التعليم الجامعى الأمريكى يقتل الطلاب.. تكلفة الطالب تتراوح بين 10ـ70 ألف دولار.. القروض الفيدرالية وصلت 1.5 تريليون .. ملياردير يساهم بـ40 مليون دولار والمنح تحمى المتفوقين.. وترامب يخطط لتخفيض ديون ط

التعليم وإعداد أجيال من الشباب بخبرات تلائم أسواق العمل العالمية للنهوض بالأمم، إجراء يعد الورقة الرابحة فى رهان أى دولة على تقدمها ومستقبلها، لذا لا تتدخر أى دولة جهدًا أو مالًا إلا وتبذله للارتقاء بمستوى المناهج العلمية وإدخال الأساليب الحديثة فى النظم التعليمية، وكذا إتاحة الفرصة لأبناء الدولة للحصول على فرصة تلقى تعليم جيد حتى وإن كان يتكبد تكاليف مالية باهظة. الولايات المتحدة الأمريكية، أبرز دول العالم التى تتمتع بنظام تعليمى عالى المستوى من المحتوى والتكلفة أيضًا فى ذات الوقت، وللتغلب على النفقات المرتفعة جدًا اللازمة للطالب لاستكمال تعليمه والالتحاق بالتعليم الجامعى، فيجب عليه إما أن ينتمى لعائلة ثرية تستطيع توفير نفقات تعليمه، أو أن يلجأ للخيار الثانى وهو القروض الفيدرالية التى توفرها الحكومات الفيدرالية والبنوك للطلاب لسداد المصروفات الدراسية، وهو بند مالى مكلف جدًا للدولة، وهناك حل ثالث تمثل فى المنح الدراسية المجانية والتى يحصل عليها الطلاب المتفوقين دراسيًا فقط، أو أن يكون الحظ حليفًا لطالب أو أكثر ويتم منحهم دعمًا من رجال الأعمال لسداد النفقات عنهم. قيمة القروض الفيدرالية للطلاب بلغت 1.5 تريليون دولار تشير التقارير إلى أن قروض الطلاب هى شكل من أشكال المساعدات المالية المستخدمة لمواصلتهم التعليم العالى، وقد نمت تلك المساعدات منذ العام 2006 وحتى العام 2019، لتصل قيمتها إلى 1.5 تريليون دولار، أى ما يقرب من 7.5٪ من إجمالى الناتج المحلى، خاصة وأن نفقات العام الدراسى الواحد للطالب تبدأ فى بعض الكليات من 10 آلاف جنيه وتصل فى البعض إلى ما يزيد عن 70 ألف دولار، فبحسب تقرير لمجلة فوربس "forbes"، وصلت مصروفات العام الدراسى فى جامعة هارفارد إلى 68 ألف دولار. ملياردير أمريكى يفاجئ طلاب كلية بولاية جورجيا بسداد ديونهم الدراسية وبالاطلاع على مثل هذه الأرقام، تصبح المفاجأة التى فجرها الملياردير الأمريكى روبرت سميث، الأسبوع الماضى، بتسديد دفعة ديون جميع خريجى هذا العام فى كلية "مورهاوس كوليدج"، والتى تقدر بقرابة 40 مليون دولار، أمرًا ليس غريبًا فيما يتعلق بضخامة المبلغ المستحق على الطلاب. وقال الملياردير الأمريكى فى كلمة خلال حفل تخرج طلاب الفصل الدراسى لعام 2019 – الإثنين الماضى - إن عائلته ستدفع هذه الأموال من خلال منحة، وقال : "نحن قادرون على رعاية مجتمعنا وضمان حصولنا على كل الفرص المتاحة للحلم الأمريكى"، فيما قابل الطلبة الذين أصيب بعضهم بالذهول كلماته، بالتصفيق الحاد. فيما أعلن رئيس "مورهاوس كوليج" ديفيد توماس، أن 399 طالبا سيتخرجون هذا العام، ما يعنى أن تغطية الديون الطلابية لهذا العدد ستتكلف حوالى 40 مليون دولار، وأضاف: "عندما تضطر إلى دفع الديون المستحقة عليك، فإن الخيارات المتعلقة بما يمكنك القيام به فى العالم تكون مقيدة"، مشيرا إلى أن هدية الملياردير الأمريكى "ستمنحهم الحرية للسعى وراء أحلامهم وشغفهم". ما هى طرق مساعدة الطلاب للالتحاق بالكليات الأمريكية؟ اهتمام الملياردير الأمريكى بتسديد ديون الطلاب الخريجين، يلفت الانتباه إلى مدى اهتمام المجتمع الأمريكى بأكلمه وليس الحكومات فقط بضرورة توفير كافة الظروف الملائمة للطلاب ومساعدتهم فى الحصول على تعليم عالى يؤهلهم لقيادة دولتهم للاستمرار فى صدارة بلدان العالم، ولكن ماذا تقدم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية للطلاب لمساعدتهم فى استكمال مشوارهم التعليمى؟ وهل هنالك أى مخاطر تهدد تلك المساعدات؟، هذه الأسئلة وغيرها الكثير من الأفكار، تجيب عنه السطور التالية. وبتسليط الضوء على المنح والمساعدات الرسمية التى يحصل عليها الطلاب فى أمريكا، نجد العديد من الروايات التى توثق مثل هذه الحالات وتوضح التكاليف الباهظة التى يرفع عبئها عن كاهل الطالب، فى ظل كثير من الخوف والقلق والتحضيرات، وتحديات عدة تواجه الطالب فى نهاية مرحلة التعليم الثانوى وأثناء عبوره لمرحلة الدراسة الجامعية، فعادة ما يكون الضغط النفسى الذى يعانى منه الطالب خلال هذه المرحلة يكون مدمرًا، وفى حال دمج هذا الضغط مع التحديات التى يتعرض لها الطالب فى منزله قد نتوقع حالته النفسية. طالب بلا مأوى يحصل على منحة دراسية فى أمريكا بقيمة 3 ملايين دولار ولكن مع طالب الجامعة فى السنة الأولى "توباك موسلى"، الأمر مختلف ولا مكان للأعذار، فالضغوطات النفسية والمعنوية والمالية التى ترافق الطالب ليس لها محلا من الإعراب فى النتائج التى يحصل عليها، و"موسلى" - الذى عاش فى خيمة فى مرحلة ما من حياته - استطاع أن يتحدى الظروف وأن يكمل تعليمه وسط ظروفه القاسية، وذلك حسب ما نشرته شبكة " euro news". وهنا كانت المفاجأة، حيث استطاع الطالب المتفوق، أن يسجل معدل 4.3 GPA وسجل 31 فى امتحان القبول الذى قدم عليه فى جامعات الولايات المتحدة، وحصل على الميدالية القوية، كل ذلك كان خلال فترة وفاة والده، ومع التذكير أنه لا يملك منزلا يعيش فيه. علامات موسلى وإنجازاته الدراسية أكسبته عشرات المنح الدراسية الجامعية التى تزيد قيمتها على 3 ملايين دولار، وفى حديث لشبكة "سى إن إن"، قال موسلى "إنها بصراحة شرف ونعمة"، وكان هدف الشاب الموهوب جمع مبلغ مليون دولار من المنح الدراسية التى سوف يحصل عليها بهدف استكمال دراسته بشكل أفضل، ولكن عندما بدأت العروض تتوالى عليه، قال موسلى : "أريد أن أفوز بالمليون"، وأضاف "فى الواقع لم أكن أعرف أننى تلقيت 3 ملايين دولار حتى مرحلة التخرج". واللافت هنا، أن "موسلى"، لم يكن الوحيد بين أفراد عائلته الذى حقق أرقامًا قياسية خلال دراسته، ولكن شقيقه الأكبر منه كان أيضًا متفوقًا، لذا يرجع "موسلى" نجاحه إلى أسرته وأصدقائه وجميع أفراد مدرسته، وقال "لقد كانوا دعما كبيرا لى". وفى سبتمبر، من المقرر أن يلتحق "موسلى" بجامعة ولاية تينيسى، حيث يخطط لدراسة الهندسة الكهربائية، وتابع الشاب المتفوق: "كنت قلقًا بشأن المال معظم حياتى، وبدأت حياتى المهنية، إنها فكرة منعشة ومشجعة"، وأضاف : "أقوم بهذا اليوم وأنا بكامل ثقتى، ولا يوجد قلق بشأن أى شىء آخر". طالبة أمريكية تقبل طلبات التحاقها فى 115 كلية "توباك موسلى"، لم يكن الطالب المتفوق الوحيد الذى يحصل على منح دراسية ضخمة إلى هذا الحد، فسبقته فى أبريل الماضى، الطالبة أنطوانيت لاف من مدرسة ثانوية فى ولاية لويزيانا الأمريكية، التى قُبلت فى 115 كلية وعُرض عليها أموال من أجل مِنح دراسية أكثر من أى طالب آخر يُوشك على دخول الجامعة فى أمريكا فى عام 2019، وفقاً لما نشره موقع قناة Fox8 التلفزيونية الأمريكية. أنطوانيت لاف، التى تبلغ من العمر 18 عامًا، هى طالبة فى آخر عام دراسى فى مدرسة International High School الثانوية فى نيو أورلينز الأمريكية، وقالت أنطوانيت، فى بيان صحفى صادر عن مدرستها، "لقد بدأت التقديم فى سبتمبر 2018، وواصلت التقديم والتقديم إلى أن امتلأ صندوق البريد الصغير فى منزلى فجأة بجوابات كثيرة وعشرات المنح