الفريق عبدالمنعم خليل أقدم القادة العسكريين لـ«انفراد»: انتصارى على شارون فى الإسماعيلية أسعد لحظات حياتى.. وقرار سعد الدين الشاذلى بعودتى للجيش الثانى فى أحداث «الثغرة» كان شفهيا.. ولم أعلم بموعد الح

فى صورة تحمل مفارقات كبيرة للغاية، يجلس الفريق عبدالمنعم خليل، قائد الجيش الثانى الأسبق، الذى يعد أكبر القادة العسكريين، حيث يبلغ من العمر 98 عاما، بجوار سرير طبى فى منزله، وبجواره كتب قد قرأها ربما من سنوات، وتملك منه السن، فجعله لا يستطيع التحرك بسهولة، إلا أن الرجل يتذكر كل شخصية فى الجيش المصرى، ويعلم كيف أوقف شارون فى الإسماعيلية، فكانت تلك اللحظة الأعظم فى تاريخه الممتد فى كافة حروب مصر، بداية من 1948، مرورا بحرب الاستنزاف وأكتوبر. ولم يبخل القائد الكبير فى حواره معنا بالمعلومات، وعن سر عودته لقيادة الجيش الذى أحبه فى 16 أكتوبر 1973، وبعد 10 أيام من بداية حرب أكتوبر، ورغم أن القرار كان شفهيا، وتسبب فى تدافعات كثيرة بعد ذلك، فإن المفاجأة الأكبر فى ذلك الحوار، أين كان هو يوم 6 أكتوبر 1973.. وإلى نص الحوار. فى أسرار الخداع والتمويه قرأت أنك لم تكن تعرف موعد الحرب فعليا رغم قيادتك للمنطقة المركزية العسكرية وهى من أهم المناطق؟ نعم كنت قائدا للمنطقة المركزية العسكرية، يوم 6 أكتوبر، ولم أعلم بموعد الحرب، وهذا يدل على درجة السرية الكبيرة التى كانت تطبقها القوات المسلحة، رغم أن هناك اجتماعا حدث يوم الخميس 4 أكتوبر، قبل الحرب بيومين، للحديث عن التقدير النهائى للقوات، ولكن لم يعلن فيه موعد الحرب نهائيا، بل أرسل للقادة مظاريف بها موعد الحرب، صباح يوم السبت 6 أكتوبر، وعلموا من المظروف موعد الحرب. هذا دليل على الخداع والتمويه الذى اتخذه السادات حينها؟ هو ما حدث فعلا، فقد كنت قائدا مسؤولا ولم أعلم موعد الحرب، وهذا أكبر دليل على السرية، وخطة الخداع المعمول بها فى القوات المسلحة، فقد كنت أمر على القوات، ففوجئت بالراديو، يعلن عبور الطيران المصرى للجهة الشرقية، وتدمير خط بارليف، فعدت على الفور للقيادة، وبدأت تنسيق الخطوط والتشكيل، وشعرت وقتها بأن عودتى للجيش الثانى قريبة للغاية، وعدت فعلا يوم 16 أكتوبر. كيف توليت قيادة الجيش الثانى مرة أخرى فى أكتوبر 1973؟ فوجئت يوم 16 أكتوبر، باتصال من الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان وقتها، وقد كان الرئيس السادات، والمشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، موجودين فى البرلمان، للحديث عن الحرب ومجرياتها، فقال لى:«لقد عينتك لقيادة القوات لمواجهة الثغرة، وسأخبر الرئيس ووزير الدفاع بعد انتهاء جلسة البرلمان»، وكان الأمر شفهيا. وهل نفذت القرار الشفهى؟ نعم، فلقد ذهبت للجيش الثانى الميدانى، وكنت أشعر بالسعادة البالغة، فأنا عائد لبيتى الذى أعرفه جيدا، وعرفت بعد ذلك أن الرئيس السادات حينما عاد للقيادة، قال لا بد أن يقود سعد الشاذلى، قيادة القوات فى الثغرة، ففوجئت يوم 18 أكتوبر، وأنا أقود القوات، بأن الشاذلى موجود، وهو الذى يقود الأمور، وبعد 36 ساعة من قياة الشاذلى للجيش الثانى، أخبرنى بأنه سيعود لمصر، لعرض الموقف على الرئيس السادات. لقد توليت المهمة بعد اللواء سعد مأمون.. نريد معرفة من هو سعد مأمون؟ اللواء سعد مأمون، كان شخصية ممتازة للغاية، وكان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، قبل أن يتولى قيادة الجيش الثانى الميدانى، وقد أدى مهمته على أحسن وجه، وله فضل كبير فى حرب أكتوبر، بأن قواته عبرت خط بارليف فى البداية. وكيف نجحت فى وقف الهجوم الإسرائيلى فى الثغرة؟ نجحت فى وقف القوات الإسرائيلية، وتصديت لهم بكل قوة، وهزمت قوات شارون فى الإسماعيلية، حتى إننا وقتها كنا نسمع استغاثاتهم فى اللاسلكى وهم يقولون «الحقونا»، وهم يفرون من القوات المصرية، وكان قائدهم شارون يصرخ لطلب الإمداد والعون، وكانت الطائرات ترفض مساعدتهم، خوفا من الدفاع الجوى والقوات الجوية المصرية، حيث واجهت قوات شارون، فى الإسماعيلية، وكانت القوات الإسرائيلية تهاجم الإسماعيلية من عدة جهات، ودارت معركة قوية للغاية بيننا، وكان لا يعنينا شارون، فهو مجرد عسكرى إسرائيلى لم يستطع فعل شىء، ولكن مجرد دعاية فقط، دون عمل حقيقى. إذن هذه أسعد لحظات حياتك؟ أعظم لحظة شعرت فيها بالفخر، وأننا نستحق مصر فعلا، هو يوم نجاحى فى صد الثغرة، ووقف قوات شارون عن دخول الإسماعيلية، وكانت القوات فى الصاعقة والمظلات، رجال بمعنى الكلمة، وكنا قادرين على صناعة المستحيل، فلقد تعلمنا فى الحرب خبرة الحرب، لأنها حرب مشتركة. بماذا تميز الإسرائيليون فى الحرب؟ الإسرائيليون كانوا شطار فى الدعاية، وكنا فاكرين إن القوات الإسرائيلية لا مثيل لها، ولكن لما حاربنهم اكتشفنا أنهم «جبناء وضعاف للغاية»، فالجندى الإسرائيلى يستخدم الأسلحة والتكنولوجيا فقط، لكنه يشعر بالخوف دائما، ويعوضون ذلك بالدعاية الإسرائيلية الكبيرة، حتى يشعروه بالأمان، ويشعروا عدوهم بالخوف. هل عدت لمنزلك أثناء فترة مواجهتك للإسرائيليين فى حرب أكتوبر؟ طوال 3 أشهر فى قيادة الجيش الثانى الميدانى، لم أذهب للمنزل يوما واحدا، بل كنت أركز فى الحرب، وكنت أضع الخطط للمواجهات، ولم أفكر فى المنزل أو الأصدقاء، بل كان الهدف أمامى أن ننتصر، ولا بديل عن الانتصار. من هو أعظم القادة فى حرب أكتوبر؟ أعظم حاجة فى حرب أكتوبر، الجندى المصرى، الذى حارب بأقل الإمكانيات، وانتصر على أقوى الجيوش، وكان عنوانا للتضحية والفداء، والقدرة على معرفة الوطن وقضاياه. وماذا تحمله فى ذاكرتك عن الفريق الشهيد عبد المنعم رياض؟ عبدالمنعم رياض، من الضباط الذين تفخر بهم مصر، وكان منذ عمله فى الجيش المصرى مميزا بين أقرانه، وكانت لحظة استشهاده من اللحظات المؤثرة فى الجيش المصرى، فقد كان البطل يعمل بكل بسالة وقوة، ويحب جنوده ولا يتركهم على الجبهة، فكان فى مقدمة الصفوف دائما. فى ظل النماذج القبطية فى الحرب مثل باقى زكى يوسف وفؤاد عزيز غالى..هل هناك نماذج أخرى؟ فى الحرب لم يكن هناك فرق بين قبطى ومسلم، فكلنا مصريون، الكل كان يحارب لأجل مصر والوطن وتراب مصر، ففى الحرب لم نسأل من هو قبطى ومن هو مسلم، بل الكل مصريون، وكانت مصر أولا، ولذلك نجحنا فى حرب أكتوبر، رغم كل الصعاب التى كانت موجودة، حيث كانت المهمة هو أن ننتصر. لو أردنا وصف حرب الاستنزاف.. ماذا يمكن أن نقول عنها؟ حرب الاستنزاف حرب كاملة، وبها بطولات عظيمة، واستطاعت القوات المصرية تنفيذ عمليات نوعية، وهزيمة القوات الإسرائيلية فى كثير من العمليات الشهيرة.


























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;