضى فى طريق تحقيق ذاته واكتشاف قدراته، ورغم صغر سنه فإنه لم يستسلم، وصار على مبدأ أن الإعاقة فى بعض الأحيان قد تولد إبداعا ونجاحا.






























الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;