الدراسية". الطالبة الأمريكية تحصل على منح قيمتها 3.8 مليون دولار وحتى الآن، قُبلت أنطوانيت فى 115 كلية وجامعة فى جميع أنحاء البلاد وعُرض عليها منح دراسية تصل قيمتها مُجمعة إلى 3.8 مليون دولار، وعلى مستوى الولايات الأمريكية، تحمل "أنطوانيت" توصيفاً بأنها من بين أوائل طلاب السنة الأخيرة فى المدرسة الثانوية الذين قُبلوا فى معظم الكليات وبأكبر عروض مالية للمنح الدراسية، فيما ذُكر أنَّها لا تزال تنتظر ردوداً من 12 جامعة أخرى. وأنطوانيت هى الأكبر بين خمسة أطفال وتقضى معظم وقتها فى المساعدة فى تربية أشقائها الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و15 عاماً، وخلال فترة وجودها فى المدرسة الثانوية فى نيو أورلينز، أصبحت أنطوانيت عضوة فى عدد من الجمعيات الشرفية من بينها نادى بيتا الشرفى الوطنى، وجمعية الشرف الوطنية لطلاب الجامعات. وقالت أنطوانيت "هذا حقاً حلم أصبح حقيقة. لقد نلتُ ثمرة جميع ساعات الدراسة، والكتابة، والحصص بأفضل طريقة ممكنة ولا يمكننى الانتظار للمُضى قدماً وبدء دراستى الجامعية"، وتُخطط أنطوانيت للتخصص فى التعليم الابتدائى، فيما تنصح أنطوانيت الطلاب الآخرين فى السنة الدراسية الأخيرة من المدرسة الذين يتقدمون بطلبات إلى الكليات ويبحثون عن المنح الدراسية بأن يقدموا كثيرًا لتلك المِنح. دور القروض الفيدرالية فى دعم الطلاب للالتحاق بالجامعات الأمريكية وإلى جانب مثل هذه المنح التى تتوفر للطلاب، فهنالك الجانب الأصعب وهو القروض الفيدرالية، وهذه القروض كما لها جانب إيجابى يتمثل فى مساعدة الطالب، فلها جوانب سلبية أخرى، مثل أن توافرها بكثرة يشجع الكليات على زيادة المصروفات كل عام، ورغم ضخامة المبالغ التى يستدين بها الطالب لاستكمال تعليمه، فإن هناك نظاما معمولا به يخفف من ذلك العبء، وهو برنامج الإعفاء من قرض الخدمة العامة، وهو برنامج فيدرالى أنشأه الرئيس جورج دبليو بوش، والذى يغفر قروض الطلاب الفدراليين للمقترضين الذين يعملون بدوام كامل (أكثر من 30 ساعة أسبوعيًا) فى وظيفة عامة أو فيدرالية أو محلية أو خدمة عامة مؤهلة أو وظيفة غير هادفة للربح. ولكن طوق النجاة هذا، يبدو أنه لن يستمر طويلًا، خاصة وأن الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب – بحسب تقرير حديث لمجلة فوربس "forbes" - يقترح إنهاء برنامج الإعفاء من القروض الطلابية، بإجراء بعض التغييرات الرئيسية في قروض الطلاب، وفقًا لميزانية عام 2020. خطة ترامب تغير خريطة القروض الفيدرالية للطلاب ويوضح تقرير المجلة، أن البيت الأبيض أصدر اقتراح ترامب للميزانية لعام 2020، والذي يحتوي على آثار مهمة على قروض التعليم العالي والطلاب، وتتضمن الميزانية 64.0 مليار دولار كتمويل لوزارة التعليم الأمريكية، أي بانخفاض 7.1 مليار دولار، أو 10% ، مقارنة بتمويل 2019، والميزانية، من حيث صلتها بقروض الطلاب، مبنية على العديد من الأهداف المعلنة، منها تخفيض ديون طالب القرض، وجعل التعليم العالى بأسعار معقولة، والاستثمار فى التعليم التقنى والمهنى، وتحقيق التوازن بين احتياجات الطلاب ومصالح دافعى الضرائب. وبموجب الميزانية المقترحة للرئيس ترامب، سيتم إلغاء برنامج الإعفاء من قرض الخدمة العامة، وسيؤثر الاقتراح على المقترضين الذين يقترضون قرضًا جديدًا بدءً من 1 يوليو 2020، مع استثناء المقترضين الذين يكملون دراستهم الحالية، لذلك فإن الطالب الذى اقترض قبل ذلك التاريخ، فمن المفترض أن يظل مؤهلاً لبرنامج الإعفاء من القروض الطلابية.



الاكثر مشاهده

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

;