التاريخ يعيد نفسه فى انتخابات إسبانيا ويمنح الاشتراكيين فرصة جديدة.. مفاوضات تنتظر "سانشيز" لتشكيل الحكومة.. وصعود اليمين المتطرف يعقد المباحثات.. 17حزبا فى البرلمان وكتلة الإنفصاليين ترتفع إلى 21 نائ

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه من جديد في إسبانيا ، فللمرة الثانية في ستة أشهر، لم يمنح الناخبون أيا من الجناحين اليمينى أو اليسارى، ما يكفى من الأصوات لحكم البلاد بالأغلبية، رغم فوز الاشتراكيين بأغلب المقاعد، لكن دون أغلبیة كافیة لیكرر التاریخ نفسه في غضون ستة أشھر. ولم يتغير ميزان القوى بين الكتل الأيديولوجية التقليدية، بدرجة تذكر منذ الانتخابات السابقة فى أبريل، لكن تقسيم الأصوات بين الأحزاب المحافظة اختلف بدرجة كبيرة، وقد يكون فى الأفق البحث عن مغامرة انتخابات جدیدة. ويواجه الزعيم الاشتراكى، بيدرو سانشيز، القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسبانى، احتمال الدخول فى مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة جديدة ، بعد أن أسفر رهانه على إجراء انتخابات ثانية هذا العام عن عدم ظهور فائز واضح وصعود اليمين المتطرف، وبعدما حصل حزبه العمال الاشتراكى على 120 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 350، أى أقل بثلاثة مقاعد مما حصل عليه فى أبريل الماضى. وعلقت صحيفة "إل بايس"، بقولها "بدا تشكيل الحكومة معقدا فى أبريل ولكنه الآن هيروغليفية لا تفك طلاسمها". الزعيم الاشتراكى، بيدرو سانتشيز وبلغت المشاركة الانتخابیة في الانتخابات التشریعیة الـ 14 في تاریخ إسبانیا الدیمقراطي 9ر69 % مقارنة بـ7ر71 % في انتخابات 28 أبریل الماضي، وعدد الناخبین المدعوین للمشاركة في انتخاب 350 نائبا بمجلس النواب، و208 نواب في مجلس الشیوخ بلغ 1ر37 ملیون ناخبا.

صعود للمحافظين والأمل فى بديل وطنى وحسن الحزب الشعبى المحافظ، النتيجة المخيبة للآمال التى حققها فى أبريل، بحصوله على 88 مقعدا، بزيادة 22 مقعدا، كان الحزب الشعبى يتناوب الحكم مع الحزب الاشتراكى على مدى عقود بعد خروج إسبانيا من حكم الدكتاتور فرانثيسكو فرانكو فى سبعينيات القرن الماضى. لكن حزب المواطنين (ثيودادانوس) ، الذى يمثل يمين الوسط حصل على 10 مقاعد فقط ، وحل محله حزب فوكس اليمينى المتطرف الذى حصل على 52 مقعدا، وظهر كثالث أكبر حزب فى البرلمان. وبدا لفترة طويلة أن إسبانيا بمنعة من صعود اليمين المتطرف، نظرا لأن الكثير من الإسبان لا يزالون يتذكرون عهد فرانكو، لكن زعيم حزب فوكس سانتييجو أباسكال قال إنه سيعمل الآن على بناء ما وصفه بأنه "بديل وطنى" لإسبانيا. انتخابات إسبانيا 4 انتخابات ودعوات انفصال كتالونيا وبعيدا عن توضيح الصورة فقد ازدادت تعقیدا، وبعیدا عن الخروج من المتاھة تم التوغل فیھا أكثر لاسیما مع تكشیر الیمین المتطرف عن أنیابه ، فهذه رابع انتخابات تجريها إسبانيا فى 4 سنوات، وعلى مدى السنوات العشر الماضية شهدت البلاد سياسات تقشف وأوشكت على انهيار اقتصادي، وشهدت الإطاحة بحكومة الحزب الشعبي، بسبب