السياحة العلاجية كنز مصر المفقود.. العرب ينفقون 27 مليار دولار على رحلات الاستشفاء.. رئيس منظمة السياحة العربية: مورد رئيسى للدخل القومى.. ومحافظ جنوب سيناء: مؤتمر عالمى بشرم الشيخ نوفمبر المقبل

رغم ما تمتلكه مصر من مقومات هائلة تجعلها تحتل المركز الأول بمنطقة الشرق الأوسط فى مجال السياحة العلاجية، فإن هذا النوع من السياحة مازال خارج دائرة الضوء، ما أفقد مصر حقها فى الحصول على نصيبها العادل من إيرادات تلك السياحة الجاذبة.

وكشف الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، رئيس منظمة السياحة العربية، عن حجم إنفاق السياح العرب وخاصة دول الخليج نحو 27 مليار دولار على السياحة العلاجية عام 2015 من إجمالى 100 مليار دولار على مستوى العالم.

وقال رئيس منظمة السياحة العربية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن دولة "التشيك"، وعدد من دول شرق آسيا سحبت البساط من تحت أقدام الدول العربية والتى تمتلك مقومات السياحة العلاجية بكافة أنواعها ومن بينهم مصر، واستحوذوا على السياح الخليجيين الوافدين لسياحة العلاجية "الاستشفائية".

وأشار إلى أن أمريكا وعدد من الدول الأوروبية استقطبت العرب الوافدين لغرض السياحة العلاجية "الطبية"، لافتا إلى أن تلك الدول تمتلك أحدث الإمكانيات الطبية.

وأضاف "بندر بن فهد" أن السياحة العلاجية تدر دخلا يؤثر فى زيادة الناتج المحلى لقطاع السياحة، ما يستدعى الاهتمام بها، حيث تمثل السياحة العلاجية نسبة تتراوح من 5% إلى 10% من حركة السياحة العالمية، ما يعنى القدرة على زيادة أعداد السياحة المتوقعة إلى مصر، واستعادة دورها الريادى فى هذا المجال. وأرجع رئيس منظمة السياحة العربية، الأهمية الاقتصادية للسياحة العلاجية إلى أن السائح العلاجى يتميز عن السائح العادى بطول مدة إقامته فى مكان العلاج، وهذه المدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع وقد تصل إلى خمسة أو ستة أسابيع، وغالبا ما ينصح الأطباء هؤلاء السائحين بالراحة مدة عشر أيام أخرى أو أكثر قبل العودة إلى أعمالهم وهذه المدة الإضافية يقضيها أكثرهم كسائحين عاديين .

ومن جانبه، قال الدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، على هامش فعاليات ملتقى "يدا واحدة مع السياحة المصرية" والذى اختتم أعماله مؤخرا بمدينة شرم الشيخ، أن مصر كانت ملجأ للسياحة العلاجية، ولديها من الفرص والإمكانيات ليضعها على خريطة السياحة العالمية، للحصول على نصيبها العادل من حجم السائحين الوافدين للعلاج.

وأضاف، أن مصر ينتشر بها ما يقرب من ‏1356‏ عينا للمياه الكبريتية والمعدنية‏ موزعة على جميع أنحاء محافظات مصر، ويوجد بها مستشفيات متطورة ومعامل تحاليل متقدمة، يمكن استغلالها فى تقديم الخدمة الصحية للسائحين فى إطار برنامج شامل لزيارة المناطق السياحية والإقامة الفندقية للمريض ومرافقيه .

وأشار إلى ضرورة تعريف السائح بإمكانيات الخدمة الصحية فى مصر من استشفاء فى العيون الكبريتية ورمال أسوان والعلاج بالطمى وكذا مشافى الصحة النفسية، بالإضافة إلى زراعة الكبد والغسيل الكلوى وزراعة الكلى والقرنية وعلاجات الكتراكت‏.‏ ودعا وزير الصحة الأسبق، إلى استغلال الإمكانيات المتاحة من المستشفيات المتطورة، مثل مستشفى شرم الشيخ وتزويدها بأعلى الكفاءات البشرية المتخصصة والمدربة على أعلى مستوى مع تشجيع جراحات زراعة الكلى والكبد والقرنية للحفاظ على الريادة المصرية فى ذلك المجال، فضلا عن مشافى الصحة النفسية وتشجيع إنشائها فى شرم الشيخ، وكذلك الحمامات الكبريتية لعلاج الأمراض الجلدية فى حلوان وحمامات فرعون برأس سدر واستعمال حمامات الطمى فى العلاج الطبيعى وأسلوب الدفن فى الرمال بأسوان للعلاج من الأمراض الروماتيزمية وكذلك علاج مرض الصدفية بالدفن فى رمال سفاجا، فمصر تنفرد بالعديد من أماكن الاستشفاء الطبيعية‏.

