الاقتصاد يقهر طموح السلطان.. تراجع الوضع الاقتصادى يمنع الدكتاتور التركى من تشديد قبضته على السلطة.. انهيار الليرة أثبت أنه أخطر على حزبه من الحرب فى سوريا وتهديدات داعش.. والانتخابات كشفت زيف النزعة

لا تزال أصداء الهزيمة التى تعرض لها الرئيس التركى، رجب طيب اردوغان فى الانتخابات المحلية بخسارة الدعم فى كبرى المدن، مثل اسطنبول وأنقرة تلقى اهتمام الصحف العالمية، فتحت عنوان "أكبر أعداء الرئيس أردوغان هو فشل الاقتصاد التركى وليس إكرم إمام أوغلو"، قالت افتتاحية صحيفة "الإندبندنت" أن الوضع الاقتصادى أثبت أنه أكثر تهديدا من الحرب فى سوريا وخطر داعش على حزب "العدالة والتنمية". واعتبرت الصحيفة أن تراجع الوضع الاقتصادى سيحرم أردوغان من تشديد قبضته على السلطة موضحة أن انتخابات المحليات فى تركيا لم تكن تلقى اهتماما خارج حدود البلاد، ولكن إنجاز إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول، بعد استيلائه على السلطة فى أكبر مدينة لصالح الحزب الجمهورى الشعبى المعارض من حزب العدالة والتنمية الحاكم. واعتبرت الصحيفة أنه هذه كانت واحدة من الانتكاسات غير المتوقعة للرئيس التركى رجب طيب اردوغان فى جميع المدن الرئيسية، بما فى ذلك العاصمة أنقرة. كما حقق حزب الشعب الديمقراطى اليسارى بقيادة الأكراد مكاسب في شرق تركيا. وهذا سيزعج الرئيس أكثر، بحسب "الإندبندنت". واعتبرت الصحيفة أنه تطور يبعث على الأمل ، لأنه دليل على أن الديمقراطية لا تزال موجودة فى تركيا، على الرغم من كل شىء. أظهرت النتائج أن تركيا ليست بعد دولة ذات حزب واحد، وأنه يمكن هزيمة أردوغان، حتى مع ميل وسائل الإعلام ضد أحزاب المعارضة. كانت الهزيمة فى اسطنبول مؤثرة بشكل خاص ، حيث بدأ أردوغان نفسه مهنته السياسية رئيسا للبلدية فى عام 1994. ومن ناحية أخرى، أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الانتخابات المحلية التى جرت فى تركيا الأحد الماضى، أظهرت محدودية النزعة القومية التى يزعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تبنيها. واستهلت الصحيفة تقريرا لها فى هذا الشأن بالقول إن أردوغان لجأ - قبيل بدء الانتخابات فى جميع أنحاء البلاد فى نهاية الأسبوع الماضى - إلى تكتيكاته المعتادة حيث صور بعض خصوم حزبه الحاكم كخائنين يعملون مع الإرهابيين، فضلا عن أنه عرض شريط الفيديو المروع للمجزرة التى استهدفت مسجدين فى نيوزيلندا مؤخرا، وارتدى عباءة الضحايا المسلمين، كما أثار النزعة القومية الغاضبة من مدينة إلى أخرى فى محاولة لتشتيت انتباه الناخبين المحبطين من الاقتصاد المتعثر فى البلاد. وأضافت أن "أردوغان لم ينجح هذه المرة، حتى أن نتائج الانتخابات بدت وكأنها توبيخا له، فقد هُزم المرشحون الذين يمثلون حزب العدالة والتنمية فى المدن الكبرى فى جميع أنحاء تركيا، بما فى ذلك العاصمة أنقرة ومدن أزمير وأضنة وأنطاليا". واستطردت تقول "إنه فى خضم التراجع الاقتصادى الحاد الذى شهدته تركيا مؤخرا حتى فقدت العملة المحلية /الليرة/ ثلث قيمتها مقابل الدولار، لم يعد بإمكان أردوغان أن يعلق قبعته على شماعة الازدهار الذى تحقق خلال فترة سابقة من حكمه". وتعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة الأمريكية عن جونول تول، وهى باحثة تركية فى معهد الشرق الأوسط فى واشنطن، قولها: "إن فقدان المدن التركية الكبرى حطم أيضًا صورة أردوغان كسياسى لا يقهر".. وأضافت: "أن الانتخابات وجهت ضربة قوية لشبكة العملاء التى بناها أردوغان على مدى السنوات الـ 25 الماضية، والتى ساعدته على تأمين ولاء نخبة رجال الأعمال ووضع مواردهم فى العمل لتعزيز سلطته". كما اعتبرت "واشنطن بوست" أن هذه النتيجة المفجعة لأردوغان تضاف إلى مشاكله المتزايدة.. ففى الخارج، ينخرط أردوغان فى نزاع جديد مع الولايات المتحدة بشأن شراء تركيا لنظام دفاع صاروخى روسى، وفى الداخل، يواجه دعوات متزايدة لسن إصلاحات اقتصادية عميقة. وفى هذا الشأن، يقول بيرك إسين، الأستاذ المساعد فى العلاقات الدولية بجامعة بيلكنت فى أنقرة، حول نتيجة الانتخابات: "إنها نتيجة رهيبة لأردوغان.. فهناك أزمة اقتصادية، وهناك أزمة دولية بسبب المواجهة المستمرة مع الولايات المتحدة، وفى الوقت ذاته، هناك هزيمة انتخابية تظهر لشركائه الدوليين وخصومه المحليين مدى ضعفه فى إدارة شئون البلاد".








الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;