ما أشبه ليلة بوتفليقة ببارحة مبارك.. شائعات تتحدث عن تهريب عائلة الرئيس الجزائرى لـ 50 مليار دولار خارج البلاد تكرر سيناريو الـ 70 بمصر.. منصة فيس بوك كعادتها تتبنى الشائعة.. ومصر تقدم لأشقائها تجربته

ما أشبه الليلة بالبارحة، هذا ما يمكن قوله الآن في مصر، بعد انتشار شائعات بالشارع الجزائري، تتحدث عن تهريب عائلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لـ 50 مليار دولار خارج البلاد، لتعيد للأذهان سيناريو الـ 70 مليار دولار التي بدأ الحديث عنها في مصر، بالتزامن مع أحداث ثورة 25 يناير، وأحدثت مزيدا من البلبة في الشارع المصري آنذاك، حتى أن بعض أهل المحروسة كانوا يجلسون وقتها يحسبون نصيبهم من المليارات المزعوم تهريبها. فيس بوك لم يخلف موعده مع الحدث حيث ينتظره هواة الفرقعة وإثارة البلبلة، وصل فيس بوك في الجزائر، وأصبح منصة شيطانية للشائعات والتشكيك في الأفراد والمؤسسات، وتداولت حسابات عبر موقع التواصل الشهير، حديثا عن تهريب الأموال من الجزائر، وسرقة مقدرات الشعب، وتهريبها خارج البلاد، ثم بدأت حسابات أخرى "منطقة" اللامعقول، وكتبت رسائل طمأنة للشعب، أن أموالهم التي سرقت سوف تعود، في محاولة لإلباس الباطل ثوب الحق، أو تزيين الكذب، أو ربما لاستكمال سيناريو الشائعة، الذي يعتمد على نشرها في صيغة معلومة مجردة، ثم تكراره وترديده على نطاق واسع، ثم إلحاقه بمزيد من السيناريوهات المختلفة، ما بين التأكيد والنفي، والنقد والإشادة، حتى يمكن أن يكون مادة تستدعي التناول، وينسى الجميع طرح الأسئلة المهمة هنا، والتي مفادها، من أين جاءت المعلومة، ومن طرحها، وما دليله، وإلى أي حزب وفئة ينتمي، حتى يتبين للشعوب الخيط الأبيض من الأسود، والكذب من الحقيقة، والتفريق بين الكلام الغث والثمين. في الفترات الحرجة من عمر الأوطان، مثل التي تمر بها الجزائر الآن، وسبقتها فيها مصر، تزيد الشائعات، وتنتشر انتشار النار في الهشيم، غير أن العقل وحده، هو القادر على أن تخرج هذه البلاد من عثرتها، وتحلي الشعوب بدرجات جيدة من المنطق، وعدم تجاهل طرح الأسئلة المهمة، عند كل شائعة. أهل مصر أدرى الآن بكل الشعاب يقيني أن أهل مصر الآن هم أدرى بكل الشعاب، ولديهم تجربة قبل سنوات، تجعلهم مصدرا موثوقا للنصيحة، ولو أن الأخوة بالجزائر تمهلوا قليلا، ودرسوا تسلسل الأحداث بتأن، لوجدوا أن التاريخ يعيد نفسه، وأن بلادهم تتعرض لسيناريو بلادنا، بذات التفاصيل، والطريقة، ومن المنصات ذاتها، وربما لو دققوا جيدا، لتأكدوا أن مصادر تلك الشائعات من نفس البشر، أو أشباههم في بلد المليون شهيد. المتابع للشأن الجزائري، يعرف أن بداية هذا الحديث كان على لسان الوزير الأول أحمد أويحيى الذي سأله البرلمان الجزائري في إحدى جلساته، عن المعلومة ليجيب "اسألوا الشعب أين هي الألف مليار"، ليرمي الرجل كرة اللهب، ثم يتركها، تنتفخ وتقل، حسب كل مقدم للمعلومة، حتى وصلت الألف مليار، إلى 50 مليار دولار فقط، ما يحتم على الجميع الآن، ما مصدر هذا الحديث، ولمصلحة من، وهل يمكن افتراض البراءة – بل الصدق حتى – في الحديث عن تهريب رئيس دولة لأموال، في هذا التوقيت الحرج بالذات؟! لسنا مع أو ضد رئيس الجزائر المؤكد أن مصر بكل طوائفها ليست مع "بوتفليقة" أو ضده، واليقين أن مصلحة أهلنا في الجزائر، وسلامة أوطانهم هي القيمة العليا، وهي الأولى بالاهتمام، وقبل كل شيء، بواقع مجرد من كل غرض أو مصلحة، فليس هناك مصلحة لمصر والمصريين في بقاء عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر، كما لن تضار مصر وشعبها من رحيله، غير أن الثابت الأول والأخير والأوحد في الأمر، هو الحفاظ على الجزائر "وطن" و"أرض" و"شعب"، وهو ما يستدعي كل مصري لتقديم نصيحة – إم جاز التعبير – أو قل لتذكير إخوانه هناك بتجربته القاسية، على مدار سنوات عصيبات.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;