تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها،ما زالت إيران تمثل تحديا كبيرا للغرب، وللقوى الإقليمية، يحتاج إلى مزيد من التفكير.
مأمون فندى: تحدى إيران
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، ما زالت إيران تمثل تحديا كبيرا للغرب، وللقوى الإقليمية، يحتاج إلى مزيد من التفكير، فهناك ثلاث قضايا جوهرية فى التحدى الإيرانى؛ الأولى هى الملف النووى بأبعاده الدولية، والثانية هى سياسة عدوانية إقليمية توسعية، والثالثة هى ملف الإرهاب والقرصنة البحرية.
وفى نقاش لمحاولة فهم التعامل مع التحدى الإيرانى، سادت وجهتا نظر؛ الأولى متفائلة ترى أن ما يحدث من حراك في لبنان والعراق قادر على تقليم أظافر إيران، وذلك لأن السياسة محلية في الأساس، ولو تحركت القوى المحلية، فإن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى تغيير البيئة التي ساعدت في السابق إيران على تثبيت أرجلها في العراق ولبنان واليمن، وعوّل الحاضرون على ما يحدث في العراق أولويةً.
النظرة الثانية متشائمة، حيث ترى أن إيران فى طريقها لتحقيق حلمها النووى، وأن هذا الخطر يزداد، نتيجة أن إيران لها جبهتان مع دول إقليمية أساسية، فلها الآن حدود مع المملكة العربية السعودية من خلال العراق واليمن، كما أن لها حدودا مع إسرائيل من خلال سوريا وجنوب لبنان. وإذا ما ارتكبت إيران حماقة على أى من الجبهات الأربع، فهذا بالضرورة سيؤدى إلى حرب إقليمية، لا يبدو أن الغرب مستعد لها، فى ظل تراجع أمريكى، أو سمه انسحابا من الشرق الأوسط، وفى ظل موقف أوروبى لا يتوافق مع أمريكا فى طريقة التعاطى مع طهران.
بدر بن سعود: إيران بين مبادرة الأمل وتخصيب اليورانيوم
أعلنت إيران يوم السبت 9 نوفمبر 2019 بأنها سلمت دول الخليج والعراق خطتها الإقليمية للأمن والتعاون فى المنطقة، أو ما يعرف بمبادرة هرمز للسلام، التى يطلق عليها توددا تسمية "مبادرة الأمل"، ولا أدرى عن نوع الأمل الذى تبشر به، وهذه المبادرة تكلم عنها الرئيس روحانى فى الأمم المتحدة فى 25 سبتمبر 2019، ومن بنودها تحقيق أمن الطاقة ضمن تحالف يضم دول الخليج وفى مقدمتها المملكة بالإضافة لإيران، بجانب تأمين حرية الملاحة فى مضيق هرمز، والالتزام بعدم الاعتداء أو التدخل فى الشئون الداخلية لدول التحالف المقترح، وهو مشروط بعدم دخول دول أجنبية فيه، والمعروف لا يعرف بطبيعة الحال، ولعلها مفارقة أن تفترض المبادرة وجود جهات مجهولة تهدد أمن الملاحة وتتعرض لناقلات النفط فى المضيق، بينما الشواهد تؤكد وقوف إيران خلف كل ما يحدث، وأن ما تقوم به يدخل فى خانة ردة الفعل على خروج أمريكا من الاتفاق النووى معها في 2018 والعقوبات الاقتصادية التي ترتبت عليه.
مفتاح شعيب: "قنبلة" داخل "الناتو"
أكد الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فجر، قبل أيام، قنبلة صوتية داخل حلف شمال الأطلسى "الناتو"، عندما أعلن أن هذا الحلف "مات دماغيا" بسبب غياب التنسيق الاستراتيجى بين الولايات المتحدة وشركائها، موجها انتقادا شديدا لنظيره الأمريكى دونالد ترامب متهما إياه بجعل الحلف أشبه بالمشروع التجارى لدر المال والصفقات لصالح واشنطن.
تصريح ماكرون الجديد، استتباع لمواقف أوروبية دأبت على توجيه سهام النقد إلى الحلف الأطلسى والعلاقة مع واشنطن. وكان الطرح الفرنسى لبناء قوة دفاع أوروبية مقدمة لحملة تشكيك مستمرة فى قدرة الحلف الأطلسى على مواكبة التحولات الجيو سياسية العاصفة والتى تعيد توزيع موازين القوى فى العالم. وربما يكون تصريح ماكرون، الذى نشر بالتزامن مع زيارته إلى الصين، تعبيرا عن هذا الوعى، وفضلا عن الولايات المتحدة، أشار الرئيس الفرنسي إلى سياسة تركيا، العضو في "الناتو"، وتدخلها فى الشمال السورى وما يمكن أن ينجم عنه من مأزق للحلف إذا اندلع صراع عسكرى واسع تورطت فيه أنقرة، لاسيما أن هذا العضو له سوابق فى تهديد سياسة الحلف، ومنها الأزمة التى اندلعت عام 1974، عندما غزت القوات التركية جمهورية قبرص وأنشأت فيها دولة "قبرص التركية". وعندما تصبح الدول الأعضاء فى الحلف غير منضبطة وتتجاوز صراحة القانون الدولى، فإن مصداقية هذا التكتل العسكرى الواسع تصبح على المحك.