فضيحة فساد، لكن هذه المرة كان سعى إقليم كتالونيا للانفصال، والذى تحول إلى العنف بعد سجن زعماء انفصاليين أكتوبر الماضى فى مقدمة اهتمامات الناخب الإسبانى. وجاءت نتائج الانتخابات واضحة بفوز الاشتراكیین على المحافظین وابتعاد الیمین عن الوسط، وانزلاقه باتجاه الیمین المتطرف مع تقدم الطیف الانفصالي الكتالوني ونمو التعددیة الحزبیة. ملك إسبانيا خسارة العمال والتكتل اليسارى وعلى الرغم من فوزه بالانتخابات، خسر حزب العمال الاشتراكي، ثلاثة نواب مقارنة بانتخابات إبریل الماضي، حيث حقق 120 مقعدا، محققا 7ر6 ملیون صوت یشكلون 28 % من الأصوات في البرلمان المؤلف من 350 نائبا وتقف الأغلبية الساحقة فيه عند 176 نائبا. وخسر التكتل الیساري في البرلمان الإسباني، سبعة مقاعد، حيث تراجع ائتلاف (أونیداس بودیموس) من 42 نائبا في أبریل الماضي إلى 35 نائبا ، في الوقت الذي حقق حزب (ماس باییس) الجدید على الساحة ثلاثة مقاعد ليتراجع التكتل اليساري من 165 نائبا في انتخابات أبریل إلى 158 نائبا ويكون بحاجة إلى 18 صوتا لتشكيل أغلبیة ساحقة في البرلمان. انتصار اليمين المتطرف من جانبه شھد تكتل اليمين تحسنا، حيث رفع الحزب الشعبي المحافظ عدد نوابه من 66 نائبا في أبریل إلى 88 نائبا، فيما حقق الحزب اليميني المتطرف (بوكس)، انتصارا مدويا معززا وجوده في الغرفة السفلى بالانتقال من 24 نائبا إلى 52 نائبا في مشاركته الثانية في الانتخابات العامة لكن حزب (ثیودادانوس) مني بھزیمة كارثية مع خسارة 47 نائبا والانتقال من 52 مقعدا في البرلمان إلى 10 مقاعد فقط. وعلى الرغم من نمو الیمین، فھو لا يرقى بأي شكل إلى الأغلبية الكافية ، إذ يشكل 151 مقعدا في مجلس النواب ويحتاج إلى دعم 25 نائبا آخر لتشكيل حكومة، ومن الصعب جدا حصوله على تأييد الأحزاب الأخرى باستثناء حزب (نافارا) الذي يحظى بنائبين اثنين. سيناريوهات تشكيل الحكومة وتشير البیانات إلى أن تشكيل حكومة بات اليوم أصعب، وأكثر تعقيدا، مقارنة بأبریل الماضي، لكن مهمة بناء أغلبية كافية لتشكيلھا تقع على عاتق الزعيم الاشتراكي رئيس الوزراء المنتھية ولايته بیدرو سانشیز وأمامھ طریقان. يجسد الطریق الأول في محاولة إعادة استكشاف الحلول مع حلفائه على يساره، والعودة إلى مفاوضات الأشھر الماضية لتشكيل حكومة مع (أونیداس بودیموس)، و(ماس باییس) مع دعم الحزب الباسكي القومي، وبعض التمثيلات السياسية الأخرى، وربما امتناع الانفصاليين الكتالونيين الذين عززوا وجودهم في البرلمان عن التصويت في جلسة التنصيب. ولكن هذا الطريق شائك لأنه يفتح مجددا النقاش (العقيم في الأشهر الماضية) حول صيغة الحكومة المستقبلية سواء كانت ائتلافية أم لا وسط، وتراجع الثقة بين الزعيم الاشتراكي وزعيم (بودیموس) بابلو إجليسياس أثر إخفاقهم في تلك المهمة منذ أبريل الماضي. كذلك تدهورت العلاقة بین سانشیز والانفصالیین الكتالونیین منذ الحكم بالسجن على الزعماء الانفصالیین في منتصف شھر أكتوبر الماضي وبات أولئك یرون في سانشیز عدوا لھم وعقبة في طریقھم كما ان لجوء