قصة خلاف عائلى صنعت منافسة تجارية فى عالم الأحذية الرياضية.. مؤسسا "أديداس وبوما" شقيقان ألمان جمعتهما الحرفة وفرقتهما الحرب.. بدأ التصنيع فى غرفة غسيل الأم وتحولا لعمالقة الصناعة..وكنيسة واحدة جمعت ر

منذ أكثر من سبعين عاما بقليل، وتحديدا فى 1948 قام الإخوان الألمان أدولف داسلر ورودولف داسلر بتقسيم أعمالهما فى خلاف عائلى مرير غير سوق الأحذية الرياضية إلى الأبد، حيث أسفر عن تأسيس شركتى أديداس وبوما. وقال موقع مجلة "تاريخ الألعاب الرياضية" الأمريكية إن أديداس التى أسسها أدولف داسلر تعد ثانى أكبر مصنع للملابس الرياضية فى العالم، حيث بلغت إيراداتها لعام 2018 ما يقدر بـ 24.76 مليار دولار، بعد شركة "نايك"، بينما تعد "بوما" التى أسسها شقيقه الأصغر رودولف داسلر ثالث أكبر مصنع لملابس الرياضة، حيث بلغت إيراداتها 5.2 مليار دولار، وذلك وفقا موقع "نت ورث باز" المعنى بإيرادات كبرى الشركات. وأوضحت المجلة أن العملاقين التجاريين مدرجان فى بورصة فرانكفورت للأوراق المالية وانتهت الخلافات التى سيطرت على تاريخ الشركتين منذ زمن بعيد. وتعود قصة تأسيس شركات الأحذية الرياضية إلى عام 1924 عندما بنى الشقيقان مصنع أحذية "الأشقاء داسلر" الرياضية- في مدينة هيرتسوجيناوراخ البافارية الصغير. وكان الشقيق الأكبر أدولف يعمل بصفته الحرفي التصميمي بينما عمل رودولف كبائع له كاريزما، وقاما بعملهما في غرفة الغسيل الخاصة بأمهما قبل أن يبتسم لهما الحظ في النهاية ليصبحان عمالقة عالميين، غير أن طريقهما لم يكن ممهدا، حيث خسرا بعضهما أمام تحديات الحياة التى تخللتها صعاب الحرب العالمية الثانية. ولكن كيف بدأت قصة نجاحهما؟ تكلل مجهود الأخوين بالنجاح الكبير فى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936 في برلين عندما اقترب أدولف من العداء الأمريكى جيسي أوينز ، وفتح حقيبة مليئة بالأحذية المزودة بقطع أشبه بالمسامير ، وأقنعه بالركض بأحداها. انتهى الأمر إلى فوز أوينز بأربع ميداليات ذهبية ، بينما حصل الرياضيون الآخرون الذين ارتدوا احذية الشركة على 3 ميداليات ذهبية و 5 فضيات وبرونزية. وشهدت علامة داسلر نجاحا تجاريا كبيرا بين عشية وضحاها. ووصلت المبيعات إلى 200 ألف زوجًا سنويًا وكانت لتستمر في النمو إن لم تندلع الحرب العالمية الثانية. انضم أدولف ورودولف إلى الحزب النازي حيث أظهر الأخير تفانيًا أكبر للقضية. وتم تحويل مصنعهما إلى لإنتاج معدات المجهود الحربي لألمانيا. خلال هذه الفترة من زمن الحرب وسنوات ما بعد الحرب المباشرة ، بدأت العلاقة بين الإخوة وزوجاتهما وعائلاتهما تتعثر. السبب الرئيسى غير معروف لكن النظريات تتراوح من الغيرة البسيطة والصراعات الشخصية ، إلى الخلافات السياسية والخيانة. بحلول عام 1948، انفصل الاثنان عن بعضهما البعض وأقاموا متاجرهما الخاصة، أحدها شمال نهر أوراخ والآخر جنوبًا، وأطلق أدولف اسم شركته الجديدة على أنها اشتقاق لاسمه الأول والأخير ، "أدى داس" جرب رودولف في البداية "رودا" ولكن بعد ذلك استقر على اسم "بوما". وأضافت المجلة الأمريكية أنه إذا كانت المنافسة تعزز الابتكار والتقدم، فاستطاعت شركات أديداس وبوما تحديد أعمدة الرأسمالية وتعمّق التنافس الشخصي بين أدي ورودي وأدى إلى تعزيز التفوق الدولي للأحذية. وبالنسبة لأدى ورودى، فإن أعظم المعارك التسويقية كاننت تكمن دائمًا فى رعاية الرياضيين، وأصبح محمد علي وفرانز بيكنباور وزين الدين زيدان رياضيين أسطوريين يروجون لأديداس. بينما روج أيقونات كرة القدم بيليه ومارادونا ونجم التنس بوريس بيكر إلى بوما. وأوضحت المجلة أن أدولف ورودولف لم يتصالحا مطلقًا فى الحياة، ووفاتهما المنية فى أوقات متفرقة من السبعينيات ورغم أنهما دُفنا فى نفس الكنيسة إلا أن جثمان كلا منهما وارى الثرى على طرفى الكنيسة، ليكونان أبعد ما يكون عن بعضهما. وختمت المجلة تقريرها قائلة إنه في عام 2009 ، لعب موظفو شركة أديداس وبوما مباراة ودية لكرة القدم في محاولة لدفن الأحقاد لأول مرة منذ الانقسام. على الرغم من المصافحة وحسن النية ، لا تزال الأشباح المريرة لأجدادهم تحوم فوق البلدة.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;