"انفراد" داخل 3 محطات لقياس تلوث الهواء.. محطة ميدان التحرير تتابع التلوث لحظيا و"المعادى" لرصد الأتربة و"أكتوبر" تصدر تقارير أسبوعية.. المراكز تعمل 24 ساعة لرصد 6 أنواع ضارة حددتها "الصحة العالمية"

بين تأكيدات وزارة البيئة أن الهواء الذى نستنشقه نظيف، وفق المعدلات العالمية، وبعض الشائعات التى تروج لعكس ذلك، قررنا معرفة كيف تقيس وزارة البيئة "التلوث"؟ .. فخاض"انفراد" تجربة لزيارة 3 محطات لرصد ملوثات الهواء المحيط بنا، يتم وضعها بالشوارع والميادين ذات الكثافات المرتفعة. كانت البداية، فى العاشرة صباحا، حيث مقر وزارة البيئة فى المعادى، بمكتب الدكتور مصطفى مراد رئيس الإدارة المركزية لنوعية الهواء والحماية من الضوضاء بوزارة البيئة، والذى أكد لنا أن 96 محطة ترصد بشكل دائم نوعية الهواء على مستوى الجمهورية، وتقتصر مهامها على رصد 6 ملوثات أساسية حددتهم منظمة الصحة العالمية، هى "الجسيمات التى يقل قطرها عن 10 ميكروجرامات، والتى من الممكن أن نستنشقها وتدخل للجهاز التنفسى، والجسيمات الأخطر التى تصل إلى2.5 تدخل للجهاز التنفسى وتدخل إلى الدم، وثانى أكسيد الكبريت الناتج عن حرق الوقود فى الصناعة أو الصادر عن السيارات التى تعتمد على السولار، وثانى أكسيد النيتروجين، وأول أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود، والأوزون، والرصاص. وأشار إلى وجود منظومة لرصد الانبعاثات الصناعية والملوثة للهواء، حيث تم ربط 61 شركة صناعية كبرى من الإسكندرية وحتى أسوان، وسيناء، بإجمالى 254 مدخنة، ومن المنتظر أن تصل إلى 500 مدخنة، بحلول 2030، لافتا إلى أنه من المتوقع من خلال التخطيط العمرانى للمناطق الجديدة، والذى يهدف لتفريغ مناطق الازدحام مثل القاهرة الكبرى، ونقل الحكومة خارجها، أن يؤدى ذلك بدوره إلى خفض معدلات تحرك وسائل النقل، وخلال 5 سنوات مقبلة سيكون هناك تغير إيجابى كبير، بالتزامن مع ما تم تنفيذه فى توفير خطوط نقل عام ذات جودة والتوسع فى خطوط المترو. وأكد أن التقاير تؤكد أن مصر لم تتخط المعايير السنوية فى 5 ملوثات، مما يعنى أن ما يتنفسه المصريين فى المناطق المختلفة التى تغطيها الشبكة، لا يؤثر على الصحة، لكن يظل ملوث واحد فقط تأثيره مرتفع هو "الأتربة"، وذلك لطبيعة مصر الصحراوية، وتمركز السكان فى الوادى والتى تؤدى إلى تمركز الأتربة فى الهواء المحيط بنا، وبالتالى أحيانا يحدث تجاوز به فى المعيار السنوى، لكن المعيار اليومى يؤكد أن حوالى 70% من الأيام لا تشهد تجاوز فى المعدلات. وأكد أن الأرقام التى تذكرها الصحف العالمية ليست صحيحة، لأنه لا يمكن أن تكون القاهرة بحجمها الكبير ويتم مقارنتها بدولة مثل الصين، مشيرا إلى أنه حتى الآن نسبة السيارات للسكان فى مصر لا تقارن بدول أخرى، فهناك 10 ملايين سيارة فى مصر، مقابل 100 مليون مواطن، مما يعنى أن واحد من كل 10 لديه سيارة، مقابل أنه باليابان كل 7 أشخاص من 10 لديه سيارة، أو فى أمريكا والصين التى لا تقل لديهم عن اليابان، وبالتالى ليس لدينا المصدر الذى يجعل القاهرة تتصدر قوائم المدن الملوثة. وللانتقال لرؤية آلية قياس تلوث الهواء، اصطحبتنا الدكتورة إيمان عاطف، مدير إدارة الهواء المحيط بوزارة البيئة، إلى المحطة الأولى أعلى سطح الوزارة، بمنطقة المعادى، وهى أحد محطات تجميع العينات، وتكلفتها أقل من محطات الرصد اللحظى، ومعنية برصد الأتربة والجسيمات الصلبة، منها يعمل كل 5 أيام، ويتم تغيير الفلاتر عدة مرات شهريا، ويتم تحليله لتحديد معدلات التلوث فى تلك المنطقة، وفى ميدان التحرير بالقرب من مقر المجمع. وفى ميدان التحرير كانت المحطة الثانية، والتى أكد محمد عبد ربه، نائب مسئول تشغيل الشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء، مركز الحد من المخاطر، أنها محطة رصد لحظى مسئولة عن قياس الستة ملوثات التى حددتها منظمة الصحة العالمية، باعتبارها ملوثات مؤثرة على صحة الإنسان، حيث ويتم تجميع البيانات للوصول إلى متوسطات، وفق معايير قانونية خاصة بكل ملوث، لافتا إلى أن المحطة تعمل بشكل لحظى دون توقف طوال الـ24 ساعة، لقياس ثانى أكسيد ثانى أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، والأمنيوم