كيف تغيرت الشخصية الإرهابية.. المؤهلات العليا تتصدر الصفوف الأولى فى التنظيمات الجهادية.. باحث فى الحركات الإسلامية: المال سبب إغراقهم فى الجماعات المتطرفة.. وخبير نفسى: شخصياتهم وسواسية ولا يقبلون ال

رجل ذو لحية كثيفة يرتدى جلبابا فضفاضا تتسم ملامحه بالجمود ويكسوها الغلظة، صورة معتادة ترسخت فى أذهان الكثيرين بمجرد ذكر كلمة شخصية إرهابية، ولعل السبب فى هذا ما خلفته الأعمال السينمائية والدرامية التى جسد أبطالها تلك الشخصية، ولكن فى حقيقة الأمر لم تعد تلك الصورة موجودة على أرض الواقع وأصبحت قاصرة فقط على الفن، فاليوم لا يستطيع الشخص العادى إيجاد الفرق بين الإرهابى وغيره، فعلى سبيل المثال فى الواقعة الأخيرة والتى شهدت قيام انتحارى بتفجير نفسه فى منطقة الدرب الأحمر وراح ضحيتها 3 من أفراد الشرطة وأصيب فيها خمسة مواطنين، ارتدى الإرهابى زيّا عاديا يتناسب مع سنّه ويجعله شخصا مألوفا، بالإضافة للدراجة التى حرص الجانى على ركوبها وكان دائم التنقل بها وفقا لشهادة أهالى المنطقة. ولم تكن الهيئة الخارجية هى التى أعطت صورة مغايرة لشخصية الإرهابى المعاصر، ولكن أيضا المستوى التعليمى والثقافى والاجتماعى، فعلى سبيل المثال سنجد أن القيادات والصفوف الأولى فى تلك التنظيمات والجماعات المتطرفة يستحوذ عليها أصحاب المؤهلات العليا المنتمين لأسر ميسورة الحال، فلم تعد سيناريوهات الفقر والقمع والجهل ودورها فى تفريخ أصحاب الفكر المتشدد مجدية تلك الفترة. فبنظرة سريعة على متبنى الفكر الداعشى على سبيل المثال والمنتمين إليه نجد قيادة مثل أبو مالك والذى كان دوره فى التنظيم خبيرا للأسلحة الكيماوية، بسبب خبراته فى هذا المجال، حيث عمل مهندسا للأسلحة الكيماوية خلال حكم صدام حسين، ثم انضم لتنظيم القاعدة فى العراق عام 2005، هذا بالإضافة إلى عثمان أبو القيعان وهو طبيب فلسطينى درس فى الأردن من عرب 1948، وكذلك "أبو عبد الرحمن" أحد قيادات التنظيم سورى الجنسية، وهو طالب هندسة زراعية فى دير الزور. أما فى تشكيل تنظيم القاعدة الإرهابى سنجد من بين صفوفه العديد من الأسماء أصحاب المؤهلات العليا أبرزهم أسامة بن لادن مؤسس التنظيم نفسه، والذى تخرج فى كلية الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز، والدكتور أيمن الظواهرى الرجل الثانى الذى كان طبيب أطفال متخرج فى جامعة القاهرة، وخالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادى عشر من سبتمبر وهو مهندس ميكانيكا متخرج من جامعة نورث كارولينا فى أمريكا، ومحمد عطا قائد مجموعة الحادى عشر من سبتمبر، وكان يدرس هندسة معمارية فى جامعة هامبورج. ولم يختلف الحال كثيرا فيما يتعلق بالمؤهلات المنضمة لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية أو عيرها، والتى أعلنت بيعتها لتنظيم داعش الإرهابى وكانت مسئولة عن العديد من عمليات الاغتيال والتفجيرات التى شهدتها مصر أعقاب ثورة 30 يونيو، ومن بين صفوفها شخصية قيادية يدعى أسامة وهو حاصل على ليسانس حقوق، وكذلك "أبو بلال" وهو مبرمج كمبيوتر، وكذلك "سعد"، وهو محاسب مقيم بمحافظة الإسماعيلية، وهو أحد أعضاء خلية عرب شركس التابعة لتنظيم جامعة أنصار بيت المقدس، منفذة عملية مسطرد. هشام النجار الكاتب والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، يقول: تتعمد القيادات المسئولة عن التنظيمات الجهادية تحديدا إغراق أعضاء التنظيم فى المكتسبات المادية بشكل مبالغ فيه، فنجد على سبيل المثال أن أصحاب المؤهلات العليا يتقاضون رواتب أعلى بكثير من ذويهم مما يدفع الفرد منهم للانخراط والانغماس أكثر حتى لا يخسر ما يتحصل عليه، بالإضافة لأمر آخر يتعلق برمزية بعض القيادات مثل بن لادن وأيمن الظواهرى، وهى شخصيات جديرة بالاتباع والتقليد من وجهة نظر مريديها، خاصة أنها صاحبة مؤهلات دراسية عليا ومن طبقات اجتماعية ميسورة الحال. وأضاف النجار: أما إذا تحدثنا عن جماعة الإخوان فنجد أنها تعمدت استقطاب وتجنيد تلك الفئات للعمل لحسابها بداية من فترة السبعينيات وحتى فترة مبارك، فكان أعضاؤها وقادتها خريجى كليات القمة وهذا نابع من فكر الإخوان بأن يكونوا ندا للدولة ويحتووا فى صفوفهم ما يجعلهم بديلا للدولة عندما تحين الفرصة، وانضمام تلك الفئة لصفوف الجماعة زاد كثيرا فى فترة سيطرة الاخوان على مقاليد الحكم، لأنهم رأوا أن هذا يحقق لهم الوجاهة الاجتماعية والسلطة والنفوذ. أما الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، فيقول عن سمات الشخصية الإرهابية إنها شخصية وسواسية قلقة نمطية التفكير ولديها أفكار ثابتة ترفض النقاش فيها أو الجدال حولها، وعن الدوافع التى يمكن أن تقف وراء انضمام الشباب المثقف صاحب الشهادات العليا لمثل تلك التنظيمات الإرهابية يقول: هذه الشخصية حتى وإن كانت من حملة الشهادات العليا، إلا أنها تتسم بالجهل تسلم بالمعلومة التى تلقى إليها وتتحول إلى شخصية منقادة، فعندما يقول لها قائدها نحن نحارب ونعيش وسط الكفرة فهذا كلام لا جدال فيه ومسلم بيه.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;