صراع الديمقراطيين.. كيف ألهمت تجربة ترامب شباب الحزب الديمقراطى قبل انتخابات 2020؟.. بيرنى ساندرز أمل "الثورة المضادة" لمجابهة صدمات دونالد السياسية.. و"إرث أوباما" ليس سلاح بايدن الوحيد لمغازلة قاعدة

على الرغم من تعدد المرشحين الأمريكيين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى، للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى عام 2020، إلا أننا ربما نجد أنفسنا بين فريقين لا ثالث لهما، وهما الفريق الذى يمكننا تسميته بـ"الحرس القديم"، متمثلا فى نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن والمرشحتين كاميلا هاريس وإليزابيث وارين، وفريق أخر يبدو متمردا على الأفكار التقليدية للحزب، يقوده بيرنى ساندرز، والذى يحظى بدعم شباب الحزب، بالرغم من تقدمه فى العمر، وهو ما يعكس حالة الانقسام التى تضرب معسكر الديمقراطيين، فى المرحلة الحالية، والتى تهدد مستقبلهم فى الانتخابات الرئاسية، المقررة فى عام 2020، فى مواجهة الرئيس دونالد ترامب، والذى ترتفع أسهمه بدرجة كبيرة، بسبب نجاحه الاقتصادى، وقدرته على تلبية احتياجات المواطن الأمريكى. إلا أنه ربما لا يمكننا قراءة المشهد الديمقراطى الجديد بعيدا عن الشارع السياسى الأمريكى فى مجمله، فى ضوء السياسات التى يتبناها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى تمثل انقلابا على العرف السياسى الأمريكى، عبر المجاهرة بالعداء للحلفاء، ومحاولة التقارب من الخصوم من ناحية، أو على القواعد الحزبية المرتبطة بالحزب الجمهورى، من ناحية أخرى، عبر التخلى عن سياسة الاعتماد على الوجود العسكرى، للاحتفاظ بالنفوذ الأمريكى فى العديد من مناطق العالم، وهو الأمر الذى أدى إلى تهميش الدور الذى يقوم به "الصقور" فى إدارته، وهو ما بدا واضحا فى قراره الأخير بإقالة مستشاره للأمن القومى جون بولت. الثورة المضادة.. صراع الشباب والعواجيز يهيمن على الديمقراطيين من هنا تبقى حالة الثورة التى أحدثها ترامب داخل أروقة الجمهوريين، والتى امتدت لتشمل المجتمع بأسره، فى حاجة إلى ثورة مضادة، تحمل شعار التغيير داخل الحزب الديمقراطى، والذى نجح ترامب إلى حد كبير فى تهميشه، حتى بعدما نجحوا فى الفوز بأغلبية مجلس النواب، خلال انتخابات التجديد النصفى الأخيرة، من خلال جرهم إلى معارك جانبية، فى الوقت الذى تحقق فيه إدارته نجاحات كبيرة، تقوم فى الأساس على التلامس مع رغبات المواطن الأمريكى، فيما يتعلق بالعديد من القضايا كالهجرة والاقتصاد، أو حتى ما يخص القضايا الدولية، حيث سعى إلى تحقيق التقارب مع خصوم أمريكا، والذين طالما كانوا سببا للقلق داخل المجتمع الأمريكى، خاصة كوريا الشمالية، والتى بقت ترسانتها النووية كابوسا يطارد الأمريكيين لعقود طويلة من الزمن. ثورة الديمقراطيين يمثلها العجوز ساندرز، والمدعوم من قبل شباب الحزب، حيث يبقى فكره الاشتراكى نقطة تحول جذرية فى تاريخ الديمقراطيين، الذين نصبوا أنفسهم كـ"دعاة" الرأسمالية فى العالم، وبالتالى فتعد محاولته استمرارا لحالة التغيير المتواصل، داخل المؤسسات الحزبية الأمريكية، ربما لتسفر عن انقلابات جذرية فى المبادئ، التى طالما تشدقت بها تلك الأحزاب، حتى صارت بمثابة عنوان لها، سواء على المستوى الاقتصادى أو السياسى. ولكن يبقى الجيل الأكبر سنا، والداعم لـ"الحرس القديم"، والذى يمثله بايدن، بمثابة قوة كبيرة، يراه