أكاسيد النيتروجين، والأوزون. وأشار إلى أنه فى حال تخطى قراءة الأجهزة للأتربة عن الـ150 فأن ذلك، مؤشر لارتفاع الأتربة فى الهواء، موضحا أنه يتم جمع البيانات لحظيا عن طريق الأجهزة، وإرسالها لجهاز شئون البيئة، ومركز الحد من المخاطر بجامعة القاهرة، مشيرا إلى ضرورة إجراء زيارة وصيانة دورية للمحطة، وإصدار تقارير يومية، للتأكد من استمرار وسلامة عملها. أما المحطة الثالثة، فكانت فى مدينة 6 أكتوبر، حيث سطح المعهد الأزهرى الابتدائى، والتى تضم جهازين بكل منهما فلاتر تعمل لمدة 7 أيام، وفى نهاية كل أسبوع يتم تغييرهم جميعا، وهى معنية بتجميع عينات للتعرف نسبة الأتربة وتلوث الهواء فى المنطقة المحيطة به، ويتم اختيار ويتم اختيار الأماكن الأكثر أمانا لوضع المحطات، ووجود تيار كهربائى دائم، ودائما ما تكون مناطق سكنية، لارتباطها بما هو مؤثر على صحة الإنسان. التعرف على ملوثات الهواء، لا يقتصر فقط على تجميع العينات بالمحطات، بل تعد تلك هى المرحلة الأولى منه، حيث انتقلنا فى جولتنا إلى المرحلة الثانية، والتقينا الدكتورة فاطمة عاشور مدير مركز الحد من المخاطر والدراسات والبحوث البيئية، والتى قالت: إن المركز يدير شبكة رصد تلوث الهواء، وصيانة وتشغيل الأجهزة، بواقع 96 محطة بالمحافظات، من بينهم: 45 محطة لحظية، و48 محطة لرصد عينات، ويتم إبلاغ النتائج لوزارة البيئة، موضحه أن المشروع تم إسناده إلى المركز منذ عام 98 وحتى الآن، وينقسم إلى محطات رصد لحظى، وأخرى لسحب عينات وإجراء التحاليل الكيميائية. وأوضح الدكتور فتحى محمد عبد الحليم، مدير معمل الكيمياء، بمركز الحد من المخاطر، إن المعمل يحلل العينات المختلفة التى يتم رصدها من محطات الرصد، لرصد الملوثات الموجودة به، وأهمها: أكاسيد النيتروجين، والكبريت، والأتربة، مشيرا إلى أن العينات تمر بأربعة أو بخمسة مراحل، وغالبا ما يستغرق تحليل عينة من أكاسيد النيتروجين والكبريت، والأتربة، يوم واحد، وفى فترة السحابة السوداء غالبا ما تكون النتائج غير طبيعية. محمود حنفى مسئول شبكة تجميع وسحب العينات، بمركز الحد من المخاطر، قال إن معمل الهواء، يتولى مهمتين، هما: الصيانة والمعايرة، ورصد الأتربة والرصاص من خلال الأجهزة، حيث يتم سحب الأتربة من الجو، لتحليل مكوناتها للتعرف على خلوه من أى عناصر غريبة أو ضارة كالرصاص مثلا، وتحميلها على فلتر، ويتم رصد الأتربة الأقل من 10 ميكروجرامات، والأقل من 2.5 ميكروجرام، وتسمى بالأتربة المستنشقة، مشيرا إلى أن أكثر من 40 محطة على مستوى الجمهورية، تقيس معدل انتشار الرصاص. ولفت إلى أنه أحيانا يتم استخدام شبكة تجميع الأتربة، وهى عبارة عن فلتر ضخم يظل لمدة 30 يوما، فى المنطقة المرغوب الإطلاع على نسب الأتربة بها، وذلك لجمع الأتربة المتساقطة عن طريق الهواء الطبيعى دون وجود أى مؤثرات، ويتم حساب معدل الأتربة به، مشيرا إلى أن المحطات يتم معايرتها سنويا، ومتابعة أسبوعية للمحطات، وعمل زيارات دورية أخرى من فرق المتابعة. وتأتى المرحلة الأخيرة من مراحل قياس تلوث، حيث مقر المعهد القومى للقياس والمعايرة، التابع لوزارة التعليم العالى، والتقينا الدكتور محمد على توفيق نور، نائب رئيس المعهد للشئون العلمية والبحثية، المدير التنفيذى لمشروع المعمل المرجعى لتلوث الهواء، والذى قال: إن دور المعهد فى منظومة رصد تلوث الهواء، هو معايرة وضبط جودة الأجهزة الموجودة فى المحطات، وذلك وفق مواصفات موضوعه، ويتم ذلك بشكل دورى، بجانب مراقبة أداء العاملين بالمحطات، فى سحب العينات وتحليلها، وتدريبهم. وأضاف نور: أن الشبكة طورت الأجهزة لأحدث الموديلات المتاحة بالسوق العالمى، إلا أنه مازال هناك بعض الأجهزه مازالت تعمل بالكفاءة نفسها، منذ عام 1998، وبالتالى نؤكد أن التقارير الصادرة عن الأجهزة سليمة تماما، مشيرا إلى أن المعهد تمكن مؤخرا من الوصول إلى طرق للمعايرة داخل مصر، بدلا من سويسرا، منذ عامين، مشيرا إلى أن المطارات أيضا جميعها الآن بها أجهزة لرصد الملوثات، ويتم إعلان نتائجها على شاشات أمام الجميع، وفى الموانئ أيضا.




















































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;