سانشیز إلیھم سیضعف موقفھ أمام المعارضة الیمینیة التي لن تتردد في اتھامھ بتأیید "من یرغبون بتقسیم إسبانیا" كما فعلوا في السابق عندما أيده الانفصالیون في حجب الثقة عن خلفه ماریانو راخوي. أما الطریق الثاني فهو البحث عن حلفاء على یمینه في الطيف السیاسي، ولاسيما الحزب الشعبي الیمیني وحزب (ثیودادنوس) الموالي. وھذا طریق لا یقل تعقيدا لسبيين، يكمن الأول في أن دعم هاذين الحزبین غیر كاف بحد ذاتھ وسیبقى سانشیز بحاجة لدعم خارجي إضافي قد لا یمنح لھ في حین یكمن الثاني في أن الحزب الشعبي قد لا يجرؤ على اتخاذ تلك الخطوة أمام عدم القدرة على تبرير ذلك أمام ناخبيه وتھديد المتطرف (بوكس) بإزاحته عن زعامة المعارضة، وزعامة اليمين، إذا ما قرر دعم سانشيز. ویؤدي كلا الطريقین إلى حكومة اشتراكية (سواء كانت ائتلافية أم لا) بأقلية وقاعدة برلمانية ھشة وعلى الرغم من أنهما طریقان معقدان فإن انتخابات ثالثة لن تحل هذا التعقيد، ومن الأفضل لمصالح إسبانيا تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن. ویملك سانشیز مفاتیح تشكیل حكومة تنقذ إسبانيا بعد أربع سنوات من عدم الاستقرار السیاسي شھدت فیھا أربعة انتخابات عامة، كما یملك فرصة ثانية لتشكيل حكومة عجز عن تشكیلھا في المحاولة الأولى. ودعا رئیس الوزراء المنتھیة، ولایته بيدرو سانشيز، عقب فزر الأصوات جميع الأحزاب السیاسیة إلى التفاوض، مؤكدا انه سیعمل على تشكیل حكومة تقدمیة مستقرة لفك حالة الانسداد السیاسي في أسرع وقت ممكن. تصعيد في كتالونيا يأتى هذا في الوقت الذي يصعد فيه المحتجون فى كتالونيا المطالبين بالانفصال عن إسبانيا من تحركاتهم ، حيث أغلقوا نقطة حدودية على الطريق السريع إيه.بي-7 الذي يربط بين الإقليم وفرنسا ، مما أوقف حركة المرور في الاتجاهين. وقال متحدث باسم شرطة إقليم كتالونيا إن نحو 500 شخص أغلقوا الطريق السريع، المهم لحركة الشاحنات من فرنسا إلى جنوب إسبانيا، عند نقطة لا جونكيرا الحدودية بعضهم كان على الجانب الفرنسي والبعض الآخر على الجانب الإسباني. وأضاف أن حركة المرور يجري تحويلها إلى طريق آخر وأن المحتجين يقيمون منصة هناك. ويشهد إقليم كتالونيا، احتجاجات حاشدة منذ صدور أحكام سجن مطولة في منتصف الشهر الماضي بحق تسعة من قادة الانفصاليين الذين تزعموا محاولة استقلال فاشلة في 2017، وأعلنت جماعة (تسونامي الديمقراطية) السرية، التي نظمت احتجاجات حاشدة منها احتجاج في مطار برشلونة الشهر الماضي، مسؤوليتها عن قطع الطريق اليوم الاثنين. وقال المتحدث باسم الشرطة إن ضباطا من وحدة مكافحة الشغب من شرطة إقليم قطالونيا متمركزون عند منطقة لتحصيل الرسوم على بعد نحو أربعة كيلومترات من موقع الاحتجاج على الحدود الإسبانية الفرنسية. ودعت جماعة تسونامي الديمقراطية الناس للاحتشاد عند نقطة الحدود المغلقة، وقالت على تويتر إن هدفها هو دعوة المجتمع الدولي "لأن يوضح للدولة الإسبانية أن السبيل الوحيد هو الجلوس والحوار".












الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;