شباب الحزب أنه الذى سبق له وأن قوض حلمهم بالتغيير، فى الانتخابات الرئاسية الماضية، عبر ترشيح هيلارى كلينتون، على حساب ساندرز، فى الانتخابات التمهيدية عام 2016، والتى تمكن ترامب من الانتصار عليها فى نوفمبر من نفس العام، فى صدمة كبيرة للديمقراطيين، والذين اعتقدوا أن فوز هيلارى يبقى مضمونا على ترامب "المغمور سياسيا" آنذاك. صراع المغمورين.. تجربة ترامب التى ألهمت الحزب الديمقراطى وهنا يصبح "صراع المغمورين" عنوانا مهما للانتخابات القادمة، فشباب الحزب الديمقراطى يحاولون تحقيق المعادلة الصعبة، التى سبق وأن حققها ترامب فى الانتخابات الرئاسية الماضية، حيث نجح الرئيس الأمريكى فى التفوق على عتاة السياسة فى الحزب الجمهورى، فى الانتخابات التمهيدية عام 2016، وأبرزهم جيب بوش، سليل عائلة بوش، والتى قدمت للبيت الأبيض اثنين من رؤساء أمريكا، وهو الأمر الذى يتكرر فى المرحلة الحالية، أمام الديمقراطيين، حيث تبقى المواجهة الرئيسية بين جو بايدن، والذى وصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكى فى عهد أوباما، من ناحية، وبيرنى ساندرز، والذى يبقى مغمورا، مقارنة بمنافسه الأساسى، فى الانتخابات الحالية. ولعل المحاولات التى أطلقها بعض النشطاء، حول سلوكيات بايدن المثيرة للجدل، والتى وصلت إلى حد اتهامه بالتحرش الجنسى، من قبل بعض الديمقراطيات، فى الأشهر الماضية، تمثل جزءا من مساعى تقويض مسيرته، لصالح ساندرز، فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى، خاصة بعدما فشل ما يمكننا تسميته بـ"التيار الديمقراطى التقليدى"، فى مواجهة سياسة "الصدمات" التى يتبناها ترامب، وهو ما بدا واضحا ليس فقط فى الخسارة المدوية التى لحقت بهيلارى كلينتون فى الانتخابات الماضية، ولكن أيضا فى الانتصارات السياسية التى حققها فى الكثير من المعارك الجانبية التى خاضها فى مواجهة الديمقراطيين فى الأشهر الماضية، وعلى رأسها مسألة الهجرة. تحالفات محتملة.. أوباما ليس سلاح بايدن الوحيد وهنا يثور التساؤل حول رهان كلا من بايدن وساندرز، فى المرحلة المقبلة، والتى يسعى خلالها كلا منهما حسم بطاقة الترشح للمرحلة الأخيرة من الانتخابات الأمريكية، والمقررة فى شهر نوفمبر من العام القادم، حيث يملك كلا منهما من الأوراق ما يؤهله ليكون منافسا قويا فى الانتخابات المقبلة، ومزاحمة الرئيس ترامب على عرش البيت الأبيض. فمن ناحيته يحاول بايدن الاعتماد على إرث الرئيس السابق باراك أوباما، باعتباره قد شغل منصب نائبه خلال سنواته الثمانى فى البيت الأبيض، خاصة وأن الأخير يحظى بشعبية كبيرة وقدرات خطابية مذهلة، مكنته فى الحفاظ على منصبه وشعبيته لفترتين متتاليتين، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على دعمه فى الحملة الانتخابية، وهو ما يزيد أسهمه بدرجة كبيرة. إلا أن "إرث أوباما" ربما ليس كافيا، حيث ربما يسعى نائب الرئيس الأمريكى السابق عقد ما يشبه "الصفقة"، مع المرشحين الأخرين "الأقل حظا"، الذين يعتنقون نفس رؤيته، وعلى رأسهم كاميلا هاريس وجوليان كاسترو والذى سبق وأن شغل منصب وزير الإسكان فى عهد أوباما، لتشكيل تكتل يمكن من خلاله مجابهة كتلة ساندرز الشبابية، والذى ربما يحاول القيام بالدور نفسه مع المرشحة إليزابيث وارن، فى ظل التقارب الكبير فى الأفكار بينهما.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;