وكشف الدكتور عوض تاج الدين، عن أسباب تراجع مصر فى مجال السياحة العلاجية، قائلا: إن غياب التنسيق بين الجهات المعنية والاعتماد على الجهود الفردية وصعوبة الحصول على التأشيرات أدى إلى عزوف تلك الشريحة ذات الإنفاق العالى القدوم لمصر بغرض السياحة العلاجية، ما أعطى الفرصة لدول أخرى لاستغلال فترة غياب مصر لتطوير مستشفياتها والخدمات المقدمة للسائح العلاجى .

وتوقع "تاج الدين" أن ترتفع إيرادات السياحة المصرية لـ2 مليار دولار على الأقل حال الاهتمام بالسياحة العلاجية ووضعها على الطريق الصحيح، لافتا إلى أن دولة "الأردن" تحقق عوائد اقتصادية تقدر بمليار دولار من الوافدين للعلاج، ومليار من المرافقين للمرضى.

وشدد وزير الصحة الأسبق، على ضرورة إنشاء "هيئة مستقلة" للسياحة العلاجية تابعة لوزارة السياحة أو الخارجية، تحت إشراف وزارة الصحة، لإحياء القرار الوزارى الخاص بإنشاء وحدة كاملة متكاملة ومتخصصة للسياحة العلاجية الصادر عام 2005 فى عهده آنذاك، مهامها رصد الوضع الحالى للسياحة العلاجية فى مصر والعالم من خلال جهاز لمتابعة ودراسة الأسواق وتحديد الاحتياجات وإعداد قاعدة بيانات عن أعداد السائحين القادمين بغرض الاستشفاء والمقاصد التى يتجهون إليها‏.‏ وأضاف أن "الهيئة" ستتولى التنسيق بين كافة الإدارات المختصة بوزارات الصحة والسياحة والطيران المدنى والتعاون الدولى بالتعاون مع القطاع الخاص والاستثمارى، كما تتولى الهيئة إنشاء مركز معلومات متكامل حول الخدمات الصحية فى مصر وأسعارها وأفضل الطرق لحجزها وتوفير الراحة للمرضى وذويهم المرافقين لهم، وتتولى أيضا دراسة الأسواق الخارجية فى الخدمات الصحية ومعرفة عناصر القوة والضعف لديها وتوظيفها لتحقيق التطور المطلوب فى السياحة العلاجية بمصر.

وأشار إلى أهمية الترويج للسياحة العلاجية فى البلاد التى تحتاجها عن طريق عقد المؤتمرات والاشتراك فى المعارض الخارجية للتعريف بالخدمات الصحية المصرية ومدى تطورها، وإنشاء مكتب إرشاد بالمطار لاستقبال المرضى الوافدين وإرشادهم إلى مستشفياتهم وتدبير وسيلة انتقال لهم أو سيارة إسعاف وذلك بالتعاون مع وزارة الطيران المدنى‏.‏ ومن جانبه، أعلن اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، عن عقد مؤتمر السياحة العلاجية فى شرم الشيخ نوفمبر المقبل، تحت رعاية وزارتى الصحة والخارجية وهيئة تنشيط السياحة، بحضور منظمة السياحة العربية، ووزراء الصحة العرب، بالإضافة لدعوة عدد من الدول المميزة فى هذا المجال مثل رومانيا والمجر .

وأكد المحافظ أن مقومات السياحة العلاجية بالمحافظة تظهر بوضوح فى منطقة حمام "موسى" الذى يقع على بعد 5 كيلومترات من طور سيناء بواحة كثيفة من أشجار النخيل ويتمتع بمياه كبريتية متعددة العناصر المعدنية أهمها الصوديوم وهو عنصر كاوٍ يساعد على سرعة التئام الجروح والماغنسيوم الذى يساعد خلايا اللون بالجلد على استعادة حيويتها وإعادة اللون الطبيعى للجلد وله تأثير قوى على علاج الأمراض الجلدية المختلفة كالبهاق والصدفية والزوائد الجلدية.

وأضاف فودة أن المنطقة الثانية حمام "فرعون" الذى يقع بالقرب من مدينة أبوزنيمة وهو عبارة عن مغارة جبلية يتفجر منها ينابيع المياه الكبريتية شديدة السخونة يتراوح درجة حرارتها من 55 إلى 75 درجة مئوية أى تقترب من حد الغليان وتصب بعد ذلك فى مياه البحر دون الاستفادة منها.

ويتميز حمام فرعون بوجود تجاويف صخرية من الداخل تمثل غرف ساونا طبيعية ويمكن الاستفادة منها فى علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وخشونة الركبة وآلام العمود الفقرى لما تتمتع به هذه المياه بنسبة عالية من عنصر الكبريت، كما تحظى جنوب سيناء والكلام على لسان محافظها بعيون أخرى للمياه الكبريتية الدافئة تقع على بعد 20 كيلو متر من مدينة رأس سدر بالقرب من منطقة "وادى غرندل"، ويمكن الاستفادة منها فى علاج آلام المعدة والقولون وعسر الهضم وقرحة المعدة والبطن من خلال تناول كميات منها.

