صور.. البابا تواضروس فى الإليزيه.. البطريرك لماكرون: نتمتع بالاستقرار والأمان فى محيط إقليمى مضطرب.. ونتصدى لمحاولات الفتنة بوحدتنا الوطنية.. والسفير المصرى بباريس: الرئيس الفرنسى أشاد باندماج الأقباط

لم يفوت البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية فرصة زيارته لفرنسا دون أن يمر بقصر الإليزيه بعدما استقبل فى يناير الماضى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بالكاتدرائية إذ وضع الأخير إكليلًا من الزهور فوق النصب التذكارى لشهداء الكنيسة البطرسية وتفقد الكاتدرائية. السفير إيهاب بدوى سفير جمهورية مصر العربية لدى باريس ومندوبها الدائم لدى اليونسكو - قال إن لقاء البابا تواضروس بالرئيس الفرنسى اتسم بالودية وساده مناخٌ من الاحترام والتقدير المتبادل، فى ضوء العلاقات الاستراتيجية المتميزة التى تربط بين مصر وفرنسا، وكذا ما يتمتع به البابا من مكانة روحية ودينية بوصفه رمزاً لمسيحيى مصر والكنيسة الوطنية المصرية. وذكر السفير إيهاب بدوى أن لقاء البابا تواضروس بالرئيس الفرنسى، والذى امتد لساعة كاملة، شهد تناولاً لأوضاع الشرق الأوسط والمسيحيين فيه، لا سيما مع ما تشهده المنطقة من موجات العنف والإرهاب ضد الأقليات الدينية والإثنية فيها، ومخاطر التهجير الناجمة عن عدم استقرار الأوضاع الأمنية فى عدد من دولها. وفى هذا الصدد، أعرب البابا عن أسفه لأوضاع المسيحيين فى تلك الدول جراء ويلات الإرهاب والصراعات، لافتاً إلى ما يمثله مسيحيو هذه الدول من عامل محورى يثرى ثقافتها ويعزز تعدديتها ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يظلوا فى أوطانهم. وأكد البابا تمتع شعب مصر بالأمن والاستقرار على الرغم مما يحيط بمصر من محيط إقليمى مضطرب، منوهاً إلى أن مسيحيى مصر هم مكون أصيل لشعبها، ويعيشون مع إخوتهم المسلمين فى ظل وطن واحد ومصير مشترك، لافتاً إلى المكانة الدينية لمصر فى الديانة المسيحية كونها كانت ملاذاً آمناً للسيدة العذراء والسيد المسيح هرباً من الاضطهاد، مؤكداً أن مصر اليوم باتت وستظل وطناً متسعاً للجميع ومفعماً بالمحبة لأبنائه ولزائريه. وفى هذا السياق، ثمّن البابا الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن الوحدة الوطنية المصرية وتماسك الشعب المصرى بجميع مكوناته يمثل حائط صد قوى أمام محاولات الإرهاب التى تستهدف تفكيك اللُحمة الوطنية المصرية، فى الوقت الذى ستظل مصر فيه مُصانة بعناية الله ووحدة أبنائها الذين يحيون معاً منذ قرون عديدة فى محبة وإخاء وتعاون.. وأكد البابا تواضروس الثانى أن محاولات الفتنة التى تحاول الجماعات الإرهابية نشرها بين أبناء الأمة المصرية مصيرها الفشل. وقد أثنى الرئيس ماكرون غالياً الجهود المصرية/ الفرنسية والتنسيق القائم بين البلدين على أعلى المستويات فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيداً بدور مصر الفاعل فى منطقة الشرق الأوسط وكونها دولة محورية تمثل نقطة توازن وعامل استقرار مهم لتلك المنطقة. كما أشاد الرئيس الفرنسى على التعاون والتنسيق مع مصر فى مجال تسوية الأزمات الإقليمية بالمنطقة على سبيل تحقيق الأمن والاستقرار لشعوبها، وهو الأمر الذى أكده البابا تواضروس، منوهاً إلى أن استقرار مصر بتاريخها وثقلها الديموجرافى يمثل صمام أمان لمنطقتها. فيما استعرض البابا تواضروس الثانى الجهود المشتركة للأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى إطار مبادرة "بيت العائلة"، وما تمثله من تجسيد عملى لروح التعاون البناء التى تسود العلاقة بين مسلمى ومسيحيى مصر، وهى المبادرة التى لاقت استحسان الرئيس الفرنسى، معتبراً إياها نموذجاً يحتذى به لترسيخ مبدأ التعايش السلمى والتآخى بين أبناء المجتمع الواحد. وأشار البابا إلى أن مصر دولة شابة؛ فإلى جانب عراقتها التاريخية؛ فإن ثلثى شعبها من الشباب، وهو الأمر الذى يؤكد أهمية التواصل مع تلك الشريحة المجتمعية وإيلاء الاهتمام اللازم بالتعليم، مشيداً بالتعاون المصرى الفرنسى فى هذا المجال، ومعرباً عن التطلع لاِستمراره.. وأوضح أنه حرص على عقد لقاءات خاصة مع شباب الجالية المصرية المسيحية فى باريس؛ تعزيزاً للتواصل وحرصاً على الحوار المستمر مع الشباب. وفى هذا الصدد، أكد الرئيس الفرنسى أهمية التعليم ودوره فى بناء العقول وغرس قيم التعايش المشترك وقبول الآخر، منوها الى ما يوليه من أولوية للتعاون المصرى الفرنسى فى مجال التعليم. وأضاف السفير إيهاب بدوى أن اللقاء تناول أوضاع الجالية المصرية المسيحية فى فرنسا والتى أشاد الرئيس ماكرون باندماجها فى المجتمع الفرنسى، كما مثل اللقاء فرصة لتعرف الرئيس الفرنسى على النشاط الرعوى الذى شهدته زيارة البابا إلى باريس، والذى شمل تدشين كاتدرائية "السيدة العذراء والملاك روفائيل" القبطية فى باريس.. وقد أعرب البابا عن امتنان الكنيسة المصرية للسلطات الفرنسية فى ضوء ما يحظى به شعبها ومؤسساتها من رعاية وتعاون وتيسير لأنشطتها على الأراضى الفرنسية، مشيداً بحُسن الاِستقبال والحفاوة التى حظيت بها زيارته إلى فرنسا، ومعرباً عن التطلع إلى اِستمرار روح التعاون والمحبة التى تسود علاقات الكنيسة القبطية المصرية بكافة المؤسسات الفرنسية الدينية والرسمية. ومن ناحية أخرى، ذكر السفير إيهاب بدوى أنه فى إطار إعلان عام 2019 عاماً ثقافياً مصرياً/ فرنسياً، والذى شهد العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المصرية المتبادلة، فإنه جارى الإعداد لعرض أوبرا "مصر الطريق" فى باريس خلال نوفمبر 2019، والتى تُعد سرداً فنياً منذ البشارة بمولد السيد المسيح (عليه السلام) وحتى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر وما تضمنته من محطات مختلفة كعملٍ مصرى خالص تضافر فيه نتاج إبداع أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;