صور.. "إيده تتلف فى حرير".. إبراهيم بكرى ملك صناعة الأختام بالفيوم..ينقش الأسماء بحرفية ماهرة.. وزبائنه من البسطاء والسائحين.. ويؤكد: "مهنتى ورثتها عن أجدادى وسأورثها لأبنائى"

تجده يجلس علي منضدة دائرية بمنطقة المبيضة بمدينة الفيوم وأمامه مجموعة من الأختام المصفوفة في شكل جميل ويمسك أحد الأختام بيده التي امتلأت بالجروح القديمة ويضعه وسط قطعتين من الخشب ويحكمهم بسلسة من الخلف ثم يمسك بآلة حادة وينقش علي الختم بدقة وحرفية بالغة لينتهي من عمله خلال دقائق ثم يخرج الختم من القطة الخشبية بعد انتزاع السلسة الموجودة بالخلف ويضعه فى الحبر ويختم به علي الورق فيكتب الإسم الذي نقش علي الختم بشكل بارع يشبه ال"word art" في برنامج الكتابة الشهير علي الحاسب الآلى. يقول إبراهيم بكري إنه يعمل بهذه المهنة منذ طفولته أي ما يزيد عن 30 سنة وورثها عن جده ووالده اللذين كانا بارعين فيها ومازال والده يعمل بها رغم كبر سنه لافتا الي أن زبائنه أصحاب المعاشات وكبار السن الذين يتعاملون مع البنوك والمصالح الحكومية ولا يجيدون الكتابة والقراءة بالإضافة الي أن له زبائن من السياح الأجانب الذين يزورون محافظة الفيوم ويطلبون منه نقش أسمائهم بالحروف الأجنبية وهو يجيد ذلك حيث تخرج من دبلوم فني صناعي قسم ديكور وزخرفة وهو ما أضاف له حس فني في نقش الحروف بأشكال مميزة ومختلفة بالإضافة الي أن له زبائن من المثقفين الذين يرغبون في إقتناء الأختام المنقوشة بأسمائهم ومن يرغبون في النقوش علي تحف من الفضة أو خلف الساعات التي يقدمونها هدايا ولفت إبراهيم الي أنه يقوم بشراء الأختام النحاسية والفضية ويبدأ في "بردها" حتي يصبح ملمسها ناعم ثم يضع الختم وسط 3 قطع خشبية 2 من الجانبين وثالثة من الخلف ليكون محكم جيدا بين يديه ويبدأ في نقش الإسم الذي يرغب بنقشه من اليسار الي اليمين بحرفية ودقة لافتا الي أن الجروح القديمة الواضحة بيده كانت نتيجة التعليم من والده وجده وكان لا يجيد التحكم بالآلة الحادة التي تنقش بها. ولفت إبراهيم الي أنه يعلم المهنة لأبنائه ويحافظ عليها من الإندثار ويصر علي أن يعمل أبناءه بالمهنة حتي لو تفوقوا بالتعليم أو تعلموا مهن أخري ولكن هذه هي أساس العائلة وعن أسعار الأختام لفت إلى أن سعر الختم الصغير والمتداول بالفيوم 25 جنيه ولكن هناك أختام أكبر أو نقوش علي قطع فضلة سعرها 50 جنيه.