وعلى جانب آخر، أكد سامى محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة أن المقومات الأساسية لنجاح السياحة العلاجية متوافرة فى مصر ومنها البيئة الطبيعية التراث التاريخى والأثرى‏،‏ فمصر تتمتع بموقع جغرافى فريد كما تتمتع بالمناخ الجاف المعتدل بجانب انفراد مصر وغنائها بعيون المياه المعدنية والكبريتية العادية والساخنة والتى تبلغ نحو ‏1356‏ عينا موزعة فى جميع أنحاء البلاد، كما أن مصر تطل على ساحلين طويلين على البحرين المتوسط والأحمر وهو ما يعنى تنوع شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة وما تحتويه ترتبها من رمال وطمى صالح لعلاج العديد من الأمراض‏.‏ وقال، إن فكرة إنشاء "هيئة مستقلة" تابعة لوزارة السياحة أو الخارجية تحت إشراف وزارة لصحة، سيدفع بالحركة السياحة الوافدة لمصر خلال السنوات المقبلة، كما سيرفع نسبة السياحة العلاجية ويشجع خدمات العلاج الطبيعى والاستشفاء فى المناطق الطبيعية ذات المناخ المعتدل وذات المياه المعدنية والكبريتية ويسمح باستغلال وتهيئة باقى المناطق الطبيعية الموجودة فى علاج الأمراض لما لها من فائدة ضخمة لعلاج الأعصاب والعضلات وآلام الظهر والمفاصل والنقاهة بعد معالجة الكسور والحروق والعمليات الجراحية وكذلك بعض أمراض الجهاز الهضمى وغيرها. وأضاف أن السياحة العلاجية تتميز عن غيرها من أنواع السياحة الأخرى بطول مدة الإقامة، حيث يلزم السائح الإقامة بالمنتجع لفترات تبدأ من أسبوعين إلى شهرين متواصلين وذلك للاستفادة الكاملة من الخصائص العلاجية للعناصر المعدنية الطبيعية، كما تتميز بتكرار زيارة السائح لنفس المكان لأن العناصر الطبيعية الموجودة بالمياه دائماً ما تفيد انحسار أعراض المرض وبالتالى يستلزم السائح العودة مرة أخرى على فترات للمتابعة.

وأضاف رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن الهيئة ستقوم بتنشيط حركة السياحة العلاجية خاصة من دول الخليج، لجذب تلك الشريحة العالية الإنفاق، مشيرا إلى أن مصر تعتبر من البلاد التى تمتاز بمقومات علاجية العلاج بها أرخص من العلاج فى أى مكان فى العالم، لافتا إلى السياحة العلاجية تغطى نطاقا واسعا يمتد من المؤسسات الطبية المتخصصة إلى المنتجعات السياحية التقليدية التى تقدم وسائل الاستجمام المختلفة بما فيها برامج للأنشطة الرياضية تحت الإشراف الطبى.

ومن جانبه، قال محمد عبد الوهاب صاحب شركة سياحة، إن معظم السائحين من رواد السياحة العلاجية دائماً يتوافدون عليها من خلال برامج للتأمين الصحى، وأن إنفاق السائح يكون مرتفعا، ورغم أن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة قامتا بوضعها على خريطة السياحة فإنه ما زال حجم التوافد على السياحة العلاجية بسيط بسبب عدم التعريف بأهميتها.

وطالب من هيئة تنشيط السياحة بتوفير الدعاية السياحية على المستوى العالمى من خلال معارض وأسواق السياحة فى العالم، لافتا إلى أن مصر كانت وما زالت محط لطلب العلاج الطبى أو الجراحى لمجموعات من الأخوة العرب وبعض الأفارقة، وأيضا بعض السياح من الدول الأجنبية، وأن الكثير من هذه الدول وشعوبها تعاملت مع الطبيب المصرى الموفد وعرفت مستواه وقدراته فى مجال السياحة العلاجية.

وشدد على أهمية دعوة الأطباء المتخصصين والمسئولين فى الجمعيات والهيئات العالمية التى تعنى بشئون المرضى وعلاجهم لزيارة مصر وإطلاعهم على الإمكانيات الطبيعية الموجودة بها لبدء الترويج الصحيح لكنوز التى تزخر بها مصر فى مجال السياحة العلاجية، مشيرا إلى أن الاهتمام بعمل دراسات للجدوى للمشروعات الخاصة للسياحة العلاجية وفتح باب الاستثمار فيها لتشجيع المشروعات الاستثمارية المشتركة فى مجال السياحة العلاجية المتكاملة.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;